وداع سريع في محطة القطارات / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
..............
حُوتٌ أَزْرَقُ يَسْبَحُ فِي صَحْنِ
الْعَدَسِ / مَاذَا سَتَأْكُلْنَ الآنَ أيتها الرَّاهباتُ ؟ / نَسِيَتْ رِمَالُ
الشُّهُبِ عَرَائِسَ الْكُحْلِ الْكِيميَائِيِّ فِي الْكَنَائِسِ / مِسِزْ آن
تُمْسِكُ السِّيجَارَةَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ / كَأَنَّ قَلْبَهَا بَيْنَ أَصَابِعِ
الدُّخَانِ / نَحْنُ مُتَعَادِلانِ كَفُوَّهَاتِ الْمَدَافِعِ الْجَدِيدَةِ / لا أُسَلِّمُكِ
جَسَدِي / وَلا تُسَلِّمِينِي جَسَدَكِ / لَسْتُ إِمْبراطُورَاً يَسْرِقُ
الشَّعْبَ لِيَدْفَعَ مَهْرَكِ / لَسْتُ قِدِّيسَاً لِتَتَمَسَّحَ بِي لاعِبَاتُ
التِّنِسِ الأرضيِّ /
تَحْتَ المطرِ اليَابِسِ
/ أركضُ في الليلِ العَاري عَارِياً / يَا قَناديلَ الشَّوارعِ الْمَنْسِيَّةِ /
أطْلِقي النَّارَ عَلى اكتئابِ الأسمنتِ / تَحْفِرُ الرِّيحُ أقنعةَ قَلْبي عَلى
شَواهِدِ القُبورِ / خُنْتُ الزَّوْبعةَ مَعَ البُحَيْرةِ / أنا أنتحرُ يَا أبي /
صَفيرُ القِطاراتِ في شَراييني / وَالأشجارُ تُهَرْوِلُ في جُثماني / تتبوَّلُ
الإِمَاءُ عَلى السِّيراميك / وَتاريخي رِحْلةٌ سِياحيةٌ عِندَ سُورِ المقبرةِ /
أنا المقتولُ السَّماويُّ / لَكِنِّي لَم أَزْرَعْ مَساميرَ نعشي / في صُلْبانِ
لاعباتِ التِّنس /
تَلْتَفُّ الْحِبَالُ
الصَّوْتِيَّةُ لِلرَّاقِصَةِ عَلَى رَقَبَةِ الصَّهِيلِ / قِرْدٌ تَوَرَّطَ فِي
عَلاقَةٍ غَرَامِيَّةٍ مَعَ كَلْبَةٍ بُولِيسِيَّةٍ / أَيَّةُ مَحْكَمَةِ
تَفْتِيشٍ أَوْ حَدِيقَةِ حَيَوَانَاتٍ سَتُوَثِّقُ زَوَاجَكُمَا؟ / أَظَلُّ
أَحْرُسُ هَذِهِ الشَّوَارِعَ الْمَوْبُوءَةَ تَحْتَ الثُّلُوجِ الْعَنِيفَةِ / كَي
يَنامَ جَارُنا مَعَ زَوْجَتِهِ بِهُدُوءٍ / وَلَنْ يَتَذَكَّرَنِي أَحَدٌ حِينَ
أَمُوتُ مُتَجَمِّدَاً / وَيَأْكُلُ أَطْرَافِي النُّسورُ الْمُعَدَّلةُ
وِراثِيَّاً / إِذَا أَحَبَّتْنِي رَاهِبَةٌ سَأَكُونُ خَلاصَهَا وَمُخَلِّصَهَا /
أَنا أَمُوتُ لِيَظَلَّ الآخَرُونَ مُرْتَاحِينَ فِي أَحْضَانِ نِسَائِهِم /
رُبَّما لا أَحْضُرُ لَيْلةَ الدُّخلةِ / لأَنَّ الْمَجْزَرَةَ تَنْتَظِرُنِي فِي
سَيَّارَةِ الْمَرْسِيدِسِ أَسْفَلَ الْعِمَارَةِ /
كُلُّ الْمُخْبِرِينَ
مُنْتَشِرُونَ كَزَيْتِ الْقَنَادِيلِ الْمُطْفَأَةِ/ حَرَكَاتِي مُرَاقَبَةٌ /
مَلابِسِي الدَّاخِلِيَّةُ مُرَاقَبَةٌ / وكُلُّ ذَرَّاتِ الْكَرْبُونِ فِي حَجَرِ
الْمَاسِ تَحْتَ الإقامةِ الجبريَّةِ / غِمْدُ سَيْفِي يَرْسُمُهُ النَّعْنَاعُ
الْبَرِّيُّ / خَارِطَةً لِمَقْبَرَةٍ فُسْفُورِيَّةٍ غَامِضَةٍ / الْمَحَاكِمُ
الْعَسْكَرِيَّةُ الْفُسْفُورِيَّةُ مُعَلَّقَةٌ عَلَى صَدْرِي كَسَاعَةِ
الْحَائِطِ/ وَالْيُورَانيُومُ الْمُخَصَّبُ فِي جَوَارِبِ الْمُتَسَوِّلِين /
امْرَأَةٌ تُرْمَى فِي
الشَّارِعِ بَعْدَ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ / وَضِفْدَعَةٌ تَقُودُ سَيَّارَتَها العَسْكريةَ
/ إِلَى كَافَتِيريَا الصَّدَمَاتِ الْعَاطِفِيَّةِ/ وَدَفَاتِرِ الْقُلُوبِ
الْكَسِيرَةِ / الوَطنُ طَيْفُ النَّوارسِ الذبيحةِ / أَسْتَتِرُ مِنْ دَمِي /
كَمَا تَسْتَتِرُ الْمَرْأَةُ مِن دَمِ الْحَيْضِ / والرُّومَاتِيزمُ فِي
مَفَاصِلِ الرَّاقِصَةِ ثَلْجٌ حَارِقٌ عَلَى لَحْمِها / الذي يَبيعُهُ الرَّمادُ
في الْمَزادِ العَلَنِيِّ /
اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ
لأَنَّهُمْ خَانونِي / كَمَا خَانُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ / اللهُمَّ اغْفِرْ
لِزَوْجَتِي / الَّتِي دَسَّتْ لِيَ السُّمَّ وَقَتَلَتْنِي/ سَيُصْبِحُ نَبَأُ
مَقْتَلِي خَبَرَاً هَامِشِيَّاً / فِي مَجَلاتِ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ / لأَنَّ
الدَّيْنَاصُورَاتِ فِي الشَّارِعِ أَكْثَرُ مِنْ سَيَّارَاتِ التَّاكسِي /
وَالْمُخْبِرِينَ فِي مَمَالِكِ السُّلِّ أَكْثَرُ مِنَ الشَّعْبِ /
افْهَمْ مَشَاعِرَ
الْقُرُودِ يَا رَصِيفَ الْمِينَاءِ / لأَنَّ رَاقِصَةَ الْبَالِيه السَّمِينَةَ
تُحَاوِلُ صِنَاعَةَ قُنْبُلَةٍ نَوَوِيَّةٍ فِي كُحْلِهَا / لِمَاذَا تَنْتَشِرُ
الْبَغَايَا فِي الشَّوَارِعِ الرَّئِيسِيَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟! / لا
بَرَامِيلُ النِّفْطِ دُسْتُورِي / وَلا رُمُوشِي أَحْكَامٌ عُرْفِيَّةٌ / لا
رَغْبَةَ لَدَيْنَا فِي اصْطِيَادِ مُشَجِّعَاتِ رِيَالِ مَدْرِيد / لأَنَّ
الأَنْدَلُسَ تُنَادِي عَلَيْنَا / نَحْنُ في سِبَاقٍ معَ زَمَنِ الجمَاجِمِ / لا
أَفْرِضُ شُرُوطِي عَلَى مَلَكِ الْمَوْتِ / وَلا يَفْرِضُ عَلَيَّ شُرُوطَهُ /
نَحْنُ عَبْدَانِ مَقْهُورَانِ فِي قَبْضَةِ السَّيِّدِ الْوَاحِدِ /
انتظِرِينِي فِي
أَجْفَانِ غَرْنَاطَةَ / لأَنِّي سَأُقَبِّلُ يَدَ أُمِّي الأَنْدَلُسِ /
كَأَنَّنِي جَالِسٌ مَعَ ابْنِ حَزْمٍ / نَشْرَبُ الْيَانسُونَ / وَنَتَدَارَسُ
الْفَلْسَفَةَ / وَفِي قَاعِ الْبَحْرِ نَمْلٌ أَزْرَقُ / يَرْعَى قَطِيعَاً مِنَ
النَّعَامَاتِ / وَقَبْلَ اخْتِرَاعِ الْبِيَانو / كُنَّا نَعْزِفُ عَلَى
عِظَامِنَا الْمَنْشُورَةِ عَلَى حَبْلِ الْغَسِيلِ / كُلُّ النَّاسِ طَرَدُونِي /
فَلا تَطْرُدْنِي يَا إِلَهِي /
يَا عُشْبَ حَدِيقَتِي
الْمَنْزِلِيَّةِ / بَعْدَ أَن تَذْبَحَني / ابْكِ عَلَيَّ مَعَ زَوْجَتِكَ فِي
صَالَةِ الرَّقْصِ / أَرَى بِطْرِيقَاً يُدَرِّبُ سَمَكَةَ قِرْشٍ عَلَى لَعِبِ
الشِّطْرَنجِ / عَقْلُ سُلَحْفَاةٍ فِي قَلْبِ بِطِّيخَةٍ عَرْجَاء / تُهَرْوِلُ
ظِلالُ الرَّصاصِ نَحْوَ قَلْبِ النَّهْرِ / وَتَتَسَوَّقُ فِي أَزِقَّةِ قَفَصِي
الصَّدْرِيِّ بَنَاتُ الإِقْطَاعِيِّين /
لِجَسَدِ الْبُحَيْرَةِ
حِمْضٌ نَوَوِيٌّ / وَلِجَسَدِي مَطَرٌ حِمْضِيٌّ / تَنَاثَرَ الْبَرْقُوقُ عَلَى
سُطُوحِ مَزْهَرِيَّاتِ أَوْرِدَتِي / صَارَ الْقَمْحُ سَيْفَاً عَلَى رَقَبَةِ
الأُغْنِيَةِ / وَصَارَ كُوخِي سَيْفَاً عَلَى رِقَابِ الْغُزَاةِ / أَرْجُوكِ لا
تَقِفِي فِي حَلْقِي كَرِمَالِ الصَّحْراءِ / لأَني أُرِيدُ أَنْ أَبْلَعَ كُلَّ
ذِكْرَيَاتِ وَحْشَةِ الإِعْصَارِ / الْحَطَبُ الْفَيْرُوزِيُّ / وَشَوْقُ
زَوْجَةِ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ إِلَى طَعْمِ الزِّنْزَانَةِ / وَالأَسْرَى فِي
مَشَاعِرِ الرَّمَادِ / وَالأَطْفَالُ الَّذِينَ يَمْسَحُونَ الأَحْذِيَةَ في
طُرقاتِ الملاريا /
أَشْتَاقُ إِلَى الشَّارِعِ الَّذِي
تَسْكُنِينَ فِيهِ / أَحِنُّ إلى أَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ الْقَرِيبَةِ مِنْ
سَيَّارَتِكِ الْمَرْسِيدِسِ / أتخيَّلُ أبْعَادَ السَّجادةِ الَّتِي تُصَلِّينَ
عَلَيْهَا / لَسْتُ مُدَرِّبَ الْخُيُولِ لِلأَمِيرَةِ الصَّغِيرَةِ / أَنَا
أُدَرِّبُ الْجُنُونَ / لِكَيْ يُصْبِحَ عَقْلانِيَّاً كَالصَّلِيلِ /
أَيَّتُهَا الشَّمْسُ
الطالعةُ مِن عِظَامي المسْحُوقةِ / أيُّها القَمَرُ الذي يُطَهِّرُ أشلائي مِنَ
الطحالِبِ / لَن نَهْزِمَ الْمَوْتَ يا أصدقائي القَتْلى / انْتَظِرْني يا صَوْتَ
الرَّصَاصِ في لَحْمِ الرُّعودِ/ لأنِّي سَأَحْرِقُ حِبْرَ التُّلْمُودِ/ لَبُؤَةٌ
تُجْرِي تَنَفُّسَاً اصْطِنَاعِيَّاً لِلنَّهْرِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ / يَا كُلَّ
صُحُفِ الضَّبَابِ الَّتِي تُطْبَعُ فِي دَمِي الْفُسْفُورِيِّ / إِنَّ سَاعَةَ
الْحَائِطِ تَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ/ وَتَعْمَلُ بِالْحِبْرِ الْجَافِّ / كَأَنَّ
حِيطانَ سِجْني تَنمو بَيْنَ أهدابي وجُثةِ أبي / أنتظرُ الغُزاةَ الْمُعَلَّبِينَ
/ كَما تَنتظرُ الأرامِلُ الشَّاباتُ ضَوْءَ الْمَنارةِ / في لَيالي البُكاءِ
والبُروقِ /
في غُرْفةِ الإِعدامِ
بالكُرْسِيِّ الكَهْربائيِّ / تِلْفَازٌ مَصْنُوعٌ مِنَ الْقَشِّ الْبَرِّيِّ /
وَالصَّابُونُ فِي غُرَفِ الْفَنَادِقِ مُلَوَّنٌ كَزُجَاجِ السَّيَّارَاتِ
الْمُفَخَّخَةِ / يا وَطَني الضَّائِعَ / أنتَ الموْجُ الَّذِي يَكْتُبُ اسْمِي /
بِدُونِ أَنْ يَسْتَخْدِمَ حُرُوفَ اسْمِي / مِرْوَحَةُ النَّارِ الَّتِي تَحْقِنُ
ذَرَّاتِ الأُكْسُجِينِ بِالْكُولِيرَا / كَمَا يَحْتَفِلُ الْمَوْتَى بِعِيدِ
مِيلادِ السَّفَرْجَلِ / الدِّيدانُ تَعْبُرُ مِنْ ثُقُوبِ قَلْبِي / قَرْيتي
المهجورةُ مَطْعَمٌ عَائِلِيٌّ للأمواتِ / والرَّعْدُ لا يَعْرِفُ هَل النَّارُ
مُخْلِصَةٌ لِلْحَطَبِ أَم تَخُونُهُ / بِغَالٌ تَطِيرُ فَوْقَ نِصَالِ
المِقْصَلَةِ / أَظَلُّ أَمْشِي فِي الْجَلِيدِ / مُسَلَّحَاً بِالصَّدَمَاتِ
الْعَاطِفِيَّةِ / حَوْلِي الدَّجَاجَاتُ تَتَّخِذُ جِنَازَتِي مُنْتَجَعَاً
سِيَاحِيَّاً لِلْمُرَاهِقَاتِ الْعَاشِقَاتِ / وَالثُّوارُ يُصَلُّونَ
الْجُمُعَةَ فِي الْبَيْتِ الأَبْيَضِ / وَاثِقٌ مِنَ انْتِصَارِ قِطْعَةِ
الْجُبْنِ عَلَى السِّكِّين / وَاثِقٌ أَنَّ شَرْكَسِيَّةً مَا سَتقرأُ الفاتحةَ
عَلَى رُوحِي / بَطَّةٌ يُلَوِّثُ أَجْنِحَتَهَا حِبْرُ الْمُرْتَزِقَةِ /
لِلْمَوْتَى
الْجَالِسِينَ فِي الْبَارِ / كُلُّ صَابُونِ الفَنَادِقِ الرَّخيصةِ /
يُزَخْرِفُونَ شَوَاهِدَ الْقُبُورِ / وَيَتَنَاوَلُونَ حَسَاءَ الْفِيَاغرَا
مُنْتَظِرِينَ قُدُومَ اللوَاتِي لا يَأْتِينَ / لَكِنَّ الْمَاضِي سَيَأْتِي
مِثْلَمَا مَضَى الْمُسْتَقْبَلُ / وَتِمْسَاحُ الْهَيْدرُوجِينِ يَعْمَلُ
نَاقِدَاً سِينِمَائِيَّاً / وَيَنْقُدُ سِينَاريُو دُمُوعِهِ/ اسْتِنْسَاخُ
الْمِشْنَقَةِ/ وَالآلِهَةُ الَّتِي تَحْكُمُنَا مُنْذُ عَصْرِ الدَّيْنَاصُورَاتِ
/ وَالشَّفَقُ وَضَعَ فِي عُرُوقِي إِشَارَاتٍ ضَوْئِيَّةً / لِيُسَهِّلَ مُرُورَ الضَّفَادِعِ
الْبَشَرِيَّةِ فِي سَرَادِيبِ كُرَيَاتِ دَمِي / وَالْغِزْلانُ تَرْعَى أَسْرَابَ
بَرَامِيلِ النِّفْطِ/ فِي صَحْرَاءِ الْجَفَافِ الْعَاطِفِيِّ / صَدِّقِينِي لَوْ
كُنْتِ زَوْجَتِي / لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُمِيتَنِي عَلَى صَدْرِكِ / لَكِنِّي
الْمُشَرَّدُ فِي أَزِقَّةِ شَرَايِينِي/ بِلا حَقَائِبَ أَوْ جَوَازِ سَفَرٍ/
أَنا الْمُسَافِرُ فِي أُكْسُجِينِ رِئَتِي الثَّالِثَةِ / الَّتِي تَضِيقُ مِثْلَ
تَنُّورةِ الأمواجِ /
قُرْبَ نَعْشِ الْمَطَرِ
/ امْرَأَةٌ تَرْقُصُ فِي عُرْسِ قَاتِلِ زَوْجِهَا / لا تَكُنْ وَقُودَاً
لِسَيَّارَةِ الإِمْبرَاطُورَةِ / الَّتِي تَنْتَظِرُكَ عَلَى بَوَّابَةِ
الْجَامِعَةِ/ أَنْتَ الْمَنْفِيُّ الَّذِي لا يَعْرِفُ مَلامِحَكَ غَيْرُ غُرَفِ
الْفَنَادِقِ الْبَعِيدَةِ / سَتَصُبُّ النَّيَازِكُ دَمَ الزَّيْتُونِ / فِي
حَقِيبَةِ سَفَرِكَ الَّتِي تَعِبَتْ مِنَ السَّفَرِ /
يَا أَيُّهَا الْفَحْمُ
الْمُصَابُ بِالشَّلَلِ الدِّمَاغِيِّ / مَا فَائِدَةُ أَنْ يَمُوتُ الذُّبَابُ
الأَخْضَرُ وَهُوَ يَسْتَخْرِجُكَ مِنْ لَحْمِ الْيَنْبُوعِ ؟ / الفُقراءُ
يَغْسِلُونَ صُحُونَ الْمُلُوخِيَّةِ / تَحْتَ الْمَطَرِ الْوَرْدِيِّ / رِئَتِي
الْيُمْنَى مُتَّهَمَةٌ بِمُحَاوَلَةِ قَلْبِ نِظَامِ الْحُكْمِ فِي رِئَتِي
الْيُسْرَى / هَذَا أَنَا / لا أَعْتَرِفُ بِالأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ / لأَنِّي
أَنَا الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ / لَن أُزْعِجَ الوَحْلَ / إذا مَرَّ فِي رَقَبَتِي
ذَاتَ ظَهِيرَةٍ / وَلَنْ أَمْسَحَ سَيَّارَاتِ تِلْمِيذَاتِي
الأَرُسْتُقْرَاطِيَّاتِ / فِي شِتاءِ الفُقراءِ / يَا مِينَاءَ الْعَوَانِسِ
وَالْبَنَادِقِ / يا مَرْفأَ الْمَنَادِيلِ الْمَنْسِيَّةِ عَلَى الأَرْصِفَةِ
الْمُبْتَلَّةِ بالعَارِ/ رُبَّمَا تَتَنَاوَلُ الرِّيحُ شَايَاً بِالنَّعْنَاعِ
وَالدَّمِ/ الْتَمِسْنَ لِي عُذْرَاً يَا مُرَاهِقَاتِ مُوسكُو / لَن أَذهبَ
مَعَكُنَّ إِلَى صَالَةِ السِّينَمَا / جُثَّتِي تَرْقُصُ عَلَيْهَا الْخَفَافِيشُ
فِي صَحْرَاءِ سَيْبِيريَا / سَامِحِينِي يَا جَارَتِي فِي مَرْسِيليَا/ لَنْ
أَنْضَمَّ إِلَى جَمْعِيَّتِكِ التي تُدافِعُ عَن حُقوقِ الضَّفادعِ / لأَنِّي
عُضْوٌ فِي جَمْعِيَّةِ الدِّفَاعِ عَن الدَّيْنَاصُورَاتِ الْمُنْقَرِضَةِ /
كَرَاياتِ القَبائلِ المهزومةِ / لَمْ أَتَعَلَّمْ تَقْبِيلَ أَفْوَاهِ
الْمَخْمُورَاتِ / لأَنِّي أُرَكِّزُ فِي تَقْبِيلِ فُوَّهَاتِ الْمَدَافِعِ /
وَأُحَاوِلُ مَنْعَ الضِّبَاعِ مِنَ التَّبَوُّلِ عَلَى بَنْكِرْيَاسِ
النَّعْنَاعِ / فِي مَوْسِمِ هِجْرَةِ الأَشْجَارِ إِلَى مِدْخَنَةِ كُوخِي / أُمْنِيَّةُ
الثَّلْجِ الْمَنْفِيِّ أَنْ يَعُودَ إِلَى بَيْتِهِ / فَيَجِدَ امْرَأَةً تَخِيطُ
أَكْفَانَهُ / أَيُّهَا الضَّبابُ البُرتقالِيُّ في أعالي الهلَعِ / لَيْسَ لَكَ
زَوْجَةٌ تَتَعَطَّرُ لَكَ سِوَى الْمَذْبَحَةِ / تَخَيَّلْ وَشْمَ أَرْجُلِ
الْقِطَطِ / الَّتِي تَرْكُضُ على لَحْمِكَ نَبضَاً / الشَّايُ الْمُثَلَّجُ عَلَى
مَائِدَتِي شَرِبَهُ عَرَقِي السَّاخِنُ / يَا كُلَّ الْقِطَارَاتِ
الْبُخَارِيَّةِ الْعَالِقَةِ بَيْنَ فِقرَاتِ ظَهْرِي/ وُلِدْتُ وَأَنَا
أَرْتَدِي وَاقِياً ضِدَّ الرَّصَاصِ / وَبَقِيتُ أَرْضَعُ مِنْ أُمِّي وَأَنَا
أَرْتَدِيهِ / فَشُكْرَاً لأَعْرَابِ النِّفْطِ الَّذِينَ يَشْرَبُونَهُ فِي
جُمْجُمَتِي /
رُومَانسِيَّةُ الْحَجَّاجِ / وَقَاطِعُ
الطَّرِيقِ الْحَاصِلُ عَلَى جَائِزَةِ نُوبِلَ فِي السَّلامِ / وَحَبْلُ
الْغَسِيلِ عَلَى سَطْحِ الْبَحْرِ البرونزيِّ / أَنْ تَخْرُجَ مِنْ غُرْفَةِ
التَّحْقِيقِ إِلَى صَلاةِ الْفَجْرِ / وَلا تُعَرِّجْ عَلَى أَرْمَلَتِكَ /
الَّتِي تَكْتُبُ لِحَفَّارِ الْقُبُورِ شِيكَاً بِدُونِ رَصِيدٍ /
رَائِحَةُ الْيُورَانيُومِ الْمَغْشُوشِ
تَخْرُجُ مِن أَسْنَانِي / اقْتُلُوا الْحُسَيْنَ ثُمَّ ابْكُوا عَلَيْهِ / وَاشْتَرُوا
قُمْصَانَ النَّوْمِ لِعَرَائِسِ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ / ثُمَّ ارْتَدُوا ثِيَابَ
الْحِدَادِ يَا أَشْبَاحَ المدافِنِ / يَا سَيِّدَنَا الْمَسِيحَ الْمَرْفُوعَ
إِلَى السَّمَاءِ بِلا صَلْبٍ / أَنَا الْمَصْلُوبُ عَلَى كُلِّ زُجَاجِ
السَّيَّارَاتِ الْفَارِهَةِ / وَالشَّاهِدُ عَلَى أَنَّكَ كَاسِرُ الصَّليبِ /
قَمْحُ الشَّيْطَانِ /
وَدُسْتُورُ الْمَارِيجوَانَا / وَآلِهَةٌ مِنَ الْكَافيَارِ / وَأَزْمَةُ
أَكْفَانٍ / سَأَمْلأُ فَرَاغِي الْعَاطِفِيَّ بِالْقَوَانِينِ الْفِيزيَائِيَّةِ
/ لِمَاذَا يَمْتَصُّ وَشْمَ حِذَائِكِ الصَّغِيرِ دَرْبُنَا الطَّوِيلُ ؟ /
كَأَنَّ مَسَافَةَ التَّوابيتِ عَلَى أَوْرَاقِ النَّعْنَاعِ / تَطْوِي كِتَابَ
جُفُونِكِ / لا تَنْتَظِرِينِي يَا كِلْيُوبَتْرَا فِي صَالَةِ الرَّقْصِ /
لأَنِّي أَرْقُصُ فِي مَعَارِكِ سَرَايِيفُو عَلَى أَنْغَامِ الْبَارُودِ / أَنَا
الثائرُ الْمُجَرَّدُ مِنْ جِنْسِيَّتِهِ / الَّذِي شَنَقَ الْمِشْنَقَةَ /
وَدَرَّبَ أُسُودَ الْغَابَةِ عَلَى مُعَامَلَةِ اللبُؤَاتِ بِرُومَانسِيَّةٍ /
حِبْرُ الأَدْغَالِ يَسْقُطُ فِي صَحْنِ الْمُلُوخِيَّةِ / كَمَا يَسْقُطُ الزَّنجبِيلُ
فِي فُوَّهاتِ المدافِعِ/ أَرْمَلَتِي الشَّابَّةُ مُصِرَّةٌ عَلَى قَضَاءِ شَهْرِ
الْعَسَلِ / فِي الرِّيفِ الدَّامي نَلْعَبُ الشِّطْرَنجَ / يَا كُلَّ
مُحَادَثَاتِ السَّلامِ عَلَى طَاوِلاتِ مَطَاعِمِ الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ /
بَيْنَ الشَّابِّ وَالْفَتَاةِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا / إِذَا اتَّحَدَتْ
أَقْنِعَةُ الْمِكْيَاجِ / انكَمَشَت المسَافةُ بَيْنَ النُّعوشِ والعُروشِ /
خُذُوا عُلَمَاءَنَا فِي
الْفِيزيَاءِ وَالْكِيميَاءِ / قَبْلَ أَنْ نُعْدِمَهُمْ / وَأَعْطُونَا فِيفتي
سِنْت وَبريجيت بَاردو وَحَفْنَةً مِنْ عَاهِرَاتِكُمُ الْمُحْتَرِفَاتِ / هَكَذَا
يَحْصُلُ مَارَادُونَا عَلَى جَائِزَةِ نُوبِلَ فِي الْفِيزيَاءِ / مَا فَائِدَةُ
تَنْظِيمِ النَّسْلِ إِذَا كَانَ النَّسْلُ وَاقِفَاً عَلَى خَشَبَةِ الإِعْدَامِ
؟ / يَا أَيُّهَا الْجَسَدُ الْمُبَعْثَرُ فِي غُرَفِ الْفَنَادِقِ / نَسِيتَ
مَوْقِعَ بَيْتِكَ فِي أَطْرَافِ الْمَجْزَرَةِ / سَأَضَعُ حَدَّاً لِعَلاقَاتِي
الْعَاطِفِيَّةِ مَعَ الْمَقَاصِلِ / هُوَ الْحُزْنُ خَطِيبُ كُلِّ عِظَامِ
الْقُنْفُذِ / مِثْلَمَا يَدُلُّ اللوْنُ الأَخْضَرُ عَلَى اللوْنِ الأَزْرَقِ / فَيُصْبِحُ
التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْمِشْنَقَةِ وَالْمِقْصَلَةِ / بِحَاجَةٍ إِلَى عَالِمِ
كِيميَاءَ عَاطِلٍ عَنِ الْعَمَلِ /
يَا حَضَاراتِ الحريقِ /
قَد بَقِيتُ بِلا صَدِيقٍ / لَمْ أُدَخِّنِ الْمَارِيجوَانَا فِي دَوْرَةِ
الْمِيَاهِ التَّابِعَةِ لِصَالَةِ الرَّقْصِ / كُلُّ الدِّبَبَةِ الْقُطْبِيَّةِ
تَنْظُرُ إِلَيْنَا / وَنَحْنُ نُوَدِّعُ بَعْضَنَا فِي مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ /
يَمُرُّ الدُّخَانُ / يَسْقُطُ مِنْدِيلُكِ الزَّهْرِيُّ فِي قَاعِ البَحْرِ /
وَجْهِي يَزْحَفُ عَلَى الزُّجَاجِ الْمُشْبَعِ بِالضَّبَابِ / لَمْ أَنْسَ
خُدودَكِ النَّازفةَ بِلاداً تائهةً / وَأَنتِ تَرْتَدِينَ أَدْغَالَ الشَّمْسِ
النَّيْئَةَ / أُهَنِّئُكِ يَا قَاتِلَتِي / لأَنَّكِ اكْتَشَفْتِ شِيفرَةَ
قَلْبِي فِي اللاوَقْتِ / عَرَفْتِ عُنوانَ مَذْبَحتي بَعْدَ فَوَاتِ الوَقْتِ /
وَلا وَقْتٌ لِلطُّيُورِ فِي حَقْلِ الشُّوفَان / وَلا ظِلالٌ للأسماكِ الَّتِي
تُخَزِّنُ الْقَاتَ /
لماذا تَبْكي أيُّها
الحاصِدُ الأعمى تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ؟/ نَسِيَ البَحْرُ مَوْعِدَ حَصَادِ
أشْلاءِ البَحَّارةِ/ والأغنياتُ مَاتتْ بَيْنَ السَّنابلِ المكْسُورةِ/ فَكُنْ
وَسِيطاً نَزيهاً بَيْنَ رُمُوشِ الإِمَاءِ وَرَاياتِ القَراصنةِ/ أنتَ المحصُولُ
والمِنْجَلُ/ الحاصِدُ والمحصُودُ / فَاحْصُدْ مَراعي الكُوليرا / وَأطيافَ
القَتْلى / وَظِلالَ الأمواتِ الوَاثِقِينَ مِن أنفُسِهِم / وَاكْتُبْ على
أشْلائِنا نَشيداً وَطَنِيَّاً لِلْحَشَراتِ / سَوْفَ يُقَشِّرُ الرَّعْدُ
أجْفَانَ الفُقراءِ / مِثْلَ تُفاحاتِ الاحْتِضَارِ الوَهَّاجِ / وَالنُّسورُ
تَأكلُ جِيَفَ الجنودِ /
يَا قَمَرَ الصَّحاري
الجليديةِ / أعْطِني حِصَّتي مِنَ الدَّمارِ / سَأَدْفَعُ ضَريبةَ الحضارةِ
الْمُنْقَرِضَةِ وَحِيداً / الذِّئابُ الجائعةُ تَأكلُ ضَوْءَ القَمَرِ / وأنا
ألْتَهِمُ أشْلائي في أعيادِ السُّلِّ/ وَالرَّعْدُ يَحْرِقُ الجثثَ في ممالك
الطاعون/ أعيشُ في الموْتِ/ أعيشُ مَعَ الموْتِ/ أنا النَّخلةُ الصَّاعدةُ بَيْنَ
مَوْتَيْن/ تَكْتَحِلُ الأرستقراطياتُ بِالسَّائلِ الْمَنَوِيِّ / الْمَلِكَاتُ
دُمَىً في مَسْرَحٍ للعَرَائسِ / أُغْلِقَ السِّيركُ بِالشَّمْعِ الأحمرِ /
وَمَاتَ الْمُهَرِّجُ/ وَتزوَّجَتْ أرْمَلَتُهُ نَهْرَ الصَّدى / الطريقُ طَيْفُ
الأمواتِ / فَلا تَخَفْ مِن أشجارِ الاحتضارِ/ سَتَنْمُو بَراعمُ الموْتِ على
الأغصانِ الْمُشَقَّقةِ / وَسَوْفَ تَنْسَى الرَّاهباتُ مَناديلَ الوَداعِ عَلى
الشَّاطئِ البَعيدِ / اقْتُلْ ظِلَّكَ النُّحاسِيَّ بِجَدائلِ أُمِّكَ / وَادْفِنْ
قَلْبَكَ في قَلْبِها / وَاجْرَح الصَّدى بِأظافرِ امْرَأةٍ أَحَبَّتْكَ وَلَم
تُحِبَّها / وَكُنْ قَوِيَّاً مِثْلَ ذَاكرةِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / أَقْضَي
العُطْلةَ الصَّيْفِيَّةَ في مُنْتَجَعَاتِ فِرَاشِ الموْتِ / والطحالبُ تَزْحَفُ
عَلى حِيطانِ غُرْفتي / والدِّيدانُ تتسلقُ بَرَاويزَ عَائلتي / أوعيتي الدَّمويةُ
هِيَ بَوَّاباتُ السُّجون / تَحْتَ أطلالِ القلبِ وَأقْوَاسِ النَّصْرِ /
وَالفُقراءُ يُمَارِسُونَ الجِنْسَ في إِسْطَبْلاتِ الخيولِ / يَسيلُ النِّفْطُ
مِن حَلَماتِ الجواري / وَحُزْني عَرْشُ مَلِكٍ مَخْلُوعٍ / أو مِصْفَاةُ نِفْطٍ
مَهْجُورةٌ / وَكَوْكَبُنا هُوَ الضَّريحُ الفَلْسَفِيُّ لِلْوَرْدِ /
في
قَلْبِ امْرأةٍ / ادْفِنُوا رَمادَ جُثةِ النَّهرِ بَعْدَ حَرْقِها / الْفَيَضَانُ
يَرْفَعُ نَعْشِي رَايَةً عَلَى أَزْمِنَةِ مَنَادِيلِ الْوَدَاعِ / قِطَّتِي
تَتَعَاوَنُ مَعَ الْمُخَابَرَاتِ ضِدَّ سُعَالِي / نَكْرَهُ فَراشةَ الجروحِ /
لَكِنَّنا نَمْدَحُها تَحْتَ ظِلال السُّيوفِ / وَالشَّمْسُ الحزينةُ تَطْلُعُ مِن
شِتاءِ المقابرِ / الأرستقراطياتُ عَلى شَاطئِ الإِعْدامِ/ وَالنَّظاراتُ
الشَّمسيةُ مَغسولةٌ بِدَمِ الحيْضِ / جَسَدي خَارِطةُ الرُّعود / وَقَلبي يَنفصلُ
عَن قَلْبِ البُحَيْرة / كَما يَنفصلُ المِلْحُ عَن الدَّمْع / يَنْبُتُ الفِطْرُ
السَّامُّ في احْتضارِ الشَّمْسِ / وَالأساورُ الذَّهبيةُ على النُّعوشِ الخشَبيةِ
/
يَا نَارَاً تُهَرْوِلُ
عَلَى سُطُوحِ النَّيَازِكِ / أَرْجُو أَنْ تَفُكِّي شِيفرَةَ خَجَلِ فَرَاشَاتِي
/ أُرَبِّي أَسْمَاكَ الْقِرْشِ فِي كُوبِ الْيَانسُون / زَوْجَتِي دَسَّتْ لِيَ
السُّمَّ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ / فَصَارَتْ عِظَامِي صُفْرَةَ الْقَشِّ فِي
إِسْطَبْلاتِ الْخَلِيفَةِ / وَزَوْجَةُ مُدِيرِ الْمُخَابَرَاتِ فِي
جُمْهُورِيَّةِ السَّرَطَانِ / تَخُونُ زَوْجَهَا مَعَكَ يِا طِفْلَ الرِّيحِ /
سَيَقْتُلُونَكَ مِثْلَمَا قَتَلُوا عِمَادَ الْفَايِد /
لا تَنْسِي طِفْلَ
الذَّاكِرَةِ الَّذِي أَنجبَتْهُ النَّيَازِكُ / وَمَنْ سَيُنْجِبُنِي أَنَا
عِنْدَمَا تَذْهَبُ أُمِّي إِلَى الموْتِ ؟/ كُونِي أَنَانِيَّةَ دَمِي / أُدْرِكْ
بَصْمَةَ خَدِّ الْقَمَرِ عَلَى أكواخِ الصَّفيح / صَدِّقِي ظِلِّي / أَوْ لا
تُصَدِّقِيهِ / لَيْسَ فِي دَمِي غَيْرُ أَجْفَانِكِ / وَلَسْتُ دُمْيَةَ لاعِبَةِ
السِّيركِ / حِينَ يَنْتَهِي الْعَرْضُ الْمَسَائِيُّ / أَنَا مُسَافِرٌ أَبَدَاً
فِي الأَضْدَادِ/ وَأَجْفَانِ أَعْوَادِ الثِّقَابِ / والْمَنَافِي الْبَارِدَةِ /
وذِكْرَيَاتُ الشَّرْكَسِيَّاتِ جَوَازُ سَفَرِي الَّذِي لا يَضِيعُ / هَذَا أَنَا
/ أَنْطِقُ الشَّهَادَتَيْنِ فِي كُلِّ الْحَالاتِ / لأَنِّي مَشْنُوقٌ فِي كُلِّ
الْحَالاتِ .