وُلد الكاتب اليهودي الإسرائيلي أوكراني
الأصل شموئيل يُوسُف عجنون ( 1888_ 1970) في مدينة بوتشاتش جنوب أوكرانيا. اسمه
المختصر " شاي عجنون". حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1966 ، مُناصَفة
مع الكاتبة اليهودية السويدية نيلي زاكس .
كان أبوه مُؤهَّلاً لمنصب حاخام ، لكنه
تنازلَ عن هذا المنصب ، واشتغل كتاجر فِرَاء . تلقَّى عجنون التعليمَ الأساسي من
أهله ، ولَم يُسجِّل في أيَّة مدرسة . وعندما كان في الثامنة مِن عُمره ، تمكَّن
مِن الكتابة بِلُغَتَي اليديشية والعِبرية. وفي سِن الخامسة عشرة ، نشر أول قصيدة
له باليديشية. وفي السنة اللاحقة ، نشر أولَ قصيدة بالعِبرية .
في الفترة ( 1906 _ 1907 ) ، عمل مساعدًا
لمحرِّر الصحيفة اليهودية البولندية باللغة اليديشية " الموقظ اليهودي "
، ونشر بعضَ أعماله الأدبية الأولى .
تأثَّر عجنون بأفكار الحركة الصهيونية التي
شاعت في المجتمعات اليهودية الأوروبية في بداية القرن العشرين ، فهاجرَ إلى فلسطين
في عام 1907 ، وعاش في يافا والقُدس ، وغيَّر أسلوبَ حياته ، وصار عَلمانيًّا
لفترة مُعيَّنة ، ولكنَّه اعتنقَ أسلوبَ الحياة الديني من جديد في فترة لاحقة .
في عام 1908 ، نشر قصة " عجونوت "
( النساء المخذولات ) باللغة العِبرية ، واستخدمَ اسم عجنون لأول مرة نِسبةً إلى
عنوان القصة . وصار هذا الاسم يُرافقه كاسم مُستعار مُنذ نشر هذه القصة . وفي عام
1924 ، صارَ اسْمًا رسميًّا له .
تُرجِمت قصة " عجونوت " إلى اللغة
الألمانية في عام 1910 . وفي عام 1912، نَشر عجنون أول رواية له بعنوان "
ويصير الْمُعْوَّجُ مستقيمًا "(العنوان مأخوذ مِن سِفْر إِشَعْياء في التَّوراة).
في عام
1913، هاجرَ عجنون إلى ألمانيا ، حيث تعرَّف إلى السيدة إستير ماركس ، وتزوَّجها
في عام 1920.وفي ألمانيا، التقى عجنون رَجل الأعمال اليهودي زلمان شوكن الذي أصبح
وَلِيًّا له. وكان شوكن يملك دارًا للنشر . وفي عام 1939 ، اشترى صحيفة هآرتس
الصادرة في تل أبيب، فكانَ يُعيل عجنون ، وينشر كُتبه وقصصه .
وفي ألمانيا
، تعاونَ عجنون مع الفيلسوف اليهودي النمساوي مارتن بوبر ( الذي هاجر إلى القُدس
في عام 1938 ) في جمع ونشر حكايات شعبية من الطوائف اليهودية الحاسيدية.والحاسيديم هي حركة روحانية اجتماعية يهودية نشأت في القرن السابع عشر .
في عام 1924
، فَقد عجنون مخطوطاته في حريق اشتعل في منزله الألماني . وفي نفس السنة ، قرَّر
العودة إلى القُدس ، حيث استقرَّ وأمضى سائرَ حياته . وقد عاش في حارة تلبيوت
المقدسية الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة . وفي عام 1929 ، اندلعت اشتباكات
عنيفة بين العرب واليهود. وفي هجوم مِن قِبَل عرب مقدسيين على حارة تلبيوت ،
دُمِّرت مكتبة عجنون ، وفقد الكثير من مخطوطاته للمَرَّة الثانية .
في الفترة (
1931_ 1945) ، نشر عجنون أشهر رواياته ، وهي :
1_ "
طلعة العروس " . تَحكي قصة رَجل يهودي في محافظة غاليتسيا البولندية ،
يتجوَّل بين القرى اليهودية ليجد عريسًا لابنته .
2_ "
حكاية بسيطة " . تتناول حياة اليهود في مدينة بوتشاتش ( مسقط رأس عجنون ) .
3_ "
أمس وأوَّل مِن أمس " . تتناول حياة اليهود في فلسطين في بداية القرن العشرين
.
تتميَّز لغة
عجنون بأسلوب فريد من نَوعه، ومتأثر بطبقات مختلفة في تاريخ اللغة العِبرية،
ولكنَّه متأثر بشكل خاص بلغة الميشناه ، مِمَّا يُمثِّل تحدِّيًا أمام الناطقين
باللغة العِبرية الحديثة ، المتعوِّدين غالبًا على اللغة الأشبه بلغة التَّوراة.
وهُناك معجم خاص بلغة عجنون ، أصدرته جامعة بار إيلان ( وهي جامعة عامة في إسرائيل
تأسَّست عام 1955 ، وتقع في مدينة رمات غان ) .
فازَ عجنون
مرَّتين بجائزة بياليك للآداب مِن بلدية تل أبيب في 1934و1950 ، ثُمَّ فاز مرَّتين
بجائزة إسرائيل للآداب(أرفع جائزة تُمنَح لعلماء وأدباء مِن
مُواطني"الدَّولة") في 1954و1958 .
وفي عام
1966 ، قرَّرت الأكاديمية السويدية أن تمنحه جائزة نوبل للآداب مُناصَفةً مع
الكاتبة اليهودية السويدية نيلي زاكس .