سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

18‏/09‏/2019

لا شيء سوى الدم / قصيدة

لا شيء سوى الدم / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.............

     دَمي لَيْسَ أزرق / دَمي الأخضرُ يَتساقطُ في كُوبِ الشَّايِ الأخضرِ كَشَظايا المزهرِيَّاتِ / وَالعُشَّاقُ لَم يَأْتُوا إلى المطْعَمِ لأنهم مَاتوا / جُثَثُ العُشَّاقِ سَقَطَتْ في عَصيرِ البُرتقالِ / وَالأطفالُ لَم يَبْنُوا قُصورَهُم الرَّمْلِيَّةَ / لأنَّ البَحْرَ أكَلَ خُدُودَهم / سَقَطَت الرُّومانسيةُ في آبارِ النِّفْطِ / وَالنَّوارسُ تُعَلِّقُ أغشيةَ البَكارةِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ / انتصرَ سَرَطَانُ الثَّدْيِ عَلى دَمِ الحيْضِ / وَكُلُّ الدِّماءِ خَاسرةٌ / لا شَيْءَ سِوى الدَّمِ في مَمالكِ الوَباءِ /
     زُعماءُ القَبائلِ أجَّروا طُبولَ الحربِ لِلْفِرْقَةِ الموسيقِيَّةِ/وَكُلَّما نَظَرْتُ إلى المِرآةِ عَرَفْتُ أني مَقتول/ تَصطادُ اللبؤاتُ ضَوْءَ القَمرِ / وَسُفُنُ الغُزاةِ تَرسو في دِماءِ الحيضِ / رَمْلُ البَحْرِ كَلْبُ حِراسةٍ أمامَ مَتْحَفِ الضَّحايا / وَأنا القائدُ المنتصِرُ في مَعركةِ الوَهْمِ / حَوْلِي الفِرْقَةُ الموسيقِيَّةُ وَطُبولُ الحربِ وَالأحصنةُ الخشبِيَّةُ والمسدَّساتُ المائِيَّةُ / هَذا التُّرابُ تَحْتَ شَجَرةِ الصَّنوبرِ كانَ أبي / سَيَنمو الكَرَزُ في مَخازنِ الأسلحةِ/ حُزني مُشَقَّقٌ مِن أثَرِ السِّياطِ / فَخُذْ مَجْدَ الأندلسِ / وَأَعْطِني ذَاكرةَ الهروبِ مِن مَحاكمِ التَّفتيشِ/ خُذْ عُنفوانَ الفَراشاتِ/ وَأَعْطِني انكسارَ الذبابِ/ الجثثُ مُنتشرِةٌ في الشَّارعِ / فافْرَحي أيَّتُها الكِلابُ الجائعةُ /
     بَيْنَ ألواحِ صَدري وَطَريقِ النَّهْرِ/ تَنتشرُ جَثامينُ العُشَّاقِ والحواجزُ العَسكرِيَّةُ/ حَوَاسِّي الْخَمْسُ طَابُورٌ خَامِسٌ / وَجِنازةُ الرِّمالِ هِيَ العَهْدُ القَديمُ / وَالعَهْدُ الجديدُ يَنْصِبُ في صُكُوكِ الغُفرانِ خَيْمَةَ الأسرى / وأنا المقتولُ في ضَوْءِ القَمَرِ / لَيْسَ لِي عَهْدٌ قَديمٌ وَلا جَديدٌ / مَوْتُ الأزهارِ يَتكرَّرُ في مَوْتِ الشُّعوبِ الخرساءِ فِئرانِ التَّجارُبِ/ والوُجوهُ الْمُشَقَّقَةُ تَتساقطُ على أقنعةِ الملوكِ اللصوصِ / الذي يَحْكُمُونَ الجماجمَ الْمُتشائِمةَ بالتَّفاؤُلِ /  
     اقْتِصَادٌ مُزْدَهِرٌ مَبْنِيٌّ عَلى أثداءِ الرَّاقصاتِ في الملاهي النَّهارِيَّةِ / وَكُلُّنا رَاقصاتٌ / اختلفَ أُسلوبُ الرَّقْصِ / لكنَّ حَياتَنا مَلْهَىً لَيْلِيٌّ أوْ نَهارِيٌّ / تَعَادَلَ الغبارُ معَ الزَّبَدِ / لأنَّ البَحْرَ باعَ شَرَفَهُ للسُّفُنِ الحربِيَّةِ / مَوَادُّ الدُّستورِ مُتَغَيِّرةٌ حَسَبَ مِزَاجِ عَشيقاتِ الخليفةِ / يُحَوَّلُ مَجْرَى النَّهْرِ حَسَبَ بُوصلةِ دَمِ الحيْضِ لِلْمَلِكَةِ العاقرِ / شَرَفُ الْمُحَارِبِينَ القُدامى مَبْنِيٌّ عَلى تِجَارَةِ الْمُخَدِّرَاتِ / والضَّفادعُ تُوَزِّعُ الأوسمةَ العَسْكَرِيَّةَ على تُجَّارِ الأسلحةِ / وكُلَّما سَرَقْنا المواطِنَ الذي لا يَعْرِفُ أنَّهُ مُواطِنٌ / ارتفعَ مَنسوبُ الوَحْدةِ الوَطَنِيَّةِ كَحَليبِ الرَّاقصاتِ / والنَّشيدُ الوَطَنِيُّ يُلَحِّنُهُ الموْجُ في دُستورِ التَّمييزِ العُنصُرِيِّ / والسُّعالُ الفِضِّيُّ يَقْلي الأغاني الوَطَنِيَّةَ كالبَطاطا لِنِسيانِ سَرِقَةِ الوَطَنِ /
     في المساءِ السَّحيقِ / يَنبعثُ سُعالُ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ مِن آبارِ الحضارةِ / العِشْقُ اختراقٌ أمنيٌّ / فَاكْرَهِيني يا أعمدةَ الكَهْرباءِ في طَريقِ البَحْرِ / وَسَامِحِيني يا حُقولَ الزَّرنيخِ / عُلَبُ المِكياجِ الفَارغةُ مُلْقَاةٌ مَعَ عِظَامِ الموتى / مَا فَائدةُ العِشْقِ في المدافنِ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ ؟/ الرِّيحُ تَنْثُرُ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ عَلى فِرَاشِ الموْتِ/ وَالعَاشِقُ لا يَقْدِرُ أن يَنْظُرَ في عُيونِ عَشيقَتِهِ / كُلُّ أسرارِ النِّساءِ دُفِنَتْ في المقابرِ/ وَمَاتَ الطَّيْفُ الشَّريدُ / وانكسرَ الظِّلُّ المهاجرُ /
     أَحْزَنُ على تِلْكَ الدُّميةِ في مَسْرَحِ العَرائسِ/ قَضَتْ حَيَاتَهَا مِمْسَحةً لِحِذَاءِ زَوْجِها/ أنا الأعزلُ/ لَكِنَّ قَفَصِي الصَّدْرِيَّ مَخْزَنُ أسْلِحة / نَمشي في مَساءِ الكُوليرا إلى صَوْمَعَةٍ خَريفِيَّةٍ غَامضةٍ / كَي نُمارِسَ الاحتضارَ الوَهَّاجَ / نَشَرُوا في تَضاريسِ مَعِدَتي المقاصِلَ كَحِبَالِ الغسيلِ / غَرِقَ العَاشِقُونَ في الْمُستنقعِ الْمُضِيءِ / وأنا أغْرَقُ في بُحَيرةِ الخريفِ / وأُنادي على أُمِّي / وَلَم يَجِئْ أحَدٌ إِلا الموْت /
     أيُّها الوَطَنُ المجهولُ / الذي يُولَدُ في الْجُثَثِ المجهولةِ / تاريخُ حَضارةِ العَمَى مَزروعٌ في أجفانِ البَعُوضِ / الزَّبَدُ هُوَ الوَجْهُ الحقيقيُّ للبَحْرِ / والبَحْرُ هُوَ القُربان / أضاءَ شُموعَ الرِّيحِ الرَّأْسُ المفصولُ عَن الجسَدِ/ والدَّمُ لا يَنامُ / لا أحَدَ سَيُحْضِرُ لَكَ جَماجِمَ التُّفاحاتِ في الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ/ سَيَنْفَرِدُ الدُّودُ بِوَجْهِكَ الذابلِ / والأسطورةُ لا تَموتُ /
     الثلجُ على مَوْقَدةِ كُوخي أرشيفٌ للسُّيوفِ المكسورةِ/وأناشيدُ المجزرةِ قَوْسٌ يَبْحَثُ عَن السِّهامِ/ أوْ عَرْشٌ يَبْحَثُ عَن الملِكِ المخلوعِ / لا رِمَاحٌ حَوْلَ جُثماني ولا سِهَامٌ / يَنكسرُ المعنى في بَساتينِ الجثثِ / والأرقُ في خُدودِ السَّبايا ذَاكرةٌ لِقُمصانِ النَّوْمِ / ذَهَبَ الأطفالُ إلى الموتِ / وبَقِيَت الأراجيحُ في ضَوْءِ القَمَرِ وَحيدةً / والكَاهِنَةُ نَسِيَتْ حُبُوبَ مَنْعِ الْحَمْلِ في غُرفةِ الاعترافِ /
     الْمُسَدَّسَاتُ مَطْلِيَّةٌ بِعِظَامِ الغَرقى ورُفَاتِ الزَّوابعِ / والحطَبُ مَطْلِيٌّ بِذِكرياتِ الأسيراتِ / أيْنَ قَلَقُ الحجارةِ في قَريتي المهجورةِ ؟ / أخشابُ المقاعدِ في مَحطةِ القِطاراتِ مَدهونةٌ بأحلامِ الغُرباءِ / فلا تَقْلَقْ على غُرْبَتِنا يا حَبْلَ الغسيلِ الْمُمْتَدَّ مِن حِصارِ سَراييفو إلى حِصارِ بَيْرُوت/ سَيَرْجِعُ الغرباءُ في قِطاراتِ الرِّيحِ الصَّفراءِ ذَاتَ مَساء / جُسُورٌ مِنَ الرِّياحِ الْمُزَيَّنةِ بالأشلاءِ / تَجْلِسُ عَلَيها النِّساءُ الخارجاتُ مِن مَواعيدِ الوَأْدِ / الدَّاخلاتُ في قَوانينِ القَبيلةِ وقَوانينِ الطوارئِ /
     أنتَ دِماءُ الشَّفَقِ السَّاريةُ كَالْخُيُولِ / في فُوَّهةِ مُسَدَّسِ البُحَيرةِ / أحْرُسُ احتضارَ التُّرابِ بِتُرابِ الاحتضارِ / كُلَّما تَزَوَّجْتُ الصَّخَبَ طَلَّقْتُ الضَّجَرَ / فَكَيْفَ تَرْسُمُ الأراملُ اللوحاتِ الزَّيتيةَ في مَتْحَفِ المجازرِ ؟ / خُذْ مِفتاحَ بَابِ الْجُرْحِ / وَلا تَتذكَّر أضرحةَ الصَّبايا الواقفاتِ في طَابورِ الْخُبْزِ / كُلُّنا قَتلى في هَذهِ المدينةِ / نَخْرُجُ مِن خَمَّارةِ حُكومةِ الوَحْدةِ الوَطنيةِ / ولا أحدَ يَنتظِرُنا /
     يَا أنا / أنتَ اللفظُ المشنوقُ في مَعنى السَّرابِ / فَكُنْ عَصيراً مِنَ الذِّكرياتِ / كَي يَشْرَبَكَ العُشَّاقُ بَعْدَ الطوفانِ وقَبْلَ الطاعون/ القَبائلُ تَنقرِضُ كأعشابِ المقابرِ/ والغريبُ يَبْحَثُ عَن قَبيلةٍ في قُلوبِ النِّساءِ / تَدْخُلُ حَضارةُ الْحُزْنِ في جَدائلِ اليَتيماتِ / وَتَخْرُجُ مِنَ إِضْرابِ عُمَّالِ المناجمِ / والأغاني الحزينةُ تَحْمِلُ في نَزيفي قِطاراتِ الصَّدى/ ولا صَدى سِوى الصَّدأ / يَصيرُ الصَّوْتُ قِناعاً للفَراشةِ الخرساءِ / أنتَ شَخْصٌ غَيْرُ مَرْغُوبٍ فِيكَ / فَلْيَكُن احتضارُكَ عُكَّازاً للنَّهْرِ العَجُوزِ /
     أيُّها النَّوْرَسُ الذي يُعَقِّمُ جُثتي بِمِلْحِ دُمُوعِهِ / رَاعي الغَنَمِ يَغتصِبُ النِّعاجَ / والأرقُ يَسيلُ في تِلالِ الذاكرةِ / شُعُوبٌ مَنذورةٌ للإسطبلاتِ الملَكِيَّةِ / دَوْلَةُ الصَّدماتِ العاطِفِيَّةِ إِسْطبلٌ / والإسطبلُ دَولةٌ في أقاصي النَّزيفِ / يُجامعُ الإمبراطورُ عَشيقاتِهِ في إسطبلِ الوَحدةِ الوَطَنيةِ / فيا أيُّها القائدُ الفاتحُ / خُذْ خَواتِمَ الجرادِ / واسْتَثْمِرْها في تِجارةِ الأسلحةِ / ستندلعُ الحروبُ بَيْنَ القَبائلِ / فَكُنْ مُسْتَعِدَّاً لِكِتابةِ قَصائدِ الرِّثاءِ / كَي تُعْجَبَ بِكَ نِسَاءُ القَبيلةِ / وَكُنْ مُسْتَعِدَّاً لِمُغازَلةِ السَّبايا / كَي تُعْجَبَ بِكَ آبارُ النِّفْطِ /
     كُلُّ الشُّطآنِ تَنتظرُ مَوْتَ البَحْرِ كَي تَرِثَهُ وتَرْثِيهِ / فَخُذ الصَّابونَ الذي صَنَعَهُ الموْجُ مِن عِظامِ الغَرقى / كَي تُنَظِّفَ بَلاطَ السُّجونِ / وَتَزيدَ الدَّخْلَ القَوْمِيَّ للشَّعْبِ الذي يَغْرَقُ/ الرُّبَّانُ يَجْمَعُ جَدائلَ عَشيقاتِهِ كَطَوابعِ البَريدِ التِّذكارِيَّةِ/ والسَّفينةُ تَغْرَقُ / والفَراشةُ تَسْبَحُ معَ سَمَكةِ القِرْشِ / والجنونُ يَنامُ على أجنحةِ الحمَامِ / فَكَيْفَ يَطيرُ القَلْبُ المكسورُ نَحْوَ الطعنةِ القاتلةِ ؟ /
     كِلابُ الحراسةِ / وأبراجُ الْمُرَاقَبَةِ / يَبدأُ عُرْسُ الوَحْدةِ الوَطَنيةِ / حَيْثُ يَتزوَّجُ ابْنُ تاجرِ الأسلحةِ ابنةَ تاجرِ المخدِّراتِ / المعنى يَتآكلُ كَدُودةِ القَزِّ / والزَّوابعُ تَضمحِلُّ في أجفانِ الصَّبايا مِثْلَ الكُحْلِ المغشوشِ / سَيْفٌ مَنقوعٌ في قَارورةِ العِطْرِ / بُكاءُ العُشَّاقِ في مُسْتَوْدَعَاتِ المِيناءِ / زَوْجَةُ البَحَّارِ الغريقِ تَتعلَّمُ سِباحةَ الفَراشةِ على جَناحِ بَعُوضةٍ / وَظِلالُ خَاتَمِ الرِّيحِ على حِيطانِ زِنزانتي / وأطيافُ اليتامى على جُدْرانِ شَراييني / أيُّها الْمُخْبِرُونَ الأوفياءُ / رَاحِلٌ أنا مِن أشلائي / سَاكِنٌ أنا في رِمالِ البَحْرِ / أُبايِعُ جَارَتَنا الأرملةَ مُديرةً للمُخابَراتِ لِتَعزيزِ حُقوقِ المرأةِ / بَاعُوا الوَطَنَ في السُّوقِ السَّوداءِ / وَأنْشَدُوا أغاني الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ في سُوقِ الرَّقيقِ الأبيضِ /
     أيَّتُها الرَّاهبةُ الْمَنْسِيَّةُ بَيْنَ الصَّليبِ وَدَمِ الحيْضِ / سَتَكُونُ جُثتي في بَطْنِ نَسْرٍ أعمى / يَطيرُ فَوْقَ تِلالِ بِلادي / جُثَثُ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ مَفروشةٌ عَلى رَمْلِ البَحْرِ / كَالدُّمى في مَسْرَحِ العَرَائِسِ / لَم أدْرُس الرِّياضياتِ معَ الرَّاهباتِ / وَلَم أدْرُس الفِيزياءَ معَ عَشيقةِ آينشتاين / تَرَكْتُ دَفَاتِرَ الأعاصيرِ على مَكتبِ الفَيَضَانِ / واعتنقتُ كِيمياءَ الهزيمةِ / وَوَضَعَ الرَّمْلُ استقالَتَهُ على مَكتبِ الصَّحراءِ / كَأنني فَصَّلْتُ قُضْبَانَ سِجْني عَلى مَقاسِ أزرارِ قَميصي/ كَمَا يُفَصِّلُ خَيَّاطُ الملِكَةِ فَساتينَ السَّهرةِ على مَقاسِ اليتيماتِ / الواقفاتِ كَرَاياتِ القَبائلِ قُرْبَ إشاراتِ المرورِ/ وَجَدْتُ قَلبي عَلى قَارعةِ الطريقِ / مَرْمِيَّاً تَحْتَ بَساطيرِ الجنودِ / وَكَانت عَرَبَاتُ العُشْبِ تَنْقُلُ المحكومينَ بالإعدامِ إلى أشجارِ الصَّنوبرِ في المدافِنِ /
     في صَباحِ المساءِ / غَسَلْتُ قَلبي بالزَّرنيخِ / لَكِنَّ زَمَنَ مَوْتِ الْحُبِّ تَفَجَّرَ في هَيْكلي العَظْمِيِّ / هَل سَيَجِدُ الْمُخْبِرُونَ الرُّومانسِيُّونَ الوَقْتَ كَي يَمشوا في جِنازتي ؟ / لَم أَعُدْ أرى أمامي سِواكِ /  يا قَاتلتي الْمُتَوَحِّشَةَ / التي تَكتبُ عَلى قَشِّ الإسطبلاتِ دُستورَ الأسلاكِ الشَّائكةِ / وتاريخَ أحلامِ المنبوذين / وجُغرافيا القُرى المنسِيَّةِ /
     لا أَقْدِرُ أن أفتحَ البَابَ المفتوحَ / فَيَا قَاتِلي الذي لا يَخُونُني / ابْنِ أقواسَ النَّصْرِ بَيْنَ نَوْباتِ اكْتِئابي وَقَارُورةِ الحِبْرِ / شَظَايا التفاحِ الْمُلَوَّثِ باليُورانيومِ الْمُخَصَّبِ في غَابةٍ عَاقِرٍ / تتكاثرُ الملاهي الليلِيَّةُ لِتَعزيزِ الوَحْدةِ الوَطَنِيَّةِ / أَرْهَنُ عَمُودي الفِقْرِيَّ عِندَ الفَيَضَانِ / وَأتَبَرَّعُ بِأظافري لِجَمْعِيَّةِ الْمُحَارِبِينَ القُدامى/ الذينَ قَادُوا المعاركَ في غُرَفِ النَّوْمِ / أتَوَكَّأُ عَلى عُكَّازةِ أبي / والأنهارُ العَرْجاءُ تَتَوَكَّأُ على عُكَّازتي/ سَأَلُفُّ عَلى جَسَدي كُلَّ غاباتِ النُّحاسِ / فَإِذَا قُتِلْتُ لَن تَظْهَرَ عَوْرَتي / لَم أَنَمْ مُنْذُ قُرُون / لأنَّ دِماءَ الرَّاهباتِ تَقْرَعُ أجراسَ النَّزيفِ / تَمشي الشَّركسياتُ في جِنازةِ السُّنونو / واليَتيماتُ يُطْعِمْنَ طُيُورَ البَحْرِ أشلاءَ القِرْميدِ / والصَّبايا على رَصيفِ المِيناءِ/ يَنْتَظِرْنَ الجنودَ الذينَ لَن يَخْرُجوا مِنَ الغَوَّاصاتِ /
     كُلَّما عَشِقْتُ الصَّدى تَذَكَّرْتُ الصَّدَأَ / وَكُلَّما ضَحِكْتُ تَذَكَّرْتُ وَجْهي عَلى فِرَاشِ الموْتِ / يَا صَدِيقي الرُّبَّان / ارْمِ جُثتي مِنَ السَّفينةِ / وَارْحَلْ إِلى شَاطِئِ الغروبِ/ سَتَجِدُني مَصلوباً على مَنارةِ الذِّكرياتِ / لا أرْمَلةٌ لِي تَبكي عَلَيَّ / ولا بَحْرٌ لِي يُحَنِّطُ عِظامي / وَشُعراءُ القَبيلةِ لَيْسَ لَدَيْهِم وَقْتٌ كَي يَرْثُوني / سَأقومُ بِتَصْفِيَتي جَسَدِيَّاً / كَي تَلتقِطَ السَّائحاتُ الصُّوَرَ التِّذكارِيَّةَ مَعَ جُثماني / وأزيدَ الدَّخْلَ القَوْمِيَّ لِقُطَّاعِ الطُّرُقِ /  
     مُهَرِّجو البَلاطِ / وَإِمَاءُ الخليفةِ / وبَلاطُ السُّجونِ / وَصَالَةُ الرَّقْصِ في بَرْلَمانِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / وَدِّعْ رُموشي يا أنا / وَكَن مَوْتاً لِتَحيا بَيْنَ السنابلِ / تَرَكْنا زَيتونةَ الرَّحيلِ في سَاعةِ السَّحَرِ / أنا بائعٌ مُتَجَوِّلٌ في شَرايينِ الغيومِ / والدِّماءُ تَسيلُ في طُرُقاتِ رِئتي وأزِقَّةِ المرفأ / كُلُّنا مُسافِرُونَ على أجنحةِ السَّرابِ / وَحْدَهُ الحمَامُ الزَّاجلُ سَيَعْرِفُ خَريطةَ قُبورِنا وخَرائطَ قُلوبِنا / وستظلُّ جَدائلُ أُمَّهاتِنا نَخَيلَ الوَدَاعِ في مُدُنِ الأوجاعِ .