ظهر كالشمس ولم يغب/ قصيدة
(إلى بطل معركة الكرامة / مشهور حديثة الجازي )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
...............
قُلْ لِي يَا لَوْنَ الْمَطَرِ / كَيْفَ
أَرْجَعْتَ لِلصَّحْرَاءِ لَوْنَ دَمِهَا ؟/ لِلنَّهَارِ ضَوْءُ عِظَامِ
الْفُهُودِ / فَاعْبُرْ كَمَا كُنْتَ / تَارِيخَاً مِنَ الأَحْجَارِ الْكَرِيمةِ /
لِيَتَذَكَّرَ الليْلُ ظِلَّهُ فِي حَنَاجِرِ الصُّقورِ / كُنْ لِلذَّاكِرَةِ
كَيَانَاً/ لأَنَّكَ رِئَةُ النَّسْرِ حِينَ بَسَطَ عَيْنَيْهِ مَدَافِعَ/ أنتَ
الجبَلُ / فَاقْصِفْهُمْ مِنْ جِبَالِ السَّلْطِ / لِتَرَى السَّلْطُ حُرُوفَ
اسْمِهَا/ عَلى مَناديلِ الصَّبايا اللواتي كَسَرْنَ مَلاقِطَ الغسيلِ /
وَنَثَرْنَ أكاليلَ الغارِ عَلى جِبَاهِ الجنودِ /
كُنْتَ وَحْدَكَ قَبيلةً عِندَما انقَرَضَت
القَبائلُ / لَم يَنْكَسِرْ قَلْبُكَ في مُدُنِ السَّرابِ / وَلَم تَسْقُطْ
رَايَتُكَ عَلى عَرْشِ الرُّكامِ / وَلَم تُؤجِّرْ بُنْدُقِيَّتَكَ لِمُلوكِ
الطوائفِ وأُمَرَاءِ الحروبِ / كُلُّ الأعلامِ بَعْدَكَ مُنَكَّسَةٌ / والملوكُ
أبناءُ السَّبايا يَمْسَحُونَ أحذيةَ الغُزاةِ / وأنتَ وَحْدَكَ مَسَحْتَ العَارَ
عَن جَبينِ النَّهْرِ / وأحْيَيْتَ البَحْرَ الْمَيْتَ /
أَيُّهَا الرَّعْدُ
الْمُلَثَّمُ بِاحْمِرَارِ تَوَارِيخِ كُلِّ النَّوَارِسِ / الَّتِي تَمُصُّ
حَلِيبَ الرِّمَالِ / فِي دَمِي كُلُّ شَيْءٍ سِوَى دَمِي / فَكُنْ دَمِي /
لأَعْرِفَ حُدُودَ جَنَازِيرِ الدَّبَّابَاتِ / وَهِيَ تَقتحمُ خُرَافَةَ
التُّلْمُودِ / مَشَيْتَ لَكِيْ تَمْشِيَ / فَاتْرُكْ لِلْغُزَاةِ سُعَالَ
ذِكْرَيَاتِ قَتْلاهُمْ وَامْشِ/ ارْفُض الأوسمةَ التي لا تَحْمِلُ لَوْنَ
جِلْدِكَ / لَمْ يَبْقَ مِنْ بِزَّتِكَ الْعَسْكَرِيَّةِ سِوَى بِزَّتِكَ
الْعَسْكَرِيَّةِ/ وَأَقْوَاسِ النَّصْرِ / وَأَعَاصِيرِ الْقَلْبِ الْمَصْبُوغِ
بِنَشِيدِ الرَّصَاصِ الْحَيِّ / وَأَنْتَ حَيٌّ / وَلِقُطَّاعِ الطَّرِيقِ
الْمَوْتُ / يَا فَجْرَاً صَاعِقَاً ثَوْرِيَّاً عَارِيَاً / مِنَ الضَّبَابِ
الْمُرِّ/فَلْتَكُن الْكَرَامَةُ مَحْرَقَتَهُمُ الْحَقِيقِيَّةَ/ لِكَيْ يَنْسُوا
خُرَافَةَ الْهُولُوكُوست/ فَاحْرِقْهُمْ مِثْلَمَا تَحْرِقُ حَنْجُرَةَ خِنْزِيرٍ
بَرِّيٍّ / يَعْتَنِقُ أَسَاطِيرَ زَوْجَتِهِ الْعَمْيَاءِ / ضَع الْهِلالَ فِي
كُلِّ الأَمَاكِنِ / الَّتِي تَحْتَلُّهَا النَّجْمَةُ / وَاذْهَبْ إِلَى
النُّجُومِ / أَعْلَى مِنْ رُتَبِكَ الْعَسْكَرِيَّةِ / وَصَافِحْ كَوَاكِبَ
الْبَارُودِ خَارِجَ نُفُوذِ الْمَجَرَّاتِ / وَلا تَنْسَ أَنْ تَنْصُبَ رَايَةَ
الْجِهَادِ عَلَى الشِّعْرَى الْيَمَانِيَّةِ/ يَا مَنْ كَتَبْتَ اسْمَكَ
بِذِكْرَيَاتِ اللهبِ / كَيْفَ نَصِلُ إِلَى اسْمِكَ / الَّذِي تَجَاوَزَ حَلَقاتِ
زُحَلَ ؟ /
أَعْلَى مِنْ
نَظَرِيَّاتِ آينِشْتَاين / أَعْلَى مِنْ خِطَابَاتِ الأُمَمِ الْمُفَكَّكَةِ /
أَعْلَى مِنْ رَايَاتِ الْغُزَاةِ / أَعْلَى مِنَ الأُغْنِيَاتِ الرُّومَانسِيَّةِ
/ أَعْلَى مِنَ الْقِصَصِ الْغَرَامِيَّةِ فِي الْمَدَارِسِ الأَجْنَبِيَّةِ /
أَعْلَى مِنْ دَمِنَا الْمُتَحَجِّرِ / فِي بَطَاطَا مَطَاعِمِ الْوَجَبَاتِ
السَّرِيعَةِ / فَلْتُولَدْ دِمَاؤُنَا مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ / لا
شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ .