وُلدت
الأديبة الجنوب أفريقية نادين غورديمير ( 1923_ 2014) في
بلدة سبرينغز في منطقة المناجم في إيست راند بالقرب من جوهانسبرغ ، مِن أب ليتواني يهودي
وأم إنجليزية مسيحية ، وتَرَبَّت في بيئة برجوازية بيضاء بمرجعية كاثوليكية .
وبسبب مُعاناتها من مرض القلب في طفولتها ومُراهقتها ، كانت تقضي جُل وقتها في
المطالعة والقراءة وهي طريحة الفِرَاش .
ترعرعت في بيئة شهدت الكثير من فترات
التفرقة العنصرية ، التي كانت تُمَيِّز أو تُؤمن بتفوُّق العِرْق الأبيض على نظيره
الأسود، ولكنها لَم تحمل التفرقة العنصرية والمشكلات العِرقية في بلدها. وكتبت أول
قصة لها في سن التاسعة ، وكانت عندها متأثِّرة بما قامت به الشرطة بجنوب أفريقيا
مِن عملية مُداهَمة وتفتيش لمنزل خادمتها السَّوداء .
تُعتبَر ناشطةً حقوقية ، وكاتبة مُناهِضة
لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا . كتبت ما يزيد على ثلاثين كِتابًا ، وحصلت
على جائزة نوبل للآداب عام 1991 عن مُجمَل أعمالها المناهِضة للتمييز العنصري في
بلادها . وقد حصلت سابقًا على جائزة بوكر الأدبية عام 1974 .
وُصِفَت بأنها " سيدة الأدب الأفريقي
" ، وأنها من " كُتَّاب الضمير " ، وَوَصفت هي نفسها بأنها "
أفريقية بيضاء " .
بدأت الكتابةُ مُبَكِّرًا ، فَقَدَّمت أُولى
رواياتها "تعال غدًا ثانيةً " وهي في الخامسة عشرة . وفي نفس العُمر
نشرت بعض كتاباتها في عدد من المجلات الأمريكية ، ثم نشرت مجموعتها القصصية الأولى
" فحيح الحيَّة الخافت " عام 1952، وتوالت أعمالها بعد ذلك ، فأصدرت خمس
عشرة رواية ، وخمس عشرة مجموعة قصصية ، إضافة إلى بعض الأعمال النقدية .
تَنَوَّعت أعمالُها بين الروايات والقصص
القصيرة، وكانت موضوعاتها الرئيسية تتناول تبعات الفصل العنصري والمنفى والاغتراب
.
وكانت آخر رواياتها " لا وقت كالوقت
الحاضر " التي نُشرت عام 2012، عن مُناضِلين مخضرمين في مُقاومة نظام الفصل
العنصري ، يُعالِجون القضايا التي تُواجِه المجتمع الحديث في جنوب أفريقيا . وكانت
الكاتبة_ التي كرَّست جهودها لمجابهة نظام الفصل العنصري_ عُضْوًا قياديًّا بارزًا
في المؤتمر الوطني الأفريقي، وحاربت من أجل إطلاق سراح الزعيم نيلسون مانديلا ،
لِيُصبحا بعد ذلك صديقَيْن حميمَيْن .
منعت الحكومةُ في جنوب أفريقيا عددًا من
كُتب غورديمير في فترة الحكم العنصري في البلاد ، وقامت بالتَّضييق على الكاتبة من
أجل إسكاتها وتهميشها ، ومنعها من إيصال صوتها الأدبي المؤثِّر .
كانت غورديمير على علاقة مُميَّزة مع
العالَم العربي والثقافة العربية ، وربطتها علاقة وثيقة بالروائي المصري نجيب
محفوظ، وكانت مهتمة بأعماله . وقد كتبت مقدمة الترجمة الإنجليزية لكتابه "
أصداء السيرة الذاتية " ، فضلاً عن مُناصرتها للقضية الفلسطينية ، ودعوتها
لإيجاد حل يكفل حقوق الشعب الفلسطيني ، وإِن كان يُؤخَذ عليها حضور احتفالات
الذكرى السِّتين لتأسيس الكيان الصهيوني ( ما يُسمَّى بدولة إسرائيل ) .
تُرجِمت لها عِدَّة أعمال إلى اللغة
العربية، مِنها " ضَيف الشرف "، و"قوم جولاي" ، و"
العالَم البرجوازي الزائل " ، و " بلد آخَر".
مِن أبرز رواياتها : أيام الكذب ( 1953) . عالَم من الغرباء ( 1958) . ضيف الشرف ( 1970) . شعب يوليو ( 1981) . قصة ابني ( 1990) . الحصول على حياة ( 2005) .