أمي تأخذني معها لزيارة قبر جدّي / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
...............
جَسَدِي مَدَارَاتٌ يَرْكُضُ فِيهَا
لَيْمُونُ الْقِتَالِ / تَجَوَّلْتُ فِي رُمُوزِ الصَّاعِقَةِ / وَرَمَيْتُ
رُمُوشِي فِي رِئَةِ خَطِيبَتِي الشَّهِيدَةِ / صَاعِدَاً مِنَ الْجَوَّافَةِ /
ارْتَدَى سَيْفِي أَمْعَاءَ الْمَعْرَكَةِ الْحَارِقَةِ / نَارُ الْمَوْقَدَةِ
تَنْخُرُ عِظَامَ الْقَصِيدَةِ / أَمْشِي إِلَى مَعْرَكَتِي مَنْقُوعَاً فِي
عَرَقِ السَّنَابِلِ / كُن صَيَّاداً لِحَبَّاتِ الرَّمْلِ / تَحْتَ أمطارِ
أيْلول/ سَوْفَ تَصْطَادُكَ العَوانسُ في مَقهى الجنودِ القَتلى / مَاتَ
الْمُؤَذِّنُ / لَكِنِّي أَسْمَعُ الأذانَ /
نَاسِجَةَ أَكْفَانِي /
اقْرَئِي الْفَاتِحَةَ عَلَى رُفَاتِي / وَارْحَلِي إِلَى أَبْجَدِيَّتِي
الْمُتَمَرِّدَةِ / دَخَلْتُ فِي احْتِضَارِ الأَنْهَارِ تَارِيخَاً لِلْبَارُودِ/
كُلُّ أَجْفَانِي مَعَارِكُ وَاغْتِيَالاتٌ وَانْقِلابَاتٌ عَسْكَرِيَّةٌ /
وِسَادَتِي دَبَابِيسُ / وَالسُّيُوفُ تَتَكَسَّرُ عَلَى خُنْصُرِي / أَمُوتُ
وَأُقَاتِلُ / ثُمَّ أَمُوتُ وَأُقَاتِلُ لأَسْتَحِقَّ الْحَيَاةَ / لَمْ
أَفْتَرِسْ بَنَاتِ الْجِيرَانِ فِي صَالَةِ السِّينَمَا/ أَنا الَّذِي انْتَشَلَ
النِّسَاءَ مِنَ الْمَسَابِحِ الْمُخْتَلَطَةِ / وَعَلَّمَ الزَّوْجَاتِ
الْخَائِنَاتِ إِخْلاصَ الشَّجَرَاتِ الصَّاعِدَةِ إِلَى حُلْمِي / أَنَا قَبْرٌ
رَاكِضٌ بَيْنَ الْقُبُورِ الرَّاكِضَةِ / فَيَا كُلَّ أَتْرِبَةِ الْمَعَارِكِ /
احْرِقِي رِئَتِي / لا امْرَأَةٌ تَنْتَظِرُ قُدُومَ نَعْشِي آخِرَ الليْلِ / وَلا
حُكُومَةٌ تُقْرِضُنِي ثَمَنَ خَاتَمِ الْخُطُوبَةِ /
كُلُّ غَابَاتِ خُدُودِي ظِلالُ
الْمَنْجَنِيقِ / فَلْتُرَكِّز الطَّائِرَاتُ عَلَى قَصْفِ ظِلالِي / أَصْعَدُ
إِلَى الْبَوَارِجِ مِنْ رِمَالِ الْبَحْرِ بَارُودَاً وَقَنَابِلَ / لَوْ
يَقْبَلُ الأَنْبِيَاءُ عِظَامِي مَنَابِرَ لِمَجْدِهِمُ الأَبَدِيِّ / عَانِقْنِي
يَا بَابَ حُجْرَةِ النَّبِيِّ / واشْرَبِي دَمِي يَا شَجَرَةَ بَيْعَةِ
الرُّضْوَانِ / لِي إِخْلاصُ الْبَنَادِقِ الآلِيَّةِ سَاعَةَ الْغُرُوبِ / هُمُ
الْغُزَاةُ يُهَنِّئُونَ النَّارَ بِزَوَاجِهَا مِنْ كُوخِي / وَأَنَا أُهَنِّئُ
الْبِئْرَ بِطَلاقِهَا مِنَ الْفَيَضَانِ / وَحِيدَاً أَرْكُضُ فِي الصَّحَارِي
الْجَلِيدِيَّةِ / لا زَوْجَةٌ تَحْقِنُنِي بِالدِّفْءِ / لَكِنَّ صَوْتَ
الرَّصاصِ يَحْقِنُني بالدِّفءِ / كُنْتَ تَأْخُذُنِي مَعَكَ إِلَى صَلاةِ
الْجُمُعَةِ / سَلامٌ عَلَيْكَ يَا جَدِّي / نَسِيتَ مُحَرِّكَ السَّيَّارَةِ
يَعْمَلُ / وَذَهَبْتَ إِلَى اللاعَوْدَةِ / قَبْرُكَ وَقَبْرِي مُتَجَاوِرَانِ /
كَعَيْنَيْنِ فِي رَأْسِ مَحْكُومٍ بِالإِعْدَامِ / عَلَى سَطْحِ بَيْتِنَا اسْتَسْلَمْتُ
لِلْمَجَرَّاتِ وَهِيَ تُقَبِّلُنِي / تَحْتَ لِسَانِي أَدْغَالُ الْيُورَانيُومِ
/ وَبَيْنَ أصابعي مَقَابِرُ الطُّيُورِ الْمُهَاجِرَةِ / اعْتَزَلْتُ ظِلِّي
السَّادِسَ/ وَفَتَحْتُ مَزْرَعَةَ أَظَافِرِي لِلنَّيَازِكِ / كُنْتُ عَلَى
رَصِيفِ الْمِينَاءِ وَاقِفَاً / أَنْتَظِرُ قُدُومَ جُثَّتِي فِي سُفُنِ
الْقَرَاصِنَةِ /
أَرْجُوكِ يَا وَرْدَةَ
رُوحِي / الَّتِي بَزَغَتْ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ / ادْفِنِينِي فِي قَاعِ
الْبَحْرِ / وَلا تَبْكِي عَلَيَّ أَمَامَ النَّاسِ وَالْعَصَافِيرِ النَّحِيلَةِ
/ خُذِي دُمُوعِي حَبْلَ غَسِيلٍ عَلَى سَطْحِ الْفِرَاقِ / لا تَمْسَحِي
التُّرَابَ الْخَشِنَ عَنْ سَطْحِ قَبْرِي بِيَدَيْكِ النَّاعِمَتَيْنِ /
قَتَلْتِنِي أَلْفَ مَرَّةٍ / وَمَا زِلْتِ تُصَلِّينَ عَلَيَّ / إِنْ كُنْتِ
مُكْتَئِبَةً / فَخُذِي رُمُوشِي ثَلْجَاً عَلَى سَطْحِ كُوخِكِ/ أَوْ سَاعَةَ
حَائِطٍ فِي غُرْفَتِكِ الدَّافِئَةِ / أَوْ مَطَرَاً نَاعِمَاً عَلَى زُجَاجِ
سَيَّارَتِكِ/ أَنتِ غَنِيَّةٌ/ لَكِنِّي مُضَادُّ اكْتِئَابٍ لِلْفُقَرَاءِ /
دَمُكِ أزرقُ / ودَمِي أخضرُ /
اتْرُكِي الْفُهَودَ تَقْرَأْ أَشْعَارِي فِي مُسْتَوْدَعَاتِ
الْمِينَاءِ / رُبَّمَا تُصَلِّي عَلَيَّ الأَسْمَاكُ وَأَبْجَدِيَّةُ الشُّطْآنِ
/ عَلَى أَرْنَبَةِ أَنفي أَرْنَبٌ يَتَشَمَّسُ / وَيَشْرَبُ قَهْوَةَ الْمَسَاءِ
/ شَلَلٌ نِصْفِيٌّ فِي جَسَدِ الشَّاطِئِ / والبَحرُ يَموتُ وَاقِفاً /
يَا مَلِكَ الْمَنَافِي
الرُّومَانسِيَّةِ / الَّذِي يَدْخُلُ فِي الضَّبَابِ وَلا يَعُودُ / رَاحِلٌ
أَنْتَ إِلَى الضَّوْءِ الْفُسْفُورِيِّ / فِي أَقَاصِي جَسَدِ الْكُولِيرَا /
لَمْ أَسْرِقْ أَحْلامَ الْفُقَرَاءِ / وَلَمْ أَلْعَبْ بِعَوَاطِفِ بَنَاتِ
الأَغْنِيَاءِ / لا تَطْرُدِي أَسْمَاكَ الْقِرْشِ / وَهِيَ تَسْتَمِعُ إِلَى
مُحَاضَرَاتِي / لَمْ أَجِدْ مَنْ يُوَاسِينِي فِي لَيَالِي الشِّتَاءِ
الْبَاكِيَةِ / سِوَى حِزَامِي النَّاسِفِ / إِلَى اللقَاءِ يَا أَشْبَاحَنَا
الْمَوْلُودَةَ يَوْمَ قَتَلْنَا الْحُبَّ /
ذَهَبَ الرِّجَالُ مَعَ نِسَائِهِمْ إِلَى
مَطْعَمِ الْعَائِلاتِ / وَبَقِيتُ فِي شَارِعِ الصَّقيعِ وَحِيدَاً / وَالسَّلامُ
عَلَى نَفْسِي / كَأَنَّنِي أَطْلَقْتُ الأَلْعَابَ النَّارِيَّةَ فِي عُرْسِكِ /
وَأَنْتِ تَتَزَوَّجِينَ غَيْرِي / كَمْ مَرَّةً يَنْبَغِي أَنْ أُشْنَقَ /
لِتَخْلَعَ الأَمِيرَاتُ الاكْتِئَابَ / فِي صَالَةِ التَّزَلُّجِ الْمَوْبُوءَةِ
؟ / أَنْجَبَنِي الضَّوْءُ / وَقَذَفَنِي عَلَى صَدْرِ رَائِحَةِ الْبَارُودِ
لِتُرْضِعَنِي / للسَّيْفِ أُمومةُ نَخِيلِ الصَّاعِقَةِ نَقِيَّةً / طُمُوحِي
أَنْ أَبْكِيَ فِي شَوَارِعِ زُحَل / لأَغْسِلَ خَطَايَا الْعُشْبِ / وَأَهْتِفَ
بِاسْمِكَ يَا إِلَهِي /
فِي أَعْمَاقِ
الْمُحِيطِ الأَطْلَسِيِّ / كُنْتُ أَرْعَى أَغْنَامَ جَدِّي الْمَشْنُوقِ /
وَتَحْتَ أَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ الْيَتِيمَةِ / أَحْلِقُ ذَقْنَ الرَّمْلِ /
وَأَنْتَظِرُ أَسْمَاكَ الْقِرْشِ / لأُعَلِّمَهَا نَظَرِيَّاتِ الْكِيميَاءِ /
وَأُوَدِّعُ الْقِطَارَ / وَهُوَ يَحْمِلُ أَثَاثَ بَيْتِنَا / الَّذِي بِيعَ فِي
الْمَزَادِ الْعَلَنِيِّ /
في الطُّرُقاتِ
الْمُعْتِمَةِ / تَقْضِمُ الجِرذانُ جُثَثَ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ / مَشاعري
مَقْبرةٌ مِن السِّيراميك/ وَالأوسمةُ الصَّدئةُ مُعَلَّقةٌ عَلى الأوعيةِ
الدَّمَويةِ لِلسَّناجبِ / حُزْني يَتَّسِعُ لِنَعْشِي/ وَجَسَدي يَتَّسِعُ
لأعْشاشِ النُّسورِ / لَكِنِّي لَم أَجِدْ نَعْشي ولا جَسدي / يُلَوِّنُ التَّلاميذُ
شَواهِدَ القُبورِ في حِصَّةِ الرَّسْمِ / وَالْمُعَلِّمُ مَصْلوبٌ عَلى
السَّبُورةِ /
في صَباحِ القَتْلِ /
يَشْرَبُ الشَّجرُ دِمَاءَ الفِضَّةِ / تَتَزَيَّنُ الأراملُ بِجُلودِ الثَّعالبِ
/ وتَتزيَّنُ الفَتَياتُ للجُنودِ المهزومين / وَتَتعطرُ النِّساءُ بَالْمُبيداتِ
الحشَريةِ/ جُثتي بِلا نَعْشٍ / تَسْبَحُ في الرَّمْلِ الْمُتَحَرِّكِ/
وَتَأكُلُها الضِّباعُ الهائمةُ في شَرايينِ النَّيازك / أنا قِيامةُ الموْتى /
وَدَمْعي عَلى رُموشِ الغَيْماتِ صَيْفاً للأسْرى/ وَالنِّساءُ الْمُتَّشِحاتُ
بالسَّوادِ/ يَجْلِسْنَ عِندَ شَواهِدِ القُبورِ/ كُلَّما نَظَرْتُ في المِرْآةِ /
تَذَكَّرْتُ الموْتى الذينَ سَاروا عَلى أرصفةِ الخريفِ / عِطْرُكِ أيَّتُها
القَاتِلةُ كَدَواءِ السُّعالِ في لَيالي الشِّتاءِ / الرِّياحُ تُلمِّعُ رُخامَ
الأضرحةِ/ وَالعَاصفةُ تُزَيِّنُ أشجارَ المساءِ بالصَّدى / أَحْمِلُ جُمْجمتي في
حَقيبةِ السَّفَرِ / أَحْمِلُ أشْلائي في حَقيبتي المدرسيةِ / وأمشي إلى أدغالِ
الفَراغِ / أفترِشُ حَضارةَ المشانِقِ / وَألتحفُ رَاياتِ القَبائلِ / أنا
الحاصِدُ والمحصودُ / دُموعُ أبي هِيَ مَوْسِمُ الحصَادِ تَحْتَ شُموعِ الغُروبِ /
وَالتَّاريخُ قِطارٌ يَنْقُلُ بَراميلَ البَارودِ بَيْنَ الرِّئتين / وَجَسَدُ
البَحرِ المشنوقِ صَوامعُ حُبوبٍ مُحترقةٌ / قُتِلَ العَازِفُ في ظُروفٍ غَامِضةٍ
/ وَبَقِيَ الكَمَانُ اليَتيمُ في مَتْحَفِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / أَحْبَبْتُ
الأمواجَ قَبْلَ أن أرى جُثةَ البَحرِ / سَأَضْحَكُ عَلَى قَلْبِي لأُقْنِعَهُ
بِأَنَّنِي نَسِيتُكِ / أُرِيدُكِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيَّ صَلاةَ الجِنَازَةِ /
بَعْدَ أَنْ يَشْنُقَنِي عَصِيرُ الْبُرْتُقَالِ / وَهَذَا وَجْهِي مَوْسِمُ
هِجْرَةِ الْبَجَعِ / وَالْيُورَانيُومُ يَنْهَمِرُ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِ
الْمَاءِ/الأوسمةُ العَسْكريةُ عَلى أثداءِ الرَّاقصاتِ/ وَالرَّقصةُ الأخيرةُ
انتهتْ إلى الأبَدِ / وَدَمُ الحيْضِ يَغْسِلُ أقواسَ النَّصْرِ / فِرَاخُ
النُّسورِ تَلتقطُ الأشياءَ التي مَاتتْ فِيَّ / أَمُرُّ عَلَى بَيْتِكِ الْمَهْجُورِ
/ أُقَبِّلُ ظَهِيرَةَ الأَزْهَارِ / وَأَحْضُنُ الدَّلافِينَ الطَّائِرَةَ فَوْقَ
أَغْصَانِ الْعُمرِ / لأَنَّ الْحَيَاةَ الزَّوْجِيَّةَ لِلْغَسَقِ مُسْتَقِرَّةٌ
/ رَغْمَ أَنَّهُ غَيْرُ مُتَزَوِّجٍ / اتْرُكِينِي يَا أَخْطَاءَ الْعُشْبِ عَلَى
عَرْشِ الْبُكَاءِ وَحِيدَاً / لأَنِّي سَأُعَطِّرُ أَكْفَانِي / قَبْلَ
الدُّخُولِ عَلَى الْمَلِكِ / أنا النَّوْرَسُ الَّذِي يَمْسَحُ الدَّمْعَ
بِجِلْدِهِ الْمُتَفَجِّرِ حُبَّاً / مُذْ رَأَيْتُكِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
صِرْتِ قَدَرِي /
يَا شَرْكَسِيَّاتُ (( أَسْعِدْنَ
أَوْ عِدْنَ قَليلَ العَزاءِ بِالإسعادِ / إِيهِ للهِ دَرُّكُنَّ فَأَنْتُنَّ
اللواتي يُحْسِنَّ حِفْظَ الوِدادِ )) . لَسْتُ أَنتِ / أَنَا لَمْ أَخْتَرْ
لَوْنَ جَوْرَبِ سَجَّانِي/ وَالْمُرَاهِقَاتُ يَمْشِينَ فِي جِنَازَتِي/
وَيُنَاقِشْنَ الْوَاجِبَاتِ الْمَدْرَسِيَّةَ / أَعْتَذِرُ عَنْ حُضُورِ حَفْلِ
تَأْبِينِي / لأَنَّ قِطَّتِي الْوَحِيدَةَ انْتَحَرَتْ احْتِجَاجَاً عَلَى
تَزْوِيرِ الانْتِخَابَاتِ /
بَاحِثَاً عَنِ الصَّرَاصِيرِ الأَنِيقَةِ
فِي مَعِدَةِ الشَّمْعَةِ / لَحْمِي الرَّائِي وَالرُّؤْيَةُ عَلَى أَثَاثِ
سُطُوحِ الْقِطَارَاتِ / وَكَانَ تَابُوتِي سَلَطَةَ فَوَاكِهَ / يَتَنَاوَلُهَا
الصُّرَاخُ مَعَ ضَابِطِ مُخَابَرَاتٍ مُتَقَاعِدٍ / إِنَّهُمْ يَقْتُلُونَ
الْعُشْبَ / وَيَسْأَلُونَ : أَيْنَ الْعُشْبُ ؟ / وَالْحُوتُ الأَزْرَقُ صَارَ
أَحْمَرَ / لَمَّا رَأَى دَمِي يُغَطِّي الْبُحُورَ/ لَسْتُ أَنَا آدَمَ
لِتَسْجُدَ لِيَ الْمَلائِكَةُ / أنا صَدَى نِعَالِ الأَنبِيَاءِ / وَهُمْ
يَطُوفُونَ حَوْلَ الْبَيْتِ / وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَتَزَوَّجُنِي / فَتَزَوَّجْتُ
نَفْسِي / وَأَنْجَبْتُ الْعَاصِفَةَ / دُسْتُورُ دَوْلَةِ اللصُوصِ يَتَغَيَّرُ
حَسَبَ أَلْوَانِ الْمَلابِسِ الدَّاخِلِيَّةِ لِلْحَاكِمَةِ . أَتَبَخْتَرُ فِي
مَعْرَكَةِ الْبَنَفْسَجِ وَحِيدَاً / شَاهِرَاً حُزْنِي الْفِضِّيَّ وَأَعْوَادَ
الْمَشَانِقِ الرُّخَامِيَّةِ / عَلَى رَأْسِ دَبُّوسٍ ثَلاثَةُ تَمَاسِيحَ
تَشْرَبُ الزَّنجَبِيلَ / لَمْ أُشَارِكْ فِي مُؤْتَمَرِ الْجَمَاجِمِ/ لأَني
كُنْتُ أَجْمَعُ جَمَاجِمَ عَائِلَتِي عَلَى الأَرْصِفَةِ الْقَذِرَةِ .