عِندَما يَطْعَنُنِي
ضَوْءُ القَمَرِ في الظَّهْرِ / أركضُ إلى قَلْبِ أبي / تتناثرُ حَبَّاتُ الخَوْخِ
عَلى نَصْلِ المِقْصَلَةِ الأُرْجُوَانِيِّ / وأخافُ مِن زَائرةِ الليلِ الآتيةِ
لاغتيالِ ذِكْرَياتي / مَاتت الدَّولةُ مِثْلَ حِكَايَاتِ العُشَّاقِ / لَكِنَّ
الأراملَ يَبِعْنَ الخُضَارَ أمامَ مَحكمةِ أمْنِ الدَّولةِ / حُفَرُ المَجَاري في
الجُثَثِ المجهولةِ / وَلَيْسَ في الشَّوارعِ الخَلْفِيَّةِ / وَقَمِيصُ النَّوْمِ
للبُحَيْرَةِ هُوَ كَفَنُ البَحْرِ /
أخُوضُ حَرْبًا
أهْلِيَّةً دَاخِلَ جِسْمِي/ وَكُرَيَاتُ دَمِي البَيْضَاءُ هِيَ الرَّايةُ
البَيْضَاءُ / عُدْتُ مِن مَعركةِ قلبي مَهْزُومًا/ وَلَمْ أَجِد امرأةً أبكي على
صَدْرِهَا / لَكِنَّ مُسَدَّسِي بَقِيَ تَحْتَ الوِسَادَةِ عَلى فِرَاشِ المَوْتِ
/ وَمَا زِلْتُ أشُمُّ سُعَالَ أبي على فُرشاةِ أسنانِهِ بَعْدَ إعدامِهِ في
مَملكةِ الوَهْمِ المُقَدَّسِ /
أنا الغريبُ
أحْرُسُ الجُثَثَ المُتَعَفِّنَةَ مِنَ الذُّبَابِ / وأنتَ أيُّها النَّهْرُ
تَحْرُسُ بَوَّابَةَ المقبرةِ مِنَ الصَّدَأ / فَلْنَعْقِدْ هُدنةً بَيْنَ
الأمواتِ وأشجارِ الصَّنَوْبَرِ في مَقبرةِ الذاكرةِ/ وَلْنَحْفَظ النَّشِيدَ
الوَطَنِيَّ في طَرِيقِنَا إلى أسواقِ النِّخَاسَةِ / يُبَاعُ الرَّقِيقُ الأبيضُ
في السُّوقِ السَّوْدَاءِ / وَكُلُّنَا سَبَايا /
أنا
الرَّمْلُ الأزرقُ / أُوصِيكَ أيُّها السَّرابُ أن تَدْفِنَنِي بِجَانِبِ أبي /
لَكِنَّ أُمِّي لا تَزَالُ تَبْحَثُ عَن قَبْرِ أبي / سَأعِيشُ مَوْتي بَيْنَ
قَبْرِ أبِي وقَلْبِ أُمِّي / سَيَقْتَرِبُ مِنْكَ المَوْتُ أيُّها الغريبُ / حتى
يُصْبِحَ أبَاكَ الرُّوحِيَّ/ومَشْرَحَةُ اللازَوَرْدِ تَرْفُضُ تَسليمَ جُثماني
لأهْلِي المَصْلُوبينَ عَلى نَوَافِذِ بَيْتِنَا المَهجورِ/ العِشْقُ خَنْجَرٌ
مَسْمُومٌ بَيْنَ الرِّئَتَيْن/ فَاكْرَهِيني يا سَجَّانتي / واعْشَقِي حَفَّارَ
قَبْري في مَسَاءٍ غَامِضٍ/ بِلا ضَحِكَاتٍ ولا عَشَاءٍ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ /
كُنْ
كَالْمَوْتِ/ لا يَسْتَجْدِي أَحَدًا / ولا يُفْلِتُ مِن قَبْضَتِهِ أَحَدٌ /
كُلُّ المَشَانِقِ تَتَشَابَهُ إذا كانتْ حِبَالُ المَشَانِقِ مَجْدُولةً مِن
أعصابِ النِّساءِ المَجروحاتِ عاطفيًّا / الطريقُ إلى البَحْرِ مَزروعٌ بِنِقَاطِ
التَّفتيشِ / والأغرابُ خانوا البَحْرَ / وأطْلَقُوا عَلَيْهِ رَصاصةَ الرَّحمةِ /
كَي يُحَرِّرُوا رَهَائِنَ السَّرابِ / وَيَقْتَسِمُوا غَنَائِمَ الرِّمَالِ /
الطريقُ إلى حَنْجَرَتي مَزروعٌ بالحواجزِ العسكريةِ / وَحُزْني حَقْلُ ألْغَامٍ /