وُلد الروائي الياباني
كنزابورو أوي ( 1935_ ... ) في محافظة إهيمه في جزيرة شيكوكو . حصل على جائزة نوبل
للآداب عام 1994، بسبب " صناعة عالَم مُتخيَّل حيث تتكثَّف الحياة والأسطورة
لتشكيل صورة مُثيرة للقلق مِن المأزق الإنساني اليومي " . وعندما حصل عليها
أعلنَ توقفه عن الكتابة ، مُعْلِنًا بأن ابنه مِن ذوي الاحتياجات الخاصة أصبح
صَوْتَه .
كَرَّسَ أوي جُزءًا كبيرًا مِن خطاب استلامه
لجائزة نوبل عن مواطنه ياسوناري كاواباتا ( أول ياباني يفوز بجائزة نوبل للآداب )
، قائلاً إن غموض قصائد كاواباتا خاضع لتأثير الرهبان البوذيين في العُصور الوسطى
، الذين كانوا مصدر إلهام لكاواباتا . وبدلاً من الشعور بالتقارب الروحي مع مواطنه
كاواباتا ، قال إِنه يشعر بتقارب أكبر مع الشاعر الأيرلندي وليام بتلر ييتس الذي
كان له تأثير على كتاباته وحياته .
يُعتبَر أوي شخصيةً كبيرة في الأدب الياباني
المعاصر . كما أن رواياته وقصصه القصيرة ومقالاته المتأثِّرة بقوة بالأدب الفرنسي
والأمريكي والنظرية الأدبية،تتعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية والفلسفية ،
بما فيها الأسلحة النووية، والطاقة النووية، وعدم التوافق الاجتماعي ، والوجودية .
ويُعَدُّ أحد أبرز مُمثِّلي جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية في الأدب
الياباني ، على نحو يتَّضح في الكتابة، كما مِن أفكاره وموضوعاته القصصية وغَيرها
.
لفت أوي انتباه الوسط الأدبي عام 1957بعمل
قصصي عنوانه " مِعطاؤون هُم الموتى " . وكانت روايته الأولى "
أُقْطُف البُرعم ودَمِّر الذُّرِّية ( 1958) لَقِيَت إعجابًا واسع النطاق . ثم نال
جائزة قَيِّمة بالنسبة لكاتب شاب على قصة له نُشرت عام 1958 أيضًا . إلا أن روايته
" جيلنا " ( 1959) لَم تنل نفس التقدير .
انشغل أوي بعد ذلك بالنشاط السياسي حيث كان
ضمن اليسار الجديد،وألَّف في هذا السبيل عملاً بعنوان " مسألة شخصية " (
1964) ، تناول فيه مشكلات الشباب في مرحلة ما بعد الحرب ، مُتَّخِذًا من شخصية
ابنه هيكاري الذي وُلد مُعَاقًا ، محورًا ورمزًا لإعاقة أشمل .
مِن أعمال أوي الأخرى الروايتان : "
عَلِّمْنا كيف نتجاوز جنوننا " ( 1969) ، و" استيقظ أيها الإنسان الجديد
" ( 1983) ، ودراسة للأساطير الإقليمية نشرت عام 1986 .
وصدرت له بالإنجليزية مجموعة من المحاضرات
التي ألقاها في السويد والولايات المتحدة بعنوان " اليابان الغامضة وأنا
" ( 1995) . مِنها محاضرته في ستوكهولم ( عاصمة السويد ) ، والتي عَبَّرَ
فيها عن شُعوره بتحوُّل اليابان إلى بلد غامض ، يَغترب عن تُراثه وانتمائه الثقافي
القاري في محاولته لمواكبة رَكْب الحضارة الغربية .
عُرف أوي بالتزامه المزدوج بمبدأين لَم
يَحِد عنهما ، وهُما : الوصف الدقيق لمشاعر وخلجات الروح البشرية ، والتَّمسك
بالمبادئ السياسية التي قامت عليها نهضة اليابان في فترة ما بعد الحرب العالمية
الثانية .
وقد شاركَ في حملات سلمية مُناهِضة للأسلحة
النووية ، وألَّف كُتُبًا عن القصف الذَّري لهيروشيما وناغازاكي .
وفي أعقاب كارثة فوكوشيما النووية عام 2011 ، حَثَّ أوي رئيسَ الوزراء الياباني على وقف خطط إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية والتخلي عنها . وقال إن اليابان تتحمل مسؤولية أخلاقية في هذا المجال .