مجزرة الفلوجة العراقية / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
................
جُنْدِيٌّ أَمْرِيكِيٌّ يُهَرْوِلُ فِي
شَرِيعَةِ الإِبَادَةِ / كَطِفْلٍ يَرْكُضُ إِلَى أَحْضَانِ أُمِّهِ / الَّتِي
تَخُونُ أَبَاهُ / اقْتُلْ حُلْمَ الأَطْفَالِ / وَاحْرِقْ هَذِهِ الأَرْضَ /
مِثْلَمَا يَأْمُرُكَ إِنجيلُكَ / الذي يَقْتُلُ فِيكَ النَّبْضَ / أَيُّهَا
الْغُزَاةُ الْخَارِجُونَ مِنْ خَشَبِ التَّوَابِيتِ الْكِلاسِيكِيَّةِ /
رَكِّزُوا فِي التَّحَرُّشِ الْجِنْسِيِّ فِي بِلادِكُمْ / وَلَمْلِمُوا
زَوْجَاتِكُمُ الْخَائِنَاتِ فِي الْمَسَابِحِ الْمُخْتَلَطَةِ / وَسَنُرَكِّزُ
فِي حَفْرِ الْقُبُورِ لَكُمْ /
أَسْمَعُ الأَذَانَ
فَوْقَ أَبْرَاجِ الْفَاتِيكَان / فَيَا زُجَاجَاتِ النَّبِيذِ فِي أَحْضَانِ
أَمِيرَاتِ مُونَاكُو / انْكَسِرِي كأجراسِ كَنائسِ القُرونِ الوُسْطى / لأَنَّ
عِنَبَ الْجَزَائِرِ ظِلالُ الْمُحَجَّبَاتِ / لا ظِلالُ الْمُرَاهِقَاتِ الْحَوَامِلِ
فِي مَدَارِسِ بَارِيس / زُورِينِي يَا أُمِّي فِي مَكْتَبِي / عَلَى كَوْكَبِ
زُحَلَ /
إِذَا أَعْدَمُونِي يَا خَطِيبَتِي / فَلا
تَبْكِي عَلَيَّ / وَاسْتَعِدِّي لِلزَّوَاجِ مِنْ غَيْرِي ! / لا تُهَرْوِلْ فِي
دَمِي يَا قَاتِلِي / يَا مُذِيعَةً تَفْتَحُ ثَدْيَيْهَا / وَتَصُبُّ حَلِيبَهَا
عَلَى شَاشَةِ الْمَارِيجوَانَا / أَنْتِ أَجْمَلُ أَقْنِعَةِ الْكِلابِ
الْبُولِيسِيَّةِ / فَرَكِّزِي فِي الْجِمَاعِ كَحُبُوبِ الْهَلْوَسَةِ / القَمرُ
النَّازفُ تَاريخٌ لِلْمَشَانقِ النَّاعمةِ / وَجَسَدي بَلاطٌ لِلْمَخْفَرِ
المهجورِ/ يَا بُرْتُقَالاً عَائِشَاً فِي جَسَدِي الْمَحْصُورِ / بَيْنَ
الْمَطَاعِمِ الشَّعْبِيَّةِ وَغُرَفِ الْفَنَادِقِ الرَّخِيصَةِ / أَيُّهَا
الْعَدَمُ الْمُسَيَّجُ بِانْتِحَارِ رَاهِبَةٍ حُبْلَى/ أنا مِنْدِيلُ خَطِيبَتِي
الثَّائِرُ جَنُوبَ عُطَارِد/ سَتُصْبِحُ مَشاعرُ الصَّحراءِ رَقيقةً/ عِندما
تُصْبِحُ أكفانُ النِّساءِ مِنَ القَصْديرِ / وَيَصيرُ نَعْشي مِن خَشَبِ
البَلُّوطِ/ فَلْتَكُنْ مِشْنقتي تُفاحةً / صَاعِداً مِن أطيافِ الموتى/ شَبَحي
هُوَ الآكِلُ / وَالعُشْبُ الطالعُ مِن شَرَاييني هُوَ المأكولُ / أَخْشَى يَا
قَمَرِي أَنْ تَأْتِيَ بَغَايَا بُطْرُسْبُرْغَ / لِيُلْقِينَ عَلَيَّ
مُحَاضَرَاتٍ فِي الْفِقْهِ الشَّافِعِيِّ / إِذَا كَانَ الْقَمْحُ أَمْرِيكِيَّاً
/ فَاخْلَعْ مَعِدَتَكَ كَالْمِعْطَفِ الشَّتَوِيِّ / وَاخْلَعْ أَنْفَ أَمِرِيكَا
كَالْجَوَارِبِ النِّسَائِيَّةِ / بُقَعُ نِفْطٍ عَلَى جَسَدِ الْحُزْنِ
الْمَصْلُوبِ /
لَوِ انْتَظَرَتْنِي فِي
الْمَطْعَمِ خَطِيبَتِي / سَيَطُولُ انْتِظَارُهَا / لأَنِّي لَنْ أَعُودَ مِنَ
الْمَعَارِكِ / قِطَارِي لا يَصِلُ أَبَدَاً / فَلا تُضَيِّعِي وَقْتَكِ فِي
انْتِظَارِي / عَلَى مَقَاعِدِ الْمَحَطَّةِ / زَرَعُوا أَعْوَادَ الْمَشَانِقِ
فِي الْمَلابِسِ الدَّاخِلِيَّةِ لِلسُّجَنَاءِ / لَوْ كُنْتُ هُنَا لَكُنْتُ
هُنَاكَ / لَوْ كُنْتُ مِرْآتِي لَكُنْتُ غَيْرِي / مُقَاتِلٌ أَنَا حَتَّى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ / وأنا قِيامةُ الأجسادِ المصْلوبةِ/ أنا قِيامةُ السُّيوفِ
المكسورةِ / وَالنِّسَاءُ اللوَاتِي أَحْبَبْتُهُنَّ وَتَزَوَّجْنَ غَيْرِي /
سَيَعْرِفْنَ مَكَانَ قَبْرِي بِدِقَّةٍ /
أَظَلُّ أَغْزِلُ
جِرَاحِي رَصَاصَاً/ وَأَكْوَاخَاً لاسْتِرَاحَةِ الثُّوَّار / أَنَا الأَرَقُ
الصَّحْرَاوِيُّ/ أَظَلُّ أَدُورُ فِي أَزِقَّةِ الشَّفَقِ / أُوَزِّعُ الطَّعَامَ
وَالذَّخِيرَةَ عَلَى جُنُودِنَا / فِي خَنَادِقِ الأَعَاصِيرِ / لَمْ أَشْرَح
النَّظَرِيَّةَ النِّسْبِيَّةَ لِمُومِسَاتِ رُوما/ وَلَمْ أَرْمِ تَارِيخِي فِي
الْمَسَابِحِ الْمُخْتَلَطَةِ / زَوْجَتِي الْبُنْدُقِيَّةُ / وَعُشْبُ المقابِرِ
صِهْرِي / ولَمْ أَسْتَفِدْ مِنْ حُبِّ جَارَتِنَا غَيْرَ مُضَادَّاتِ
الاكْتِئَابِ / والرصيفُ يَسْكَرُ بِدَمْعي / فاسْكَرْ بِدَمي / قَد دَارَ حَبْلُ
مِشْنقتي قَبْلَ أن تَدورَ الكؤوسُ/((
يَا رَبِّ! قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَبَقِيتُ أَنَا
وَحْدِي وَهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي )) .
الصَّلِيبُ الْمَكْسُورُ
عِنْدَ حَافَّةِ أُغْنِيَاتِ الدَّمِ الْبَنَفْسَجِيِّ / اتْرُكِينِي يَا سَنَاجِبُ
فِي الْمَعْرَكَةِ وَحِيدَاً/ وَاذْهَبِي لِمُشَاهَدَةِ مُبَارَيَاتِ كُرَةِ
الْقَدَمِ / عَرَقُ رَاقِصَاتِ الْفِلامنغُو عَلَى الْمَسْرَحِ الْخَطَأ / عَانَقَ
الْحَيَوَانُ الْمَنَوِيُّ الْبُوَيْضَةَ فِي سَاعَةِ نَحْسٍ / فَانْبَثَقَ
كِتَابُ غُبَارِ الْحَدَائِقِ الْمَيْتَةِ/ وَحْدَهَا جَمَاجِمُ آبَائِي
الْمَشْنُوقِين / مَنْ سَتَتَنَاوَلُ الْعَشَاءَ الأخيرَ مَعِي / فِي ذَلِكَ
الْمَسَاءِ الرِّيفِيِّ / لَسْتُ أَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِي/ لأَني لا أَعْتَرِفُ
بِالْمُلُوكِ/ وَمَجْدِي هُوَ لَحْدِي السَّحِيقُ / أَوْ ذِكْرَيَاتُ
شِيشَانِيَّةٍ / تَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ أمامَ قَبْري / فِي ضَبَابِ غُروزنِي /
يَا أَيُّهَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي يَبِيعُ
حَلِيبَ زَوْجَتِهِ / لِيَشْتَرِيَ جَائِزَةَ نُوبِل / أَنَا الإِعْصَارُ يَبْلَعُ
جُيُوشَ الصَّلِيبِ فِي وَسَطِ الْمُحِيطِ/ الْهَثْ أَيُّهَا الْحَاكِمُ فِي
تُفَّاحَاتِ الأَلَمِنْيُومِ / يَا كَبِيرَ الْمُهَرِّجِينَ فِي السِّيركِ
الْمُحْتَرِقِ / اكْتُبْ دُسْتُورَ شَرْعِيَّةِ الْبَغَايَا بِجُثَثِ
الْمُتَسَوِّلِين / زَيِّنْ صَدْرَ زَوْجَتِكَ بِجُنُونِ الْمُخْبِرِين/ مَارِسْ
هِوَايَتَكَ فِي الْحَجِّ إِلَى أَمِرِيكَا قِنَاعِ الأَعْوَرِ الدَّجَّالِ/
أَرَى مُرْتَدَّاً يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ عَلَى قَبْرِ الْمُرْتَدِّ /
سَيَأتي يَوْمٌ يَموتُ
فِيهِ الْحُبُّ / أخافُ مِن ذَلِكَ اليَوْمِ/ لكني أنتظرُ قُدُومَهُ / إنَّهُ
الانتظارُ القاتلُ / أموتُ قَبْلَ الموتِ / أموتُ بَيْنَ الْمَوْتَيْنِ شَمْساً /
فلا تَكْرَهْني يا أبي / إِنَّ الشمسَ سَتُطالِبُ بِدَمي /
جُنُودٌ يَحْمِلُونَ تَوَابِيتَ رِفَاقِهِم
/ وَيَتَزَوَّجُونَ صَهِيلَ الْخَشَبِ / لا أَنَا يُوسُفُ / ولا امْرَأَةُ الْعَزِيزِ
سَتُعْجَبُ بِثِيَابِي الرَّثَّةِ / دَمُ الْفِئْرَانِ الأَثَرِيُّ يَطُوفُ حَوْلَ
مِسْمَارِ النِّسْيَانِ / فَعِشْ تَعَالِيمَ جُرْحِكَ / لِئَلا تَعِيشَ جِرَاحَ
الْمَطَرِ الْيَابِسِ / فَلَمْ يَبْقَ فِي الليْلِ غَيْرُ النَّهَارِ / سَنَبِيعُ
الْوَطَنَ لِنَشْتَرِيَ فَسَاتِينَ السَّهْرَةِ لِنِسَائِنَا / سَامِحْنِي
أَيُّهَا الْمَوْتُ الشَّقِيقُ / لأَنَّكَ عَرَفْتَ شَخْصَاً تافهاً مِثْلِي / قُتِلْتُ
وَأَنَا صَائِمٌ / فَيَا إِلَهِي أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ لأَشْرَبَ .