سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

26‏/09‏/2019

الراهبات والماريجوانا / قصيدة

الراهبات والماريجوانا / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.............

     أنا نَهْرُ الأنقاضِ / قُتِلْتُ وأنا أعْزَلُ / لَكِنَّ رِئتي مُسْتَوْدَعَاتُ الأسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ / يَدْخُلُ إِلَيْهَا يُورانيومُ الكَراهِيَةِ / ولا يَدْخُلُ أُكسجينُ الْحُبِّ / خَجَلُ الفَتَيَاتِ في لَيْلةِ الدُّخلةِ / تَجْمَعُهُ الزَّوابعُ في أكياسِ الأسْمَنْتِ / أُزَوِّجُ بَراري السُّلِّ لِذِكْرَيَاتِ الكُوليرا / أحْفَظُ جَدْوَلَ الضَّرْبِ / وأعْرِفُ أرقامَ بَوَّاباتِ المقبرةِ/ وأحْسِبُ عَدَدَ الْحُضُورِ في جِنازتي/ وَالمجزرةُ تتكرَّرُ في أعصابِ المطَرِ / والخِيَامُ مَنصوبةٌ في أشلاءِ الأطفالِ / والرِّيحُ تَسألُ الصَّقيعَ عَن عُنوانِ بَيْتي / أسْكُنُ في الصَّحاري الجليدِيَّةِ / لا ذِكرياتٌ حَوْلَ مَساميرِ نَعْشي / ولا رَاياتٌ للقَبائلِ تُرَفْرِفُ على فِرَاشِ الموْتِ / وَحْدَهُ الموْتُ هُوَ الرَّايةُ التي لا تَنكسرُ/ لا جِنْسِيَّةَ لِي سِوى أسرارِ الياسَمين/ وَتَدُ خَيْمتي هُوَ النَّاطِقُ الرَّسْمِيُّ باسْمي/ وأجنحةُ الجرادِ بَيْنَ أسناني / تَتَوَهَّجُ كالمصابيحِ على أسوارِ المدافِنِ /
     أنا أحزانُ الذبابِ في مَوْسِمِ بَحْثِ الفُقراءِ عَن نُهودِ زَوْجَاتِهِم / فاعْشَقْ شُموعَ المِيناءِ الذي قَصَفَتْهُ الطائراتُ / نَسِيَ الفُقراءُ جُثَثَهُم في مناجمِ الفَحْمِ/ ونَسِيَ الأيتامُ تَوابيتَ آبائِهِم على رَصيفِ الميناءِ/ فاعْبُرْ عَبَرْتُ طَريقاً يَدُلُّ عَلى ضَياعي/ ضِعْتُ في انكساراتِ المرافئِ/ وَجَدْتُ طَريقَ الإبادةِ / أعيشُ في ضَوْءِ التَّوابيتِ / والرُّؤوسُ المقطوعةُ شُموعٌ تَنْزِفُ رَمْلاً للبَحْرِ المشلولِ / الْحُزْنُ الكريستالِيُّ / والغاباتُ البرونزِيَّةُ / اغتالَني حُرَّاسي الشَّخْصِيُّونَ / ثُمَّ حَرَسُوا قَبري /   
     أيَّتُها الفَراشةُ الْمُحَنَّطَةُ في بِرْمِيلِ النِّفطِ / هَل تَعْلَمِينَ أنَّ لَحْمي أُحفورةٌ للأحزانِ القَديمةِ ؟ / يَمشي الذبابُ في طَريقِ المرافئِ الخرساءِ / واكتئابُ النَّوارِسِ هُوَ رَصيفُ المِيناءِ / والبُحَيرةُ تَجْلِسُ عَلى كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ / وَتُرَاقِبُ الدُّودَ وَهُوَ يَأكُلُ جُثماني / فَلْتَكُنْ أشلاءُ السُّنونو أعياداً للقَتلى / يَرْمي الأيتامُ ذِكرياتِ المرافئِ في أفواهِ السَّمَكِ الجائعِ / فيا أيُّها النَّخَّاسُونَ الوَاثِقُونَ مِنَ البِطَاقَاتِ المصْرِفِيَّةِ وأرْصِدَةِ الجماجمِ وحَليبِ السَّبايا / فَرِّقُوا بَيْنَ جُمْجُمتي وَكُرَةِ الغولفِ / تَرْمِي الأرستُقْرَاطِيَّاتُ عُشْبَ الملاجِئِ عَلى المجاعاتِ القُرْمُزِيَّةِ / والدِّيدانُ تُعَانِقُني في حَفْلةِ الوَدَاعِ / كأنَّني عَارٍ/ والعارُ ثِيابي/ اصْدُقْني القَوْلَ أيُّها الدَّمارُ/ هَل وَجْهي وَجْهُ البَحْرِ أَم قِناعُهُ ؟ / جِسْمي سِجْني / فَأَيْنَ المِفتاحُ يا سَجَّاني ؟ / الأحزانُ مُديرةُ أعمالي التي تَتحرَّشُ بِي / نَحْنُ عَاشِقَانِ / والانتحارُ التَّدْرِيجِيُّ يَعْشَقُنا / لَحْمي مَفتوحٌ للجَرَادِ الفِضِّيِّ / والنَّمْلُ يَسْحَبُ جُثماني بِاتِّجاهِ البَحْرِ الحزينِ / أنا سِوَايَ / وأنظرُ في المرايا فلا أرى غَيْرَ جُثةِ أبي / أمشي إلى احتضارِ الأُكسجينِ في رِئتي / أنا غَيْري / وأمضي إلى مَطَرِ الْجُرُوحِ وَحيداً /
     تَبيعُ الرَّاهباتُ الماريجوانا على إشاراتِ المرورِ / وأنا أتعَاطَى الذِّكرياتِ في أزِقَّةِ الشَّفقِ الجريحِ/ والجرادُ يُسيطرُ على مُعَسْكَرَاتِ الجنودِ / فيا جُرْحَنا الخشَبِيَّ الذي يَنْزِفُ تِلالاً وبُرتقالاً / أيُّها الألَمُ الوَهَّاجُ بَيْنَ العَرائسِ والكنائسِ / بَيْنَ الدَّبابيسِ والكَوابيسِ / رَبطةُ العُنُقِ هِيَ حَبْلُ المِشنقةِ / وصَدْري ألواحٌ للتَّوابيتِ الْمُزَخْرَفَةِ / وَالقَنابلُ الضَّوئيةُ تَرْقُصُ في مَساءِ الوَدَاعِ / بُكائي بِطَعْمِ الأناناسِ / وأحزاني بِطَعْمِ الفَراولةِ / وأنا أُرَتِّبُ النُّعوشَ كَصَنَاديقِ الْخُضارِ / وأشتري الفَاكِهَةَ مِن غُرفةِ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْرَبَائِيِّ / وأضَعُ جُثمانَ أبي في حَقيبةِ السَّفَرِ وَأُسَافِرُ / وأضَعُ جُثمانَ أُمِّي في حَقيبةِ المدرسةِ وأموتُ / 
     الْجُثَثُ النُّحاسِيَّةُ مُزَيَّنةٌ بالأزهارِ البلاستيكِيَّةِ / تتبادلُ السَّبايا الرَّسائلَ العَاطِفِيَّةَ مَعَ الجنودِ الهارِبِينَ مِنَ المعركةِ / سَتَعْشَقُ الضَّحِيَّةُ قَاتِلَهَا / قَتَلَت الأغنامُ الرَّاعي / وانتخبتْ أشلائي / وَتَوَّجَتْ دَمِي مَلِكَاً عَلى بَراري الكُوليرا / أدْفِنُ جُثَثَ أصدقائي في رِمَالِ البَحْرِ / كَمَا تَدْفِنُ السَّلاحفُ بُيُوضَها في رِمَالِ الشَّاطئِ / فَيَا أيَّتُها الغريبةُ / لماذا تَضْحَكِينَ في الغُروبِ ؟ / السَّائِلُ الْمَنَوِيُّ عَلى فُرْشَاةِ أسنانِكِ / وأنتِ بُحَيْرَةٌ بِلا أسنانٍ ولا تَجاعيد /
     خُذي جُثماني أيَّتُها الذبابةُ الْمُضيئةُ طَابَعَ بَريدٍ تِذْكَارِيَّاً / خُذي أشلائي أيَّتها الأمواجُ تِذْكاراً للحُبِّ الضَّائعِ / الرُّؤوسُ التي تَتَدَحْرَجُ عَلى الْجُسُورِ تَعْرِفُ جِنسِيَّةَ الموْجِ المشنوقِ / والأكفانُ مَفروشةٌ عَلى الأثاثِ الْمُسْتَعْمَلِ / وفِرَاشُ الموْتِ مُمَدَّدٌ على طَاولاتِ المطاعِمِ / لا أعْرِفُ وَجهي في مَرايا الخريفِ / والانتخاباتُ الْمُزَوَّرَةُ هِيَ شَمْعَةُ عِيدِ مِيلادي في مَوْسِمِ انتحاراتي / والرِّيحُ أطْفَأت الشُّموعَ / وَلَم تَتْرُكْ فُرْصَةً لِتُجَّارِ الأسلحةِ لِتَصْفِيةِ حَسَابَاتِهِم /
     انطفأَ العَالَمُ / لكنَّ الجثامينَ تَتَوَهَّجُ / جِئْتُ في زَمَنِ الانكسارِ / فلا تَسْأل الْمُخْبِرِينَ عَن بَلاطِ الزَّنازين / دَمُ الحيْضِ على رَاياتِ القَبائلِ / وعِظَامُ الضَّحايا مَغسولةٌ بِدِمَاءِ الشُّعوبِ الخرساءِ / تَعْمَلُ المقاصلُ بالطاقةِ الشَّمسيةِ / والبَقُّ يَأكلُ خُدودَ الصَّبايا في عُرْسِ الدِّماءِ / رَمَى البَحْرُ عَمُودَهُ الفِقرِيَّ في حَاوية القُمامةِ / وانتحرَ في أحضانِ البُحَيرةِ / وَطَني على كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ / اكتشفتُ جِيناتِ حَبْلِ المِشْنقةِ / والمِشْنقةُ مُعَدَّلَةٌ وِرَاثِيَّاً / هَذِهِ بِلادي امْرَأةٌ بَاعَتْ غِشَاءَ بَكَارَتِهَا للقَراصنةِ /
     السَّنَاجِبُ تَتَشَمَّسُ على أشجارِ المقابرِ / ورَاقصةُ الفلامِنغو مَقتولةٌ في حَلَبَةِ مُصَارَعَةِ الثِّيرانِ / سَيَتَحَوَّلُ اسْمُ السَّجينِ إلى رَقْمٍ / أنا أرقامُ قَطَرَاتِ المطَرِ عِندَ السَّحَرِ / لَم أجْمَعْ دَمْعِي في عُلَبِ المشروباتِ الغازِيَّةِ / تَرَكْتُ نَدَمِي كَي أَندَمَ / وَعَلَّمْتُ تُرابَ حَديقتي أن يَبْكِيَ عَلَيَّ / وأنا أضَعُ رَأْسي على صَدْرِ الرِّيحِ وأبكي /
     الشَّجَرُ السَّجَّانُ / وَجَسَدي هُوَ سِجْني / عَلَّمْتُ البُكاءَ أن يَبْكِيَ عَلى ألواحِ صَدْري/ نُزَيِّنُ جُدرانَ غُرفةِ التَّحقيقِ بالأشلاءِ الْمُلَوَّنةِ / تَحْبِسُني هَذِهِ الغابةُ في مَداراتِ فَاكِهَةِ الإعدامِ / الصَّنوبرُ شَاهِدٌ على اغتيالِ السُّنونو/ وقَبْرُ الأمطارِ بِلا شَاهِدٍ / وَسَوْفَ تَبْقَى هُناكَ تُفَّاحةٌ شَاهِدَةٌ عَلى انتحارِ البُرتقالِ / وفي بَراري ذَبْحِ الوَطَنِ يُولَدُ وَطَنٌ /   
     أحْمِلُ عَلى ظَهْري سَكاكينَ مَطْبَخِ بَيْتِنا في الأندلسِ / وأحْمِلُ جُثةَ أبي في كِيسِ الْخُبْزِ الفَارغِ / الحقولُ الجرداءُ تنتشرُ في عُروقي / أنا مَلِكُ عَصْرِ الانحطاطِ / ولا أسْقُطُ إلا في دِماءِ العصافيرِ السَّجينةِ / دَمُ الحيْضِ في آبارِ القُرى المهجورةِ / وجُمْجُمتي هِيَ عَرْشي الذي أضَعْتُهُ في ليالي المرفأ الخريفيِّ / مَذبوحةٌ أنتِ يا أحلامَ الطفولةِ / مَقتولٌ أنتَ أيُّها الْحُلْمُ عَلى سُطوحِ الْمُسَدَّساتِ الْمَطْلِيَّةِ / بِرِعشةِ اليَمامِ وغَاباتِ الدَّمْعِ / أسْمَعُ صَهيلَ عِظَامي في الليلِ السَّحيقِ فلا أنامُ / والبَحْرُ يُجَامِعُ الرِّياحَ على قَشِّ الإسْطَبْلاتِ / ستنمو الأزهارُ في المجاعاتِ / والجِيَاعُ يَشْرَبُونَ دَمَ الحيْضِ لِبَناتِ آوَى / ويَأكُلُونَ نُهودَ نِسَائِهِم / والفُقراءُ وَحْدَهُم يَرْكُضونَ عُراةً في ذَاكرةِ الموْجِ الحافي / نَتَزَوَّجُ رِمَالَ القَلْبِ المنثورِ عَلى خَريطةِ الرِّئةِ المثقوبةِ / انقَرَضَتْ قَبَائِلُ البَجَعِ / الرَّاياتُ مُنَكَّسَةٌ في الزَّوابعِ البَنفسجِيَّةِ / وَكُرَيَاتُ دَمي البَيْضَاءُ عَلى الرَّايةِ البَيضاءِ /
     في الوَحْلِ النُّحاسِيِّ / سَقَطَتْ ضَفَائِرُ اليَتيماتِ الذهبيةُ / الكُحْلُ رَصاصٌ حَيٌّ يَتساقطُ في الذِّكرياتِ الميْتَةِ / وخُدودُ الأراملِ أرشيفٌ للانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ / لَم أجِدْ أحَداً يَنقلِبُ عَلَيَّ سِوى رَقْمِ زِنزانتي / فانقلبتُ على قَلبي / رُموشي تَوابيتُ نُحَاسِيَّةٌ للفُقراءِ الذينَ ماتوا / ولا يَمْلِكُونَ أُجْرَةَ حَفَّارِ القُبورِ / كَسَرَ الغروبُ قِيثارتي / وذِكرياتي تَرْكُضُ إلى الغيومِ الخضراءِ / قَلبي مَهْجُورٌ / رِئتي مُوحِشَةٌ / وحُزْني مُتَوَحِّشٌ / كَأنَّني أُطْلِقُ عَلى قِطَطِ الشَّوارعِ الرَّصاصَ الْحَيَّ / مَعَ أنَّني أموتُ عَلى صَدْرِ قَلْمِ الرَّصاصِ / تَصْرُخُ أحزانُ القَمَرِ في السَّحَرِ / فيا ضَوْءَ المسدَّساتِ النَّقِيَّ / خُذ أجنحةَ الفَراشاتِ التي تتساقطُ مِن شَراييني زَفيراً / واتْرُك الغريبَ للغريبةَ / كُلُّنا غُرَباءُ في بَراري الْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّةِ / سَنمشي في مَساءِ الرُّعْبِ إلى النَّهْرِ / كَي نُشَرِّحَ جُثَّتَهُ / ونَبْنِيَ مَملكةَ السَّرابِ بَيْنَ الحواجزِ العَسكرِيَّةِ وصَفَّاراتِ الإنذارِ / سَيَخْتَرِعُ الغرباءُ طُقوساً جَديدةً لِزَواجِ البَحْرِ مِنَ البُحَيرةِ/ الثلوجُ على نافذةِ الخريفِ/ والعَواصِفُ تَقْصِفُ قِرْمِيدَ الأكواخِ بِدِمَاءِ الشَّاعرِ المنبوذِ / والطائراتُ تَقْصِفُ شَواهِدَ القُبورِ في مِيناءِ الذاكرةِ / يَا وَحْشَةَ عُروقي في مَمالِكِ سُعالي / مَا لَوْنُ المطَرِ النَّائِمِ عَلى سَطْحِ البُحَيرةِ الأرْمَلَةِ ؟/ وَحيدٌ أنا في أسماءِ الضَّحايا/ مَنبوذٌ أنا في أرقامِ الضَّحايا / وَبَيْنَ الأسماءِ والأرقامِ تُولَدُ الذِّكرياتُ في مُدُنِ الإبادةِ /
     مَكانٌ سِرِّيٌّ لِحِفْظِ رَمَادِ الْجُثَّةِ بَعْدَ حَرْقِها / وَكُلُّ الغُزاةِ الذي مَرُّوا عَلى صَابُونِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ رَحَلُوا/ وَأنا الغازي أُهَاجِمُ قَلْبي بِلا رَحمةٍ / أنا المقتولُ بِلا جُثةٍ / أنا الفَراشةُ بِلا أجنحةٍ / والموْتُ الرَّحيمُ لا يَرْحَمُ /
     أرْعَى قَطيعَ الدَّمعاتِ في القلوبِ المهجورةِ وَمُدُنِ الفَراغِ / تَجْدُلُ المرأةُ حَبْلَ مِشْنَقَتِهَا أو ضَفَائِرَهَا / فَكُن نَشيدَ الوَداعِ في الدُّوَيلاتِ اللقيطةِ / أنتَ الرَّاعي الأخيرُ للقَطيعِ السَّائرِ إلى هَاويةِ الصَّدى / فَكُن واثقاً مِن حَافَّةِ الجبَلِ / لِتَزْرَعَ وَرْدةَ الاحتضارِ في شُموسِ المعنَى/ سَتَنْبُتُ زَهْرَةٌ في قَلْبِ الصَّخْرِ / أجسادُ الشَّحَّاذِينَ مَزْهَرِيَّاتٌ أمامَ مَرايا الضَّجَرِ / ولَم أتَذَكَّر اسْمي إلا حِينَ رَأيتُ حَفَّارَ قَبري / انتحارُ البَحْرِ هُوَ مُديرُ أعمالِ الشَّاطِئِ/ تَركضُ حُقولُ المطرِ إلى جَبيني الْمُشَقَّقِ تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ/ وأنا المهاجرُ في أشلائي / أعتنقُ الكِفَاحَ الْمُسَلَّحَ لأُفَكِّكَ عُقدي النَّفْسِيَّةَ / أنا الخريفُ الخائفُ مِنَ الأمطارِ الفِضِّيةِ/ أحزاني مُشَفَّرَةٌ/ والمساءُ الرِّيفيُّ يَفُكُّ شِيفرةَ حَبْلَ مِشْنقتي / والاحتراقُ بالْحُبِّ أجْمَلُ مِنَ الْحُبِّ / والمطَرُ يَزْحَفُ كالجنودِ على شَظايا الغروبِ الخشِنَةِ / عَصيرُ الذِّكرياتِ بِطَعْمِ الشُّوكولاتةِ / فَاذْكُرْني في طَريقِ البَحْرِ / صَفيرُ القِطَاراتِ يَذهبُ ولا يَعُودُ / وصَفَّاراتُ الإنذارِ تُولَدُ تَحْتَ أظافري / والسُّجناءُ يَحْرُثُونَ خُدودَهُم بَحثاً عَن ذَاكرةِ البَحْرِ وخُبْزِ الأُمَّهاتِ / الثلجُ على نوافذِ الخريفِ / والسَّجَّانُ يَبكي على صَدْرِ زَوْجَتِهِ / كُلُّنا سُجَناءُ في ليالي الجليدِ / وَحْدَهُ الرُّعْبُ يَتَزَلَّجُ على أشلائِنا / فَلْيَكُنْ لَحْمُكَ هُوَ النَّشيدَ الوَطَنِيَّ بَعْدَ مَوْتِ الوَطَنِ / سَيَصِيرُ فِرَاشُ الموْتِ لَوْحَةً زَيْتِيَّةً في مَتْحَفِ المنفَى/فاذْكُرْ جُمْجُمةَ أُمِّكَ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعترِ في ليالي الشِّتاءِ / فيا أُمَّنَا القاتلةَ / فَرِّقي دِماءَ أبنائِكِ عَلى بَناتِ آوَى /
     الجِنْسُ مِزَاجٌ / وَمِزاجي مُتَعَكِّرٌ مُنذُ وِلادتي حَتَّى انتحاري / أبيعُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ في السُّوقِ السَّوداءِ / لأشتريَ قَفَصَاً للعَصَافيرِ / أبيعُ شَظايا جُثماني في سُوقِ الرَّقيقِ الأبيضِ / لأشتريَ نَعْشاً لأبي الذي تَفَرَّقَ دَمُهُ بَيْنَ القَبائلِ / قُماشُ أكفاني أجنبيٌّ / لَكِنِّي أدْعَمُ الصِّناعةَ الوَطَنِيَّةَ / فَقَدْتُ ثِقتي في رُومانسِيَّةِ بَناتِ آوَى/ وَتَزَوَّجْتُ بَناتِ أفكاري/ ألْقَى النَّهْرُ مَعِدَتَهُ في حَاوِيةِ القُمامةِ/ وأنا مَملكةُ المجاعاتِ القُرْمُزِيَّةِ / أنامُ في الأرَقِ / وَأَبْني مَملكةَ السَّرابِ عَلى تِلالِ الجماجمِ / لَم يُفَرِّق الْخُلَفَاءُ بَيْنَ قُمصانِ النَّوْمِ للسَّبايا وقَميصِ عُثمان/ كَتَبْتُ وَصِيَّتي الأخيرةَ وأنا في بَطْنِ أُمِّي / وكانت رِحْلتي رُومانسِيَّةً مِنْ بَطْنِ أُمِّي إلى بَطْنِ الأرضِ/ قَرْقَعةُ عِظامِ الضَّحايا بَيْنَ أسناني / وأشلاءُ العَبيدِ مُعَلَّقَةٌ في سَقْفِ حَلْقي كالقَناديلِ / أسْمَعُ صُراخَ الدِّيدانِ في ثُقوبِ جِلْدي في المساءِ السَّحيقِ / كأنَّني أُعَلِّقُ سَاعةَ الحائطِ في زِنزانتي / لَكِنَّ زِنزانتي بِلا حِيطان /
     كأنَّ حَيَاتي سَاونا في مُنْتَصَفِ الليْلِ / الرِّيحُ تُهاجِمُ الكافتيريا على الطريقِ الصَّحراويِّ / ونَحْنُ نَشربُ قَهْوَةَ الذِّكرياتِ على حُدودِ الدُّوَلِ الْمُنهارةِ / دَمُ الحيْضِ عَلى أعلامِ القَبائلِ / والعَبيدُ يَهْتِفُونَ بَيْنَ أفخاذِ الملِكاتِ / 
     كالسِّنجابِ الأعْمَى الذي يَتَوَكَّأُ عَلى عُكَّازةِ أبي المقتولِ/ كانتْ نَوافِذُ بَيْتِنا في قُرْطُبة / فاحْفَظْ وَصايا قَاطِعِ الطريقِ / كَي تَعْرِفَ الطريقَ إلى البَحْرِ الأخيرِ / لا بَحْرَ بَعْدَ اليَوْمِ / خُضْتُ حَرْبَ اسْتِنْزَافٍ في ذِكرياتي / فَخَسِرْتُ قَصْري الرَّمْلِيَّ / وأنا الملِكُ المخلوعُ في نَشيدِ الرِّمالِ / لاجِئٌ أنا في دِمائي / مَنبوذٌ أنا في ضجيج الأمواجِ / خَسِرْتُ آخِرَ مَعَاقِلِي / ولَم تَسْمَحْ لِي أُمِّي أن أعيشَ في قَلْبِها / سَلَّمْتُ لِجَيْشِ دُموعي مَفاتيحَ قِلاعي / لَكِنِّي لَم أبِع الأندلسَ / أنا القائدُ المكسورُ / خَانَتْني الأغاني الوَطَنِيَّةُ في المنافي / هَرَبَ جُنودي مِنَ المعركةِ كَي يُضَاجِعُوا السَّبايا / ولَم يَبْقَ مَعي في المعركةِ غَيْرُ الذبابِ الذي سَيَحْرُسُ نَعْشي / أبْحَثُ في سُعالِ اليَتامى عَن عَرْشي / أظافري رَايةٌ بَيضاءُ تُرَفْرِفُ عَلى قَارورةِ الحِبْرِ الأخيرةِ / وَحَّدَت الهزيمةُ بَيْنَ وَجْهي وقِناعي / وستظلُّ الهزائمُ تاريخَ الوَحْدةِ بَيْنَ الأضدادِ / لا سَكاكينَ في مَطْبَخِ بَيْتِنا في حِصَارِ سَراييفو / جَسَدي زِنزانتي / والمِفتاحُ ضَائعٌ / رُموشي دَولةٌ بُوليسِيَّةٌ للسُّنونو والأمطارِ / فَكَيْفَ أهْرُبُ مِن رُموشي ؟ / جَوَارِحي مُخْبِرُونَ/ فَكَيْفَ أثِقُ بِقَلْبي؟/ فِرَاشُ الموْتِ مُمَدَّدٌ بَيْنَ دَقَّاتِ قَلبي ودَقَّاتِ السَّاعةِ/وجُثمانُ أبي مَنْسِيٌّ بَيْنَ عَقاربِ السَّاعةِ وعَقاربِ الصَّحراءِ / والإعصارُ يَبْني إمبراطُورِيَّةَ الوَهْمِ بَيْنَ جُفوني ورُموشي/
     أتعَاطَى الذِّكرياتِ بالْحُقَنِ / وَيُنَقِّبُ قُطاعُ الطُّرُقِ عَنِ النِّفطِ في نُهودِ زَوْجَاتِهِم / والفِئرانُ تَخْرُجُ مِن ثُقوبِ جِلْدي / وأجنحةُ الجرادِ تتساقطُ في كُرَيَاتِ دَمي / فاسْتَثْمِرْ ما تساقَطَ مِن أُنوثةِ العَواصِفِ / في نَشيدِ عِظَامي الْمُتَحَارِبَةِ / وَاشْكُر الأعاصيرَ لأنَّها عَقَدَتْ هُدنةً بَيْنَ قَلبي ورِئتي /
     عَشَاءٌ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ / تَحْتَ حِرَاسةِ البَنادقِ الآلِيَّةِ / ذَهَبَ العُشَّاقُ إلى الموْتِ / وصارَ الشَّايُ بَارِداً / ذَهَبَت الرُّومانسِيَّةُ إلى فِرَاشِ الموْتِ / وَبَقِيَ عَصيرُ البُرتقالِ على الطاولةِ وَحيداً / الذاكرةُ مَلِكَةُ السَّبايا التي تَوَّجَهَا الطوفانُ عَلى عَرْشِ الأضرحةِ / نَزرعُ القَمْحَ في النَّيازكِ / والنَّهرُ قُتِلَ رَمْياً بالرَّصاصِ / دِفَاعاً عَن شَرَفِ البُحَيرةِ / أمشي عَلى رِمَالِ المعنَى المكسورِ / ودَمْعي هُوَ الوَجْهُ السَّابعُ في حَجَرِ النَّرْدِ / وكُلُّنا نَحتفِلُ بِعِيدِ مِيلادِ حَفَّاري القُبورِ /
     كَعُودِ الثِّقابِ لَيْلَةُ الدُّخْلةِ / شُعْلَةٌ مُؤقَّتةٌ ثُمَّ انطفاءٌ أبديٌّ / كُلُّ شَيْءٍ يَنطفِئُ / يَتحدَّثُ السَّجَّانُ باسْمي في غُرفةِ التَّحقيقِ/ وأنا أتحدَّثُ بِاسْمِ أرقامِ الزَّنازين/ فُزْتُ في انتخاباتِ الرَّقيقِ الأبيضِ / وَشَكَّلْتُ حُكومةَ الإِمَاءِ وقُطَّاعِ الطُّرُقِ /
     يَقُولُ لِي سَجَّاني/ لا تَقْلَقْ هُناكَ ضَوْءٌ في آخِرِ النَّفَقِ/ لَكِنِّي أسألُ وَحْلَ الشَّوارعِ أيْنَ النَّفَقُ ؟ / صِهْري اليُورانيومُ / وأنا اليَتيمُ / شَجَرَةُ نَسَبِي زَيْتُونةٌ مَنْسِيَّةٌ في مَقبرةٍ قَديمةٍ / فاذْهَبْ إلى حفَّارِ القُبورِ / سَأُوَفِّرُ لَكَ الدَّعْمَ اللوجِسْتِيَّ/ المرفأُ المحروقُ بالأمطارِ الصَّفراءِ/ والشُّطآنُ تَتَزَوَّجُ ذُهولَ اليَتامى أمامَ جَثامينِ أُمَّهَاتِهِم / فيا أيُّها الوَطَنُ المنثورُ عَلى طَاوِلاتِ الْمُقَامِرِينَ / ارْمِ الوَرَقَةَ الأخيرةَ في جِنازةِ البَجَعِ / سَأَرْمي أوْرِدَتي في آبَارِ عَرَقِي /
     بَناتُ مُديرِ الْمُخَابَرَاتِ العَوَانِسُ / يَتَزَوَّجْنَ الْمُخْبِرِينَ في مَقاهِي السُّلِّ / فابْنِ قَبْرَ الجنديِّ المجهولِ بَيْنَ النَّخَّاسِ والمهرِّجِ / اتْبَعْني يَا رَمْلَ البَحْرِ في حَياتي / اتْبَعِيني يَا ضَفائِرَ البُحَيرةِ في مَماتي / أنا الرُّبَّانُ الذي أغْرَقَ السَّفينةَ / كُلُّ أشلائي تَمضي إلى البَحْرِ البَعيدِ / أجْلِسُ عَلى صَخْرةِ الأحزانِ في شَاطِئِ الخريفِ / أغْمِضُوا أعْيُنَكُم أيُّها السَّجَّانونَ والسُّجَناءُ / كَي أرَى نِيابةً عَنْكُم / الدَّولةُ صَارَتْ مَزْبَلَةً / وأعلامُ القَبائلِ صَارَتْ أغْشِيَةَ البَكَارَةِ / كُلُّنا نَبْحَثُ عَنِ الشَّرَفِ في وَطَنٍ بَاعَ شَرَفَهُ للنَّخَّاسِين / كُلُّنا نَبْحَثُ عَنِ المجدِ في بَحْرٍ بَاعَ مَجْدَهُ للقَرَاصِنَةِ /
     أعْطَيْتُ ظَهْري لِبَناتِ الملوكِ / وَتَزَوَّجْتُ بَناتِ آوَى / والعَبيدُ لا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ أثداءِ الملِكاتِ وأثداءِ البَقَرَاتِ / فيا أيُّها المساءُ الخريفيُّ / إِنْ كُنتَ صَديقَ الأمواتِ / فَتَذَكَّرْ بَرِيقَ عُيونِ الأراملِ عَلى فَأسِ الذِّكرياتِ / أفَكَارُ أشجارِ المدافِنِ مِطْرَقَةٌ / وأجفانُ العاصفةِ مَساميرُ / لَم أزْرَعْ جَدائِلَ أُمِّي في رُموشِ الرِّيحِ / حَديقتي أضاعتْ عُنوانَ قَبري/ وجُثماني مَنْسِيٌّ في صُندوقِ البَريدِ/ والزَّوابعُ خَبَّأتْ جُثَثَ الأطفالِ في الحقائبِ المدرسِيَّةِ / الجيوشُ البَدَوِيَّةُ هَرَبَتْ مِنَ المعركةِ / وَلَم يَعْرِفْ قَمَرَ الأندلسِ غَيْرُ جَيْشِ الجواري / اعْتَزَلْتُ العِشْقَ / فلا تَعْشَقِيني يا مَساميرَ نعشي / ذِكرياتي مَساميرُ في ألواحِ السُّفُنِ الغارقةِ / وهذا جِلْدي نَجَّارٌ مُبْتَدِئٌ / وقَلْبي حَبَّةُ كَرَزٍ مُسَيَّجَةٌ بالأسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ/
     حَاصِرْ ضَوْءَ اليَاسَمِينِ في المِشْنَقةِ المشنوقةِ / تَجِدْني حَوْلَ جِنازةِ أَمَةٍ مَوْؤُدةٍ بِلا تُرابٍ/ فَيَا وَحْلاً يَتَزَوَّجُ كُحْلَ العَرائسِ / لا تُصَدِّقْ هَزيمةَ الأسْفَلْتِ في ذَاكرةِ الجنودِ / كُلُّنا هَرَبْنا مِنَ المعركةِ / ونَحْنُ سَائرونَ إلى ليالي الخريفِ / تَرْحَلُ الأشجارُ في المساءِ مِنَ المقابرِ إلى القُلوبِ / والفَيَضَانُ يَسْكُبُ الأسْمَنْتَ في رِئتي / وشَراييني مُعَبَّأةٌ بِعَصيرِ الليمونِ الذي تَرَكَهُ العُشَّاقُ وماتوا / والسُّجناءُ زَرَعُوا أرقامَهُم في أراجيحِ حَديقةِ السِّجْنِ / فَعِشْ في نوافذِ الشِّتاءِ التي تُطِلُّ عَلى ضَريحي / كَي تَموتُ لامِعاً بَيْنَ لَمَعَانِ الفُؤوسِ ولَمَعَانِ المسدَّساتِ / أنتَ العَاصِفَةُ أو العَاطِفَةُ / فلا تُشْفِقْ عَلَيَّ / لَسْتُ الأسيرَ الوَحيدَ في قَلْعةِ الذِّكرياتِ / كُلُّنا أسْرَى / ودَمْعُ أُمَّهَاتِنا في المساءِ يَأْسِرُنا / كانتْ أظافِرُنا تَرْكُضُ إلى أحلامِ الطفولةِ الضَّائعةِ / وكانَ الْمُخْبِرُونَ يُرَاقِبُونَ أحلامَنا مِن أبراجِ الحمَامِ .