في لَيالي الشِّتاءِ
الغامضةِ / يَحْضُنُ الرِّجالُ زَوْجَاتِهِم أمامَ شُموعِ الاحتضارِ / وَيَخْرُجُ
الكَرَزُ مِن ثُقوبِ جُثتي المتروكةِ في الشارعِ للكِلابِ والقِطَطِ / يا طَيْفِي
المُحَلِّقَ فَوْقَ أشجارِ الصَّنَوْبَرِ في المَقبرةِ عِندَ الغُروبِ / ثِقْ
بالأعشابِ حَوْلَ شَاهِدِ قَبْرِي / ولا تَثِقْ بِحَفَّارِ قَبْرِي /
كُلُّنا
عصافيرُ تتقاتلُ في نَفْسِ القَفَصِ / والصَّيادُ لَيْسَ رُومَانسِيًّا / كُلُّنا
سَبَايا للبَيْعِ في سُوقِ النِّخَاسَةِ / والنَّخَّاسُ لَيْسَ عَاطِفِيًّا /
والعَناكبُ تبني بُيُوتَهَا في فُرُوجِ النِّسَاءِ المُغتَصَبَاتِ /
زَرَعْنا
الرِّجالَ في المَقابرِ الجَمَاعِيَّةِ / وَذَهَبْنا إلى سُوقِ النِّخَاسَةِ كَي
نَعِيشَ مَعَ السَّبايا في مَوْسِمِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / يا ضَوْءَ القَمَرِ/
اقْتُل الذِّئبَ السَّاكِنَ في قَلبي/ سَوْفَ تَنْسَى الأرملةُ الشَّابَّةُ جُثَثَ
أطْفَالِهَا في ثَلاجةِ المَطْبَخِ / وَتَغسِلُ صُحُونَ المَطْبَخِ بالسَّائِلِ
المَنَوِيِّ أوْ سَائِلِ الجَلْيِ /
انقلابُ
السَّرابِ عَلى الصَّحراءِ / وانشقاقُ الفَرَاشَةِ عَن القَطيعِ / وقَطَرَاتُ
المَطَرِ تَلْمَعُ على نَصْلِ مِقْصَلتي/ سَوْفَ يَتَذَكَّرُني الضَّبابُ
البرونزيُّ / حِينَ يَرى مَقْعَدِي خَالِيًا في مَحطةِ القِطَاراتِ / سَوْفَ
يَعْرِفُني صَفِيرُ القِطَاراتِ / حِينَ يَمْتَصُّ مِلْحَ دُمُوعي في مَنَافي
الصَّقيعِ /
الزَّوابعُ
تختارُ أرقامَ الضَّحايا / والذِّكرياتُ تُسَجِّلُ أسماءَ الفَرَائِسِ / أنا
امتدادُ الاحْتِضَارِ في طُفولةِ البَحْرِ / أنا طَيْفُ القَتلى في غَاباتِ
الصَّدى عِندَ الغُروبِ / وَضَعْنا الأكْفَانَ النُّحَاسِيَّةَ في الأكياسِ
البلاستيكيةِ / والشَّاحناتُ تَنْقُلُ العَبِيدَ والسَّبايا إلى مُعَسْكَرَاتِ
الاعتقالِ /
دَمُ
القِطَطِ المُشَرَّدَةِ يَسِيلُ على أضواءِ السَّياراتِ / وَسَمَاسِرَةُ
الوَحْدَةِ الوَطنيةِ يَغسِلُونَ بَلاطَ السُّجونِ بِدَمِ الحَيْضِ للنِّسَاءِ
المُغتَصَبَاتِ / أنا الجُنديُّ المجهولُ / لَكِنَّ جُثتي مَعروفةٌ / عِشْتُ
مَوْتي كَي أُؤرِّخَ للهَزِيمةِ / وأكتبَ تاريخَ مِيلادِ الخَرَابِ /