بَعْدَ الشَّركسياتِ /
صِرْتُ أخافُ مِن نَفْسِي / بَعْدَ الشَّركسياتِ / صِرْتُ أخافُ مِنَ الناسِ /
بَعْدَ الشَّركسياتِ/صِرْتُ أخافُ أن أنظُرَ في المِرْآةِ/ بَعْدَ الشَّركسياتِ/
قَلْبي مَات/بَعْدَ الشَّركسياتِ/ كُلُّ شَيْءٍ مَات / بَعْدَ الشَّركسياتِ / صِرْتُ
جُثَّةً هَامِدَةً / أنتظرُ الشَّفَقَ كَي يُطْلِقَ عَلَيَّ رَصَاصَةَ الرَّحمةِ /
كَي تَرْحَمَنِي الذِّكرياتُ في لَيْلِ الشِّتاءِ الطويلِ / عِندَمَا غَابَ
وَجْهُكِ عَن حَياتي/ واخْتَفَى في الشَّفَقِ البَعِيدِ/ انطفأتْ حَيَاتي/ وَمَاتت
الشَّمْسُ في قَلْبي/ وَاخْتَفَيْتُ عَن هَذا العَالَمِ / لأنَّ العَالَمَ فِي
أحزاني قَد اخْتَفَى / أرجوكَ أيُّها الشَّفَقُ / انزِعْ حُبَّ الشَّركسياتِ مِن
عِظَامي / كَي أرتاحَ مِن احتراقِ أعصابي/ ويَرتاحَ دَمِي مِن صَهيلِ الذِّكرياتِ/
بَرَاءَةُ أحلامِ الطُّفولةِ في خُدُودِ الشَّركسياتِ التي تَنْهَمِرُ عَلَيْهَا
أشِعَّةُ القَمَرِ / كَمَا يَنْهَمِرُ وَمِيضُ البَرْقِ عَلى رُخَامِ الأضرحةِ /
سَأَبْنِي بُرْجًا للحَمَامِ الزَّاجِلِ بَيْنَ بَرِيقِ المُسَدَّسِ وتَاريخِ
الغُزاةِ المُقَدَّسِ/ أركضُ في غَاباتِ القُوقازِ تَحْتَ صَوْتِ الرَّعْدِ / كَي
أَقْتُلَ الحُزْنَ في عُيونِ الشَّركسياتِ / وَجْهُ الشَّركسيةِ هُوَ الضَّوْءُ في
آخِرِ النَّفَقِ / لَكِنِّي فَأرُ السَّفينةِ الذي مَاتَ مَعَ البَحَّارَةِ
الغَرْقَى / وفي لَيالي الشِّتاءِ القِرْمِزِيَّةِ / يُهَاجِمُنِي طَيْفُ
الشَّركسياتِ كَذِئبٍ جَائِعٍ / وَتَفْتَرِسُنِي الذِّكرياتُ كَجَدَائِلِ
البُحَيْرَاتِ قَبْلَ جَفَافِهَا / وأرى أسنانَ القَتْلى عَلى زُجَاجِ نافذتي
المكسورِ / فَكَيْفَ أنامُ مَعَ جُثماني ؟ / لا أنامُ إلا وَالمُسَدَّسُ تَحْتَ
وِسَادَتِي المنقوعةِ في مِلْحِ الدُّموعِ/ كَيْفَ أنامُ ؟/ نَسِيَتْ أُمِّي
دَبابيسَ حِجَابِهَا عَلى وِسَادتي / وَذَهَبَتْ إلى بَرِيقِ الاحتضارِ/ كَيْفَ
أنامُ ؟/دَمُ أبي الذي تَفَرَّقَ بَيْنَ القَبائلِ / يَكْسِرُ زُجَاجَ نافذتي في
المساءِ السَّحيقِ/