يَا قَاتِلَتِي المُتَوَحِّشَةَ في عِظَامِي
المُفَتَّتَةِ / المُوحِشَةَ في أشلائي الوَهَّاجَةِ / كُوني رَحيمةً / وَأطْلِقِي
رَصاصةَ الرَّحمةِ عَلى الذِّكرياتِ التي لا تَرْحَمُ/ وَكُونِي كَالمِلْحِ
سَاكِنَةً في دَمْعِي وَبَحْرِي وَخُبْزِي/ سَيَعُودُ الطِّفْلُ الغريبُ إلى
حِضْنِ أُمِّهِ / وَتَعُودُ الجَارِيَةُ إلى سَرِيرِ سَيِّدِهَا /
سَامِحْني يا سَجَّاني / مُتُّ عَارِيًا /
لأنَّ الجَرَادَ أكَلَ قُماشَ أكفاني / سَامِحِيني يا زِنزَانتي / بَقِيَتْ جُثتي في الشَّارعِ / لأنَّ حَفَّارَ
القُبورِ ذَهَبَ لاستلامِ رَاتِبِهِ الشَّهْرِيِّ / ذَهَبَت الرَّاهباتُ إلى
الانتحارِ / وَبَقِيَتْ حُبُوبُ مَنْعِ الحَمْلِ في مَزْهَرِيَّاتِ غُرفةِ
الاعترافِ / وَالحَمَامُ الزَّاجِلُ نَسِيَ الرَّسائلَ الغَرَامِيَّةَ بَيْنَ
بَلاطِ المَطْبَخِ وَبَوَّابَةِ المَسْلَخِ/
أنا النَّخَّاسُ العَاطِلُ عَنِ العَمَلِ /
لأنَّ سُوقَ النِّخَاسَةِ مُغلَقٌ بالشَّمْعِ الأحمرِ / والأيتامُ يَدْرُسُونَ
تاريخَ العَبِيدِ والسَّبايا / مِن رَعْيِ الغَنَمِ حَتَّى بَيْعِ فِلِسْطِين /
والنَّوَارِسُ تُبَلِّطُ البَحْرَ بأوسمةِ الجُنودِ المَهزومين / فَادْعَم
المَلاهِي الليلِيَّةَ لِحِمَايَةِ الوَحْدَةِ الوَطنيةِ /
أيُّهَا الأمواتُ / لا تَجْرَحُوا مَشَاعِرَ
حَفَّارِ القُبورِ/ كُلُّنَا رَاحِلُون/ انتهَتْ ذِكْرَيَاتُ المساءِ البَعِيدِ /
وانكَسَرَتْ أحلامُ الطفولةِ بَيْنَ سَنابلِ المَوْتِ وَزَنابقِ الاحتضارِ /
وَالبَحَّارَةُ يُوَدِّعُونَ الرُّبَّانَ قَبْلَ غَرَقِ السَّفينةِ / وَفِئرانُ
السَّفينةِ سَتَأكُلُ جُثمانَ الرُّبَّانِ تَحْتَ ظِلالِ الشَّفَقِ / وَالخَنْجَرُ
المَسمومُ بَيْنَ الرِّئَتَيْن / والبَدْوُ الرُّحَّلُ يُنَقِّبُونَ عَن النِّفْطِ
في فُرُوجِ نِسَاءِ القَبَائِلِ /
لا تَخُنْ أشلائي أيُّهَا المَوْجُ
الوَرْدِيُّ / نَحْنُ صَدِيقَانِ مُنذُ وِلادةِ السَّرابِ في الصَّحراءِ /
افْتَرَقْنَا في طُرُقَاتِ البَحْرِ الحزينةِ / وَالْتَقَيْنَا عَلى خَشَبَةِ
الإعدامِ / هَاجَرَت العَصافيرُ مِن نَهْرِ الرُّفاتِ إلى شَظايا رِئتي / كَي
تُحْرِقَ أجْنِحَتَهَا بَيْنَ شَهيقي وَزَفيري / وَتَمُوتَ في قلبي المكسورِ
وَحِيدَةً /
في مَملكةِ الطاعونِ/تأكلُ العَناكبُ
الذهبيةُ أوعيتي الدمويةَ/أُصِيبَ المايسترو بالشَّلَلِ/ وَسَقَطَتْ عَصَاهُ عَلى
خَشَبَةِ المَسْرَحِ أوْ خَشَبَةِ الإعدامِ/أنا مُؤرِّخُ الحُبِّ الضَّائعِ/عِشْتُ
مَمَاتي في حَيَاتي/ وَدَفَنْتُ جُثمانَ أبي في الغُيومِ الحمراءِ / وَعُدْتُ إلى
مَوْتي كَي أبْحَثَ عَن أحلامِ الطفولةِ البَعيدةِ /