رَائِحَةُ ضَوْءِ
القَمَرِ على أعشابِ المَقَابِرِ/ والخَرِيفُ البعيدُ في نَزِيفِ الطُّفولةِ
الوَرْدِيِّ / أَشُكُّ في ذِكرياتي/ لأنَّ السُّجَنَاءَ يَتَفَرَّجُونَ على
إعْدَامِهِم شَنْقًا في الفَجْرِ الكاذبِ / قَد مُتْنَا يا سَجَّاني مُنْذُ زَمَنٍ
بَعيدٍ / لَكِنَّنا نَعيشُ أشباحًا سَجينةً في أخشابِ البراويزِ عَلى حِيطانِ
الزَّنازينِ الفارغةِ إلا مِن آثارِ الدَّمِ / وأبناؤُنا يَصْنَعُونَ مَجْدَ
أعْدَائِنَا / وُلِدُوا في الأندَلُسِ / لَكِنَّهم يُدَافِعُونَ عَن سَدُوم /
صَوْتُ
الرَّعدِ يُطَهِّرُ مَساميرَ نَعْشي مِنَ الصَّدَأ / والجماجمُ على صَدْرِ
النَّهْرِ هِيَ الأوسمةُ العسكريةُ / بَعْدَ هُروبِ الجُنودِ مِنَ المعركةِ /
وتَنكيسِ أعلامِ البَدْوِ الرُّحَّلِ / الذينَ بَاعُوا فِلِسْطِينَ لِتَحْرِيرِ
الأندَلُسِ /
العناكبُ
الذهبيةُ تائهةٌ بَيْنَ رَغْوَةِ الدَّمِ الذي نَسِيَهُ المساءُ في الحناجرِ /
وَبَيْنَ رَغْوَةِ القَهوةِ التي نَسِيَها العُشَّاقُ في الكافتيريا / أنا
الذِّئبُ المَجروحُ عَاطِفِيًّا / بَيْنَ أحلامِ الطُّفولةِ الضَّائعةِ وضَبَابِ
المُدُنِ المَسْبِيَّةِ / عِشْتُ حياتي كَي أُؤرِّخَ للحُبِّ الضائعِ / أنا
الذِّئبُ المنبوذُ / أشلائي بُوصلةٌ للبَحْثِ عَن لَيْلَى/ عِشْتُ مَوْتي كَي
أكتبَ تاريخَ السُّفُنِ الغارقةِ / أنقاضُ بَيْتي مِثْلُ حُطَامِ سَفينتي / أنا
الرُّبَّانُ المخدوعُ / وفِئرانُ السَّفينةِ تَلْتَهِمُ كُرَيَاتِ دَمِي /
الصَّقيعُ
يأكلُ حَديقةَ الرَّحيلِ / وتوابيتُ الأطفالِ على أراجيحِ المساءِ / أنا طَيْفُ
المَوْتِ في أشجارِ الشَّفَقِ/ والإعصارُ يَغسِلُ خُدُودَ الإمَاءِ في بَراميلِ
النِّفْطِ / ويَتساقطُ ضَوْءُ القَمَرِ على رُخامِ القُبورِ / هَدَمَ المَوْجُ
القُصورَ الرمليةَ / وابتلعَ الأطفالَ الذينَ بَنَوْهَا ضاحكين / ذَهَبَ الأطفالُ
إلى المَوْتِ / وَبَقِيَتْ ألعابُهُم على رِمَالِ الشَّاطئِ الغريقِ /