سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

04‏/09‏/2019

وداع سريع في محطة القطارات / قصيدة

وداع سريع في محطة القطارات / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..............

     حُوتٌ أَزْرَقُ يَسْبَحُ فِي صَحْنِ الْعَدَسِ / مَاذَا سَتَأْكُلْنَ الآنَ أيتها الرَّاهباتُ ؟ / نَسِيَتْ رِمَالُ الشُّهُبِ عَرَائِسَ الْكُحْلِ الْكِيميَائِيِّ فِي الْكَنَائِسِ / مِسِزْ آن تُمْسِكُ السِّيجَارَةَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ / كَأَنَّ قَلْبَهَا بَيْنَ أَصَابِعِ الدُّخَانِ / نَحْنُ مُتَعَادِلانِ كَفُوَّهَاتِ الْمَدَافِعِ الْجَدِيدَةِ / لا أُسَلِّمُكِ جَسَدِي / وَلا تُسَلِّمِينِي جَسَدَكِ / لَسْتُ إِمْبراطُورَاً يَسْرِقُ الشَّعْبَ لِيَدْفَعَ مَهْرَكِ / لَسْتُ قِدِّيسَاً لِتَتَمَسَّحَ بِي لاعِبَاتُ التِّنِسِ الأرضيِّ /
     تَحْتَ المطرِ اليَابِسِ / أركضُ في الليلِ العَاري عَارِياً / يَا قَناديلَ الشَّوارعِ الْمَنْسِيَّةِ / أطْلِقي النَّارَ عَلى اكتئابِ الأسمنتِ / تَحْفِرُ الرِّيحُ أقنعةَ قَلْبي عَلى شَواهِدِ القُبورِ / خُنْتُ الزَّوْبعةَ مَعَ البُحَيْرةِ / أنا أنتحرُ يَا أبي / صَفيرُ القِطاراتِ في شَراييني / وَالأشجارُ تُهَرْوِلُ في جُثماني / تتبوَّلُ الإِمَاءُ عَلى السِّيراميك / وَتاريخي رِحْلةٌ سِياحيةٌ عِندَ سُورِ المقبرةِ / أنا المقتولُ السَّماويُّ / لَكِنِّي لَم أَزْرَعْ مَساميرَ نعشي / في صُلْبانِ لاعباتِ التِّنس /
     تَلْتَفُّ الْحِبَالُ الصَّوْتِيَّةُ لِلرَّاقِصَةِ عَلَى رَقَبَةِ الصَّهِيلِ / قِرْدٌ تَوَرَّطَ فِي عَلاقَةٍ غَرَامِيَّةٍ مَعَ كَلْبَةٍ بُولِيسِيَّةٍ / أَيَّةُ مَحْكَمَةِ تَفْتِيشٍ أَوْ حَدِيقَةِ حَيَوَانَاتٍ سَتُوَثِّقُ زَوَاجَكُمَا؟ / أَظَلُّ أَحْرُسُ هَذِهِ الشَّوَارِعَ الْمَوْبُوءَةَ تَحْتَ الثُّلُوجِ الْعَنِيفَةِ / كَي يَنامَ جَارُنا مَعَ زَوْجَتِهِ بِهُدُوءٍ / وَلَنْ يَتَذَكَّرَنِي أَحَدٌ حِينَ أَمُوتُ مُتَجَمِّدَاً / وَيَأْكُلُ أَطْرَافِي النُّسورُ الْمُعَدَّلةُ وِراثِيَّاً / إِذَا أَحَبَّتْنِي رَاهِبَةٌ سَأَكُونُ خَلاصَهَا وَمُخَلِّصَهَا / أَنا أَمُوتُ لِيَظَلَّ الآخَرُونَ مُرْتَاحِينَ فِي أَحْضَانِ نِسَائِهِم / رُبَّما لا أَحْضُرُ لَيْلةَ الدُّخلةِ / لأَنَّ الْمَجْزَرَةَ تَنْتَظِرُنِي فِي سَيَّارَةِ الْمَرْسِيدِسِ أَسْفَلَ الْعِمَارَةِ /
     كُلُّ الْمُخْبِرِينَ مُنْتَشِرُونَ كَزَيْتِ الْقَنَادِيلِ الْمُطْفَأَةِ/ حَرَكَاتِي مُرَاقَبَةٌ / مَلابِسِي الدَّاخِلِيَّةُ مُرَاقَبَةٌ / وكُلُّ ذَرَّاتِ الْكَرْبُونِ فِي حَجَرِ الْمَاسِ تَحْتَ الإقامةِ الجبريَّةِ / غِمْدُ سَيْفِي يَرْسُمُهُ النَّعْنَاعُ الْبَرِّيُّ / خَارِطَةً لِمَقْبَرَةٍ فُسْفُورِيَّةٍ غَامِضَةٍ / الْمَحَاكِمُ الْعَسْكَرِيَّةُ الْفُسْفُورِيَّةُ مُعَلَّقَةٌ عَلَى صَدْرِي كَسَاعَةِ الْحَائِطِ/ وَالْيُورَانيُومُ الْمُخَصَّبُ فِي جَوَارِبِ الْمُتَسَوِّلِين /
     امْرَأَةٌ تُرْمَى فِي الشَّارِعِ بَعْدَ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ / وَضِفْدَعَةٌ تَقُودُ سَيَّارَتَها العَسْكريةَ / إِلَى كَافَتِيريَا الصَّدَمَاتِ الْعَاطِفِيَّةِ/ وَدَفَاتِرِ الْقُلُوبِ الْكَسِيرَةِ / الوَطنُ طَيْفُ النَّوارسِ الذبيحةِ / أَسْتَتِرُ مِنْ دَمِي / كَمَا تَسْتَتِرُ الْمَرْأَةُ مِن دَمِ الْحَيْضِ / والرُّومَاتِيزمُ فِي مَفَاصِلِ الرَّاقِصَةِ ثَلْجٌ حَارِقٌ عَلَى لَحْمِها / الذي يَبيعُهُ الرَّمادُ في الْمَزادِ العَلَنِيِّ /
     اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ خَانونِي / كَمَا خَانُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ / اللهُمَّ اغْفِرْ لِزَوْجَتِي / الَّتِي دَسَّتْ لِيَ السُّمَّ وَقَتَلَتْنِي/ سَيُصْبِحُ نَبَأُ مَقْتَلِي خَبَرَاً هَامِشِيَّاً / فِي مَجَلاتِ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ / لأَنَّ الدَّيْنَاصُورَاتِ فِي الشَّارِعِ أَكْثَرُ مِنْ سَيَّارَاتِ التَّاكسِي / وَالْمُخْبِرِينَ فِي مَمَالِكِ السُّلِّ أَكْثَرُ مِنَ الشَّعْبِ /
     افْهَمْ مَشَاعِرَ الْقُرُودِ يَا رَصِيفَ الْمِينَاءِ / لأَنَّ رَاقِصَةَ الْبَالِيه السَّمِينَةَ تُحَاوِلُ صِنَاعَةَ قُنْبُلَةٍ نَوَوِيَّةٍ فِي كُحْلِهَا / لِمَاذَا تَنْتَشِرُ الْبَغَايَا فِي الشَّوَارِعِ الرَّئِيسِيَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟! / لا بَرَامِيلُ النِّفْطِ دُسْتُورِي / وَلا رُمُوشِي أَحْكَامٌ عُرْفِيَّةٌ / لا رَغْبَةَ لَدَيْنَا فِي اصْطِيَادِ مُشَجِّعَاتِ رِيَالِ مَدْرِيد / لأَنَّ الأَنْدَلُسَ تُنَادِي عَلَيْنَا / نَحْنُ في سِبَاقٍ معَ زَمَنِ الجمَاجِمِ / لا أَفْرِضُ شُرُوطِي عَلَى مَلَكِ الْمَوْتِ / وَلا يَفْرِضُ عَلَيَّ شُرُوطَهُ / نَحْنُ عَبْدَانِ مَقْهُورَانِ فِي قَبْضَةِ السَّيِّدِ الْوَاحِدِ /
     انتظِرِينِي فِي أَجْفَانِ غَرْنَاطَةَ / لأَنِّي سَأُقَبِّلُ يَدَ أُمِّي الأَنْدَلُسِ / كَأَنَّنِي جَالِسٌ مَعَ ابْنِ حَزْمٍ / نَشْرَبُ الْيَانسُونَ / وَنَتَدَارَسُ الْفَلْسَفَةَ / وَفِي قَاعِ الْبَحْرِ نَمْلٌ أَزْرَقُ / يَرْعَى قَطِيعَاً مِنَ النَّعَامَاتِ / وَقَبْلَ اخْتِرَاعِ الْبِيَانو / كُنَّا نَعْزِفُ عَلَى عِظَامِنَا الْمَنْشُورَةِ عَلَى حَبْلِ الْغَسِيلِ / كُلُّ النَّاسِ طَرَدُونِي / فَلا تَطْرُدْنِي يَا إِلَهِي /
     يَا عُشْبَ حَدِيقَتِي الْمَنْزِلِيَّةِ / بَعْدَ أَن تَذْبَحَني / ابْكِ عَلَيَّ مَعَ زَوْجَتِكَ فِي صَالَةِ الرَّقْصِ / أَرَى بِطْرِيقَاً يُدَرِّبُ سَمَكَةَ قِرْشٍ عَلَى لَعِبِ الشِّطْرَنجِ / عَقْلُ سُلَحْفَاةٍ فِي قَلْبِ بِطِّيخَةٍ عَرْجَاء / تُهَرْوِلُ ظِلالُ الرَّصاصِ نَحْوَ قَلْبِ النَّهْرِ / وَتَتَسَوَّقُ فِي أَزِقَّةِ قَفَصِي الصَّدْرِيِّ بَنَاتُ الإِقْطَاعِيِّين /
     لِجَسَدِ الْبُحَيْرَةِ حِمْضٌ نَوَوِيٌّ / وَلِجَسَدِي مَطَرٌ حِمْضِيٌّ / تَنَاثَرَ الْبَرْقُوقُ عَلَى سُطُوحِ مَزْهَرِيَّاتِ أَوْرِدَتِي / صَارَ الْقَمْحُ سَيْفَاً عَلَى رَقَبَةِ الأُغْنِيَةِ / وَصَارَ كُوخِي سَيْفَاً عَلَى رِقَابِ الْغُزَاةِ / أَرْجُوكِ لا تَقِفِي فِي حَلْقِي كَرِمَالِ الصَّحْراءِ / لأَني أُرِيدُ أَنْ أَبْلَعَ كُلَّ ذِكْرَيَاتِ وَحْشَةِ الإِعْصَارِ / الْحَطَبُ الْفَيْرُوزِيُّ / وَشَوْقُ زَوْجَةِ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ إِلَى طَعْمِ الزِّنْزَانَةِ / وَالأَسْرَى فِي مَشَاعِرِ الرَّمَادِ / وَالأَطْفَالُ الَّذِينَ يَمْسَحُونَ الأَحْذِيَةَ في طُرقاتِ الملاريا / 
     أَشْتَاقُ إِلَى الشَّارِعِ الَّذِي تَسْكُنِينَ فِيهِ / أَحِنُّ إلى أَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ الْقَرِيبَةِ مِنْ سَيَّارَتِكِ الْمَرْسِيدِسِ / أتخيَّلُ أبْعَادَ السَّجادةِ الَّتِي تُصَلِّينَ عَلَيْهَا / لَسْتُ مُدَرِّبَ الْخُيُولِ لِلأَمِيرَةِ الصَّغِيرَةِ / أَنَا أُدَرِّبُ الْجُنُونَ / لِكَيْ يُصْبِحَ عَقْلانِيَّاً كَالصَّلِيلِ /
     أَيَّتُهَا الشَّمْسُ الطالعةُ مِن عِظَامي المسْحُوقةِ / أيُّها القَمَرُ الذي يُطَهِّرُ أشلائي مِنَ الطحالِبِ / لَن نَهْزِمَ الْمَوْتَ يا أصدقائي القَتْلى / انْتَظِرْني يا صَوْتَ الرَّصَاصِ في لَحْمِ الرُّعودِ/ لأنِّي سَأَحْرِقُ حِبْرَ التُّلْمُودِ/ لَبُؤَةٌ تُجْرِي تَنَفُّسَاً اصْطِنَاعِيَّاً لِلنَّهْرِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ / يَا كُلَّ صُحُفِ الضَّبَابِ الَّتِي تُطْبَعُ فِي دَمِي الْفُسْفُورِيِّ / إِنَّ سَاعَةَ الْحَائِطِ تَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ/ وَتَعْمَلُ بِالْحِبْرِ الْجَافِّ / كَأَنَّ حِيطانَ سِجْني تَنمو بَيْنَ أهدابي وجُثةِ أبي / أنتظرُ الغُزاةَ الْمُعَلَّبِينَ / كَما تَنتظرُ الأرامِلُ الشَّاباتُ ضَوْءَ الْمَنارةِ / في لَيالي البُكاءِ والبُروقِ /
     في غُرْفةِ الإِعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْربائيِّ / تِلْفَازٌ مَصْنُوعٌ مِنَ الْقَشِّ الْبَرِّيِّ / وَالصَّابُونُ فِي غُرَفِ الْفَنَادِقِ مُلَوَّنٌ كَزُجَاجِ السَّيَّارَاتِ الْمُفَخَّخَةِ / يا وَطَني الضَّائِعَ / أنتَ الموْجُ الَّذِي يَكْتُبُ اسْمِي / بِدُونِ أَنْ يَسْتَخْدِمَ حُرُوفَ اسْمِي / مِرْوَحَةُ النَّارِ الَّتِي تَحْقِنُ ذَرَّاتِ الأُكْسُجِينِ بِالْكُولِيرَا / كَمَا يَحْتَفِلُ الْمَوْتَى بِعِيدِ مِيلادِ السَّفَرْجَلِ / الدِّيدانُ تَعْبُرُ مِنْ ثُقُوبِ قَلْبِي / قَرْيتي المهجورةُ مَطْعَمٌ عَائِلِيٌّ للأمواتِ / والرَّعْدُ لا يَعْرِفُ هَل النَّارُ مُخْلِصَةٌ لِلْحَطَبِ أَم تَخُونُهُ / بِغَالٌ تَطِيرُ فَوْقَ نِصَالِ المِقْصَلَةِ / أَظَلُّ أَمْشِي فِي الْجَلِيدِ / مُسَلَّحَاً بِالصَّدَمَاتِ الْعَاطِفِيَّةِ / حَوْلِي الدَّجَاجَاتُ تَتَّخِذُ جِنَازَتِي مُنْتَجَعَاً سِيَاحِيَّاً لِلْمُرَاهِقَاتِ الْعَاشِقَاتِ / وَالثُّوارُ يُصَلُّونَ الْجُمُعَةَ فِي الْبَيْتِ الأَبْيَضِ / وَاثِقٌ مِنَ انْتِصَارِ قِطْعَةِ الْجُبْنِ عَلَى السِّكِّين / وَاثِقٌ أَنَّ شَرْكَسِيَّةً مَا سَتقرأُ الفاتحةَ عَلَى رُوحِي / بَطَّةٌ يُلَوِّثُ أَجْنِحَتَهَا حِبْرُ الْمُرْتَزِقَةِ /
     لِلْمَوْتَى الْجَالِسِينَ فِي الْبَارِ / كُلُّ صَابُونِ الفَنَادِقِ الرَّخيصةِ / يُزَخْرِفُونَ شَوَاهِدَ الْقُبُورِ / وَيَتَنَاوَلُونَ حَسَاءَ الْفِيَاغرَا مُنْتَظِرِينَ قُدُومَ اللوَاتِي لا يَأْتِينَ / لَكِنَّ الْمَاضِي سَيَأْتِي مِثْلَمَا مَضَى الْمُسْتَقْبَلُ / وَتِمْسَاحُ الْهَيْدرُوجِينِ يَعْمَلُ نَاقِدَاً سِينِمَائِيَّاً / وَيَنْقُدُ سِينَاريُو دُمُوعِهِ/ اسْتِنْسَاخُ الْمِشْنَقَةِ/ وَالآلِهَةُ الَّتِي تَحْكُمُنَا مُنْذُ عَصْرِ الدَّيْنَاصُورَاتِ / وَالشَّفَقُ وَضَعَ فِي عُرُوقِي إِشَارَاتٍ ضَوْئِيَّةً / لِيُسَهِّلَ مُرُورَ الضَّفَادِعِ الْبَشَرِيَّةِ فِي سَرَادِيبِ كُرَيَاتِ دَمِي / وَالْغِزْلانُ تَرْعَى أَسْرَابَ بَرَامِيلِ النِّفْطِ/ فِي صَحْرَاءِ الْجَفَافِ الْعَاطِفِيِّ / صَدِّقِينِي لَوْ كُنْتِ زَوْجَتِي / لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُمِيتَنِي عَلَى صَدْرِكِ / لَكِنِّي الْمُشَرَّدُ فِي أَزِقَّةِ شَرَايِينِي/ بِلا حَقَائِبَ أَوْ جَوَازِ سَفَرٍ/ أَنا الْمُسَافِرُ فِي أُكْسُجِينِ رِئَتِي الثَّالِثَةِ / الَّتِي تَضِيقُ مِثْلَ تَنُّورةِ الأمواجِ /
     قُرْبَ نَعْشِ الْمَطَرِ / امْرَأَةٌ تَرْقُصُ فِي عُرْسِ قَاتِلِ زَوْجِهَا / لا تَكُنْ وَقُودَاً لِسَيَّارَةِ الإِمْبرَاطُورَةِ / الَّتِي تَنْتَظِرُكَ عَلَى بَوَّابَةِ الْجَامِعَةِ/ أَنْتَ الْمَنْفِيُّ الَّذِي لا يَعْرِفُ مَلامِحَكَ غَيْرُ غُرَفِ الْفَنَادِقِ الْبَعِيدَةِ / سَتَصُبُّ النَّيَازِكُ دَمَ الزَّيْتُونِ / فِي حَقِيبَةِ سَفَرِكَ الَّتِي تَعِبَتْ مِنَ السَّفَرِ /
     يَا أَيُّهَا الْفَحْمُ الْمُصَابُ بِالشَّلَلِ الدِّمَاغِيِّ / مَا فَائِدَةُ أَنْ يَمُوتُ الذُّبَابُ الأَخْضَرُ وَهُوَ يَسْتَخْرِجُكَ مِنْ لَحْمِ الْيَنْبُوعِ ؟ / الفُقراءُ يَغْسِلُونَ صُحُونَ الْمُلُوخِيَّةِ / تَحْتَ الْمَطَرِ الْوَرْدِيِّ / رِئَتِي الْيُمْنَى مُتَّهَمَةٌ بِمُحَاوَلَةِ قَلْبِ نِظَامِ الْحُكْمِ فِي رِئَتِي الْيُسْرَى / هَذَا أَنَا / لا أَعْتَرِفُ بِالأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ / لأَنِّي أَنَا الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ / لَن أُزْعِجَ الوَحْلَ / إذا مَرَّ فِي رَقَبَتِي ذَاتَ ظَهِيرَةٍ / وَلَنْ أَمْسَحَ سَيَّارَاتِ تِلْمِيذَاتِي الأَرُسْتُقْرَاطِيَّاتِ / فِي شِتاءِ الفُقراءِ / يَا مِينَاءَ الْعَوَانِسِ وَالْبَنَادِقِ / يا مَرْفأَ الْمَنَادِيلِ الْمَنْسِيَّةِ عَلَى الأَرْصِفَةِ الْمُبْتَلَّةِ بالعَارِ/ رُبَّمَا تَتَنَاوَلُ الرِّيحُ شَايَاً بِالنَّعْنَاعِ وَالدَّمِ/ الْتَمِسْنَ لِي عُذْرَاً يَا مُرَاهِقَاتِ مُوسكُو / لَن أَذهبَ مَعَكُنَّ إِلَى صَالَةِ السِّينَمَا / جُثَّتِي تَرْقُصُ عَلَيْهَا الْخَفَافِيشُ فِي صَحْرَاءِ سَيْبِيريَا / سَامِحِينِي يَا جَارَتِي فِي مَرْسِيليَا/ لَنْ أَنْضَمَّ إِلَى جَمْعِيَّتِكِ التي تُدافِعُ عَن حُقوقِ الضَّفادعِ / لأَنِّي عُضْوٌ فِي جَمْعِيَّةِ الدِّفَاعِ عَن الدَّيْنَاصُورَاتِ الْمُنْقَرِضَةِ / كَرَاياتِ القَبائلِ المهزومةِ / لَمْ أَتَعَلَّمْ تَقْبِيلَ أَفْوَاهِ الْمَخْمُورَاتِ / لأَنِّي أُرَكِّزُ فِي تَقْبِيلِ فُوَّهَاتِ الْمَدَافِعِ / وَأُحَاوِلُ مَنْعَ الضِّبَاعِ مِنَ التَّبَوُّلِ عَلَى بَنْكِرْيَاسِ النَّعْنَاعِ / فِي مَوْسِمِ هِجْرَةِ الأَشْجَارِ إِلَى مِدْخَنَةِ كُوخِي / أُمْنِيَّةُ الثَّلْجِ الْمَنْفِيِّ أَنْ يَعُودَ إِلَى بَيْتِهِ / فَيَجِدَ امْرَأَةً تَخِيطُ أَكْفَانَهُ / أَيُّهَا الضَّبابُ البُرتقالِيُّ في أعالي الهلَعِ / لَيْسَ لَكَ زَوْجَةٌ تَتَعَطَّرُ لَكَ سِوَى الْمَذْبَحَةِ / تَخَيَّلْ وَشْمَ أَرْجُلِ الْقِطَطِ / الَّتِي تَرْكُضُ على لَحْمِكَ نَبضَاً / الشَّايُ الْمُثَلَّجُ عَلَى مَائِدَتِي شَرِبَهُ عَرَقِي السَّاخِنُ / يَا كُلَّ الْقِطَارَاتِ الْبُخَارِيَّةِ الْعَالِقَةِ بَيْنَ فِقرَاتِ ظَهْرِي/ وُلِدْتُ وَأَنَا أَرْتَدِي وَاقِياً ضِدَّ الرَّصَاصِ / وَبَقِيتُ أَرْضَعُ مِنْ أُمِّي وَأَنَا أَرْتَدِيهِ / فَشُكْرَاً لأَعْرَابِ النِّفْطِ الَّذِينَ يَشْرَبُونَهُ فِي جُمْجُمَتِي /
     رُومَانسِيَّةُ الْحَجَّاجِ / وَقَاطِعُ الطَّرِيقِ الْحَاصِلُ عَلَى جَائِزَةِ نُوبِلَ فِي السَّلامِ / وَحَبْلُ الْغَسِيلِ عَلَى سَطْحِ الْبَحْرِ البرونزيِّ / أَنْ تَخْرُجَ مِنْ غُرْفَةِ التَّحْقِيقِ إِلَى صَلاةِ الْفَجْرِ / وَلا تُعَرِّجْ عَلَى أَرْمَلَتِكَ / الَّتِي تَكْتُبُ لِحَفَّارِ الْقُبُورِ شِيكَاً بِدُونِ رَصِيدٍ /
     رَائِحَةُ الْيُورَانيُومِ الْمَغْشُوشِ تَخْرُجُ مِن أَسْنَانِي / اقْتُلُوا الْحُسَيْنَ ثُمَّ ابْكُوا عَلَيْهِ / وَاشْتَرُوا قُمْصَانَ النَّوْمِ لِعَرَائِسِ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ / ثُمَّ ارْتَدُوا ثِيَابَ الْحِدَادِ يَا أَشْبَاحَ المدافِنِ / يَا سَيِّدَنَا الْمَسِيحَ الْمَرْفُوعَ إِلَى السَّمَاءِ بِلا صَلْبٍ / أَنَا الْمَصْلُوبُ عَلَى كُلِّ زُجَاجِ السَّيَّارَاتِ الْفَارِهَةِ / وَالشَّاهِدُ عَلَى أَنَّكَ كَاسِرُ الصَّليبِ /
     قَمْحُ الشَّيْطَانِ / وَدُسْتُورُ الْمَارِيجوَانَا / وَآلِهَةٌ مِنَ الْكَافيَارِ / وَأَزْمَةُ أَكْفَانٍ / سَأَمْلأُ فَرَاغِي الْعَاطِفِيَّ بِالْقَوَانِينِ الْفِيزيَائِيَّةِ / لِمَاذَا يَمْتَصُّ وَشْمَ حِذَائِكِ الصَّغِيرِ دَرْبُنَا الطَّوِيلُ ؟ / كَأَنَّ مَسَافَةَ التَّوابيتِ عَلَى أَوْرَاقِ النَّعْنَاعِ / تَطْوِي كِتَابَ جُفُونِكِ / لا تَنْتَظِرِينِي يَا كِلْيُوبَتْرَا فِي صَالَةِ الرَّقْصِ / لأَنِّي أَرْقُصُ فِي مَعَارِكِ سَرَايِيفُو عَلَى أَنْغَامِ الْبَارُودِ / أَنَا الثائرُ الْمُجَرَّدُ مِنْ جِنْسِيَّتِهِ / الَّذِي شَنَقَ الْمِشْنَقَةَ / وَدَرَّبَ أُسُودَ الْغَابَةِ عَلَى مُعَامَلَةِ اللبُؤَاتِ بِرُومَانسِيَّةٍ / حِبْرُ الأَدْغَالِ يَسْقُطُ فِي صَحْنِ الْمُلُوخِيَّةِ / كَمَا يَسْقُطُ الزَّنجبِيلُ فِي فُوَّهاتِ المدافِعِ/ أَرْمَلَتِي الشَّابَّةُ مُصِرَّةٌ عَلَى قَضَاءِ شَهْرِ الْعَسَلِ / فِي الرِّيفِ الدَّامي نَلْعَبُ الشِّطْرَنجَ / يَا كُلَّ مُحَادَثَاتِ السَّلامِ عَلَى طَاوِلاتِ مَطَاعِمِ الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ / بَيْنَ الشَّابِّ وَالْفَتَاةِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا / إِذَا اتَّحَدَتْ أَقْنِعَةُ الْمِكْيَاجِ / انكَمَشَت المسَافةُ بَيْنَ النُّعوشِ والعُروشِ /
     خُذُوا عُلَمَاءَنَا فِي الْفِيزيَاءِ وَالْكِيميَاءِ / قَبْلَ أَنْ نُعْدِمَهُمْ / وَأَعْطُونَا فِيفتي سِنْت وَبريجيت بَاردو وَحَفْنَةً مِنْ عَاهِرَاتِكُمُ الْمُحْتَرِفَاتِ / هَكَذَا يَحْصُلُ مَارَادُونَا عَلَى جَائِزَةِ نُوبِلَ فِي الْفِيزيَاءِ / مَا فَائِدَةُ تَنْظِيمِ النَّسْلِ إِذَا كَانَ النَّسْلُ وَاقِفَاً عَلَى خَشَبَةِ الإِعْدَامِ ؟ / يَا أَيُّهَا الْجَسَدُ الْمُبَعْثَرُ فِي غُرَفِ الْفَنَادِقِ / نَسِيتَ مَوْقِعَ بَيْتِكَ فِي أَطْرَافِ الْمَجْزَرَةِ / سَأَضَعُ حَدَّاً لِعَلاقَاتِي الْعَاطِفِيَّةِ مَعَ الْمَقَاصِلِ / هُوَ الْحُزْنُ خَطِيبُ كُلِّ عِظَامِ الْقُنْفُذِ / مِثْلَمَا يَدُلُّ اللوْنُ الأَخْضَرُ عَلَى اللوْنِ الأَزْرَقِ / فَيُصْبِحُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْمِشْنَقَةِ وَالْمِقْصَلَةِ / بِحَاجَةٍ إِلَى عَالِمِ كِيميَاءَ عَاطِلٍ عَنِ الْعَمَلِ /
     يَا حَضَاراتِ الحريقِ / قَد بَقِيتُ بِلا صَدِيقٍ / لَمْ أُدَخِّنِ الْمَارِيجوَانَا فِي دَوْرَةِ الْمِيَاهِ التَّابِعَةِ لِصَالَةِ الرَّقْصِ / كُلُّ الدِّبَبَةِ الْقُطْبِيَّةِ تَنْظُرُ إِلَيْنَا / وَنَحْنُ نُوَدِّعُ بَعْضَنَا فِي مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ / يَمُرُّ الدُّخَانُ / يَسْقُطُ مِنْدِيلُكِ الزَّهْرِيُّ فِي قَاعِ البَحْرِ / وَجْهِي يَزْحَفُ عَلَى الزُّجَاجِ الْمُشْبَعِ بِالضَّبَابِ / لَمْ أَنْسَ خُدودَكِ النَّازفةَ بِلاداً تائهةً / وَأَنتِ تَرْتَدِينَ أَدْغَالَ الشَّمْسِ النَّيْئَةَ / أُهَنِّئُكِ يَا قَاتِلَتِي / لأَنَّكِ اكْتَشَفْتِ شِيفرَةَ قَلْبِي فِي اللاوَقْتِ / عَرَفْتِ عُنوانَ مَذْبَحتي بَعْدَ فَوَاتِ الوَقْتِ / وَلا وَقْتٌ لِلطُّيُورِ فِي حَقْلِ الشُّوفَان / وَلا ظِلالٌ للأسماكِ الَّتِي تُخَزِّنُ الْقَاتَ /
     لماذا تَبْكي أيُّها الحاصِدُ الأعمى تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ؟/ نَسِيَ البَحْرُ مَوْعِدَ حَصَادِ أشْلاءِ البَحَّارةِ/ والأغنياتُ مَاتتْ بَيْنَ السَّنابلِ المكْسُورةِ/ فَكُنْ وَسِيطاً نَزيهاً بَيْنَ رُمُوشِ الإِمَاءِ وَرَاياتِ القَراصنةِ/ أنتَ المحصُولُ والمِنْجَلُ/ الحاصِدُ والمحصُودُ / فَاحْصُدْ مَراعي الكُوليرا / وَأطيافَ القَتْلى / وَظِلالَ الأمواتِ الوَاثِقِينَ مِن أنفُسِهِم / وَاكْتُبْ على أشْلائِنا نَشيداً وَطَنِيَّاً لِلْحَشَراتِ / سَوْفَ يُقَشِّرُ الرَّعْدُ أجْفَانَ الفُقراءِ / مِثْلَ تُفاحاتِ الاحْتِضَارِ الوَهَّاجِ / وَالنُّسورُ تَأكلُ جِيَفَ الجنودِ /
     يَا قَمَرَ الصَّحاري الجليديةِ / أعْطِني حِصَّتي مِنَ الدَّمارِ / سَأَدْفَعُ ضَريبةَ الحضارةِ الْمُنْقَرِضَةِ وَحِيداً / الذِّئابُ الجائعةُ تَأكلُ ضَوْءَ القَمَرِ / وأنا ألْتَهِمُ أشْلائي في أعيادِ السُّلِّ/ وَالرَّعْدُ يَحْرِقُ الجثثَ في ممالك الطاعون/ أعيشُ في الموْتِ/ أعيشُ مَعَ الموْتِ/ أنا النَّخلةُ الصَّاعدةُ بَيْنَ مَوْتَيْن/ تَكْتَحِلُ الأرستقراطياتُ بِالسَّائلِ الْمَنَوِيِّ / الْمَلِكَاتُ دُمَىً في مَسْرَحٍ للعَرَائسِ / أُغْلِقَ السِّيركُ بِالشَّمْعِ الأحمرِ / وَمَاتَ الْمُهَرِّجُ/ وَتزوَّجَتْ أرْمَلَتُهُ نَهْرَ الصَّدى / الطريقُ طَيْفُ الأمواتِ / فَلا تَخَفْ مِن أشجارِ الاحتضارِ/ سَتَنْمُو بَراعمُ الموْتِ على الأغصانِ الْمُشَقَّقةِ / وَسَوْفَ تَنْسَى الرَّاهباتُ مَناديلَ الوَداعِ عَلى الشَّاطئِ البَعيدِ / اقْتُلْ ظِلَّكَ النُّحاسِيَّ بِجَدائلِ أُمِّكَ / وَادْفِنْ قَلْبَكَ في قَلْبِها / وَاجْرَح الصَّدى بِأظافرِ امْرَأةٍ أَحَبَّتْكَ وَلَم تُحِبَّها / وَكُنْ قَوِيَّاً مِثْلَ ذَاكرةِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / أَقْضَي العُطْلةَ الصَّيْفِيَّةَ في مُنْتَجَعَاتِ فِرَاشِ الموْتِ / والطحالبُ تَزْحَفُ عَلى حِيطانِ غُرْفتي / والدِّيدانُ تتسلقُ بَرَاويزَ عَائلتي / أوعيتي الدَّمويةُ هِيَ بَوَّاباتُ السُّجون / تَحْتَ أطلالِ القلبِ وَأقْوَاسِ النَّصْرِ / وَالفُقراءُ يُمَارِسُونَ الجِنْسَ في إِسْطَبْلاتِ الخيولِ / يَسيلُ النِّفْطُ مِن حَلَماتِ الجواري / وَحُزْني عَرْشُ مَلِكٍ مَخْلُوعٍ / أو مِصْفَاةُ نِفْطٍ مَهْجُورةٌ / وَكَوْكَبُنا هُوَ الضَّريحُ الفَلْسَفِيُّ لِلْوَرْدِ /
     في قَلْبِ امْرأةٍ / ادْفِنُوا رَمادَ جُثةِ النَّهرِ بَعْدَ حَرْقِها / الْفَيَضَانُ يَرْفَعُ نَعْشِي رَايَةً عَلَى أَزْمِنَةِ مَنَادِيلِ الْوَدَاعِ / قِطَّتِي تَتَعَاوَنُ مَعَ الْمُخَابَرَاتِ ضِدَّ سُعَالِي / نَكْرَهُ فَراشةَ الجروحِ / لَكِنَّنا نَمْدَحُها تَحْتَ ظِلال السُّيوفِ / وَالشَّمْسُ الحزينةُ تَطْلُعُ مِن شِتاءِ المقابرِ / الأرستقراطياتُ عَلى شَاطئِ الإِعْدامِ/ وَالنَّظاراتُ الشَّمسيةُ مَغسولةٌ بِدَمِ الحيْضِ / جَسَدي خَارِطةُ الرُّعود / وَقَلبي يَنفصلُ عَن قَلْبِ البُحَيْرة / كَما يَنفصلُ المِلْحُ عَن الدَّمْع / يَنْبُتُ الفِطْرُ السَّامُّ في احْتضارِ الشَّمْسِ / وَالأساورُ الذَّهبيةُ على النُّعوشِ الخشَبيةِ /
     يَا نَارَاً تُهَرْوِلُ عَلَى سُطُوحِ النَّيَازِكِ / أَرْجُو أَنْ تَفُكِّي شِيفرَةَ خَجَلِ فَرَاشَاتِي / أُرَبِّي أَسْمَاكَ الْقِرْشِ فِي كُوبِ الْيَانسُون / زَوْجَتِي دَسَّتْ لِيَ السُّمَّ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ / فَصَارَتْ عِظَامِي صُفْرَةَ الْقَشِّ فِي إِسْطَبْلاتِ الْخَلِيفَةِ / وَزَوْجَةُ مُدِيرِ الْمُخَابَرَاتِ فِي جُمْهُورِيَّةِ السَّرَطَانِ / تَخُونُ زَوْجَهَا مَعَكَ يِا طِفْلَ الرِّيحِ / سَيَقْتُلُونَكَ مِثْلَمَا قَتَلُوا عِمَادَ الْفَايِد /
     لا تَنْسِي طِفْلَ الذَّاكِرَةِ الَّذِي أَنجبَتْهُ النَّيَازِكُ / وَمَنْ سَيُنْجِبُنِي أَنَا عِنْدَمَا تَذْهَبُ أُمِّي إِلَى الموْتِ ؟/ كُونِي أَنَانِيَّةَ دَمِي / أُدْرِكْ بَصْمَةَ خَدِّ الْقَمَرِ عَلَى أكواخِ الصَّفيح / صَدِّقِي ظِلِّي / أَوْ لا تُصَدِّقِيهِ / لَيْسَ فِي دَمِي غَيْرُ أَجْفَانِكِ / وَلَسْتُ دُمْيَةَ لاعِبَةِ السِّيركِ / حِينَ يَنْتَهِي الْعَرْضُ الْمَسَائِيُّ / أَنَا مُسَافِرٌ أَبَدَاً فِي الأَضْدَادِ/ وَأَجْفَانِ أَعْوَادِ الثِّقَابِ / والْمَنَافِي الْبَارِدَةِ / وذِكْرَيَاتُ الشَّرْكَسِيَّاتِ جَوَازُ سَفَرِي الَّذِي لا يَضِيعُ / هَذَا أَنَا / أَنْطِقُ الشَّهَادَتَيْنِ فِي كُلِّ الْحَالاتِ / لأَنِّي مَشْنُوقٌ فِي كُلِّ الْحَالاتِ .