وُلد الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا
ماركيز (1927_ 2014) في أراكاتاكا في كولومبيا. قضى معظم حياته في المكسيك وأوروبا
. يُعتبَر من أشهر كُتَّاب الواقعية السِّحرية ، وتُعتبَر روايته ( مئة عام من العُزلة ) العمل الأكثر تمثيلاً
لهذا النوع الأدبي .
حصل ماركيز على جائزة نوبل للآداب عام
1982تقديرًا للقصص القصيرة والروايات التي كتبها ، والتي تجمع بين الخيال والواقع
في عالَم يَعكس حياة وصراعات قارة أمريكا اللاتينية .
اجتازَ ماركيز المرحلة الأولى من الدراسة
الثانوية في المدرسة اليسوعية سان خوسيه . ومُنذُ عام 1940، نشر قصائدَه الأُولى
في المجلة المدرسية . وأكملَ دراسته في بوغاتا بفضل المنحة التي حصل عليها من
الحكومة . واستقرَّ مِن جديد في المدرسة الثانوية في بلدية ثيباكيرا ، على بعد
ساعة من العاصمة ، حيث اختتمَ دراسته الثانوية .
بعد تخرجه عام 1947، انتقلَ إلى بوغاتا
لدراسة القانون بجامعة كولومبيا الوطنية . قرأ رواية ( المسخ ) لفرانز كافكا ، وألهمتهُ كثيرًا .
وعلى الرغم من شغفه بالكتابة ، إلا أنه استمرَّ في دراسة القانون عام 1948 إرضاءً
لوالده . وانتقلَ ماركيز إلى جامعة قرطاجنة ، وبدأ العمل كمراسل لصحيفة
اليونيفرسال . وفي عام 1950، تركَ مجالَ المحاماة لِيَتفرَّغ للصحافة .
بدأت شهرة ماركيز العالمية عند نشره لروايته
( مئة عام من العزلة ) في عام 1967. وفي أسبوع واحد، بِيعت ثمانية آلاف نسخة،
وُصولاً إلى بيع نصف مليون نسخة خلال ثلاث سنوات. كما تَمَّت ترجمتها إلى أكثر من
عشرين لغة ، وحازت أربع جوائز دولية . وإضافة إلى شُهرته الواسعة التي اكتسبها من
مؤلفاته ، فإن وجهة نظره تجاه الإمبريالية الأمريكية أدَّت إلى اعتباره شخصًا
مُخَرِّبًا . ولسنوات عِدَّة ، تَمَّ رفض إعطائه تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة
مِن قِبَل سُلطات الهجرة . ولكن بعد انتخاب بيل كلينتون رئيسًا للولايات المتحدة،
تَمَّ رفع الحظر المفروض عليه، وأكَّد كلينتون أن (مئة عام من العزلة ) هي روايته
المفضَّلة.
يُلاحَظ في أعمال ماركيز ولعه الشديد بعرض
الهوية الثقافية الأمريكية اللاتينية ، وخصوصًا ملامح عالَم منطقة الكاريبي ،
ومحاولته تفكيك القواعد الاجتماعية الراسخة في هذا الجزء من العالَم . وقد اهتمَّ
أيضًا بالعُزلة والوَحدة والغموض المتعمَّد والمشاعر الإنسانية المتضارَبة ، وهذا
يعود إلى التأثر الشديد بالروائي الأمريكي وليام فوكنر ، الذي اعتبره ماركيز
أستاذًا له .
ارتبطَ اسم ماركيز بالواقعية السِّحرية ،
حيث يُعَدُّ الشخصية البارزة والمحورية لهذا النوع الأدبي ، الذي يقوم على وصف
العناصر المليئة بالأحداث الفانتازية والأساطير، جَنبًا إلى جَنب مع الأنشطة
اليومية والروتينية . ويَعتبر ماركيز أن الخيال ما هو إلا أداة لتوظيف الواقع ،
وأن أيَّ عمل روائي ما هو إلا تمثيل مُشفَّر للواقع . نالت أعمالَه العديدُ من
الدراسات النقدية، بعضها على نطاق واسع وذات مغزى ، حيث كان يتمُّ تناول الموضوع
والمحتوى السياسي والتاريخي . وركَّزت بعض الدراسات الأخرى على المحتوى الأسطوري،
وسمات الشخصيات، والبيئة الاجتماعية، والبُنية الأسطورية ، والإسقاطات
الرمزية.أشادَ العديد من الباحثين بأسلوب ماركيز وإبداعه الخاص. وعلى سبيل المثال
، قام الشاعر التشيلي بابلو نيرودا الحائز على جائزة نوبل للآداب، بتناول عمله (
مئة عام من العُزلة )، واصفًا إيَّاه بأنه (( أعظم إنجاز في تاريخ اللغة الإسبانية
مُنذ كتابة ثيربانتس لروايته " دُون كيشوت " في بدايات القرن السابع عشر
)) .
وفي نفس الوقت ، انتقدَ بعضُ النُّقاد
ماركيز لافتقاره إلى الخبرة الكافية في الساحة الأدبية ، وأنه فقط يكتب عن تجاربه
الشخصية والخيال . لذلكَ ، قرَّروا أن أعماله ليست لها قيمة .
وعلى الرغم من هذا ، فلا يمكن لأيِّ شخص أن
يُنكر الدَّور الذي لعبه ماركيز في تجديد وإعادة الصياغة والسياق ، في الأدب
والنقد في كولومبيا بوجه خاص ، وفي القارة الأمريكية اللاتينية بوجه عام .
وتلعب السياسة دورًا هامًّا في أعمال ماركيز
، حيث يستخدم العديد من النماذج المجتمعية ، ذات الطابع السياسي من مختلف الدول ،
لإبراز وجهة نظره ومُعتقداته . كما ظهرت الدكتاتورية في بعض أعماله كنوع من تمثيل
النظام السياسي .
مِن أبرز أعماله الصحفية: نصوص ساحلية (
1981) . من أوروبا وأمريكا ( 1983) . مَجَّانًا ( 1984). ملاحظات صحفية ( 1991) .
سيناريوهات الأفلام السينمائية : الاختطاف (
1982) . إيرينديرا البريئة ( 1983) .
سِيرته الذاتية : عِشْتُ لأروي ( 2002) .