عِندَما تَذُوبُ
الحضارةُ تَحْتَ صَليلِ السُّيوفِ / كَما يَذوبُ المِكياجُ تَحْتَ شَمْسِ الظهيرةِ
/ عِشْ في قَلْبِ امرأةٍ غَامضةٍ لِيُصْبِحَ دَمُكَ حَضارةً / بَيْنَ مُلوكِ
الطوائفِ وَتُجَّارِ الحُروبِ / جَاءَ الاحتضارُ الشَّاسِعُ أيَّتُها اللبُؤَةُ /
دُودُ القُبورِ سَيَأكُلُ ثَدْيَيْكِ / اللذَيْنِ تَفتخرينَ بِهِمَا أمامَ جُثَثِ
الجنودِ القَتلى المَنْسِيِّينَ في المعركةِ / والدُّوَيْلاتُ البَدويةُ اللقيطةُ
يَحْكُمُهَا رُعيانُ الغَنَمِ / الذِينَ يُسَمُّونَ أنفُسَهُم أُمَرَاءَ
المُؤمِنين /
ضَوْءُ
القَمَرِ يُحْرِقُ خُدُودَ البُحَيْرَاتِ / وَصَوْتُ المطرِ يَحْفِرُ جِلْدي
كالرَّصاصِ الحَيِّ في مُدُنِ الأمْوَاتِ / ذَهَبَ الجُنودُ المَجْهُولُونَ إلى
المَوْتِ في أرضِ المَعركةِ / ولَمَ يَتْرُكُوا وَرَاءَهُم مَجْدًا ولا أوسمةً/
هُرُوبُ الجِنرالاتِ مِنَ الذِّكرياتِ / وَفِرَارُ الصَّبايا مِنَ الحَكَايَا /
وَطَنٌ يَسْقُطُ عَلى أرشيفِ الضَّحايا / كَمَا تَسْقُطُ مَلاقِطُ الغسيلِ عَلى
سُطوحِ القِطاراتِ / وَطَنٌ مات / كُلُّ شَيْءٍ مات /
في مَملكةِ
الرَّمْلِ المُخْمَلِيِّ / يَخُونُ السَّرابُ الصَّحراءَ / وَتَطْعَنُ الصَّحراءُ
البَحْرَ في الظَّهْرِ / وَيَطفو دَمُ السُّنونو عَلى سَطْحِ النِّفْطِ / وَعِطْرُ
قَاتِلتي يَقُودُني إلَيْها في مَساءٍ خَريفيٍّ / بِلا قَمَرٍ ولا قُبُور/ لا
أبناءَ لِي يَحْمِلُونَ اسْمِي / جُثتي تَحْمِلُ اسْمَ قَلبي / وأنا أحْمِلُ اسْمَ
نَفْسِي / وأرِثُ نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِهَا / وأرثي نَفْسِي بَعْدَ اغتيالِها /
أنا الوَارِثُ والمَوْرُوثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ / أنا وَصِيَّةُ البُحَيْرَاتِ
/ أنا وِصَايَةُ القَاتلِ على الضَّحِيَّةِ /
صُرَاخُ
النِّسَاءِ المُغتَصَبَاتِ يَذُوبُ في صَوْتِ المَطَرِ في لَيالي الهَلَعِ /
وَصَفَّاراتُ الإنذارِ في مَملكةِ الإمَاءِ / وَالحَمَامُ الزَّاجِلُ نَسِيَ
الرَّسائلَ الغَرَامِيَّةَ بَيْنَ أبراجِ الكَنائسِ وأبراجِ المُعْتَقَلاتِ /
سَوْفَ يَلتقي الغريبُ مَعَ الغريبةِ / عِندَما تَلتقي ضَفائرُ الرَّاهباتِ مَعَ
الصُّلبانِ البلاستيكيةِ / والكِلابُ
البُوليسيةُ تَنتظرُ عِندَ أبراجِ الكَنائسِ / والأغرابُ يَقْتَسِمُونَ الغنائمَ
في نَهارِ الضَّحايا / وَيُوَزِّعُونَ الرَّهائنَ في لَيْلِ السَّبايا /