سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

11‏/09‏/2019

أغنية تائهة في صوت الرصاص / قصيدة

أغنية تائهة في صوت الرصاص / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     وَحيداً كالمطرِ الأخضرِ / عَارياً كالرِّيحِ النَّقيةِ / حَزيناً كَوِشاحِ أُمِّي / وَاثِقاً كالإعصارِ المضيءِ/ غامضاً كالضَّبابِ القُرمزيِّ / مُتَمَرِّداً كَزَيْتِ الزَّيتونِ / مُخْلِصاً كَحَفَّارِ القُبورِ / مَاتَ الرَّاعي / وَسَقَطَت الأغنامُ في بِئْرِ النِّفْطِ/ وَرَّثَنا آباؤُنا هَزَائِمَهُم / ورَحَلُوا إلى الشَّفَقِ المكسورِ/ أيتها الغريبةُ / أرى في عَيْنَيْكِ بَريقاً قَاتِلاً / وأنتِ المقتولةُ بِدُموعِ عَاشِقِكِ المقتولِ/ أتمرَّغُ في دِماءِ المجرَّاتِ / أغتسلُ بِحَليبِ النيازكِ / وفي أحزاني أزرعُ أشلائي / فَيَنْبُتُ خَوْخُ الموْتِ على جَدائلِ البَناتِ / يَذُوبُ عُنفوانُ الأُنوثةِ في سَراديبِ الأديرةِ البَعيدةِ / فابْتَعِدي عَنِّي لأتعلَّمَ البُكاءَ عَلَيْكِ/ اقْتُليني في لَمعانِ الخريفِ/ كَي أُولَدَ في ليالي الشِّتاءِ / مَاتت البُحيرةُ بِسَرَطانِ الثَّدْيِ / والبَحْرُ يَحتفظُ بِملابِسِها في خِزانةِ الموجِ / وَيَشُمُّ خُيوطَ القُماشِ كُلَّ مَساءٍ / قَبْلَ أن يَدْخُلَ في طُقوسِ النَّحيبِ / إِنَّ عَذابَ الْحُبِّ أجْمَلُ مِنَ الْحُبِّ/ لَوَّثَ دَمُ الحيْضِ ثِيابَ رَاقصةِ الباليه/ ولاعبةُ الْجُمبازِ يَتحرَّشُ بِها مُدَرِّبُها/ وَالصَّليبُ على صَدْرِ الإيطاليةِ الشَّابَّةِ / التي تَسيرُ على شَواطِئِ الإسكندريةِ / لا بُدَّ أن يَنطفِئَ / سَيَنْطَفِئُ يَا صَغيرتي /
     أنا الحافي تَحْتَ شَمْسِ الرصاصةِ / والجيوشُ تتقاتلُ عَلى جواربي الممزَّقةِ / نَسِيَتْ بَناتُ آوَى الطائراتِ الوَرَقيةَ / قُرْبَ شَلالاتِ الدَّمِ / والماعزُ نَسِيَ تِلالَ بِلادي / سَيَتَدَرَّبُ البَعوضُ على قِيادةِ الطائراتِ الحربيةِ/ ولم يَعُدْ هُناكَ بَشَرٌ لِكَي يُقْتَلُوا/ يُجري الحطَبُ عَمليةً جِراحيةً في جَسَدِ الغروبِ/ والملاريا تَفتحُ قَلْبَها لسنابلِ الإِعدامِ / أُحَرِّرُ أُنثى الرَّمادِ مِن حَليبِها المسمومِ / أنا المصلوبُ الأبَديُّ على آبارِ القُرى المنبوذةِ/ أنا الرَّاحلُ في عُروقِ قَوْسِ قُزَحَ / أنا المنبوذُ في رَسائلِ السَّجَّانِ الغراميةِ / أنا الثقوبُ السَّوْداءُ عِندَ مَقاصلِ الكَوْنِ/ حَيْثُ الضَّوْءُ يَسيرُ إلى اللاضَوْء/ أُهَرْوِلُ في عَرَقِ النيازكِ/ ويُهَرْوِلُ الجليدُ في بُكائي شَجرةً بِلا شَجرةِ نَسَبٍ / شَهيقي ضَريحٌ بِلا شَاهِدٍ / أو جُثةٌ مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / دَخَلْتُ في الاكتئابِ الشَّاسعِ / ودَخَلَ الرِّجالُ في لَيْلةِ الدُّخلةِ /
     يَتحرَّكُ المساءُ في ثقوبِ جِلْدي / وينامُ شَجَرُ الليلِ في فَراغي العاطفيِّ / تَدْرُسُ الأميراتُ في صَالاتِ الرَّقْصِ عِلْمَ الاجتماعِ / والشَّعْبُ يَدرسُ أساليبَ الانتحارِ / ويَشربُ مِياهَ المجاري في طُرقاتِ النَّزيفِ / أَغرقُ في ضِحكةِ غُرابٍ أبيضَ بِلا مُسْتَقْبَلٍ / وَتاريخي مَطَرٌ وَهْمِيٌّ في صَحْراءِ الدَّمْعِ الأُرجوانيةِ / اقتربتْ ليالي الشِّتاءِ / فَجَهِّزْ أيها الْحُزْنُ مِلْحَ الدُّموعِ / لإِعدادِ طَعامِ الأسرى / أركضُ إلى رأسي المقطوعِ / وأَظَلُّ أَدُورُ حَوْلَ أشجارِ المستحيلِ الزُّمرديِّ في أدغالِ النُّعوشِ /
     لا وَقْتَ للحُزْنِ في هَاويةِ الْحُلْمِ / فَاصْعَدْ مِن ظِلِّكَ البلاستيكيِّ فِضَّةً لِعَرائسِ المذْبَحِ / ولا تَكُن ذَهَباً للقَرابين / أنتَ القُربانُ / فاصْعَدْ مِن حُزْنِكَ اللازَوَرْدِيِّ / سَيُحَدِّقُ الاحتضارُ في عَيْنَيْكَ/ ويَصطادُ الرَّعدُ قَلْبَكَ السَّماويَّ / تتأرجحُ جُثثُ الرَّاهباتِ بَيْنَ أجراسِ الكَنائسِ / وَتُصبحُ أشجارُ الحديقةِ أرشيفاً / لأحلامِكَ على فِرَاشِ الموْتِ / كُنْ هَادئاً حِينَ يَقْتُلُكَ الصَّدى / لِتَحْفَظَ شَرَفَ الاحتضارِ / أبحثُ عَن جَواربي بَيْنَ جَواربِ الجنودِ القَتْلى / وَالملوكُ يَمْسَحُونَ حِذائي / والملِكاتُ وَاقفاتٌ في طَابورِ الجواري / فلا تَخْذُلْ ذُبابةً مَخذولةً / ولا تَخُنْ فَراشةً خَائنةً / سَتُحِبُّكَ امرأةٌ غامضةٌ على شُرْفةِ الخريفِ البَعيدِ/ والمطرُ يَحْرِقُ حِبْرَ الرسائلِ الغراميةِ/ويَشْوي القلوبَ المكسورةَ/ فَكُنْ آخِرَ الرِّجالِ المحترمينَ في سُوقِ النِّخاسةِ / أُعَلِّقُ بَراويزَ عَائلتي على حِيطانِ زِنزانتي / وأحْشُو الذِّكرياتِ في فِرَاشِ الموْتِ / وأشربُ الشَّايَ في مَحطةِ القِطاراتِ / بَيْنما تَهْدِمُ البُروقُ بَيْتِي /
     أنا السَّيْفُ المكسورُ/ أبْحَثُ عَن غِمْدٍ/ ولم أرَ غِمْداً سِوى قَبْري/ يَركضُ الأمواتُ في الشَّارعِ / ويَشعرونَ بِدِفْءِ مِياهِ المجاري / والمرافِئُ الحزينةُ تَشعرُ بالدِّفْءِ العاطفيِّ / عِظَامي نَقَّالةٌ للبَحْرِ المريضِ / أركضُ إلى شَبَحي واثقاً مِن بِدايتي / أمشي إلى الوَهْمِ وَاثقاً مِن نِهايتي / والشُّطآنُ تركضُ إلى جُثماني / يَخْلَعُ المساءُ أظافِرَهُ مِن شِدَّةِ الألَمِ / ونافذتي تُطِلُّ على شِتاءِ الدَّمِ/ يَبكي الصَّقيعُ في قَارورةِ العِطْرِ / واليَمامةُ الحزينةُ كالغابةِ الباكيةِ / كِلاهما بِلا قَلْبٍ / والصَّحراءُ المشلولةُ تُمَزِّقُ عُرُوقَها في رِئتي/ التي يَثْقُبُها الفَجْرُ الكاذبُ / تنكسرُ أشجارُ السَّحَرِ في زَفيرِ العُشَّاقِ / كما تنكسرُ ذِكرياتُ الطفولةِ / فيا كُلَّ الأسماكِ العائشةِ في صَحارِينا / اخْرُجي مِن جُلودِنا / واقْذِفِي قِرْميدَ الذِّكرياتِ في أوْرِدَتِنا / كَي ننسَى مَن نَسِيَنا/ كُلما أحَبَّتْني غَيْمةٌ هَرَبْتُ مِن أظافِرِها/ وكُلما أحببتُ غَيمةً هَرَبْتُ مِن جِلْدِها / أنا الهاربُ مِنَ الْحُبِّ/ القِطاراتُ تَضِلُّ طَريقَها/وسَائقو شَاحناتِ التَّوابيتِ لا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ إشارةِ المرورِ ولَوْنِ دَمي/وكلُّ الأضدادِ ذَاكرةٌ/ ويُرَدِّدُ الشَّحاذونَ الأناشيدَ الوَطَنيةَ/ في طُرقاتِ الحِصارِ وممالِكِ الاحتضارِ/ ذَهَبَ أهْلي إلى العُرْسِ / وتَرَكُوني أَنصُبُ أعوادَ المشانقِ للقِطَطِ الضَّالةِ / وَحْدَكَ أيها العُشْبُ الدَّمويُّ مَن تَحتفلُ بِعِيدِ مِيلادي / الذي نَسِيتُهُ في زَحْمةِ احتضاراتي / وفِئرانُ السَّفينةِ الغارقةِ تُضِيءُ الشُّموعَ في كَعْكةِ انتحاراتي / ماذا بَقِيَ مِن تاريخِ الشَّمْسِ؟/ إِنسانٌ مَجهولُ الْهُوِيَّةِ/ وَطَنٌ مَجهولُ الْهُوِيَّةِ/ قَبْرٌ مَجهولُ الْهُوِيَّةِ / جُثةٌ مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / والطحالبُ تَلعبُ النَّرْدَ في حَنجرتي/ وعُصفورُ المجاعاتِ هُوَ الشاهِدُ الوَحيدُ على جَريمةِ اغتيالي / أنهارٌ مَدفونةٌ تَحْتَ جِلْدي/ والقِطةُ اليَتيمةُ في أحضانِ الأميرةِ اليَتيمةِ / أنا مَلْجَأُ الأيتامِ الذي قَصَفَتْهُ الطائراتُ / وإذا كانَ رَمْلُ البَحْرِ خَليفةَ دُودي / فَهَل سَتَكُونُ أشباحي وَريثةَ دَيانا ؟/
     أيها المساءُ القُرْمزيُّ/ كُن رَسَّاماً/ لِتَعْرِفَ كَيْفَ تتحوَّلُ ثِيابُ الحِدَادِ إلى رَايةٍ بَيْضاء / ذَهَبَت الرَّاهباتُ إلى الاغتصابِ / وَبَقِيَتْ قُمْصانُ النَّوْمِ على الصُّلْبانِ / والملوكُ المخْلُوعونَ يُنَظِّمُونَ فَتَراتِ الحمْلِ لِزَوْجَاتِهِم/ حَفِظَت السَّبايا جَدْوَلَ الضَّرْبِ / لِيَحْسِبْنَ عَدَدَ مَرَّاتِ الجِمَاعِ / وَنَسِيَت الأراملُ حَبْلَ الغسيلِ عَلى سَطْحِ القِطَارِ / الذي ذَهَبَ ولم يَرْجِعْ / أعيشُ في شَمالِ جُثتي جَنوبِ نعشي/ العَوانسُ مُرقَّماتٌ كَتَوابيتِ الجنودِ / وَالرَّاقِصاتُ مُرَقَّماتٌ كالزَّنازين / وَآنَ للحاصِدِ أن يَحْصُدَ /
     سَأُصْبِحُ رُومانسِيَّاً حِينَ تُصبحُ الفَراشةُ بِرْميلَ نِفْطٍ خَام / أضرحةُ أسماكِ القِرْشِ تَطْفُو على عَرَقِ الراقصاتِ / والسَّرطانُ يَسْرِقُ أثداءَ الراقصةِ/ سيظلُّ بَريدي الإلكترونِيُّ فارغاً / كالموْجِ الخالي مِن الكولسترولِ / الإسطبلاتُ الملَكِيَّةُ بَيْنَ أصابعِ المساءِ / وأكواخُ الصَّفيحِ مُسْتَوْدَعٌ للرَّسائلِ الغراميةِ الْمُسْتَعْمَلَةِ / وَعُلَبُ السَّرْدينِ شُقَقٌ مَفروشةٌ / للعُشَّاقِ العاطِلِينَ عَن العَمَلِ / واللصوصُ الكِبارُ يُطَبِّقُونَ القانونَ على اللصوصِ الصِّغارِ / هَكذا يَصيرُ احتضاري حَظيرةً لِبَناتِ آوَى / تَلمعُ رِمالُ الشَّفقِ كَجُلودِ العَبيدِ / وَدُموعُ الغاباتِ هِيَ الصُّلبانُ الجديدةُ / تختارُ العَرائسُ غُرَفَ النَّوْمِ حَسَبَ أخشابِ المذْبَحِ / وَلَيْلةُ الدُّخلةِ خَارطةٌ للقَرابين / وَثَلْجُ القِرميدِ هُوَ الكَهَنوتُ الجديدُ للرَّاهباتِ / اللواتي يَتحرَّشُ بِهِنَّ الكَرادلةُ / في آبارِ الأدْيرةِ الشَّمْعيةِ /
     للدِّماءِ كُلُّ الجِهاتِ / وَدَمِي بِلا بُوصَلةٍ ولا جِهَةٍ / ولا أحدَ يَتذكرُ تاريخَ شَنْقي سِوى أزهارِ البُكاءِ/ وَالضَّفادعُ تَجُرُّ عَرَباتِ نَقْلِ الموتى/ أطردُ رِئتي مِن صَدْري / وَلا أطرُدُكِ مِن صَدري / أنتِ الرِّئتانِ أيتها اللبؤةُ الحارقةُ / المحروقةُ في دِماءِ عَاشِقِكِ المحرومِ مِن عِشْقِكِ / فَكُوني طَيْفاً لِتَصْعَدي مِن جُثتي المضيئةِ / وَالبُحيرةُ قَسَمَتْ جَسَدَها بَيْنَ زَوْجِها وَعَشِيقِها / فَاطْمَئِن أيها الزَّبدُ الوَهَّاجُ / إِنَّ زَوْجَتَكَ تُنَظِّفُ أسنانَها بِحِبْرِ المجاعاتِ قَبْلَ الجِمَاعِ/ أتمتَّعُ بِحُكْمٍ ذَاتِيٍّ / لَكِنَّ ثُقوبَ جِلْدي مَفْتُوحةٌ لِلدُّودِ / وَالرُّعودُ تَفتحُ نافذةَ الذاكرةِ أمامَ أمواجِ الغروبِ / فَيَا شَجَرَ الصَّنوبرِ الوحيدَ / اذْكُرْ شِتاءَ القُلوبِ / حِينَ تنسَى الفَتَياتُ الرَّسائلَ الغراميةَ عَلى سُورِ المقبرةِ / لِيَبْتَعِد الرَّعْدُ عَن جِلْدي / لِنَفْتَرِقْ الآنَ قَبْلَ أن يُفَرِّقَنا الموْتُ/ أُؤَجِّلُ مَواعيدَ انتحاراتي / كَي أجِدَ شَجَرةً تبكي عَلَيَّ / والخفافيشُ البلورِيَّةُ نَسِيَتْ أن تبكيَ عَلَيَّ / بَجَعةٌ تعوَّدَتْ على الخِياناتِ الزَّوْجيةِ / فَكَرِهَتْ مَزهرياتِ عُرْسِ الدَّمِ/ أنا السَّجينُ في خَرائطِ الذِّكرياتِ/ ولا تاريخَ لأظافرِ الغَيماتِ / سِوى خَريطةِ الهِرْموناتِ الأُنثويةِ/ يُولَدُ في قلبي وَخْزُ أعشابِ المقابرِ/ والرِّياحُ تَعُدُّ الدَّبابيسَ في مَناديلِ الأراملِ / اللواتي يُوَدِّعْنَ القَراصنةَ على رَصيفِ المِيناءِ / وعُلَبُ السَّرْدينِ صَارَتْ قُبوراً للفُقراءِ / الذينَ لا يَقْدِرُونَ على دَفْعِ ضَريبةِ الحضَارةِ /
     جَاءَ المطرُ في مَوْسِمِ الحصَادِ / وَالحاصِدُ صَارَ مَحْصُوداً / وَلَم تَقْرَع الزَّوابعُ نوافذَ مَقْبَرَتِنا / فَكَيْفَ يَسيلُ عَرَقُ الفَراشاتِ بَيْنَ أعشابِ الموْتِ ؟ / نَسِيَتْ حُفَرُ المجاري رَقْصَتها على مَسْرَحِ عِظامي الْمُفَتَّتَةِ / وأركضُ في عِظَامِ سَجَّاني / وأصطدمُ بأحلامِ طُفُولَتِهِ الموازِيةِ لِمِقْصَلَتي / والقَمَرُ لَن يَرى الشَّمْسَ في مُدُنِ الكُوليرا / يَكتبُ البَدْوُ الرُّحَّلُ دُستورَ قَطيعِ الغَنَمِ / ويَكتبُ العَبيدُ مُعَادَلاتِ الرِّياضياتِ على نُهودِ الجواري / انتهتْ طُفولةُ الشَّفَقِ / والراهباتُ يَزْرَعْنَ الفاصولياءَ في حَديقةِ الدَّيْرِ / حقَّاً / نِصْفُ الضَّوْءِ ظَلامٌ / وَنِصْفُ الرَّجُلِ أُنثى /
     مِعْطَفُ الفَراشةِ المجروحةِ عَاطفياً مَنْسِيٌّ عِندَ الموقَدةِ / وانقَطَعَتْ شَرايينُ الرِّيحِ / لكنَّ قَلْبَ شَجَرةِ الاحتضارِ يَدُقُّ / الشَّايُ بَاردٌ / ولم يَجِئ الضُّيوفُ المشنوقونَ في الشَّوارعِ الخلفيةِ / أظافري النُّحاسيةُ مِثْلُ وِسادتي البلاستيكيةِ / والموجُ جَالِسٌ في شُرفةِ البُروقِ / يَشربُ دِمائي / ويَنظرُ إلى أدغالِ الجثثِ / جُثماني مَسْرَحٌ للدُّمى في مِلْحِ الدُّموعِ / وقَلبي طَاوِلةُ مُفَاوَضَاتٍ تَحْتَ أشجارِ المقابرِ / الدُّودُ يَأكلُ لَحْمي / وحفَّارُ قَبري يَشربُ اليانسونَ المعدَنِيَّ /
     أظافري أسْهُمٌ في بُورصةِ العَوانسِ / فَكُن نَجَّاراً لِتَصنعَ تَوابيتَ السُّنونو / دَخلتُ في دَمعاتِ النَّيازكِ / وَجهي يَغتصبُ وَجهي / وأقنعتي بِلا تاريخٍ ولا حَضارةٍ/ وحَضارةُ أشلائي وَهْمٌ / لِي أكثرُ مِن عَرْشٍ / لكني الملِكُ المخلوعُ / لا أُصَدِّقُ أنِّي وَجَدْتُكِ / ولا أُصَدِّقُ أنِّي أضَعْتُكِ / غَسلتُ يَدِي مِن دَمِ المجرَّاتِ / ولم أَجِدْ صَابونَ الذِّكرياتِ لأغسِلَ تاريخَ التطهيرِ العِرْقِيِّ في سُعالي / العُشَّاقُ يَشربونَ عَصيرَ البُرتقالِ على فِرَاشِ الموتِ / والأعلامُ الْمُنَكَّسَةُ تُظَلِّلُهم / فاتْبَعْ ضَوْءَ الجِنازةِ في أحلامِ الطفولةِ / كُلما أتى المساءُ / أحْرَقَت الذِّكرياتُ جِلْدي / قَبري مَطْمُوسٌ / وَجُثتي مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / فَكَيْفَ تَرسمُ البلابلُ أحزاني على سُورِ المقبرةِ ؟ / ترمي الشُّموعُ وَرْدةَ الإِعدامِ في أرشيفِ الصُّراخِ/ والغاباتُ تتوكَّأُ على عُكَّازةِ المستنقعِ/ والشُّعوبُ الْمُعَدَّلةُ وِراثياً تحتفلُ في أعيادِ شَنْقي / مِقْصَلتي نظريةٌ في الفِيزياءِ / وَمِشْنقتي مُعَادَلةٌ في الكِيمياءِ / وشَاهِدُ قَبري هُوَ فَأْرُ التجاربِ/ فارْفَعْ مَعْنوياتي يا اكتئابي وأنا تَحْتَ المِقْصلةِ/ كَي تُشَجِّعَ الزَّوْجاتِ الخائناتِ على قِراءةِ كُتبِ الطبخِ / تُفَصِّلُ الأُمهاتُ قُمصانَ النَّوْمِ مِن لُحومِ بَناتِهِنَّ / والآباءُ يُعَلِّمُونَ أبناءَهُم نَظرياتِ الخِيانةِ الزَّوْجيةِ/ فلا تَحْزَنْ يا حَفَّارَ قَبري/ لَدَيْكَ ساعةُ حائطٍ / ولا يُوجَدُ حائطٌ / السَّرابُ اكتشفَ جَسَدَ المرأةِ فَلْسَفياً / فَكَرِهَ أن يَكْتَشِفَهُ فِيزيائياً / أخشابُ السُّفُنِ الغارقةِ هِيَ دَفترُ الرِّياضياتِ لِتِلْميذةٍ مُغْتَصَبَةٍ / وحِيطانُ زِنزانتي خَاليةٌ مِنَ البَراويزِ / أُكَرِّرُ صَدَماتي العاطفيةَ كالنِّفْطِ الخام / وأركضُ إلى أشلائي وَاثِقاً مِن نِهاياتِ الخريفِ / وبِداياتِ الصدى الجارحِ /
     لا تَفتخري بِثَدْيَيْكِ أمامَ الملِكِ المخلوعِ أيتها الجاريةُ العَمْياءُ / سَيَأتي سَرَطانُ الثديِ مِن الصَّوْلجان / الجسدُ مَشْلُولٌ عَلى عَرْشِ الرُّكامِ / لا عَرْشٌ إِلا الرُّكام / ولا جِنْسٌ إلا البُكاء / أيها الشاطئُ المولودُ في مَزْهرياتِ قَلبي المكسورةِ / اهْرُبْ مِن اللمعانِ القاتلِ / في عُيونِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ/ تَبيعُ الأمهاتُ بَناتِهِنَّ في البُورصةِ/ ويَتَّصِلُ بِي حَفَّارُ القُبورِ هَاتفياً / فاحْفِرْ قَبري وانتظِرْني عِنْدَهُ / قَد أتأخَّرُ عَن مَوْعِدِ احتضارِ اليَمامِ / فانتظِر احتضاري / لم أَبِعْ صُكوكَ الغُفرانِ لأشتريَ سَيَّارةً لِنَقْلِ الموتى / والحضارةُ امرأةٌ تَصْلُبُ رَضِيعَها على صَدْرِها الصَّحراويِّ /
     سَلاماً أيتها الأرضُ التي تَرفضُ أن نُدْفَنَ فِيها / جَسَدُ النَّعناعِ يَضيقُ عَلى زَعْترِ قُبورِنا / وتتَّسعُ الصَّدماتُ العاطفيةُ لأضرحةِ بَناتِ آوَى / نَسِيَتْ الملِكةُ جُثمانَها بَيْنَ الباستيلِ والكافيارِ / والزَّوابعُ تَدفعُ لقاتِلي الراتبَ الشَّهريَّ/ قَلبي قاتلٌ مأجورٌ/ وأنا المقتولُ بَيْنَ القُلوبِ المكسورةِ وتفاحِ النَّزيفِ/
     ينامُ الغروبُ في أحضانِ أُمِّهِ / لكنَّهُ يَشعرُ بالغربةِ الباردةِ / كُلُّ أظافري مرايا للمنفَى / وأنا المنفيُّ بَيْنَ شَهيقي وزَفيري / جُثتي كافتيريا على طَريقٍ صَحراويٍّ / لا تَعْرِفُهُ أحزانُ سَائقي الشَّاحناتِ/ ماتت النِّساءُ / وحَبْلُ الغسيلِ بِلا غَسيلٍ / فلتمتْ أوَّلاً / ثُمَّ اعترِضْ على شَريعةِ مَحاكمِ التَّفتيشِ/ كُلُّنا غَرْقَى/ البَحْرُ يَرْثي البُحيرةَ/ وَيَرِثُ أشلاءَنا/ مَذْبحتي تتقمَّصُ شَكْلَ الجوَّافةِ / وأنا الضَّوْءُ المهاجِرُ بَيْنَ خِيَامِ الأعرابِ / أنا الخيمةُ الضَّائعةُ بَيْنَ الغجرِ والبَدْوِ الرُّحَّلِ / خانتني أظافري / والطوفانُ يَشتري تَذكرةَ قِطَارِ المنفَى / تُطَبِّقُ قِطَّتي نَظرياتِ مُكافَحةِ الإرهابِ على ضِفْدَعِ جارِنا / وتغتسلُ الراقصاتُ بالسَّائلِ الْمَنَوِيِّ في بَراميلِ النِّفْطِ / تُذَكِّرُني الأقنعةُ بالأقنعةِ / والوجوهُ مَنسيةٌ في محطةِ القِطاراتِ / وأظلُّ في الطرقاتِ المنفيَّةِ بِلا وَجْهٍ / لا أشلائي خَواتِمُ لِعَشيقةِ هِتْلَر / ولا أحزاني تِلالٌ لِخِيانةِ يَهوذا الإسخَريُوطِيِّ /
     في ضَجَري الرَّصاصِيِّ / يَتمزَّقُ دَمْعي كالقُبورِ الكِلْسِيَّةِ / لَسْتُ عُصفورَ الاحتضاراتِ لِتَصنعوا مِن جِلْدي طَاولةً / يَجْلِسُ عَلَيْها رِجالُ المخابَراتِ / يا احتضارَ الرِّياحِ الشَّمسيةِ / أنتظرُ صِياحَ الدِّيكِ في صَباحِ إِعْدامي / لكنَّ حَياتي بِلا فَجْرٍ ولا دِيكٍ / الْحُبُّ ذَاكرةُ القنابلِ / وَالعَوَاصفُ تُفَجِّرُ فِضَّةَ شَراييني/ والأسماكُ تَسْبَحُ في بَنكِرياسي الْمُمَزَّقِ عِشْقاً/ يَرْمُونَ قَلبي في مِنْفَضَةِ السَّجائرِ/ لأني لم أَحْرِقْهُم بِسُعالي/ تَلعبُ غاباتُ البُكاءِ بمشاعري/لأني لم أَعْرِضْ جَوارحي في السُّوقِ السَّوْداءِ/ أنا لَسْتُ أنا/ أنا دُستورُ مَملكةِ الانطفاءِ/ لأنَّ جُثتي مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / صَارَتْ دُميةً في مَسْرَحِ العَرائسِ / وأنا المذبوحُ المتكرِّرُ في خَرائطِ الغروبِ / صَارَ حُزْني نشيداً وَطَنياً لأدغالِ الدُّمى / ومَدينةُ الرَّمادِ تَقْلِي أظافري النُّحاسيةَ في الدَّمْعِ السَّاخنِ /
     سَقَطَ اليَمامُ في احتضارِ الأُنثى / ويَنْبُتُ القَمحُ في سُوقِ النِّخاسةِ / ويَقضي العاشِقُونَ إِجازةَ الصَّيْفِ في مَمالكِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / بَشَرَةُ الغروبِ سَمراءُ / لكنَّ الأُفُقَ تاريخٌ للرَّقيقِ الأبيضِ / الرِّياحُ تَحْرِقُ جُثةَ المطرِ / والقَتلى يُشَرِّحُونَ الرَّمادَ / عُنفوانُ أُنوثةِ الأمواجِ يَختلطُ بِرَائحةِ أثاثِ المذْبَحةِ / فَاذْكُري الأيتامَ الذينَ يَمْسَحُونَ أحذيةَ رِجالِ المافيا / زِنزانتي الانفراديةُ مِنَ الرُّخامِ / وَدَمعاتي قُبورٌ بلاستيكيةٌ / وَقَلبي قَاتِلٌ مَأجورٌ / تَذوبُ الرُّومانسيةُ في جُثمانِ حفَّارِ القُبورِ / كما يَذوبُ المِكياجُ في خُدودِ اليَتيماتِ / اصْطَدَمَتْ عُيونُ الْمُغْتَصَبَةِ بِعُيونِ مُغْتَصِبِها / ارْتَطَمَتْ عُيونُ السَّجينِ بِعُيونِ سَجَّانِهِ / وإِمبراطورُ الزَّبَدِ يَرْفَعُ بِرْميلَ النِّفْطِ تاجاً لأرملةِ الرَّمْلِ / انتحاراتي قِلادةٌ على صَدْرِ العاصفةِ / ولَن تَشْعُرَ الشُّطآنُ بالرُّومانسيةِ إِلا إِذا لَعِبَتْ بِعَوَاطِفي / فيا أدغالَ الضَّوْءِ الوَهميِّ / الْعَبِي بِعَواطفي / ثُمَّ انتحري بَيْنَ أحضاني / سَأُكْمِلُ سِيناريو الضَّحِكِ في مَدينةِ العارِ / لكني أخْجَلُ مِنَ النَّظَرِ في المِرآةِ / أنا الغريبُ المقتولُ / أو المقتولُ الغريبُ / أُقَدِّسُ بِلادي المقتولةَ / ولا أُقَدِّسُ العُروشَ / أُرَدِّدُ الأناشيدَ الوَطَنيةَ في مَدينةِ القَتلى / وأنتظرُ قَاتِلي في محطةِ القِطاراتِ /
     في مَطْعَمٍ مُخَصَّصٍ لِهِجرةِ الأمواتِ / لقاءٌ عاطفيٌّ بَيْنَ السِّكينِ وقِطْعةِ الْجُبْنِ / يَحفظُ العُشَّاقُ مَواعيدَ انتحارِ الفِئرانِ على شَاشاتِ السِّينما/ وَبَابُ ضَريحي مُضِيءٌ / فَلْيُطْفِئْ سُعالي لَمعانَ النوافذِ/ التي تُطِلُّ على شِتاءِ التَّوابيتِ / ضَفائرُ الأراملِ تُغَطِّي الْخُبْزَ اليابسَ / وهَذهِ أحلامي دِماءُ الشَّوارعِ المنسيَّةِ / ولم أُفَرِّقْ بَيْنَ غُرفةِ الإِعدامِ وشَهْرِ العَسَلِ /
     أيتها اليَمامةُ الموزَّعةُ على الموانئِ البَعيدةِ / حَيْثُ القَراصنةُ يَتحرَّشُونَ بمناديلِ الوَداعِ / يا سَيِّدةَ المنافي / تَكْرَهِينَ زَوْجَكِ لأنهُ يَخونُكِ معَ الخادمةِ / فَكُوني شَريعةَ البُروقِ / حِينَ يُطَلِّقُ القَمْحُ حُقولَ الصَّدى/ كَم شَاحنةُ مِكْياجٍ تحتاجُها ابنةُ القُرْصانِ / لِتَبْدُوَ أصغرَ مِن السُّلحفاةِ العجوزِ ؟/ قد تحتاجُ المومِسُ إلى عَالِمِ رِياضياتٍ / لِيَحْسِبَ عَدَدَ الرِّجالِ الذينَ ضَاجَعُوها / أتعاطى مُضادَّاتِ الاكتئابِ مُنذُ قُرونٍ/ مَعَ أنني لَم أُولَدْ / رَضيعٌ أضاعَ خَارطةَ صَدْرِ أُمِّهِ / لَكِنَّهُ وَجَدَ خَارطةَ لُجُوئِهِ السِّياسِيِّ / أكتبُ فَلسفةَ مَفاتيحِ قَفَصي الصَّدْرِيِّ / لِكَيْلا يَتعاطى الموجُ الماريجوانا /
     أيتها الضِّفدعةُ التي بَاعَها الْحُزْنُ في أسواقِ نِكاحِ الْمُتعةِ / إِنَّ عَيْنَيْكِ بُحيرةٌ مِن أشواقِ المسافِرِين / فلا تَقْلَقي / إِنَّ غاباتِ الرصاصِ الْحَيِّ تَستعملُ حُبوبَ مَنْعِ الْحَمْلِ / سَيَخُونُ أهْلُ الكُوفةِ الْحُسَيْنَ آلافَ المرَّاتِ / وأنتَ يا طَيْفي حَبْلُ المِشنقةِ اللازَوَرْدِيُّ / لَن تَجِدَ امْرَأةً تبكي عَلَيْكَ بَعْدَ شَنْقِكَ/ تزوَّجتُ كُلَّ الغاباتِ سِوى غاباتِ قَلبي المكسورِ/والأسماكُ تَقلي دُموعي في ضَجَرِ الأمواجِ/ والفَيلسوفُ المنبوذُ يَشْرَحُ نَظرياتِهِ لِحِيطانِ غُرفته / والأعلامُ الْمُنَكَّسَةُ تتكاثرُ /
     لا تفْرَحي أيتها السُّنبلةُ / إِنَّ دُودَ المقابرِ مِثْلُ سَرَطانِ الثَّدْيِ / الحضَارةُ إشارةُ مُرورٍ زَرْقاءُ / تتجمَّعُ حَوْلَها اليَتيماتُ وَهُنَّ يَبِعْنَ العِلكةَ / فَكُن أنيقاً كَخَشَبِ التَّوابيتِ الْمُسْتَوْرَدِ / إِذا قَتَلْتَ أُنوثةَ الأشياءِ / تَساوَتْ عِندَكَ ذُكورةُ الأضدادِ / خَجَلُ المومساتِ المبتدئاتِ يَقومُ بالتَّطهيرِ العِرْقِيِّ في جَواربِ الجنودِ القَتلى / سَجينٌ بَحَثَ في قِرْميدِ الشِّتاءِ عَن فَتاةِ أحلامِهِ / وحِينَ وَجَدَها اكتشفَ أنها مُتزوِّجةٌ مِن سَجَّانِهِ / فَصَارَ يَبحثُ عَن حفَّارِ قُبورٍ لأحلامِهِ / كُلما نَظرتُ إلى المِرآةِ شَعرتُ بالغربةِ / سَتَنْبُتُ الأشجارُ في قَلْبِ النَّدَمِ / فَاضْحَكِي أيتها الغابةُ / والْبَسِي تنُّورةً فَوْقَ الرُّكبةِ / سَوْفَ تبكينَ في المطبخِ في لَيْلةٍ مَاطرةٍ / وَتُصْبِحِينَ مِمْسحةً لِحِذَاءِ زَوْجِكِ / فيا صَديقي المنبوذَ / لا تَنْسَ أن تَعملَ دَليلاً سِياحِيَّاً في مَقبرتي بَعْدَ أن تَقْتُلَني /   
     يَا مَن قَتَلْتُم الْحُسَيْنَ وَبَكَيْتُم عَلَيْهِ / أنتُم تَصْلُبونَ نِساءَكُم على أجسادِ سَماسرةِ نِكاحِ الْمُتعةِ / فاتْرُكوا لِوِلايةِ الفَقيهِ ذِكرياتِ النِّساءِ المسحوقاتِ / تَسبحُ العَمائمُ السَّوْداءُ في بَراميلِ النِّفطِ / كما يَسبحُ أهلُ الكُوفةِ في خِيانةِ آلِ البَيْتِ / أنا نِهايةُ الْحَسْمِ العَسكريِّ في سَراديبِ مَحاكمِ التفتيشِ / المِقْصلةُ لا تَقبلُ أنصافَ الحلولِ/ ودِمائي هِيَ الْحَلُّ في مَملكةِ الصدى العميقِ/ وأشلائي هُدنةُ اليَمامِ في المرفأ المهجورِ/ وذِكرياتي احتمالاتُ الموتى والبُروقِ/ سَتُصبحُ أجنحةُ الفَراشاتِ حَطَبَاً في الموقدةِ/ التي يَجلسُ أمامَها ضَابطُ المخابَراتِ معَ زَوْجَتِهِ / ونَعْشي هُوَ الأملُ الأخيرُ في حَياةِ العَوانِسِ /
     قَلبي لا يَذهبُ إلى رِئتي إِلا بِتَصْريحٍ أمْنِيٍّ / لا تاريخَ لِلْحُبِّ إِن لَم يَكُنْ قَاتِلاً / يَخْلَعُ القَلْبَيْنِ الجريحَيْنِ / ويَرْمِيهُما في أزِقَّةِ قَوْسِ قُزَحَ / كأني حَارِسُ مَرْمَى مُعْتَزِلٌ / مَا زَالَ يَتذكرُ الأهدافَ الكثيرةَ في مَرْمَاه / أنا الْحُلْمُ والكَابُوسُ / فَلا تَحْلُمْ بِي يَا بَلاطَ الزَّنازين / لَسْتُ شَاعِرَ البَلاطِ /  أنا الْحُزْنُ الذي يُبَلِّطُ البَحْرَ بالرُّخامِ الدَّمويِّ / فاكْتَشِف الْحُزْنَ في خُدودِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / غَرِقَتْ مَناديلُ الوَدَاعِ في بَحْرِ الدُّموعِ / وَبَقِيَتْ دُموعُ النِّساءِ اليَابسةُ عَلى رَصيفِ المِيناءِ /
     في طُرقاتِ شَراييني مَلايينُ الحواجزِ العَسكريةِ / فَاكْسِرْها يا انكساري / كَي نحتفلَ بِعِيدِ انكسارِنا أمامَ الرِّيحِ الْمُزَيَّنةِ بالأضرحةِ / أسنانُ السُّجناءِ بَراويزُ على حِيطانِ الزِّنزانةِ / والزِّنزانةُ تَستعملُ فُرْشاةَ أسناني / يَشتري الصَّقيعُ صُكوكَ الغُفرانِ مِنَ البَاعةِ الْمُتَجَوِّلِين / وأشتري ضِحكةَ الحقولِ المحروقةِ في جُلودِ العَبيدِ / أجلسُ على مَقْعَدٍ مَنْسِيٍّ في مَحطةِ قِطَاراتٍ مَنْسِيَّةٍ / ولا يَزُورُني غَيْرُ السُّيولِ / ولا يُصَافِحُني غَيْرُ لُصوصِ البَضائعِ / عِظامي تتجسَّسُ على كُرياتِ دَمي / والأطفالُ يُنَقِّبُونَ عَن أشلائِهم في سِلالِ القُمامةِ / أموتُ تَدريجياً كَعِطْرِ الإِمَاءِ / أنتحرُ بالتَّقسيطِ الْمُريحِ / ولا أَمْلِكُ أُجرةَ التاكسي الذي يُوصِلُني إلى بَنْكِ الجماجمِ /
     لا تَقْلَقُوا يا أعرابَ الخديعةِ / إِنَّ جُثثَ الجواري في قُصورِكُم / سَتَرْفَعُ سِعْرَ بِرْميلِ النِّفْطِ / صارَ دَمْعُ الصَّنوبرِ مَعجونَ أسنانٍ لليَمامِ/ وصارتْ عِظَامي أرشيفاً للغروبِ الحزينِ / فيا أيها الجسَدُ الوَرْدِيُّ الذي يَنْخُرُهُ البارودُ/ كَيْفَ تُمَيِّزُ الخفافيشُ بَيْنَ بَراميلِ النِّفطِ وبَراميلِ البارودِ ؟/ أُعَبِّئُ عَرَقَ السَّبايا في قَارورةِ الحِبْرِ / وَلَحْمُ البُحيرةِ كالغِرْبالِ مِن أثَرِ الرصاصِ / سَتغتصبُ البَنادقُ جَسَدَ الشَّاطئِ وَيَظَلُّ يَبتسمُ / سَيُعاني الْمُغْتَصِبُ أكثرَ مِن المرأةِ التي اغْتَصَبَهَا / وكلُّ الفِئرانِ التي تَحْمِلُ على رُموشِها دَمَ القَمرِ / سَتَعْبُرُ الحواجِزَ العَسكريةَ /
     في لُعابي تَرْسُو سُفُنُ القَراصنةِ / ويُرَدِّدُونَ الأغاني الوَطَنيةَ / لكنَّ الأعلامَ مُنَكَّسَةٌ / الْجُزُرُ التي قَضَى فِيها العُشَّاقُ شَهْرَ العَسَلِ / تَغْرَقُ في دِماءِ حَبْلِ مِشْنقتي / والقُبورُ الزُّجاجيةُ مِرْآةٌ لِرَحيلِ اللازَوَرْدِ / وأنا الرَّاحلُ بَيْنَ المدافِنِ الكريستاليةِ والذِّكرياتِ النُّحاسيةِ / فيا شُطآنَ الرِّعشةِ / تُنفِقِينَ الرَّاتبَ الشَّهْرِيَّ على المِكْياجِ / وأُنفِقُ كُلَّ ما وَرِثْتُهُ عَن أحزانِ الطرقاتِ/ على زَخْرفةِ مِقْصلتي أمامَ الضُّيوفِ / فيا أيها الوَطنُ المزروعُ بِكَاميراتِ الْمُرَاقَبَةِ / أيتها البِلادُ المزروعةُ بِصَفَّاراتِ الإِنذارِ / لن تُفْلِتَ الأشجارُ مِنَ الطوفان / ذَهَبَ الرَّاعي إلى الاحتضارِ / وَنَسِيَت الأغنامُ مَوْعِدَ الحصَادِ /
     مَوْتي مَوْتُ أعدائي / وأنا المشنوقُ الْحَيُّ / ستأكلُ الضَّفادعُ أظافرَ سَيِّدةِ الموانئِ / والنَّوارسُ المجرَّدةُ مِن جِنسِيَّتِها / تَحُطُّ على جَدائلِ النيازكِ / والمجرَّاتُ تنتظرُ تَصْفيتي جَسَدِيَّاً / هَل تَستطيعُ الجاريةُ أن تختارَ لَوْنَ قَميصِ نَوْمِها بِدُونِ إِذْنِ الخليفةِ ؟ / هَل تَقْدِرُ الفَريسةُ أن تختارَ مَلابِسَها الدَّاخليةَ بِدُونِ إِذْنِ صَيَّادِها ؟ / زَوْجةٌ مَلَّتْ مِن مُمارَسةِ الجِنسِ معَ زَوْجِها / فصارتْ تَبحثُ عَن قِصَّةِ حُبٍّ معَ جُثةِ قَتيلٍ يَركضُ في الشَّفقِ / أنتمي إلى أُمَّةٍ مِن العَبيدِ والسَّبايا / وأعشقُ حَفلاتِ المشانقِ / لأنها تَخلو مِن البيروقراطيةِ /
     يا تشارلز / فَلْتَخُنْ دَيَانا بَعيداً عَن عُيونِ أطفالِكَ / سَيَغْرِسُ الخريفُ خَنجرَهُ في عُروقِ المزهرياتِ / والمِشنقةُ هي المرأةُ الوَحيدةُ في حياتي / الْحُلْمُ قِطارٌ كَهربائيٌّ / يُصْدِرُ دُخَاناً يُلَوِّثُ رِئةَ العاصفةِ / والنِّفطُ الْمُتَسَرِّبُ مِن سَقْفِ حَلْقي / يَذْبَحُ الشِّعابَ المرجانيةَ / فَتاةٌ شَقْراءُ كالقَهوةِ المخدوعةِ / تنتظرُ قَاتِلَها في مَحطةِ القِطاراتِ المهجورةِ / ودِمائي هُدنةٌ بَيْنَ القاتلِ والقَتيلِ في عَرَباتِ القَشِّ الكُحْلِيِّ/ فيا كُحْلَ عَرائسِ الكنائسِ/ أيْنَ ماما الفاتيكان لِيَتَحَرَّرَ الغربُ مِن تقديسِ الذُّكورةِ ووَأْدِ الأُنوثةِ ؟/ لَدَغَتْ عَقاربُ الصَّحراءِ عَقارِبَ السَّاعةِ/ فَمَاتتْ سَاعةُ الحائطِ في زِنزانتي/ أشلائي صَحراءُ النَّحيبِ / وحُزني سَاعةٌ رَمليةٌ / والإعصارُ مُزَيَّنٌ بِضَحِكَاتِ القُرى المهجورةِ / قَد بَدأت الحربُ الأهليةُ بَيْنَ قَلْبي وَعَقْلي / فَلا تَبْكِ عَلَيَّ حِينَ تستقرُّ جَوارِحي / في رُموشِ اللبؤةِ القَاتِلةِ /
     أنا حضارةُ الجوعِ / أَمْضُغُ حَبْلَ مِشْنقتي / وآكُلُ كُرياتِ دَمي / أنا مَملكةُ العَطَشِ / أَشربُ ذِكرياتِ الشِّتاءِ في الليلِ الحزينِ/ فَكُن كالموْتِ لا يَنتظرُ أحَداً/ تَلتفُّ الأفعى على القَمَرِ / وَزَوْجاتُ القَراصنةِ يَنتظِرْنَ النعوشَ / فلا تنتظِرْ ثُلوجَ البُكاءِ على جِلْدِ الغروبِ / وانتظِرْ انتحارَ السُّنونو في ذَاكرةِ الغيمِ / سَيَنامُ قَوْسُ قُزَحَ على سُطوحِ القِطاراتِ / التي تَنطلقُ مِنَ اللاأيْنِ إلى اللاأيْنِ / فَإِن كُنتَ عَشيقَ القَتيلاتِ / سَاعِد الفَراشاتِ في دَفْعِ أُجرةِ حفَّارِ القُبورِ / وأرْشِد النَّوارسَ إلى أضرحةِ المطرِ الكريستالِيِّ / أَسْبَحُ في دِماءِ النيازكِ / والعوانسُ يَسْبَحْنَ في عُلَبِ المِكياجِ كأدغالِ الشَّمْعِ /
     أيها الفُرسانُ الواقفونَ بَيْنَ الكِفاحِ الْمُسَلَّحِ والرَّقيقِ الأبيضِ / يا إِخْوةَ الماريجوانا / لماذا تَتقاتلونَ على دُستورِ الوَحدةِ الوَطنيةِ وَزُجاجةِ الويسكي ؟ / بِلادي كَرَاقصةِ الباليه / الكُلُّ يُحِبُّها / ويَستمتعُ بِجَسَدِها/ ولا أحَدَ يَتزوَّجُها/ فَهَل سَيَموتُ الْمُهَرِّجُ مِنَ الجوعِ بَعْدَ تقاعُدِهِ ؟ / يا صَديقي المنفيَّ بَيْنَ شَهيقي وزَفيري / لا تَعْشَقْ لاعبةَ السِّيركِ / لأنَّ حَيَاتَها رَحيلٌ دائمٌ / يا كُلَّ الْمُخبِرِينَ في عُلَبِ المِكياجِ المهجورةِ / اعْذُرْني يا جُنونَ الغاباتِ / لم أُقَدِّمْ لَكَ في عِيدِ مِيلادِكَ سِوى عُكَّازتي الأثَريةِ / أنا المقتولُ العائشُ في ذِكرياتِ الخريفِ / أنا الأخُ غَيْرُ الشَّقيقِ للمَسَاءِ الدَّامي /
     سَيَبدأُ حَبْلُ مِشْنقتي عِندما يَنتهي الشِّتاءُ في ألواحِ صَدْري / فابْنِ في وُعورةِ شَراييني كُوخاً لليَمامِ المنفيِّ / المقاصلُ هِيَ الازدهارُ الاقتصاديُّ / والتاريخُ بُورصةُ الجواري / فما فائدةُ الصليبِ والكاردينالُ المصلوبُ يَتحرَّشُ جِنسيَّاً بالرَّاهباتِ المصلوباتِ ؟ / كُلما أحببتُكِ ابتعدتُ عَنكِ / والفِئرانُ تُقَلِّدُ الأُسُودَ أوْسمةَ الشَّجاعةِ / اقْتُلوني يا إِخوتي لأعْرِفَ أنكم إِخوتي / أنسحبُ مِن حَياةِ الأنهارِ / أنا أرشيفٌ غامضٌ لانتحاراتِ السُّنونو / ولا أُريدُ أن أزيدَ حَياتَكُم قَرَفاً بِسَبَبِ عُقَدي النَّفْسيةِ / نَسيتُ بَابَ دَمي مَفتوحاً للغرباءِ / أنا كُلُّ شَيْءٍ إِلا أنا / فَخُذوا فَتْحَ القُسطنطينيةِ / وأعْطُوني ضَياعَ الأندلسِ / 
     في لَيْلةِ عُرْسي التي لا تأتي / سَأُجَهِّزُ كَعْكةَ المقاصلِ وَعَصيرَ اليُورانيومِ الطازَجَ / كُلُّ ما حَوْلي أقنعةٌ وبَعُوضٌ / وطُموحي أن أجِدَ وَجْهي / أعيشُ خارِجَ العالَمِ / لأنَّ عَالَمَهُم أحضانُ نِسائهم / وفي أجفانِ الإعصارِ شَوْقُ الجنودِ إلى دِفْءِ صُدورِ زَوْجاتِهِم / فلا تُمارِسُوا الجِنْسَ مَعَ الجثثِ أيها القَراصنةُ المثقَّفون / لأنَّ الرُّوحَ هِيَ الحامِلُ / والجسَدَ هُوَ المحمولُ / امرأةٌ يَتَّخِذُها زَوْجُها جَوارِبَ شِتائيةً عَلى مَقاسِ قَدَمَيْهِ / وتُنَظِّرُ في حُقوقِ المرأةِ / أرصفةُ المِيناءِ الباكي/ والعاهِراتُ الْمُثَقَّفاتُ / وطَريقُ البُحيرةِ لا يتَّسعُ للتَّوابيتِ الْمُزَخْرَفَةِ/ والأُنثى الوَحيدةُ التي عَشِقَتْنِي بإخلاصٍ هِيَ مِشْنقتي / والفُقراءُ عَلى أرْصِفةِ الذُّعْرِ / يَأكُلونَ لُحُومَهُم / وَيَشْرَبُونَ حَليبَ زَوْجاتِهِم /
     أنا المقتولُ في الذِّكرياتِ الغامضةِ / وشَمْسي تُشْرِقُ في الليلِ / فَاذْبَح النَّهْرَ بِسِكِّينِ العِشْقِ / كَي تَفْرِضَ عَلَيْهِ رَقصةَ الموتِ / أنتَ خاسرٌ يا صَديقي في الحالتَيْن/ سَتُصبحُ عِظامُكَ تفاحاً للعُقبانِ/ ويُصبحُ غِشاءُ البَكارةِ مِثلَ سُورِ بَرْلِين / كُلُّ المحارِبِينَ يَعودونَ إلى قَوْسِ قُزَحَ / وأَعودُ إلى دُموعِ أُمِّي في السَّحَرِ / الجثثُ المجهولةُ هِيَ بَيتي / ولا خارطةٌ لدمائي سِوى الأمواجِ / ولا هُدنةٌ في أشلائي سِوى الزَّوابعِ / فيا عَشيقةَ النَّهرِ / احترِمي جَسَدَ الغبارِ / ولا تَنظري إلى جَسَدِكِ في مَزهرياتِ الشِّتاءِ / يَصْعَقُكِ لَوْنُ جِلْدِكِ / ويُلغي أُنوثةَ دَمعاتِكِ / وتُلَمِّعُ السَّبايا أوتادَ الخِيَامِ بِدَمِ الحيْضِ / نتدرَّبُ عَلى هَلْوسةِ المذابحِ / ونَدْهَنُ خَشَبةَ المذْبَحِ بِلَوْنِ جُلودِنا / والقِطَطُ تُراقبُ لَمعانَ دِمائِنا المتبخِّرةِ على شَفَراتِ السُّيوفِ / كُلما قَرأتُ جَريدةً بَحثتُ عَن اسْمي في صَفحةِ الوَفَيَاتِ / والأسماكُ الصحراويةُ تَنْشُرُ خَبَرَ وَفاتي في ذاكرةِ الموجِ / بَريدي الإلكترونِيُّ سَيَظَلُّ فَارِغاً/ وَصُندوقُ بَريدي صَارَ طَاوِلةَ بِلياردو للجِرْذانِ الشَّاعريةِ/ بَعْدَ مَقتلِ سَاعي البَريدِ / واحتضاري ما زَالَ يُقاتِلُ/ والصَّقيعُ بَنكُ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / دَخَلَتْ نُعوشُ اللازَوَرْدِ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ / والجرادُ أضاعَ مَفاتيحَ قَلبي المكسورِ / وأضرحةُ الحمَامِ على قُمصانِ النَّوْمِ / لَم أَخْطُبْ غَيْرَ حُزني / ولم أتزوَّجْ غَيْرَ انكساري / ولا مَعنَى لِوَطَني بِدُونِ تَزويرِ الانتخاباتِ /
     أبيعُ كُتبَ الطبخِ للأراملِ الشَّابَّاتِ / اللواتي يَبكينَ في مَأتمِ الحضَارةِ / والحضَارةُ مَأتَمُ النَّعناعِ البَرِّيِّ/ كانت فِئرانُ التَّجاربِ تَبكي نِيابةً عَنِّي/ والرِّيحُ صَارَتْ حَنجرةَ الأسرى في حَديقةِ الجثامين/ والإِمَاءُ يَفْتَخِرْنَ بأثدائِهِنَّ أمامَ أميرِ المؤمنينَ الذي قَتَلَ المؤمنين / سَتَضَعُ الفَراشةُ مَصيرَها العاطفيَّ تَحْتَ أقدامِ الذبابِ / تاريخُ نِساءِ القَبيلةِ صَكُّ غُفْرانٍ بِلا غُفران / وانتهتْ صَلاحِيَّةُ أُنوثةِ التِّلالِ/ ستتزوَّجُ المرأةُ قَاتِلَ زَوْجِها / وأُمراؤُنا أبناءُ الإِمَاءِ / ونَحْنُ السَّبايا في السُّوقِ السَّوْداءِ / وَحْدَهُ الفَيَضانُ يَبكي عَلَيَّ بَعْدَ اغتيالي / فيا مَقبرةَ الحضَاراتِ / لماذا لم تُدافعي عَن الرَّاهباتِ في كنائسِ التَّحرشِ الجِنسيِّ ؟ / 
     أُمراءُ الحروبِ / والجنودُ يَموتونَ في المعركةِ/ لِيَظَلَّ الطاغيةُ نائماً معَ عَشيقتِهِ في غُرفةِ القِيادةِ / والأعرابُ يَشربونَ فَلْسفةَ دَاحِسٍ والغبراءِ في جَماجمِ الشُّعوبِ/ هَكذا يُولَدُ في قَصيدةِ الزَّبدِ يَهوذا الإسخريوطيُّ/ أوثانُ الشَّهْوةِ الجِنسيةِ/ ودَمي هُوَ السَّجادُ الأحمرُ/ولا مَطارٌ حَوْلَ خُطواتِ الأسرى/ ولا جَوْقَةٌ تَعْزِفُ لَحْنَ الجماجمِ الأخيرَ .