وُلد الكاتب الأيرلندي
كليف ستيبلز
لويس ( 1898 _ 1963 ) في بلفاست. يُعرَف باسمه الأدبي الشهير"سي. إس.
لويس". كان والده محاميًا،ووالدته ابنة كاهن كنيسة أيرلندا الإنكليكانية.
عندما
كان صبيًّا، كان لويس مفتونًا بِمُجسَّمات الحيوانات. سقط في حب قصص "
بياتريكس بوتر " . وكثيرًا ما كتب قصصه الخاصة عن الحيوانات . هو وشقيقه
وارني صنعا عالَم بوكسن، الذي تسكنه وتديره الحيوانات . أحب لويس القراءة ، وكان
منزل والده مليئًا بالكتب .
تعلم لويس مِن قِبَل مُدرِّسين خصوصيين قبل
أن يتم إرساله إلى مدرسة
ينيارد في واتفورد،
هيرتفوردشاير في عام 1908 ، بعد وفاة والدته بمرض السرطان . وكان شقيقه قد التحق
هناك قبل ثلاث سنوات.لَم يمضِ وقت طويل حتى تم إغلاق المدرسة بعد ذلك نظرًا لعدم
وجود التلاميذ، وتحوَّلت إلى مستشفى للأمراض النفسية .
التحق لويس بعد ذلك بكلية كامبل في شرق بلفاست
، نحو ميل من منزله، لكنه غادر بعد بضعة أشهر بسبب مشاكل في التنفس. وبعد ذلك أُرسِل
إلى المدينة الصحية منتجع مالفيرن ، حيث حضر
المدرسة الإعدادية " بيت شيربورج " . وكان خلال هذا الوقت قد تخلى عن
الإيمان المسيحي الذي عاشه في طفولته ، وأصبح ملحدًا ، يهتم بالأساطير والسحر
والتنجيم . وفي سبتمبر 1913 ، التحق لويس بكلية
مالفيرن .
عندما أصبح مراهقًا ،
كان لويس مندهشًا من الأساطير والأغاني القديمة ( الأدب القديم مِن الدول
الإسكندنافية المحفوظ في الملاحم الأيسلندية ) . وهذه الأساطير كثَّفت اشتياقه
الداخلي الذي دعاه في وقت لاحق " الفرح " . نشأ أيضًا على حب الطبيعة
وجمالها الذي جعله يتذكر قصص الشمال ، وقصص الشمال جعلته يتذكر جمال الطبيعة .
انتقلت كتاباته في سن المراهقة بعيدًا عن
حكايات بوكسن،وبدأ باستخدام أشكال فنية مختلفة، بما في ذلك الشعر الملحمي والأوبرا ، لتصبح اهتمامَه الجديد
الذي حصل عليه في الميثولوجيا
الإسكندنافية والعالَم
الطبيعي.درس لويس الأدب
اليوناني والأساطير، مِمَّا
ساهم في تفعيل مهارات التفكير والمناقشه لديه . وفي عام 1916 ، حصل لويس على جائزة
المنحة الدراسية بجامعة أكسفورد. وقبل
أن يُسمَح له بحضور أكسفورد، تم تجنيد لويس في الحرب
العالمية الأولى . وخبرته وسط أهوال الحرب ثبَّتت
قناعته بالإلحاد .
اختبرَ لويس صدمة ثقافية مُعيَّنة عند وصوله
إلى إنجلترا ، وكتبَ في " أتعجَّب من الفرح " : (( لا يوجد رَجل إنجليزي سوف يكون قادرًا على
فهم انطباعاتي الأولى عن إنجلترا . اللهجات الإنجليزية الغريبة التي كُنتُ مُحاطًا
بها ، تبدو مِثل أصوات الشياطين . ولكن ما كان أسوأ هي المناظر الطبيعية هناك .
لقد صنعتُ خلافًا مُنذ ذلك الوقت ، ولكن في تلك اللحظة كُنتُ أكنُّ بداخلي كراهيةً
لإنجلترا التي استغرقت سنوات عديدة للشفاء منها )) .
تنوَّعت اهتمامات لويس بين أدب القرون الوسطى، وعلم
العقائد في المسيحية، والنقد الأدبي، والبث الإذاعي ،
والعلاقة الافتراضية بين الخير والشر، بالإضافة إلى سلسلة الأطفال الشهيرة التي كتبها
" سجلات نارنيا
" ، وكتب خيالية أخرى ، مِثل : رسائل سكروتيب ، وثلاثية الفضاء .
كان لويس صديقًا حميمًا للكاتب تولكين ،
مؤلف " سيِّد الخواتم " . وكان كلاهما شخصيتين بارزتين في الكلية
الإنجليزية في جامعة أكسفورد ، وفي
المجموعة الأدبية غير الرسمية في أكسفورد التي كانت معروفة بالإنكلينكز .
وحَسَب مذكراته تحت عنوان " مفاجأة
الفرح " ، كان لويس قد تعمَّدَ في كنيسة أيرلندا عند الولادة ،
ولكنه ارتدَّ عن إيمانه في سن المراهقة. وبفضل تأثير تولكين وغيره من
الأصدقاء، رجع لويس إلى المسيحية في الثلاثين من عُمره، وأصبح عضوًا عاديًّا في كنيسة إنجلترا . وقد أثَّرَ
تحوُّله الديني تأثيرًا عميقًا على عمله ، وجلبت له إذاعاته في زمن الحرب العالمية
الثانية بشأن المسيحية شهرة واسعة .
في عام 1956 ، تزوَّج
لويس من الكاتبة الأمريكية جوي
جريشام، التي كانت أصغر منه بسبع عشرة سنة والتي تُوُفِّيت بعد أربع سنوات بسبب
السرطان في الخامسة والأربعين من عُمرها.
وتُوُفِّيَ لويس بعد ثلاث سنوات من وفاة
زوجته ، بسبب أزمة قلبية ، قبل أسبوع واحد من عيد ميلاده الخامس والستين. وكانت
التغطية الإعلامية بسيطة، نظرًا لتزامن وفاته مع اغتيال الرئيس الأمريكي كينيدي ، ووفاة الكاتب ألدوس هكسلي .