وُلِدت الروائية الإنجليزية جين
أوستن ( 1775_ 1817) في أبرشية ستيفنتون ، لأب يعمل كاهنًا أنكليكانيًّا ، وأم
أرستقراطية .
اشْتُهِرت أساسًا بست روايات
رئيسية ، تُوضِّح وتنقد وتُعلِّق على حياة طبقة مُلاك الأراضي البريطانيين، في نهاية
القرن الثامن عشر . روايتها الأكثر نجاحًا خلال حياتها هي " كبرياء
وهوى". وتكشف حَبكتها الدرامية عادة اعتماد النساء على الزواج ، سعيًا وراء
مركز اجتماعي ، ومِن أجل الحصول على دخل ثابت .
ما زالت رواياتها الرئيسية تُنشَر
حتى الآن على الرغم مِن أن بداية نشرها كانت دون اسمها ، ولَم تجلب لها سوى القليل
مِن الشُّهرة أثناء حياتها. ثم حدثت مرحلة انتقالية مهمة لشهرتها ككاتبة بعد
وفاتها باثنين وخمسين عامًا، أي في عام 1869 ، عندما نشر ابن أخيها سيرتها الذاتية
، فقدَّمها إلى جمهور أعرض، فزادت شعبيتها وقاعدتها النقدية بشكل كبير. وشهدت
الفترة ( 1870_ 1930) ارتفاعًا مُضَاعَفًا في شهرة أوستن ، مِن خلال ترجمة أعمالها
إلى لغات مُتعدِّدة .
في بداية عام 1787 ، بدأت أوستن
بكتابة قصائد وقصص ومسرحيات لمتعتها الخاصة ولعائلتها . لاحقًا جُمِعَت نُسخ
مُنقَّحة مُكوَّنة من 29 عملاً من تلك الأعمال الأولية في ثلاث مُفكِّرات معروفة
الآن باسم " الصِّبا " . وقد كتبت أوستن عملاً بعنوان
"التاريخ" حاكت فيه كتابات تاريخية شهيرة ، بالأخص " تاريخ إنجلترا
" الصادر عام 1764 .
ظَلَّت أوستن تحيا في منزل
العائلة ، وتشترك في الأنشطة التقليدية للنساء اللواتي في سِنِّها ومستواها
الاجتماعي . مارست العزف على البيانو ، وساعدت أمها وأختها في الإشراف على الخدم،
وساعدت الأقارب أثناء الولادة أو الاحتضار .
في عام
1793 ، بدأت أوستن في كتابة مسرحية قصيرة " سير تشارلز جرانديسون " .
وفي الفترة ( 1793_ 1795) كَتبتْ الرواية الرسائلية "السيدة سوزان" التي
اعْتُبِرَت مِن أكثر رواياتها عُمقًا . وبعد
الانتهاء من رواية "السيدة سوزان " ، كتبت أوستن روايتها "إلينور
وماريان " . ثم بَدأت العمل على روايتها " الانطباعات الأولى " في
1796 . أنهت أوستن النسخة الأولية في أغسطس 1797 ، ولاحقًا صار اسم الرواية "
كبرياء وهوى " .
في ديسمبر 1802 تلقت أوستن عرض
الزواج الوحيد في حياتها ، مِن أحد الشباب الأغنياء. وافقتْ في البداية من أجل
المال ، ثم سحبت موافقتها .
نشرت أوستن رواية " العقل
والعاطفة " في عام 1811 ، وكانت الآراء مُشجِّعة ، وصارت الرواية منتشرة وسط
النقاشات ، وبِيعت الطبعة كُلها . وقد أعطتْ أرباح أوستن من مبيعات الرواية
استقلالاً ماديًّا ونفسيًّا .
في بداية عام 1816، أُصيبت أوستن
بالمرض ، وبدأت تشعر بالتعب . تجاهلت المرض في البداية ، واستمرت في العمل ،
وشاركت في الأنشطة العائلية المعتادة . وبحلول منتصف العام ، تراجعت صحتها بوضوح
لها ولعائلتها، وبدأت حالة طويلة وبطيئة وغير مستقرة من التدهور الذي أدى لوفاتها
في العام التالي . أجرى أخوها هنري اتصالاته بالكهنة ، لترتيب دفنها في الممر الشمالي مِن
بَهْو كاتدرائية وينشستر .
في
أكتوبر 1833 ، نُشِرت الطبعة الأولى الْمُجَمَّعَة مِن أعمال أوستن
. ومُنذ ذلك الوقت استمرت رواياتها في الطبع باستمرار. وعلى الرغم من أن روايات
أوستن كانت دَوْمًا رائجة ، قَلَّلَ مِن شأنها باحثو الأدب الإنجليزي، حتى قام
مجموعة مِن النُّقاد بإعادة تقييم أعمالها في منتصف القرن العشرين ، واعترفوا
بأهميتها في تطوير الرواية الإنجليزية .
عجزت روايات أوستن عن الالتزام
بمبادئ أدب المدرسة الرومانسية الفكتورية ، مِن ناحية العاطفة القوية التي
يُقدِّمها عرض رائع للصوت والألوان في أسلوب الكتابة ، لذلك فَضَّلَ معظم نُقاد
وقُرَّاء القرن التاسع عشر كتب تشارلز
ديكنز وجورج إليوت .
أنتجت إحدى الشركات أعمالاً قائمة
على روايات أوستن . وخلال منتصف القرن التاسع عشر ، نشر أفراد من عائلة أوستن
نهايات لرواياتها غير المكتملة . وبحلول عام 2000 كان هناك ما يزيد على مائة
مُؤلَّف مطبوع مبني على روايات أوستن . وأول فيلم تَمَّ إنتاجه عن رواية لأوستن
كان " كبرياء وهوى" عام 1940 . وفي عام 1995، ظهر عملان قائمان على
روايات أوستن ، الأول هو فيلم " العقل والعاطفة " للمخرج أنج لي ، وقد
حازت بسببه كاتبة السيناريو والنجمة إيما تومبسون على جائزة الأوسكار . وثاني عمل
هو مسلسل قصير من إنتاج البي بي سي بعنوان " كبرياء وهوى " . وفي عام
2005، ظهر إنتاج بريطاني لفيلم " كبرياء وهوى " .
مِن أشهر رواياتها : العقل والعاطفة ( 1811) . كبرياء وهوى ( 1813) . مانسفيلد بارك ( 1814). إيما ( 1815). دير نورثانجر ( 1818 ). إقناع ( 1818) ، " نُشِرَتا بعد وفاتها".