سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

12‏/09‏/2019

ذكرياتي في مزبلة الحضارة / قصيدة

ذكرياتي في مزبلة الحضارة / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     دِمائي بِطَعْمِ الموْزِ / وَدَمْعُ الفَراشاتِ بِطَعْمِ الشُّوكولاتةِ / وَالزَّوْبعةُ تَحْفِرُ شَريعةَ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ على عِظَامِ الغَيْمِ / وَالتَّوابيتُ تُزَيِّنُ سَلَطَةَ الفَوَاكه / فيا أيها الوَطَنُ الغارقُ في الصُّحونِ / عَلى مائدةِ الخليفةِ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ / تِلْكَ عِظَامي الْمُتَّسِخةُ / وهذا أنا / أذهبُ إلى مَطْعَمِ الوَجَباتِ السَّريعةِ في عِيدِ الْحُبِّ لأَكْرَهَ نفْسي / وأَحْسِبَ عَدَدَ الْمُراهِقاتِ المصدوماتِ عَاطفياً/ أزرعُ أشجارَ الأرَقِ في بُركانِ الجفافِ العاطفيِّ / وَصُندوقُ بَريدي سَيَظَلُّ فَارِغاً / والملِكَةُ تُبَدِّلُ مِكْياجَها حَسَبَ شَريعةِ مَحاكمِ التَّفتيشِ / وعِظَامُ الملوكِ بَلاطٌ لِصَالةِ الرَّقْصِ / وَالقَمرُ يُصَلِّي عَلَيَّ صَلاةَ الأمواتِ / سَتَحْتَرِقُ رَائحةُ أُنوثةِ الفَتَياتِ في بُكاءِ السَّنابلِ/ أكتبُ اسْمِي عَلى لَمعانِ الخناجرِ/ وَأُقْتَلُ بِالْخَنْجَرِ الذي أحْبَبْتُهُ/ وَالرُّعودُ تَكْسِرُ قِناعي / وَأُمِّي تُنَظِّفُ مُسَدَّسَ أبي بِدُموعِها / وأنا المهاجرُ مِن شَراييني إلى ثُقوبِ جِلْدي / كُلما رَأيتُ طِفْلةً رَأيتُ قَبْرَها تَحْتَ شَمْسِ الشِّتاءِ / الملوكُ عَبيدٌ في سُفُنِ القَراصنةِ / فيا شُموعَ البكاءِ/ هذا العالَمُ المجنونُ يَحْكُمُهُ المجانين / لا مكانٌ لِلْمَنبوذِ في حَنجرةِ نَوْرَسٍ / تَنْزِفُ نِفْطاً للغُزاةِ / ولا زمانٌ لليتامى في رِئةِ بُحَيْرةٍ / تتمزَّقُ عِشْقاً لِمُغْتَصِبِها / سيبكي الموجُ في رَبيعِ الدِّماءِ / فاقْتُليني يا رَقصةَ الزَّوابعِ / وادْفِنيني يا بَجَعَةَ الرَّصاصِ الحيِّ /
     أرسمُ أطلالَ الهزيمةِ على طَوابعِ البَريدِ التِّذكاريةِ / وأُراهِنُ على أحصنةِ القَبائلِ الخاسرةِ / أبحثُ عَن جَدائلِ النِّساءِ في حُروبِ القَبائلِ / والسَّبايا يَمشينَ تَحْتَ أقواسِ النَّصْرِ / ولم تَجِئْ هِنْدُ بِنْتُ النُّعمانِ كَي ترفع مَعنوياتِ النُّعوشِ الخرساءِ / ولم يَجِئ الموجُ كَي يَحترمَ مَشاعرَ زَوْجاتِ البَحَّارةِ الغرقى/ وَالْمُهَرِّجُ الذي يُضْحِكُ النَّاسَ عَادَ إلى بَيْتِهِ بَاكياً / أبحثُ في قَبري عَن الدُّودِ الذي سَيَأكلُ جُثتي / وَقَبري حَاجِزٌ عَسكريٌّ في مُدُنِ الْهَلَعِ / قَرِفْتُ مِن نفْسي / قَرِفْتُ مِنَ الحاكمِ / قَرِفْتُ مِنَ المحكومِ / أُهاجرُ مِن طُفولتي إلى السِّحْرِ الذي يَلْمَعُ في عُيونِ الموتى / أُقاتِلُ في طُرقاتِ الصَّقيعِ وَحيداً/ كَي يَنامَ الرِّجالُ معَ زَوْجاتِهِم بِهُدوءٍ/سَيَنمو التفاحُ في صَوْتِ الرصاصِ/وذَلِكَ أنا/ أنتحرُ بِبُطْءٍ في مَطْعَمِ الوَجَباتِ السَّريعةِ/ وأسألُ خَشَبَ الطاولاتِ أو خَشَبَ التَّوابيت / كَم مَرَّةً يَجِبُ أن أموتَ كَي أشعرَ بالحياةِ ؟ / يَتقاطعُ ضَوْءُ القَمرِ على جُثماني / أنا امْتِدادُ الموْتى في جَسَدِ السَّنابلِ / أنا الموتى الذين تَخْرُجُ مِن ثُقوبِ قُلوبِهِم السَّنابلُ / دَمُكِ يُنادي عَلَيَّ / يَأتيني مِن جِرَاحِ الغروبِ / لا سُنبلةٌ تنتظرُ رَجلاً إلى ما لا نهاية / ولا حَقْلٌ يَنتظرُ نَزيفَ الغيومِ في شِتاءِ الأحزانِ / لكني سأنتظِرُكِ إلى ما لا نهاية /  
     أنا حَشَرةٌ في زِنزانةٍ انفراديةٍ / أنا صُورةٌ تِذكاريةٌ في بِئْرٍ عَميقةٍ / أسألُ فِرَاشَ الموْتِ / كَم مِتْراً مِن السِّيراميكِ تَحتاجُهُ مَقْبرتي ؟ / أنا المنبوذُ في شَريعةِ القبائلِ / لكني كُلما رَأيتُ امرأةً شَعرتُ أني أقربُ إِلَيْها مِن زَوْجِها / صَوْتُ المطرِ يَمتزجُ بِصَوْتِ دُموعِكِ في ليالي الشِّتاءِ / وحُزْني أخرسُ / وأنا الموتُ / أسقطُ في إِغْراءِ العُزلةِ / أصعدُ مِن إِغْواءِ الأحزانِ / أنا أُكذوبةٌ / فلا تُصَدِّقْ مَشاعري يا قَمَرَ الخريفِ / رَأيتُ ظِلالَ الأمواتِ في صُحونِ المطبخِ / ماتَ العُشَّاقُ على شاطئِ المساءِ / وَبَقِيَ العذابُ في القُلوبِ / غريبٌ أنا في ذاتي / غريبٌ أنا عَن ذاتي /
     عِشْ في رُوحِ امرأةٍ لِتَظَلَّ طَيْفاً إلى الأبَدِ / أبحثُ عَن دِماءِ أبي المتفرِّقةِ بَيْنَ القبائلِ / والأطفالُ يَبحثونَ عَن جُثثِ أُمَّهاتهم تَحْتَ المطرِ / بَكيتُ أمامَ صُورةِ أُستاذي الميْتِ / والموتُ هُوَ أُستاذُنا / سَأُذْبَحُ بِخَنجرِ العِشْقِ الذي لَمَّعْتُهُ بِمِلْحِ دُموعي/ كُلما نَظرتُ إلى المِرآةِ ازددتُ غُربةً / أنا الغريبُ بَيْنَ الناسِ / أنا المهاجرُ في دِمائي / أنا المنبوذُ في بُكاءِ قَرْيَتِنا المهجورةِ / أحترقُ مِن الدَّاخلِ / فأطفِئيني بِدُموعِكِ السَّوْداءِ مِن أثَرِ الكُحْلِ / أحزاني مَلْساءُ لكنَّ وَخْزَ بُكائي يَتفجَّرُ في هَيْكلي العَظمِيِّ/ أنا والسنابلُ وَصَلْنا إلى نقطةِ اللاعَوْدةِ/ وانفصلَ القلبُ عَن الذِّكرياتِ/وماتت الفراشاتُ/ يَنامُ الرِّجالُ معَ زَوْجاتهم في دِفْءِ الشِّتاءِ / وأنا أُقاتِلُ الوَسْواسَ القَهْرِيَّ في أزِقَّةِ الجليدِ مَنبوذاً مِثْلَ الكَلْبِ المسعورِ / يَدْهَنُ احتضارُ الزَّنابقِ أجراسَ الكَنيسةِ بِكُحْلِ الرَّاهباتِ / وأنا السَّجينُ في ذاتي / سِجْني في دَاخِلي/ وأظافري قُضْبانُ حَديدٍ/ وجِلْدي زِنزانةٌ انفراديةٌ/ وعِظَامُ صَدْري بَلاطٌ للسُّجونِ العَمْياءِ / أَحْمِلُ المِنْجَلَ في حُقولِ السَّرابِ / لكنَّ الموْتَ هُوَ الحاصدُ / أنا الميِّتُ الذي سَيَموتُ / وإغراءُ الموتِ أشدُّ مِن إغراءِ النِّساءِ / 
     كَيْفَ يَشعرُ الرَّجلُ الذي تَخُونُهُ زَوْجَتُهُ ؟ / أمشي في سَراديبِ مَحاكمِ التَّفتيشِ / ولا شَيْءَ يَلْمَعُ سِوى طِلاءِ أظافرِ الكاهنةِ / أُجَدِّفُ في العَدَمِ وَحيداً / وأسْبَحُ في الفَراغِ شَريداً / وبَعْدَ شَنْقي سَأُوصي قِطَّتي أن تَنتظِرَكِ إلى ما لا نهاية / كُلُّ المزهرياتِ سَتَنتظِرُكِ إلى ما لا نهاية / والنهرُ الأعزبُ يَسْكُنُ في عِمارةٍ / لا يُوجَدُ فِيها أيَّةُ زَوْجةٍ مُخلِصةٍ لِزَوْجِها / أُعَلِّمُ حِيطانَ سِجْني مَشاعرَ اليَمامِ / وَكُلُّ عُمُري يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ / وأنا حُطامُ السُّفُنِ الغارقةِ / وَبِقَدْرِ ما كُنتُ مُخْلِصَاً لهذا العالَمِ / بِقَدْرِ ما خَانني هذا العالَمُ / كَوْكَبُنا عَبقريةُ الدَّمارِ / وَلَيْتَنِي أعودُ إلى بَطْنِ أُمِّي / وَغَاباتُ الفِضَّةِ تَسْري في أوْردتي كالنِّفْطِ الخام / وَالشَّيطانُ عَلى وَشكِ الرَّحيلِ / فارْحَلُوا يا مَن صَنَعْتُم قُمصانَ النَّوْمِ مِن خُيوطِ التَّحرشِ الجِنسيِّ / جُثَثُ الملوكِ مَنقوعةٌ في الويسكي / يَتجوَّلُ الغروبُ في حُقولِ الجماجمِ/ وَالشَّارعُ الذي أُقْتَلُ فِيهِ سَيَحْمِلُ اسْمي/ وَالطاغيةُ رَفَعَ فُستانَ عَشِيقَتِهِ رَايةً بَيْضاءَ أمامَ جَيْشِ الذبابِ / أنا مَزهريةُ بَيْتِنا المهجورِ / أنا مَرايا العَرائسِ الْمَنْسِيَّةُ عَلى أسوارِ المقابرِ / وَحَطَبُ الذِّكرياتِ دَفَنَ الرُّومانسيةَ في صُحونِ المطبخِ / أكَلَ الجرادُ فِرَاشَ الموتِ / فَنِمْتُ عَلى الحصيرِ / وَبَقِيَ الموتُ مُسْتَيْقِظَاً / واخْتلطَ صَوْتُ المطرِ بِصُراخِ النِّساءِ في لَيْلِ الشِّتاءِ / وأدغالُ الطفولةِ تحترقُ في الأحلامِ الضائعةِ / ومَطرُ الذِّكرياتِ الجارحُ يبكي في الصَّدماتِ العاطفيةِ /
     تاريخي طَيْفُ الموتى في طريقِ الصَّنوبرِ / والحضارةُ بَعوضةٌ في سَراديبِ مَحاكمِ التَّفتيشِ / أبكي في ليالي الشِّتاءِ وَحيداً / فَتَنمو السَّنابلُ في ثُقوبِ جِلْدي / ماتَ أهْلي في حِصارِ الشَّفَقِ /  وصارَ بَيْتُنا في الأندلسِ مَهجوراً / وَخَدَشَ صَوْتُ الرصاصِ سُطوحَ المزهرياتِ/ كُلما رَأيتُ طِفْلةً / عَرَفْتُ أنَّ الموْتَ سَيَغْتَصِبُها / والغسقُ حقولُ الجماجمِ البلاستيكيةِ / أعيشُ ذِكرياتِكِ نِيابةً عَنْكِ / سَامِحْني أيها الرَّعْدُ / دَمْعي في أنابيبِ الصَّرْفِ الصِّحيِّ / وَدَمِي على أجنحةِ الحمَامِ /
     مَدارسُ البَناتِ اللواتي ذَهَبْنَ إلى الوَأْدِ فارغةٌ / لكنَّ الضَّحِكاتِ لا تزالُ في الممرَّاتِ الباردةِ / والسَّبايا يَغسِلْنَ بَلاطَ زِنزانتي بِدَمِ الحيْضِ / سُنبلةٌ تُرْضِعُ كَلْباً / وكُلُّ شَيْءٍ يَركضُ إلى الانطفاءِ / كَقِنديلٍ في سَقْفِ بُحَيْرةٍ / يُراوِدُها الزِّلزالُ عَن نَفْسِها / احتضاري هُوَ كُوخُ أرملةٍ شَابَّةٍ / وأُسلوبي في صِناعةِ المشانقِ / كأُسلوبِ لاعبةِ التِّنسِ الأرضيِّ / لا فَرْقَ بَيْنَ الرُّومانسيةِ وَحُروبِ القبائلِ / السَّيْفُ هُوَ جَدائلُ الفَراشاتِ على مرايا الوَدَاعِ / في مَحطةِ القِطاراتِ الهادئةِ / ولم أُشَارِكْ في مَوْسِمِ تَزاوجِ المرافئِ / لأني كُنتُ أرقصُ في مَوْسِمِ تَزاوُجِ الكِلابِ البُوليسيةِ / قَرَّرَ شَاطئُ الأمواتِ في جُثماني/ أن يُصَاحِبَ ضُبَّاطَ المخابَراتِ/ وَيُصَادِقَ رَاقصاتِ الباليه / سَتَتْعَبُ يا أبي في تغسيلِ جُثتي / فَقُلْ لأُمِّي ألا تبكي عَلَيَّ / أنا الأكفانُ وتاجرُ الأقمشةِ في قُرى الإبادةِ / سأظلُّ غامضاً كَضَوْءِ الشَّمعةِ في خَريفِ الجثثِ / أضاعَ الحمَامُ الزَّاجلُ الرسائلَ الغراميةَ / والكُوليرا اغتَصَبَتْ شُطآنَ المساءِ وأرشيفَ قَوْسِ قُزَحَ /  
     يَافا هِيَ بَغدادُ على رُموشِ فَتاةٍ مُهاجِرةٍ / اسْمُها شَجرةُ الأضرحةِ/ وَحْدي أدفعُ ضَريبةَ القتلى في طريقِ الغاباتِ الباكيةِ / أنا ابْنُ الموتِ / أنجَبَني وَسَوْفَ يَحْضُنُني / حَكَمْتُ على نفْسي بالموتِ لأستحقَّ الحياةَ/ أعيشُ غُربةَ الرُّوحِ قُرْبَ قَارورةِ الحِبْرِ في كُوخي المهجورِ/ سَيَخْلَعُ الإعصارُ قِرْميدَ دمائي / لكني سأظلُّ أمْضُغُ العِلْكةَ أمامَ المرايا المشروخةِ / هكذا يَنكسرُ قلبي في الرِّياحِ القُرمزيةِ / كُلما أحببتُ امرأةً رَأيْتُها على فِرَاشِ الموتِ / تركت النساءُ كُتبَ الطبخِ / وَدَخَلْنَ في نِقاشٍ حَوْلَ أسبابِ مَقْتلي/ فيا أيتها السَّيدةُ الغامضةُ/ تُولَدِينَ في خَريفِ الدِّماءِ/ وتموتينَ بَيْنَ بُكائي وجُفوني / كأنني أخونُ قلبي مَعَكِ / أنا القَمرُ المكسورُ بَيْنَ طَيْفِ الموتى وَظِلالِ الصَّنوبرِ في المقابرِ / أهْرُبُ مِن نفْسي/ وأكسِرُ قلبي في مرايا الرَّعْدِ تفَّاحاً / وأهْرُبُ مِنَ الذينَ يُحِبُّونني / وأُحِبُّ شَواهِدَ القُبورِ في الخريفِ الأخضرِ / حَرْبٌ أهليةٌ بَيْنَ كُرياتِ دَمي/ لَكِنِّي آخَيْتُ بَيْنَ أحزانِ الشَّوارعِ وأحزانِ قلبي/
     امرأةٌ تُخَطِّطُ لِخِيانةِ زَوْجِها / لكنَّ الذِّكرياتِ لا تُوَفِّرُ الدَّعْمَ اللوجِستيَّ / أخوضُ حَرْباً أهليةً داخلَ رُوحي / هُدنةٌ بَيْنَ كُرياتِ دَمي / وأشلائي تَرفعُ الرَّايةَ البَيضاءَ تَحْتَ شَمسِ الأندلسِ / والإِمَاءُ يَمشينَ تَحْتَ أقواسِ النَّصْرِ / وَحْدَهُ الموتُ مَن يَعْرِفُ وَجْهي / أتعذبُ في لَيْلِ الشِّتاءِ / كما يَستمتعُ الرِّجالُ بِمُمارَسةِ الجِنسِ في لَيْلِ الشِّتاءِ / أهْرُبُ مِنَ الْحُبِّ / لأنَّ الفِرَاقَ لَن يَرْحَمَني /
     أيتها الْمَوْلُودةُ في حِصارِ ستالينغراد / الموؤدةُ في حِصَارِ بَيْرُوت / أنتِ الرِّئةُ اليتيمةُ بَيْنَ حِصَارَيْن / أنا الصَّيادُ والفَريسةُ / وَضَحِكاتُ النِّساءِ هِيَ أرشيفُ حُروبِ القَبائلِ/ سَأكونُ في فُوَّهةِ الدَّمْعِ الرُّخاميِّ / أحملُ كُلَّ أشواقِ الجنودِ القَتْلى إلى زَوْجاتِهِم / أحْمِلُ في حَنْجرتي كُلَّ ذِكْرياتِ العُشَّاقِ الفاشِلين / والفُقراءُ يُعَلِّمُونَ الأرستقراطياتِ رُومانسيةَ حُفَرِ المجاري /
     أيتها المرأةُ التي تَبحثُ عَن رَجُلٍ يَضحكُ عَلَيْها / قَتَلَ الشَّاطئُ نُباحَ الرَّمْلِ / وعَرفتُ رائحةَ النَّوْمِ في مرايا الأرقِ الْمُخمليِّ في الشَّوارعِ الموبوءةِ / كُلُّ الموتى السَّائرينَ على حواجبي / يَعرفونَ الموتى الراكضينَ تَحْتَ ظِلالِ الصَّفصافِ / والسَّبايا يَحْتَفِلْنَ بِعِيدِ الْحُبِّ في سَريرِ الخليفةِ/ بِعْنا المرأةَ في أعيادِ النِّخاسةِ / وَحَفِظْنا خَرائطَ أغشيةِ البَكارةِ /
     أشعةُ القَمرِ في خريفِ الذُّعرِ / تُجَفِّفُ جُلودَ الفِئرانِ التي تأكلُ أغشيةَ البَكارةِ / وتَشربُ دَمَ الحيضِ في آبارِ الْحُبِّ الضائعِ / فيا أيتها المقتولةُ على أسوارِ حَنجرتي / دَمْعُكِ اللزِجُ على نَصْلِ مِقْصلتي / وَجَدائِلُكِ تَلمعُ مِثْلَ حَدِّ الْخَنجرِ/ وعَلَيْكَ يا حفَّارَ قَبري أن تُمَثِّلَ دَوْرَ الزَّوْجِ المخدوعِ / لأنَّ أشجارَ المقابرِ زَوْجاتٌ خائناتٌ / خَرَجَت الفَراشةُ مِن أوْردتي ولم تَرْجِعْ/ لا مكانٌ لِدَفْنِ البَحَّارةِ الغرقى/ ولا زمانٌ لمناديلِ الوَداعِ الْمُلقاةِ على رَصيفِ المِيناءِ / والجنودُ القَتلى لم يَجِدُوا قُلوبَ نِسائهم / لِيَدْفِنَهُم الرَّعْدُ فِيها / أنا عَاطِلٌ عَن الْحُبِّ / لكنَّ قلبي حَارِسُ المقبرةِ / مَشَت الراهباتُ إلى كنائسِ الصَّدماتِ العاطفيةِ في القُرونِ الوُسْطى / كانَ الخريفُ يَكْسِرُ ضَفائِرَهُنَّ / وكانَ المساءُ يُهاجرُ بَيْنَ النُّعوشِ /
     أيتها الشَّركسيةُ الغامضةُ في وُضوحِ البُروقِ / إِنَّ الْحُزْنَ في عَيْنَيْكِ يَزيدُكِ جَمَالاً / أُخَزِّنُ دُموعَ الوَدَاعِ في غِمْدِ سَيْفي / ويُخَبِّئُ الأعرابُ بَراميلَ النِّفْطِ في فَراغي العاطفيِّ / عُشْبٌ غَامِضٌ عَلى ضَريحي / وأهْلُ الكُوفةِ يَقْتُلونَ الْحُسَيْنَ ويَبْكُونَ عَلَيْهِ / فيا قَمَراً يُولَدُ في النَّزيفِ الوَهَّاجِ / خُذْ خارطةَ مَقْبرتي الكريستاليةِ / وَلا تَسألْ نوارِسَ الرِّعشةِ عَن البَحْرِ الغريقِ / إِنَّ حَضارةَ الذبابِ كَزَوْجةٍ خائنةٍ / يَشتري لها زَوْجُها قُمصانَ النَّوْمِ / فَتَتَزَيَّنُ بِها لِعَشيقِها/ (( اقْتُلوني يا ثِقاتي / إِنَّ في قَتْلي حَياتي / فَمَمَاتي في حَياتي / وَحَياتي في مَماتي )) / والموتُ هُوَ الضَّوْءُ في آخِرِ النَّفَقِ /
     أموتُ في غابةِ اللازَوَرْدِ وَحيداً / لكني أعيشُ في قَلْبِ امرأةٍ مَا في مَكانٍ مَا / أخشابُ التَّوابيتِ تحترقُ في الْمَوْقَدةِ / لكنَّ الجثثَ باردةٌ / يا غريبُ / لا امرأةٌ تَزُورُكَ في السِّجْنِ / ولا فراشةٌ تتزيَّنُ لكَ على بَلاطِ غُرفةِ التحقيقِ / يَسْهَرُ الرِّجالُ معَ نِسائِهِم / وأنا أسْهَرُ وَحيداً أنتظرُ مَلَكَ الموتِ /
     أبني قَصْراً لِتَسْكُنَهُ الفِئرانُ/ يَنكسرُ قلبُ الليلِ في طُرقاتِ سُعالي اليابسِ / كما تَنكسرُ أيقوناتُ الكاتدرائيةِ في الخريفِ الدَّامي / فاسْمَعْ كَلامَ النَّهْرِ المشنوقِ وَهُوَ يُوَدِّعُ نَجماتِ الرَّحيلِ / وَداعاً يا أرملتي/ أمشي إلى الفَراغِ بَيْنَ أشجارِ المدافِنِ / حَوْلي رِجالُ المخابَرَاتِ يَتَعامَلُونَ معَ زَوْجَاتِهِم بِرُومانسيةٍ / سَقَطَتْ رَسائلُ الغَيْمِ في فَراغي العاطفيِّ/ والعِشْقُ يَلْسَعُ كالزَّنجبيلِ/ تَركضُ الحضاراتُ إلى ذُبابِ الأساطيرِ الْمُقَدَّسةِ/ أغْسِلُ وَجْهي بِحِبْرِ الأدغالِ/ وأنا الْمَنْسِيُّ في أرضِ المعركةِ / لا وَجْهٌ لِي ولا وَطَنٌ/ لكني أعْزِفُ على البيانو/ وأنتظرُ الطَّعناتِ تَبْتَلِعُني/ أنا مُدانٌ/ ثَبَتَتْ بَراءتي أَم لم تَثْبُتْ/ أنا مَقتولٌ / دَافعتُ عَن نفْسي أَم لم أُدافِعْ /
     سَتَعْثُرُ الْمُومِسُ عَلى الزَّبُونِ المناسبِ في الوَقْتِ المناسبِ/ كُلُّ شَيْءٍ في بِلادي مُناسِبٌ للغَثَيان / أخْرَجْتُكِ أيتها اللبؤةُ مِن قَفَصي الصَّدْرِيِّ / وَسَجَّلْتُ قَلْبي بِاسْمِ النَّدَمِ / ولم أُشَيِّدْ في رِئةِ البُحَيْرةِ مَأتَماً / فَكُنْ فَاشِلاً في الْحُبِّ لِتُصبحَ فَيْلَسُوفاً / جُثماني ينتظرُ جارتي / كَي تَنْشُرَ أخشابَ تابوتي بِمِنْشارِ الذِّكرياتِ / أو تَنْشُرَ ألواحَ نَعْشي على حَبْلِ الغسيلِ / أُذَوِّبُ دُموعي في عَصيرِ البُرتقالِ / تَعَدَّدَتْ طُرقاتِ السُّلِّ واللافتةُ واحدةٌ / ابْتَسِمْ فأنتَ في طَريقِ المِشْنَقةِ / وعِندما أصيرُ مَلِكَاً / سأقلِبُ نِظامَ الْحُكْمِ في رِئتي / وأُنَصِّبُ عُشْبَ قَبْري مَلِكَاً على أنقاضِ الرُّوحِ /
     الأقسامُ الْمُخَصَّصَةُ للحَوَامِلِ في مَدارِسِ البَنَاتِ / أحْضُنُ أيتامَ العُشْبِ / فَلْتَمُتْ يا أبي في قلبي الجريحِ نَخيلاً لأعيشَ نَخيلاً / أجْهَشْتُ بالضَّحِكِ / وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَايَ بِالنِّفْطِ الخام / وكُلُّ رَجُلٍ اغتصبَ البُحَيْرةَ اغتصبَ رُوحَهُ / فاحْرِقْ ذَاكرةَ الطاغيةِ بِوَخْزِ الدَّبابيسِ / لأنَّ الشَّيْطانَ يَعْرِفُ أنَّهُ شَيْطان / واجْمَعْ ضَفائِرَ نِساءِ القَبيلةِ قَبْلَ قَرْعِ طُبولِ الحربِ / سَتَبيعُ الأمهاتُ بَناتِهِنَّ للقادِرِينَ على الدَّفْعِ / وإذا أضَعْتَ طَريقَكَ فَسَوْفَ تَجِدُني/ فَلا تَتْعَبْ في البَحْثِ عَنِّي بَيْنَ شُموعِ الشِّتاءِ / سأقْضِي شَهْرَ العَسَلِ في ثلاجةِ الموتَى / التي تَظُنُّها السَّائحاتُ صَالةَ تَزَلُّجٍ / ولا فَرْقَ بَيْنَ أرضِ المعركةِ وكافتيريا العُشَّاقِ / كِلاهُما ذَاكرةُ الموْتِ / وأنتَ قَتيلٌ في الحالَتَيْن / وأنا قَتيلٌ في الحالَتَيْن / لكني أُحِبُّ الشَّفَقَ حِينَ يَقولُ للحَمَامةِ / كُوني لَبُؤةً لأخترعَ فَلْسفةَ تَرْويضِكِ .