وُلد الكاتب المكسيكي خوان رولفو
( 1917 _ 1986 ) في سايولا ، إحدى أفقر مناطق المكسيك ، وتُوُفِّيَ في مدينة
مكسيكو .
عندما بلغ رولفو السادسة من عُمره
أصبح يتيم الأب، وبعد ذلك بأربع سنوات لقيت والدته حتفها . وفي عام 1929 ، تم نقله
إلى سان جابرييل حيث عاش هناك مع جدته، وبعد ذلك عاش بملجأ لويس سيلبا، المعروف
حاليًّا بمعهد لويس سيلبا ، بمدينة جوادالاخارا
.
بدأ دراسته الابتدائية عام 1924 .
وفي عام 1933 ، التحقَ بجامعة
جوادالاخارا . وفي
عام 1934 ، بدأ رولفو كتابة أعماله
الأدبية . ويُعتبَر
الكاتب المكسيكي الأشهر ، والأب الروحي للواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية
.
عمل رولفو في شركة لبيع الإطارات
، وفي مشاريع الري ودائرة الهجرة ، وكَتَبَ للسينما ، لكنه جعل من المدينة التي
وُلِد فيها محورًا لأحداث قصصه . وقد حقَّق رولفو شهرة عالمية بفضل مجموعته
القصصية " السهل يحترق " ( 1953 ) ، التي تُرجِمت إلى عِدَّة لغات ،
وكان له تأثير حاسم في مسار أدب أمريكا اللاتينية . وكان لظهور روايته "
بيدرو بارامو" ( 1955) دَور كبير في التعريف باتجاه الواقعية السحرية ، وهي
من أشهر مدارس الكتابة في أمريكا اللاتينية .
يُعتبَر رولفو من أهم الكتاب العالميين في القرن العشرين على الرغم من قِلَّة إنتاجه القصصي، وتُضاهي قامته الأدبية الكاتب الأرجنتيني بورخيس . وترجع شُهرة رولفو إلى مقدرته على المزج بين الواقع والخيال،حيث قدَّم في أعماله أحداثًا لها علاقة بمجتمعه ، بجانب شخصيات تُقدِّم وتعكس نمطية المكان والمشاكل الاجتماعية والثقافية ، وذلك بعد مزجها بالعالم الخيالي .
شارك رولفو في مجلة مكسيكو في عام
1930 . وفي عام 1945 ، نشر قصتين في مجلة بان في مدينة جوادالاخارا، وهُما: قد
أعطونا الأرض ، وماكاريو .
وفي عام 1946 ، نُشِرت ماكاريو في
مجلة أمريكا . وكتب رولفو روايته " ديك من ذهب " خلال الفترة ( 1956 _
1958 ) ، والتي ظلَّت غير منشورة حتى عام 1980 .
تُعتبَر روايته " بيدرو
بارامو " من أبرز أعماله على الإطلاق . وهي عمل أدبي ثمين بالنسبة لكثير من
الأدباء كبورخيس ، الذي قال : (( إن " بيدرو بارامو " واحدة من أفضل
الروايات في الأدب الإسباني ، بل الأدب العالمي ككل )) .
وقد قال الروائي الكولومبي الشهير
ماركيز عن رولفو:(( كتاباته المنشورة مجتمعة لا تتجاوز 300 صفحة، لكنها كما أعتقد
تُماثل ما نعرفه من أعمال سوفوكليس ، عددًا واستمرارية )) . وعن رواية "
بيدور بارامو " قال ماركيز إنها عبَّدت طريقه لبناء رائعته " مئة عام من
العزلة " .
وقد قالت سوزان سونتاغ عنها أيضًا : (( إن رواية رولفو
لا تُعتبَر فقط من الروايات الرائدة في القرن
العشرين ، ولكنها تُعتبَر أيضًا من الأعمال الأكثر تأثيرًا في نفس القرن )) .
تَمَّ
وضع رواية " بيدور بارامو " في قائمة أهم مئة كتاب في تاريخ الأدب العالمي قاطبةً، وعدَّها
نُقاد وكُتَّاب أمريكا اللاتينية أفضل رواية في القرن العشرين ، وفي تاريخ رواية
أمريكا اللاتينية، وهي تسبق حتى روايات أخرى مهمة وأكثر شهرة مِثل " مئة عام
من العزلة " للكولومبي ماركيز .
ورواية
" بيدرو بارامو " و هو اسم بطل الرواية ، ومعناه " الأرض القاحلة
" ، تجري أحداثها في قرية " كومالو "، وفيها شخص " هو
الراوي" الذي جاء إليها يبحث عن والده الذي قيل له إنه يعيش فيها.وهذه
الرواية أدهشت القُرَّاء ، ولا تزال تُسجِّل أرقامًا كبيرة في المبيعات بكل
اللغات.
لقد كان رولفو مسافرًا لا يَكَل ولا يَمَل ، وشاركَ في العديد من المؤتمرات واللقاءات العالمية. وفي عام 1976، تَمَّ اختياره عضوًا في المجمع اللغوى المكسيكي، وقد حصل رولفو على جائزة أمير أستورياس في إسبانيا عام 1983 .