سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] القصص والتاريخ في القرآن [14]الإنسان والأسرة والمجتمع في القرآن [15] بحوث في الفكر الإسلامي [16] التناقض في التوراة والإنجيل [17] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [18] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [19] عقائد العرب في الجاهلية[20]فلسفة المعلقات العشر[21] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [22] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [23] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [24]مشكلات الحضارة الأمريكية [25]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[26] سيناميس (الساكنة في عيوني)[27] خواطر في زمن السراب [28] أشباح الميناء المهجور (رواية)[29]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

08‏/09‏/2019

ملحمة غزة / قصيدة

ملحمة غزة / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     صَاعِداً إِلى غُيومِ الدَّمِ الحارقِ / لأَخْمِشَ ذُبابَ المهرِّجين / أُمِّي أَعْطَتْنِي بُنْدقيةً / وقالتْ لِي :  (( اغْرُبْ عَن وجهي ولا تَعُدْ ))/ أنا يا أُمِّي لَن أعودَ/ إلا حِينما فلسطين تَعود / لن أعودَ إلى دِماءِ النَّيازك / إلا إذا غَرستُ أعلامي في مَمالكِ بَناتِ آوَى / دخلتْ أَناشيدُ نِصَالِ المقاصل في ذكرياتِ البارود/ لا بُدَّ يا أمطارَ القلوبِ أَنْ نَعُودَ/ سَأَغْسِلُ دِمَاءَ الأسماكِ بِعَرَقِ الشُّموسِ الرَّاكِضَةِ إِلى صَدْرِي / الآنَ تبدأُ مَلاحِمُ الذَّاكِرَةِ بَيْنَ سَيْفِ الشَّمْسِ وأُنشودةِ الرَّعْدِ / يَبدأُ صُعودُ الفَراشاتِ مِن أنقاضِ الشَّرايين / وَلْتُولَد الأرضُ نَقِيَّةً مِن ضَوءِ عِظَامِنا مُسَدَّسَاتِ مَعِدَةِ الرِّيح / رَضِعْنا حَليبَ البنادق / وتَعَلَّمْنا لُغةَ النارِ مِن رُومانسيةِ النار / واعتنقْنا ذَاكرةَ الرصاصِ الحيِّ شَجراً حارقاً /
     على أَرضِنا بَاقُون / كَزَيْتُون المجرَّاتِ / فاذهبوا إلى حِبْرِ الكُتبِ الميْتَةِ / يا جِرْذانَ الحضارة / وَعُودُوا مِنْ حَيْثُ جِئْتُمْ يَا سماسرةَ الحروبِ الدِّيمقراطيةِ / لَيْسَ فِي دَمِنَا إِلا نزيفُ الأنهارِ المتفجِّرُ / فَلا تُتْعِبُوا أَنْفُسَكم في حِساباتِ الهزيمة / وَمَتاهةِ جِنرالاتِ السِّيرك/ أيُّها الوَهمُ المعلَّبُ في جُنونِ الحديدِ/ ارْحَلْ مِنْ أرضِنا / مِنْ قناديلِ الرعد / مِنْ كَسْتناءِ المجزرة / مِنْ زَيْتِ الزَّيتون / مِن زَعْتَرِ المذابحِ / ارْحَلْ / أُحِبُّكِ يا حَيفا كَي أَعشقَ غروزني / أُعانقُ وُجوهَ أجدادي على عِنبِ الخليلِ / كَي تَقْبَلَنِي سَراييفو شَامَةً على خَدِّها / رَضِعْتُ مِن النَّارِ طَعْمَ النارِ/ فَصِرْتُ مُسدَّساً في يَدِ الشَّفقِ /
     انتظري قَليلاً يا شَرْكَسيةً تَمشي في يافا / سأُحرِّرُ فلسطينَ بسرعةٍ / ثم نتزوَّجُ في أعراسِ الطوفان / سَأغْسِلُ دِماءَ الشُّموسِ بماءِ الوَردِ بِدَمْعِ السُّيوفِ / لأُزيلَ أوساخَ الجِرْذان على الكَراسي الجِلْديةِ/ سَأجعلُ جَماجمَ السُّجونِ مَصابيحَ مُنيرةً في عُرْسي/ تَمشي البَنادقُ في كُرَيَاتِ دَمِي / مَهْرُ حَيْفا بُندقيةٌ مَغسولةٌ بدماءِ الأنهارِ / بِجُثثِ الرِّمالِ / بأكفانِ النِّسيان /
     فِئرانُ مَحاكِمِ التفتيش / وَمُخترعو صُكوكِ الغُفران / وَحَضارةُ يَهوذا الإسخريوطيِّ / أثداءُ الجواري التي تَسيلُ نِفطاً لِلتَّوابيتِ الكَهْربائية / كَم يَحتاجُ العالَمُ الحرُّ مِن شُهدائنا نُمُورِ الشَّفق / كَي تَبتعدَ الكِلابُ عن أكلِ أطفالِنا وطائراتِهم الورقية ؟! / وَمَرَّت في لُعابِ الثِّيرانِ خِيَاناتُ الثعالب/ والليلُ يَبْني مِن نُعوشِ أبنائي أبراجاً لِلدَّمْعِ القُرْمزيِّ/ تَركضُ الكِلابُ البُوليسيةُ وَراءَ خَلْخَالِ يَمامةٍ/ تَغتسلُ بِعَصيرِ الاحتضارِ /
     يا ذِئبةً تَكْشِفُ حُزْنَها/ لِيَفْرحَ الغبارُ على طَاولاتِ الْمَطْعَمِ المهجورِ / نُفْطِرُ في مَمالكِ الشَّفقِ / ونتغدَّى على أكفانِ الشَّاطئِ/ ونَتَعَشَّى على ضَوْءِ شموع الانتصارِ / أَطلقتُ على الرَّصاصِ فُؤادي / فَعَادَتْ بِلادي/ سَأُبَرِّدُ حَرارةَ الجثثِ الرَّمْليةِ في مَعِدةِ الشَّاطئِ / وَكُلُّ دُمُوعِ الأطفالِ رَصاصٌ وَلَيْمُون / وَدَجاجاتُ أُمَّهاتِنا تَقْضِمُ صَواريخَ الغزاة / أَظافِرُنا كَاتيوشا الانقلابِ / وقِلاعُنا نارُ الاجتياحِ / وَحَرارةُ المطرِ لَمَعانُ عُيونِنا / لَم تَجْلِس الموانِئُ معَ أُمراءِ الحربِ وَتُجَّارِ الجثثِ / فَلْتَسْكُن البُروقُ في القَلْبِ الذي أَحَبَّها / نَقْلي جَماجمَ الرِّمالِ في دِماءِ العَناكبِ / وَنَنْشُرُ أشلاءَ الرِّياحِ على حَبْلِ الغسيلِ /
     كُلُّ تَارِيخِ الأراملِ يُقَاتِلُ/ وَكُلُّ دَهْشَةِ الأيتام تُقَاتِلُ/ وَكُلُّ خِيَامِ اللاجئين تُقَاتِلُ/ وَكُلُّ مُدُنِ اللهيبِ تُقَاتِلُ / وَكُلُّ أَظَافِرِ الغاباتِ تُقَاتِلُ / لَن أَخْسَرَ سِوى خَيْمتي / أنا النَّجارُ المتخصِّصُ في صِناعةِ نُعوشِ الرِّمالِ الخائنةِ / وَجُيوشُ رِئتي تَحْرُسُ حُدودَ أحزاني / فَشُكْراً لِكُرَياتِ دَمي / التي بَاعَتْ ذِكْرياتي في الْمَزَادِ العَلَنِيِّ /
     نامي يَا حَنجرةَ اللازَوَرْدِ معَ عَشيقكِ بِهُدوءٍ / كَي تَفوزي في انتخاباتِ المجزرةِ/ لَم يَعُد الحطَبُ النُّحاسِيُّ يُمَيِّزُ بَيْنَ نَبيذِ الأميراتِ وَدِماءِ الشُّهداءِ / أُحَرِّرُ البُحَيْراتِ السَّبايا مِن زُجاجاتِ الدَّم / والأرقِ / وَتَعاليمِ أفاعي الضَّبابِ / احْرِقي يَا رُعودُ أجسادَ الصَّمْتِ / كَي تَنْسَى الْمُراهِقاتُ الْمُحْتَرِقاتُ بِقِصَصِ الْحُبِّ الفَاشِلةِ عِيدَ الْحُبِّ / وَلا حُبٌّ في أسْفَلْتِ النَّزيفِ / سِوى حَطَبِ الْمَوْقَدةِ / نَسْطُعُ كالطوفان / نَتداخلُ مَعَ ضَميرِ العشب المبتلِّ بالحديدِ / احْرِقْ وَرَقَ الخريفِ بِأُكسجين رِئةِ المرفأ الفَيْرُوزيِّ / ألْفُ صَليبٍ يَقْتُلُني / وَمَا زِلْتُ أمشي / حَاضِناً دِماءَ الزَّيْتونِ المشْنوقِ / الآنَ بَعْدَ الطوفان الماحِي/ أُعْلِنُ كَبِدي مُنْتَجَعَاً سِياحياً لِلبَارود/ وَنَمْحُو جُثثَ السُّنونو مِن خَارطةِ المطرِ / فلا تَخَفْ مِنْ مَنْظَرِ المصلوبين / قَضَيْتُ حَياتي مُعَلَّقاً على الصَّليبِ / فَنَزَلْتُ حَامِلاً عَلَمَ بِلادي / وَصَلبتُ الصَّليبَ/ وَشَنقتُ المِشنقةَ / وَمَا زِلْتُ أُقَاتِلُ وَأُقَاتِلُ / وَحْدي أعيشُ مَلِكاً / وأفرضُ شُرُوطِي على الملِكاتِ السَّبايا وَمَمالكِ الإِمَاءِ / وأنا العَالي في حَياتي ومَماتي/ (( عُلُوٌّ في الحياة وفي المماتِ بِحَقٍّ أنتَ إحدى الْمُعْجِزات )) /
     وأَعَدْتُ صَلْبَ يَهوذا الإسخريوطيِّ / كَي يَحْدُثَ الطَّلاقُ النِّهَائِيُّ بَيْنَ العَهْدِ القديمِ والعَهْدِ الجديدِ / تتزوَّجُ بُندقيتي جُثَثَ حُرَّاسِ الصدى / فلتَكُنْ أَرصفةُ الموانئِ نُعُوشَاً رُومانسيةً سَابِحَةً / فِي دِماءِ الغزاةِ الرُّومانسيةِ / ينْتَشِرُونَ كَالسُّلِّ في رِئةِ الشَّمسِ النَّقيةِ / كَسُعَالِ العاطلين عَن العَملِ / كَرَجْفَةِ النِّساء اللواتي يَرْقُبْنَ عُيُونَ الْمُغْتَصِبِين/ وَلَم تتقدَّم الثعالبُ العَاطِلةُ عَن العَملِ دِفاعاً عَنْهُنَّ /
     الدِّيَكةُ المذبوحةُ في عِيدِ التَّطهير العِرْقيِّ / كُلُّ جُثَثِ الشُّطآنِ مَجالُ نُفوذي / سَأَخْمِشُ الظلامَ بالبارودِ العاشقِ / بالرَّصاصِ الحيِّ / بأسنانِ المِيناءِ البَعيدِ / (( جِئتُ لأُلْقِيَ على الأرض _ أَرْضِ الكوكايين السِّياسي _ ناراً فَكَمْ أُريد أن تكونَ قد اشْتَعَلَتْ ؟ )) /
     في قَفَصي الصَّدْرِيِّ حَدِيقةُ حَيَواناتٍ غَيْرِ أَليفةٍ / يا مَمَالِكَ إِبْليسَ الدِّيمقراطيةَ / نَمْحُو سُعَالَكِ السَّامَّ مِن الخارطةِ / سَنَدْفِنُكِ في رِمَالِ صَحارينا / فَخُذوا مَجْدَكم أيُّها القَتَلةُ قَبْلَ الذهابِ إِلى ذَاكرةِ ثَمُود / هَذا مُسَدَّسي الجديدُ هُوَ خَارطِةُ العالَمِ الجديدِ / وَهَذا الكِفاحُ المسلَّحُ هُوَ ضَوْءُ البَحرِ البَعيدِ /
     مُسْتَنْقَعُ الضَّفادعِ الْمُتَحَضِّرةِ / مُضَادَّاتُ اكتئابي هِيَ انتحارُ الطغاةِ / يُدَافِعُونَ عَن الكِلابِ وَيَقْتُلونَ الشُّعوبَ / أُخَزِّنُ القَنابلَ في دُموع قِطَطِ الشَّوارعِ / التي انتهتْ مُدَّةُ صَلاحِيَّةِ أُنوثتها / لا فَرْقَ بَيْنَ فأرةٍ وَضِفْدعةٍ / إذا كانَ النِّسيانُ مَهْووساً بالجِنْسِ / تَصيرُ حُفَرُ المجارِي تَاريخاً شَرِيفاً لِلْمُومساتِ الشَّريفاتِ / فَلا تَرْمِ يَا قَمَرَ الآلامِ جُمْجمتي تَحْتَ نِعالِ الرِّياح / كُنْ أيُّها الحطَبُ أكثرَ شَرَفَاً مِنَ الماريجوانا والقَرَاصنةِ المتقاعِدين/ مَتَى يَا نَسْرَ المجاعاتِ والمخيَّماتِ / سَتُلْغِي أحزانَ الشاطئِ البعيدِ ؟ / ذِكرياتُ الأسفلتِ حَشَرَاتٌ على مَكاتبِ أُمراءِ الحرب / سَنَصُبُّ عَلَيْها الْمُبيداتِ الحشَريةَ مِثْلَ عَصيرِ البُرتقال / فَلْيَكُن اسْمَ الصَّحراءِ مَنْجَمَ فَحْمٍ/ وَاحْرِق الرَّايةَ البَيضاءَ/ لا أُريدُ اللونَ الأبيضَ في رَايَاتِ الشَّفَقِ / خُذْ دَمَ السَّوْسَنِ وَرْدَةَ الدَّمارِ النِّهائيةَ / وَرْدَةَ المعنى النِّهائيِّ في احْمرارِ الدِّماءِ / وَلا تُصَدِّقْ وَصْفَ الخريفِ في أمعائي البلاستيكيةِ / تَمُرُّ الأهراماتُ على تَماسيحِ النِّيل / ويَخْرُجُ مِنْ أعماقِ الرَّصاصِ ضَوْءٌ يَكْسِرُ احتضارَ البَحْرِ / وَسَوْفَ يأتي أطفالُ غَزَّةَ حَامِلِينَ في أقلامِ الرَّصاصِ مَرَافِئَ القَمرِ/ أجفانُ بَحْرِ غَزَّةَ مَحْرَقةُ المطرِ الحِمْضِيِّ / وَفِّرْ ثَمَنَ الخشبِ يَا ضَوْءَ الشُّموع / سَنَدْفعُ ثَمَنَ نُعوشِ الغُزاةِ / حِينَ نَبيعُ ذِكرياتِ الضَّفادعِ في سُوقِ النِّخاسةِ / أَصْنَعُ مِن خَشَبِ مَقاعدِ المدارسِ تَوابيتَ لِرِياحِ الخمَاسين / فلا تَبْنُوا يا حَفاري القُبورِ مِنْ جَثَامِين الضَّحايا / نَاطِحاتِ سَحَابٍ لِلتَّحرشِ الجِنْسيِّ /
     نَحْنُ ورِمالُ البَحْرِ مَا زِلْنا نُقاتِل / وَنُدافِعُ عَن شَرَفِ الموْجِ / وُلِدْنا مَعَاً ونموتُ مَعَاً / أَحْرَقْنَا الرَّايةَ البيضاءَ / وَدَرَّبْنَا قِطَطَ الشَّوارعِ على حَمْلِ السِّلاح / وانْتَصَرْنَا في مَعَاركِ كَوْكَبِ المريخ / وَنَقَلْنا الكِفاحَ المسلَّحَ إِلى القَمَرِ / كُلُّ عَنَاصِرِ الطُّوفان سَتُقَاتِلُهُمْ / مِضَخَّاتُ المياهِ في الْمُخَيَّماتِ/ وَالحشَراتُ الضَّوئيةُ / والأعشابُ البَرِّيةُ / وصَهيلُ الأنهارِ / وَبَارودُ الذَّاكرةِ / وَخُطواتُ أَجدادي في أزيزِ المستحيلِ /
     الآنَ أُعْلِنُ بَدْءَ القيامةِ / قِيامَتِنا الخصوصيةِ / وَلْتَكُن المعركةُ بَيْنَ دَمي وَرِياحِ الخمَاسين / هَزَمْنَا جَيْشَ الرِّمالِ الذي لا يُهْزَمُ / وصِرْنا الجيشَ الذي لا يُهْزَمُ / وللآخرينَ رَاياتُ الهزيمةِ المنقوعةِ في نَبيذِ الخديعةِ / نُحَوِّلُ الفَراشاتِ إلى نُسورٍ / وَالخِيَامَ إِلى بَنادق / وَدُموعَ الأراملِ إلى مُسَدَّسَاتٍ / وأكياسَ الطَّحينِ إلى بَارود /  
     صَاعِدَاً إلى ضَوْءِ استقلالِ الْحُلْمِ عَن الرَّصاصة / هَذهِ دِمَاءُ السُّنونو سَجَّادٌ أحمرُ لِعَوْدةِ الجيشِ المهزومِ/ احْتَرِقُوا يَا أبناءَ الصَّمْتِ بِعَرَقِ البَحْرِ تَحْتَ أَقْدَامِ الرَّاقِصاتِ/ فَلَمْ نَستفِدْ مِن رُومانسيةِ بَناتِ آوَى غَيْرَ زِيادةِ العُنوسةِ / فَاشْرَبُوا أنخابَ المجزرة / ولا تَعُودوا إِلَيْنا / مُستنقعُ الدَّمِ في شَلالاتِ جُثثِ الأطفالِ / نُعوشُ أصحابِ عَرَبَاتِ الفَوَاكِه / قَد أَنقلُ يَوْمياتِ عَمُودي الفِقرِيِّ إلى القَمرِ / وَسَوْفَ نُعَبِّدُ أجنحةَ الذُّبابِ بِدُموعِ الرِّمالِ / عَرَقُ الصَّحْراءِ زَيْتُ المصابيحِ الْمُعَلَّقةِ / في سَقْفِ غُرفةِ الإعدامِ / فَكُنْ يا مَطرَ الجروحِ حَيْثُ يَبدأُ طِفْلُ المجزرةِ في البَحْثِ عَن أُمِّهِ / نَبحثُ عَن البَحَّارةِ الضَّائعينَ بَيْنَ بَراميلِ النِّفطِ عَلى رَصيفِ الميناءِ / الذي تَقْصِفُهُ خُدُودُ الدَّبَّابةِ / هَل كَانَ الْجُرْحُ وَحيداً ؟ / هَل كانَ الكابوسُ أَجْمَلَ سِيناريو مَنْطِقيٍّ لِلْمِقصلةِ ؟ / هَل كَانت الغَجَرياتُ في الأندلسِ يَدْرُسْنَ ذِكرياتِ البَدْوِ الرُّحَّلِ ؟/ لَم أَذْكُرْ دَمَ الأراملِ وَعَرَقَ السَّنابلِ / فَابْدَأْ / أَوْ كُنْ بَدْءَ القِيامةِ فِينَا / كَي يَسْكُنَ الشُّهداءُ في أجفانِنا / هَل أَغْلَقَ الزَّبدُ مَعْبرَ الأحلامِ ؟/ هَل فَتَحَ الفِطْرُ السَّامُّ سُجُونَهُ لأنينِ الْمَرْضَى ؟ / هَل اخْتَرَعَ زَنازينَ إلكترونيةً لِلتَّعذيبِ الرُّومانسيِّ ؟ / سَرَقَ الليلُ ضَوْءَ المطرِ / والفقراءُ يَمُوتونَ في طَابُورِ الْخُبْزِ / مُوتِي أيتها الأكذوبةُ الْمُقَدَّسةُ / افْتَحِي سُجُونَكِ لِجُنُونِكِ / انْدَثِرْ أيها الوَهْمُ العَجوزُ / ولا تُوَرِّثْ بِلادَ الشَّمْسِ للدُّخانِ الأجنبيِّ / لأنَّ النَّوارِسَ لَيْسَتْ خَاتَماً في إِصْبَعِكَ / اذْهَبْ إلى دِيمقراطيةِ إِبادةِ الْهُنودِ الْحُمْرِ / (( إِذا جَاءَ موسى وألقى العصا / فَقَدْ بَطَلَ السِّحْرُ يا سَاحِرُ )) /
     وَقَعَ حَدِيدُ الرُّوحِ على نُحَاسِ الجسَدِ السَّاخِنِ / كَأَنَّ جَثَامِينَ العَابِرِينَ إِلى السَّماءِ مَدَى الفراشةِ / فلا تُصَدِّقْ خَاصِرةَ الأمسِ يا وَجْهَ العُشبِ / يا وَجْهَ أُمِّي الضَّائعَ بَيْنَ أوراقي القَديمةِ / وَزُجاجِ القِطاراتِ التي لا تَعودُ / يا قَمَراً يُرَبِّي الماعزَ في مَصَاعِدِ نَاطحاتِ السَّحَابِ / هَل سَيُصَدِّقُ دَمُ الأطفالِ أقنعةَ بَناتِ آوَى ؟ /  
     لا لَيْلٌ حَوْلَ لَيْلِ الشُّهداءِ في أظافرِ الذاكرةِ / وَلا دَمعاتٌ مِن الألمنيومِ / تَسيلُ على الأثداءِ المكشوفةِ للمَذْبحةِ / وَبَراميلُ النِّفطِ تَرتدي العَمائمَ / وامرأةٌ صَدْرُها حَقْلُ نِفْطٍ مَسْروقٌ / يَنغمسُ احتضارُ الأرضِ في صُراخِ الأطفالِ / نُهودُ المذيعاتِ مَكْشُوفةٌ للجماهيرِ الثَّوْريةِ الْمُثقَّفةِ / والمشَانِقُ الزُّجاجيةُ تُزَيِّنُ كَواليسَ المسْرَحِ / نِسْوةٌ للبَيْعِ يَقِفْنَ في طَابورِ سُوقِ النِّخاسةِ / يَنْتَظِرْنَ مَنْ يَدْفَعُ أَكثرَ / وَطنٌ يَشربُ دِماءَ الشُّهداءِ / وَيَبْصُقُها نِفطاً / جُمهوريةُ العَوانسِ الدِّيمقراطيةُ / قُولي لِي أيتها العَانِسُ التي تَرتدي تَنورةً فَوْقَ الرُّكبةِ / هَل دَمي في حُفَرِ المجاري هُوَ فَضيحةُ الذِّئبِ الرُّومانسيِّ ؟ / هَل الفأرُ المثقَّفُ يَطْلُبُ مِنْكِ كَشْفَ لَحْمِكِ كَي يَزدادَ سِعْرُكِ ؟ / تُصبحُ المجزرةُ أكثرَ رُومانسيةً في حَقائبِ عَارِضاتِ الأزياء / وَتُصبحُ لُحومُ الأطفالِ المحروقةُ أجْمَلَ هَدِيَّةٍ في رَأسِ السَّنة ؟ /
     اللهُمَّ اغْفِرْ لأمَّتي / فَإِنهم رُعْيانُ غَنَم / مُجْرِمٌ يَلُومُ الضَّحيةَ / وأقاربُ الضَّحيةِ يُصَفِّقُون لِلْمُجْرِم / وَالغاباتُ المحترقةُ تتعلَّمُ عَزْفَ البيانو على أكفانِ الأطفالِ / أيتها الجِرَاحُ الرُّومانسيةُ التي بَاعَتْ قَلْبي في عِيدِ الْحُبِّ / هَل أنتظرُ البَغَايَا يُدَافِعْنَ عَن كُرياتِ دَمي تَحْتَ الرِّمال ؟/ هَل أنتظرُ قُدومَ البَرْقِ كَي يُقْنِعَ الذِّكرياتِ أنَّ جُثْماني حقيقةُ المعنى لا مَجَازٌ شِعْرِيٌّ ؟ / هَل أنتظرُ رِجالَ المافيا لِيَمْنَحُوا المشلولينَ الكَرَاسِي المتحرِّكةَ مَجَّاناً ؟/ شُكراً لَكَ يا قاتِلي/ لأنَّكَ زَوَّجْتَ كَبِدي للنَّيازك !/
     (( كَم فَارِسٍ هُوَ في الحقيقةِ عِندَ رَاتِبِهِ مَطِيَّة / وَمُدَجَّجٍ قادَ السَّرِيَّةَ وَهُوَ قَوَّادُ السَّرِيَّة )) / لا تَدْفَعْ مِن نِفطِ عِظامِ الضَّحايا أَتعابَ القاتِلِ المأجورِ في آخِرِ الليل / وَأَشْعِلْ لَيْلَ العُشَّاقِ بالاجتياحِ البَرِّي / بِالفتوحاتِ الحاسمةِ / كُلُّ تاريخِ الأنقاضِ حَدَّادٌ يُصَفِّحُ قَفَصِي الصَّدْرِيَّ ضِدَّ الألغام / فَلْتَمُتْ يا رَمْلَ البَحرِ / عَارِياً مِنَ المجدِ / لابِسَاً خَنَادِقَ العَارِ / وَلا تَقْلَقْ على زَوْجَتِكَ / فالغبارُ يُعامِلُ السَّبَايا بِاحْتِرَامٍ /
     جُرْحٌ لِكُلِّ الكِلابِ البوليسيةِ وَالسَّائِحاتِ الأجنبياتِ / يَا مَسِيحَ اللهِ / أَنْتَظِرُ نُزُولَكَ مِن السَّماء / حَتَّى تَكْسِرَ الصَّلِيبَ / وَتُعِيدَ تَشكيلَ هَذا العالَمِ المجنون / حُرُوبُنا المقدَّسةُ نَشِيدُ قَوْسِ النَّصْرِ / لا نُريدُ ذِكْرياتِ الْبَدْوِ الرُّحَّلِ / في مَساءِ الأبجدياتِ الْمَنْسِيَّةِ / أَيَّتها الأكواخُ الحاكِمةُ على ذِكريات الغاباتِ / خُذي جَمَاجِمَنا مَجَّاناً / وانصَرِفي إِلى غُرَفِ الاحتضارِ / كأنَّ رِياحَ الخمَاسِين تُخَزِّنُ في بَرَامِيلِ النِّفْطِ دَمَ الحيْضِ / لَمْ يَزْدَهِرْ في مَعِدتي غَيْرُ السُّجون / لَم يَزدهِرْ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ غَيْرُ ثَلاجاتِ الموتى / لَم يَزدهِرْ في اكتئابِ الشُّموسِ غَيْرُ حُبوبِ الفياغرا / لا حُزْنَ يَحْرُسُ جَماجِمَنا يا مَرَافِئَ الوَداعِ / قَبائلُ مِيكي مَاوس في ثلوجِ الشَّفق / جُثماني مَشَاعٌ لِبَناتِ الليلِ في قَلْبِ النهار / حَتَّى الدِّيكُ الرُّوميُّ لَم يَعْبَأْ بِدَجاجاتِ الْهَلْوَسَة / لكنَّ مُرَاهِقاتِ رُوما في ملابسِ السِّباحةِ / دَافَعْنَ عَن حُقوقِ السَّبايا / هل أَطْلُبُ النَّجدةَ مِن نِسَاءِ نِكاحِ المتعة ؟ / حَضارةُ الزَّبدِ جُثةٌ هَامدةٌ / قَبَرْناهَا في أغاني الزُّنوج / إنها أكثرُ المومساتِ شَرَفَاً في مُسْتَوْدَعَاتِ الميناء /
     أَسْحَقُ الغُزاةَ بِمِمْحَاةِ النَّار / بَعْدَ أَنْ آخُذَ الصحراءَ سَبِيَّةً / ألغيتُ النشيدَ الوطني لِكُرياتِ دَمي / وأنا السَّاري في شَوارعِ الْمُخَيَّماتِ المطفأةِ / ذِكرياتُ الأزقةِ خَوْخٌ يَبكي /
     يَا بُؤْرَةَ الفجرِ الذَّاكِرَةِ التَّاريخِ / شَرِبْتُ مِن نَهْرِ الْحُزْن/ وَكُلُّ خُدُودِي مَخَازِنُ سِلاحٍ / وَنَظَّفْتُ أَسنانَ النَّخِيلِ بِأجسادِ التَّماسيح / فَمَتَى يا دَمْعَ النُّجومِ سَتُعَلِّقُ مَشَانِقَ جَلادِيكَ عَلَى أبوابِ مَدينةٍ لم يَبْقَ فيها إلا الأراملُ ؟ /
     أيتها الأحزابُ الحاكِمةُ على الجماجم/ أجفاني جُيوشُ الفَراغِ/ نبدأُ الآنَ فَتْحَ المزادِ العَلَنِيِّ لِبَيْعِ ذِكرياتِ النَّهرِ الجريحِ / أمعائي بَاعُوها في سُوقِ النِّخاسةِ/ أشكرُكِ لأنَّكِ قَتَلْتِنِي بِدُونِ بيروقراطيةٍ / وَانْتَشَلْتِ جُثتي مِن تَحْتِ الأنقاضِ بِكُلِّ دِيمقراطيةٍ/ وشُكراً لِلْمُرَاهِقاتِ العَارياتِ / اللواتي سَاهَمْنَ في انتشالِ الضَّحايا / مِن تَحْتِ أنقاضِ هِيروشيما / لَم تَعُدْ جُروحي إلا قبيلةً مِنَ الغَجرياتِ والبَدوياتِ/ وَهَذهِ مُدُنُ سُعالي مَوْتى سَاكِنُونَ في جَواربِ نِسائهم / مَطْرُودُونَ في عَواصِمِ اللهيبِ / كُسِرَتْ أجنحةُ الفَراشاتِ / وسَكَبَ العَبيدُ البِتْرُولَ في أَرحامِ جَواري القَصْرِ /
     الجنودُ يَخافونَ مِن بَريقِ جَماجِمِهم / يَبيعونَ نِساءَهُم في الشَّوارعِ القَتيلةِ / كَي يَقْتلوا الأحزانَ العَالقةَ عَلى إِشاراتِ المرور /  كَانت رُموشُ الرِّيحِ الرُّومانسيةُ سَتَنْتَصِرُ / لَوْ أَنَّ قُمْصَانَ نَوْمِ بَناتِ آوَى / قَاتَلَتْ في المعركةِ عَلى ألحانِ الضَّحايا / لَكِنَّ شَجَرَ المقبرةِ الذي يَضَعُ ألْفَ وِسَامٍ عَلى صَدْرِهِ / ولا يَعْرِفُ شَكْلَ الْمُسَدَّسِ / قَد هَرَبَ مِن المعركةِ بِكُلِّ شَجاعةٍ / وَتَرَكَ الأراملَ يُقَاتِلْنَ القَنابلَ بِآخِرِ عُكَّازةٍ / بآخِرِ حَقيبةٍ مَدْرسيةٍ /
     عُروشُ الذُّبابِ عَلى أشْلاءِ الضَّحايا / سَامِحيني يا مَادونا / لَم أَحْضُرْ حَفْلَتَكِ الأخيرةَ / لأنَّ جُثتي كَانتْ في شَوارعِ غَزَّةَ تُغَنِّي وَحيدةً / أنا الوَحيدُ في أُغنياتِ الكَرَزِ السَّجينةِ/ أنخابُ المذْبَحةِ/ والغزاةُ يَبيعونَ أجسادَ الشُّهداءِ لِمَصانعِ السَّرْدين / ويَشْرَبُونَ نَخْبَ العَامِ الجديدِ / عَلى ضَريحِ الفَراشاتِ الجديدِ / كُنَّا سَنَنْجَحُ في حَياتنا الزَّوْجيةِ / لَو فَهِمْنَا رُومانسيةَ بَلاطِ السُّجونِ / لكنَّ الزِّنزانةَ كَانتْ أكثرَ طُولاً مِن تَنُّورةِ البُحَيْرةِ / ولَمْ يَقْدِر الجيرانُ عَلى إِنقاذِ القِطَطِ الشَّريدةِ / فَمَا الذي ضَاعِ مِن حُمْرةِ دِمائنا زُرْقَةِ شُطآننا ؟ / مَا زَالَ لِحِيطانِ السُّجونِ قُدْرةٌ جِنسيةٌ / ما زالَ لَدَيْنَا السَّائلُ الْمَنَوِيُّ المسْكُوبُ في بَراميلِ النِّفط / أيُّها المطرُ الضَّائعُ في جُنونِ الْهَمْسِ/ لَسْتَ عَازِفَ بيانو لِتَفْرِضَ الإِيقاعَ عَلى الْمُهَرِّجين/ لَسْتَ ضَوْءَ الفَيَضَاناتِ لِتَفْتَحَ ثَلاجاتِ الْمَوْتى في حَفْلِ الزِّفاف / لَسْتَ أُمَّنا الأرْمَلةَ لِتُعَلِّمَنا إِعْدادَ الْمُلُوخِيَّةِ بالأرانبِ / اليَتيمُ في دَمِ القَمْحِ لا يَمْلِكُ غَيْرَ حَقِيبته المدرسيةِ / يَا أسماكَ القِرْش / ادْفِنِي الْحُزْنَ الشَّمْسيَّ تَحْتَ رِمَالِ البَحْرِ/ فَجْرُ التَّحْرِيرِ / وذَاكِرةُ الْحُلْمِ الكَوْنِيِّ / وَزُهُورُ النَّيازكِ الحزينةُ / وبَارُودُ المجرَّاتِ الصَّاعِقُ / يا نُسورَ الأبيضِ المتوسِّطِ / قَد هَزَمْتُم الهزيمةَ / وَبَصَقْتُمْ على قَلْبِ الرُّعْبِ /
     أَجْسَادُنا كَرَزٌ يَضَعُ عَلى صَدْرِهِ أَوسمةَ الوَهمِ / تُوَزِّعُ الأمْطارُ ذِكْرياتِ البُروقِ بَيْنَ التُّرْكياتِ وَالفَارسيَّاتِ / وأظلُّ في شَوارعِ البَارودِ وَحيداً / سَأُهَاجِرُ مِن جِلْدِ البَحْرِ / لِيَرْتاحَ كَوْكَبُنا مِن الجرادِ الدُّبْلُومَاسِيِّ /
     عَلى خُدُودِ الدِّيدان / يَضَعُونَ شَوَاهِدَ قُبُورِهِمْ وَأجسادَ نِسائِهم / وفي ذَلِكَ السُّعالِ زُنوجٌ لا يَقْدِرُون أن يَدْخُلوا كَنيسةً لِلْبِيضِ / مُوتي أيتها الفراشاتُ أَمامَ التِّلفازِ الْمُزيَّنِ بِدماء الضَّحايا / مَا هذا الكوكبُ الذَّاهِبُ إلى الدَّمار ؟ / تَقُودُهُ الكِلابُ البُوليسيةُ إلى هَاويةِ الذاكرة/ هَذا هُوَ احتراقُ أسنانِ الغاباتِ يا جَارتي القَتيلةَ / سَامِحي جُنونَ الحطبِ / ولا تَغْضَبي مِن عُشْبِ الجِنازةِ / يَا كَبيرَ المهرِّجينَ في السِّيرك / يا كُلَّ العَاهِراتِ السَّائراتِ في أناشيدِ بيرل هاربر / ضَحِكْنَا على أنفُسِنا / وَكَذَبْنا على أُمَّهاتِنا / فَلَمْ يُصَدِّقْنا حَليبُ أعشابِ المقابر/ ضَحِكَتْ عَلَيْنا رُومانسيةُ الأمواتِ / وَضَحِكَتْ عَلَيْنا جارتُنا في عِيدِ الْحُبِّ / 
     هذا زَمَنُ مَنْ لا زَمَنَ لِمَوْتِهِ خَارجَ أزمنةِ الرِّيحِ/ لَم أَرْضَعْ مِنْ ثَدْيِ النَّارِ لأرْفَعَ الرَّايةَ البيضاءَ / ولَم أَرْضَع مِنَ الذِّئبةِ لأُعانِقَ بَراري الكُوليرا/ سَنَفْتَحُ ذاكرةَ الحدودِ / سَنُفَجِّرُ حَليبَ السُّدودِ / تَحْتَ مَرْمَى اللهبِ الشَّاسِعِ أُرَتِّبُ تَوَابِيتَ الشُّطآن/ فَابْدَأْ مَطَرَاً يَحْرِقُ شَجَرَ العَتَمة/ نَمْسَحُ أعداءَ الشَّمسِ تَحْتَ كُلِّ شَمْسٍ/ لَنْ تأخذوا عِظَامَ الشُّهداءِ مِكْياجاً لِجَوارِي القَصْر / لَنْ تَمُرُّوا على جُلودِنا الحارِقةِ / لأنَّ أجسادَنا زَلازِلُ / نَحْقِنُ ذَرَّاتِ الأُكسجينِ بالذِّكرياتِ / نَزْرَعُ الأمطارَ في كُريات دَمِ الشَّوارع / كَأَنَّ الرَّعْدَ قَادِمٌ لخطفِ البَراويزِ / والأمواجُ تَرْكُضُ تَغْسِلُ بَلاطَ المطاراتِ بِدِماءِ الوَحْل / أُعيدُ هَندسةَ رُموشي وَفْقَ نَظريةِ البَارودِ /
     كُلُّ رَضِيعٍ مُسَدَّسٌ / وَكُلُّ وَرْدةٍ مِصْيدةُ فِئْران / وَكُلُّ مَاءِ عُيونِنا سُمٌّ في عُرُوقِ الزَّبَد / فَلا تَنْسَ يَا مَلَلَ الضِّباعِ / قَبْلَ انتحارِكَ الرُّومانسيِّ / أن تَكتبَ رِوايةً فَاشِلةً عَن مَذْبَحتي النَّاجحةِ / تَتَزَاوَجُ انتحاراتُنا فَتُولَدُ حَيَاةً جَديدةً لِلْبَنَادِقِ / فَلا تَنْسَ يَا ضَوْءَ الشُّموعِ أن تَخترعَ أُغنيةً عَنْ مَذْبحتي اليَوميةِ / يَا كُلَّ الرَّسائلِ التي لا تَصِلُ أبداً / ازْرَعِي صُندوقَ البَريدِ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ / ارْكُضي أيتها الرِّمالُ المتحرِّكةُ / والنُّعوشُ المتحرِّكةُ تَركضُ خَلْفَكِ / هَذهِ أحزاني خَواتِمُ في أصَابعِ السَّبايا/ أَهدابي فَاكِهَةُ الصُّراخِ حِينَ تُصْبِحُ السُّجونُ سَلَطَةَ فَوَاكِه / وَسَوْفَ يُعَلِّقُ الرَّعْدُ على حِيطانِ سُجُونِنا نُعُوشَ السَّجَّانين /
     أبْني مُسْتقبلي السِّياسيَّ تَحْتَ ظِلالِ عُشْبِ القُبور / أَيْقَظَنِي المطرُ المشْتَعِلُ / افْتَرَسَنِي ضَوْءُ المشانِق / أَضَعْتُ رَقْمَ زِنزانتي بَيْنَ أَرقامِ القُبورِ/ فَاخْتَرْ رَقْمَاً يُنَاسِبُ ذِكْرياتِ الضَّحايا الصَّاعِدِينَ إِلى سَرَادِيبِ بُلْعُومِ البَحْرِ / لَم أَفْتَرِسْ احْتِضارَ زُهُورِ النَّار / يَا رُعودَ الجسدِ المنْحُوتِ عَلى مَزْهرياتِ العَارِ / نَحْنُ إِخْوةٌ شُركاءُ في تحليلِ صَمْتِ الذَّبِيح / إِذَا كُنْتُمْ مَوْتَى فَاقْتَسِمُوا عُشْبَ المدافِن / 
     كُلُّ حُفَرِ المجارِي تَعْرِفُ بَصْمَةَ دِمَائي/ كَأَنَّ مَطَرَ الذِّكرياتِ بَصْمَةُ كَوْكَبِ الدَّمِ/ فَاغْسِلْنِي اغْسِلْ جَثَامِينَ رُمُوشي / ارْفُض اسْتقالةَ صَابُونِ المجازِرِ / لا تُحِلْهُ إلى التَّقاعُد / سَنَغْسِلُ جُثثَ الضَّحايا بالصَّابونِ والْمُبيداتِ الحشَريةِ / أنا أَنينُ نَاطِحاتِ السَّحابِ الملوَّثُ باللامعنى / ولا تَتْرُك جُنودَ الفَراغِ يَجْلِسُونَ على أهدابي في انتظارِ الرَّاتبِ الشَّهريِّ / كُلَّمَا أَمْسَكْتُ حَنْجرةَ الفَيَضَان / تَسَاقَطَتْ أصابعي الخشبيةُ / كَشَوْقِ زَوْجاتِ البَحَّارةِ الذَّاهِبِينَ إِلى السُّؤالِ / العائدينَ إلى السُّؤالِ / أَعُدُّ الضَّحايا وَأُخْطِئُ / أستخدمُ آلَةً حَاسِبةً جَديدةً / لإِحصاءِ نُعُوشِ الفَراشاتِ اليتيمةِ / في خِيَامِ الرَّعدِ / فَاخْتَرِعْ أبجديةَ العَوَاصِفِ مِنْ مَطَرِ الغاباتِ الاستوائيةِ / التي تَلِيقُ بالشُّهداءِ الواقِفِينَ على أبوابِ الْمُخَيَّم /
     اخْرُجُوا مِن آلامِ المسيحِ/ لا تَمَسُّوا طَهَارةَ مَرْيَم / خُذي جُثماني أيتها الأمواجُ/ كَي يَكُفَّ المطرُ عَن استئصالِ الغاباتِ/ مِن دِماءِ الأطفالِ المذْبُوحِينَ في حُفَرِ المجارِي/ كأنَّ فِئْرانَ الشَّفقِ تَتَزَوَّجُ الْجُثَثَ المرْمِيَّةَ / في شَوَارِعِ الْمُخَيَّمِ /
     لأرصفةِ المِيناءِ أُقَدِّمُ زُهُورَ أسئلةِ الجرحى/ المطرُ يَجْلِسُ على سَطْحِ قِطارٍ يُلَحِّنُ أغاني الشَّفق / أُقَدِّمُ اعتذارَ الموتى عَن حُضورِ حَفْلِ زِفافِ الإِعْصارِ/ السَّناجبُ تَزرعُ أشْجَارَ البِتْرولِ في أجفانِها / ومَعِدتي الخاويةُ تُهاجِرُ إلى قَلْبي المكسورِ / رَاياتُ القَبائلِ تَرْكُضُ في بَرَاميلِ النِّفطِ الشَّمْعيةِ / وجُلُودُ الفَرَاشاتِ مِن صُرَاخِ الضَّحايا / يَصْنَعُونَ مِن جَثامينِ السُّنونو جِسْرَاً تَعْبُرُ عَلَيْهِ السَّبايا / ثُمَّ يُدَافِعُونَ عَن حَدِيقةِ الطُّيورِ في تعاليمِ المنْفَى / نَسِيَ أطفالُ المجزرةِ البُوظةَ في ثَلاجةِ الموْتى / فَلَمْ تَقْفِزْ أسماكُ القِرْشِ في مِقْلاةِ مَطْبَخِ الْمُخَيَّم / النَّارُ هِيَ الغريقةُ / وَأُحَدِّدُ هُوِيَّةَ القَشِّ / خَارطةُ القُلوبِ الكَسيرةِ أرْشِيفُ الكِفاحِ الْمُسَلَّحِ في عِظامي / هَكَذَا يَقْتُلُ وَطَنُ الضَّحايا الْمُرَقَّمِينَ الوُرودَ بِمَاءِ الدَّمْعِ / وَتَنَامُ قُرْبَ قَصَائِدي النَّيَازِكُ /
     أَنصُبُ خِيَامَ أَنهارِي اللاجئةِ / قُرْبَ انتظارِ أُمَّهاتِ الجنودِ الذين لَنْ يَعُودُوا / لَن يُولَدَ الجنونُ الذي سَيَمُرُّ على أصابِعِنا / نَحْنُ أيتامٌ مُذْ مَاتَتْ أُمُّنا القَاسِيةُ / وَقُبُورُنا مَرْمِيَّةٌ في حُفَرِ المجارِي / دُمْيةٌ في مَسْرحِ العَرائِسِ تَعْبُرُ المرايا / سَتُدَافِعُ عَنَّا بَعْدَ عُبورِ الدَّباباتِ على أكفانِنا / هُوَ انكسارُ الْحُلْمِ في بَراري الكُوليرا /
     نَحْنُ سُيوفٌ عَلى خَنَاجِرِ الذِّكْريات / مَمْلَكَتُنا تَحْتَ الأرضِ / لِنَصْنَعَ حُلْمَنا فَوْقَ الأرض / أَختارُ أشكالَ المشانِقِ/ فَاشْنُقْ كُلَّ مِشْنقةٍ مَرَّتْ في أجْفَانِكَ / أُغَيِّرُ لَوْنَ دِمَاءِ الأدغالِ / وَفْقَ مَا يَرَاهُ نَعْشي مُناسِباً / هَؤلاءِ النَّائِمُونَ في صَنَوْبرِ الشَّفق / انتصَرْنا على سُعَالِ قِطَّةِ جَارَتِنا/ انتصَرْنا على ضَوْءِ جَوَارِبِنا/ انتصَرْنا على سَرِيرِ لَيْلةِ الدُّخْلةِ / انتصَرْنا عَلى الكُرْسِيِّ المتحرِّكِ لجارِنا / قُدْنا المسيرةَ على ضَوْءِ تَوابيتِ الأطفالِ /
     دَعُونا نَحْتَفِلْ بِذِكْرى مِيلادِ الأنين / بُقْعَةُ الزَّيتِ تأكلُ الرَّصاصَ المتدفِّقَ تَجْتاحُ/ أَلُفُّ المطرَ الرَّصاصيَّ حَوْلَ خَاصِرةِ دَجَاجَاتِ أُمِّي/ حَوْلَ خَاصِرةِ المِيناء / حَوْلَ خَاصِرةِ البَيَّارةِ / حَوْلَ خَاصِرةِ الصَّحْراء/ يَخْرُجُ الضَّوْءُ صُقُوراً مُشْتَعِلَةً مِن تَحْتِ رِمالِ المتوسِّط / مِن تَحْتِ أظافرِ العُشْبِ / كُلُّ الملايين قَادِمُونَ مِن وَراءِ الشَّمسِ/ مِن أَمَامِ الْهَمْسِ/ مِن رِئَةِ الحدود / كُلُّ شَهيدٍ يَخْرُجُ مِن عُرُوقِهِ مَلايينُ الشُّهداءِ / لا حُدودٌ بَيْنَنا ولا سُدودٌ / البَرْقُ يَذْبَحُ الرَّايةَ البَيْضاءَ بِسَكَاكينِ المطْبَخ /
     مِن وَراءِ أوتادِ الخِيَامِ نَطْلُعُ / مِن وَراءِ البَنَادِقِ نَتَدَفَّقُ / يَخْرُجُ أطفالُ ثَوْرَتِنا مِن كُلِّ ثَوراتِ السَّنابل / حَفَرْنا على حَنْجرةِ الْمَوْجِ خَارِطةَ فِلِسْطين التَّارِيخيةِ / أُحَرِّرُ الذِّكرياتِ مِن الحِكَاياتِ / نَفْرِضُ سَيْطَرَتَنَا عَلَى صُحُونِ مَطَابِخِ الطوفان / تَخْتَرِعُ بَنَادِقُنَا الفِيزياءَ الجديدةَ / التي لا يَعْرِفُها آينِشْتَاين /
     اقْتَحِمْ عُزْلةَ الزَّيتونِ الْمُسَيَّجِ بالجنون / أيُّها الذِّئبُ الحاكِمُ بَأَمْرِ الشَّيطان / يَا مَنْ تَضَعُ على صَدْرِكَ ألْفَ وِسَامٍ / وكلُّ حُروبِكَ بَيْنَ أفخاذِ عَشيقاتِكَ / الضِّباعُ تَشربُ نَخْبَ احتضارِ الغاباتِ في قَصْرِ الحمراءِ / يَبْنُونَ مَجْدَهُم البلاستيكيَّ عَلَى الجماجِم/ وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ حُلْمَ المساءِ / الشَّوَارِعُ مَرْصُوفةٌ بِجِيَفِ القِطَطِ الْمُتَحَلِّلَةِ بَيْنَ أصابعِ النَّهر / بَسَاطِيرُ الْمُخْبِرِين / رَكِّزْ في مِكْيَاجِ الدَّجاجاتِ المنثورِ كالسِّيانيدِ عَلَى كَامِيراتِ التِّلفازِ / حَتَّى الفَشَلُ يَفْشَلُ في بِلادِ القُبُورِ المائِيَّةِ الأضْرِحَةِ الصِّنَاعِيَّةِ / وُجُوهُ الأباطرةِ المائِلةُ للاضْمِحْلالِ /
     يا شُرَكائِي في بَسَاتِينِ النَّزِيفِ المجنون / احْتِراقُ زَهْرِ المذابحِ أوسمةُ كِلابِ الحراسةِ / صَارَ الحريقُ هُوَ النَّجاحَ الوَحيدَ لِمُهَنْدِسِي البِتْرُولِ في الرِّمالِ المتحرِّكةِ / فَشُكْراً يَا حُزنَ الذاكرةِ النَّائِمةِ تَحْتَ رِمَالِ البَحْرِ / ثَلاجَةُ الموتى رُمُوشُ الخرائطِ المنسيَّةِ / أَيْنَ خَارِطةُ مَلاقِطِ الغسيلِ التي تَحْمِلُ عُشْبَ المجازِرِ ؟ / هَل تَكُونُ عُرُوشُ الوَهْمِ رُومانسيةَ أزهارِ المقبرة ؟ /
     لَسْتُ المسيحَ المخلِّصَ / لَكِنَّ يَهُوذا خَانَنِي / لَسْتُ عُثْمَانَ / لَكِنَّ الأُمَوِيِّين خَانُونِي / لَسْتُ الْحُسَيْنَ / لَكِنَّ أَهْلَ الكُوفةِ خَانُونِي / لَسْتُ ابْنَ الزُّبير / لَكِنَّ أَصْحَابِي خَانونِي  / لَسْتُ ضَوْءَ الضبابِ / لَكِنَّ الذِّكرياتِ خَانَتْنِي /
     نُنَادِي على العَدَمِ / فَيَأتي العَدَمُ لِيُعْدِمَنَا / يا قَلْبيَ الضَّائعَ في صَدَأ أوسمةِ جُيُوشِ السَّبايا / أَعْطِ الأراملَ خُبْزَ العَشَاءِ النِّهَائِيَّ/ هِيَ الرُّتبُ العسكريةُ سَنَاجِبُ مَشْنُوقةٌ / كالشَّوارِعِ فِي مَوْسِمِ البَيَاتِ الشَّتويِّ / المصْبُوغِ بِمَوْسِمِ تَزَاوُجِ الهواءِ معَ الدِّماء / تَزَوَّجَ أُكسجينُ الجرْحِ هَيدروجينَ الذَّاكِرةِ / فاستخدمتُ مَاءَ تَبْرِيدِ الْمُفَاعِلاتِ النَّوويةِ في تَبْرِيدِ حَرَائِقِ صَدْرِي / أعِيشُ على هَامِشِ الْحُلْمِ / كَقِطَطٍ تُفَتِّشُ عَن طَعَامِها في القُمامةِ / وَتَضْحَكُ عَلَيْها بَنَاتُ الإِقْطَاعِيِّين في المدارسِ الأجنبيةِ / نَحْنُ جَرَادٌ في سَلَطةِ الفَوَاكِه / زَرَعْنَا الطَّعناتِ في ظُهُورِ اليَمام / وأَحْرَقْنَا دَمَ الفَراشاتِ التي تَنتظرُ صَوْتَ الْمَدَافِعِ / لَسْنَا حَظِيرةَ أَبْقارٍ لِيَبِيعَنا العُشبُ / حَسَبَ مَزَاجِ  الطَّبِيبِ البَيْطَرِيِّ / لَن يَصِيرَ عِنَبُ الجزائرِ نَبِيذاً فَرَنسِيَّاً /
     أَخْلَعُ جِنْسيةَ بِرْمِيلِ النِّفْطِ / نتعلمُ السِّباحةَ في الجِنازاتِ / انتهت المجزرةُ بِدَمٍ بَارِدٍ كَعَصيرِ البُرْتقالِ / مَرَّ قِطَارُ التَّارِيخِ أمامَنا فَلَمْ نَرْكَبْ / وَبَقِينا على مَقاعدِ محطةِ القِطاراتِ / نُدَخِّنُ قِرميدَ الأكواخِ البَعيدةِ / لَمْ تَعْرِفْنا نُسُورُ قُرَيْشٍ / وَلَمْ تَنْظُرْ إِلَيْنا شَرِيفاتُ قُرَيْشٍ / وَلَمْ يَكْتَشِفْ مَلامِحَنَا سِوَى المذيعاتِ العَوَانِسِ / لَمْ يُصَافِحْنا التَّارِيخُ لأنَّ أَيْدِينا مَقْطُوعةٌ / وَرُؤُوسَنا مُعَلَّقةٌ على إِشاراتِ المرور / رِجالٌ يُقَدِّمُونَ زَوْجاتِهم إِلى الاغْتِصَابِ مَجَّاناً بِكُلِّ دُبْلوماسيةٍ /
     يا أحزاني المجيدةَ في المذابِحِ الجديدة / الْمُومِسُ تَبِيعُ جَسَدَها لِتَأْكُلَ / وَالمرتزِقةُ بَاعُوا بِلاداً وَأَكَلُوا شُعُوبَها / (( قَدْ يُعْذَرُونَ لَوْ أَنَّ الجوعَ أَرْغَمَهُمْ / وَاللهِ مَا عَطِشُوا يَوْمَاً وَلا جَاعُوا )) / لا تَخُونوا ذِكْرَياتِ الأنبياءِ المقْتُولِين / لا تَرْفَعُوا رَأْسَ الْحُسَيْنِ وَرْدةً في عِيدِ الْحُبِّ / لا تَرْسُمُوا رَأْسَ ابْنِ الزُّبيرِ بِرْوَازَاً على الحِيطان / كُنَّا ثُوَّاراً مُمْتَازِينَ في حِصارِ عُثمان / كُنَّا رِجالاً أشِدَّاءَ في قَتْلِ الْحُسَيْن / كُنَّا أبطالاً فَاتحينَ في خِيانةِ ابْنِ الزُّبير / أحزانٌ حَاسمةٌ من قِشْرِ البِطِّيخِ المنثورِ / على طَاوِلاتِ مَطاعمِ الوَجَباتِ السَّريعةِ / مَاتتْ أعْصَابي في ثَلاجةِ البُوظةِ/ وبَقِيَ البَاعةُ المتجوِّلونَ يَجْمَعُونَ ذِكرياتِ الجثثِ في أكياسِ الطحين/ يَا مَدينةَ الوَهْمِ المقدَّسِ/ التي تَأخذُ دِماءَ الضَّحايا مِكْياجاً لِجُنونها / سَأَنصُبُ قَفَصِي الصَّدْرِيَّ صَاروخاً في الشَّفق / الدِّماءُ أحمرُ شِفَاهٍ في عِيدِ الْحُبِّ /
     أيُّها الرِّجالُ الذينَ يَأْكُلُهُم الدُّودُ/ ارْمُوا الرَّاتِبَ الشَّهريَّ بَيْنَ أسنانِ المِكْياجِ / تُباعُ الجواري للرِّجالِ القادِرِينَ على الدَّفْعِ / والجرادُ أَكَلَ قُمْصانَ النَّوْمِ / لَكِنَّ رَمْلَ قِيعانِ القُلوبِ يُطْلِقُ الألعابَ النَّاريةَ / احْتِفالاً بِتَدْشِينِ عَصْرِ السَّبايا وَمَوْتِ الرِّجالِ في المقابرِ الجمَاعيةِ / انتصارُ طُفولةِ الأولادِ على شَيْخُوخةِ الدَّباباتِ / وَمَسَارِحُ الجماجمِ تُحافِظُ على مَشَاعرِ الجثَثِ في الشَّوارعِ الْمُطْفأةِ / انتَظِرُوا قَليلاً حَتَّى تَكتملَ المجزرةُ / لِتَكْتُبوا مَدِيحَ الضَّحيةِ بَعْدَ تَقَاعُدِ الشُّطآنِ النَّازِفةِ / وَاتْبَعْ يا قَلْبَ العاصفةِ نَشيدَ الرُّوحِ إِلى زُجاجِ العَوَاصِفِ /
     كُلُّ تَاريخِ السَّناجبِ القَتيلةِ / يَركضُ على أظافِرِ صَقْرٍ أَحْوَل / لا يَرى في قَفَصي الصَّدْرِيِّ غَيْرَ ذَبْحتي الصَّدْريةِ / اذْبَحْنِي كَي تَعْرِفَ أنَّ مَوْتَ النوارسِ رَمْلُ البَحرِ/ نَدْرُسُ معَ رِياحِ الخمَاسين فَلْسفةَ المشانِقِ/ لَكِنِّي المصْلُوبُ العَالي/ لأنَّ مِقْصلتي بِطَعْمِ الفَانيلا / وَمِقْصَلَتَكَ بِطَعْمِ الشُّوكولاتة / فَكُنْ صَديقَ الرِّياحِ حِينَ تَموتُ فِينا الأشجارُ / أعْطِ حَفَّارَ القُبورِ شِيكاً بِدُونِ رَصيدٍ/ إِنَّ رَصيدَ لاعبةِ الْجُمبازِ في السِّيركِ قِصَّةُ حُبٍّ تَحترقُ / مُهَرِّجٌ يَسيرُ عَلى حَبْلِ مِشْنقتي وَاثقاً مِن سَاعةِ الصِّفْرِ/ أَلْقَيْتُ اسْتقالتي مِن وَظيفةِ العِشْقِ عَلى مَكْتَبِ قَلْبي / واعتزلتْ أظافري الحياةَ السِّياسيةَ / وَحَمَلَت البُندقيةَ / ولا بُنْدقيةٌ في عَرَقِ الكَواكِبِ سِوَى عُيونِ الغرباءِ / ولا ذَاكرةٌ لأسْمَاكِ الغَيْمِ سِوى دِماءِ الكَواكبِ / قَلْبي يُمارِسُ هِوايةَ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ في خِيَامِ كُرَياتِ دَمِي / فَمَارِسْ أيَّةَ هِوايةٍ لا تَدُلُّ على مَرايا المنفَى / كَمْ رَقْمُ خَيْمَتِنا يا أُمِّي في مَطْعَمِ الْمَذْبَحةِ؟/مَا الفَرْقُ بَيْنَ رقْمِ قَبْرِ الصَّنوبرِ وَرَقْمِ طَاوِلَتِنا في الْمَطْعَمِ؟/ بَنَيْتُ مِنْ عَرَقِ الفَلاحِينَ بُرْجَ مُرَاقَبةٍ / تَقْضي فِيهِ أسماكُ القِرْشِ العُطْلةَ الصَّيفيةَ قُرْبَ شِتاءِ الخِيَامِ / مَنَحْتُ شُموعَ عِيدِ ميلادي لِلْحَمَامِ الزَّاجِل / أنا أعْلَى الْمَذْبُوحِينَ قُرْبَ رَاياتِ الطوفان / وأخشابُ سَفِينتي الغارقةِ هِيَ تَوابيتُ الطغاةِ / التي يُرَتِّبُها المرفأُ في فُوَّهاتِ الْحُزْنِ / أَحتفلُ بِذِكْرى زَواجي مِن أعشابِ المجزرةِ / لَكِنَّ نَمْلَ المنفَى يَشْتَهِيني/ تَخْرُجُ مِنْ قِيعانِ عُرُوقي نُسورٌ / وَكُلُّ أَعمدةِ الكَهْرباءِ التي تَحْمِلُها قِطَطُ الشَّوارعِ/ تَئِدُ تاريخَ المتاحِفِ التي تَتَشَمَّسُ في ذِكْرياتِ المجازِرِ / صَحْرَاءُ الذِّئبِ الوَحيدِ/ ويَاقوتُ المذابِحِ/ وَعَشيقةُ الصَّدى/ أَصْعَدُ إلى مَعاركي على سَطْحِ القَمرِ / لَم نُولَدْ لِنَهْرُبَ مِنَ المعارِكِ / الدَّمُ الأبيضُ في شَلالاتِ ذَاكرةِ الْحُزْنِ / وَيُولَدُ أطفالُنا أشْجَاراً / سَيُصبحُ هذا الكَوْكَبُ المجنونُ أكثرَ عَقْلانيةً / حِينَ نُحَوِّلُ أجسادَنا إلى زَعْتَر / هَذا الطِّفلُ لَمْ يَعِشْ طُفولةَ البَحْرِ / لأنَّ البَحْرَ بُنْدقيةٌ يُنَظِّفُها البُكاءُ بِزَيْتِ الزَّيتون/ البُحيراتُ الثائرةُ/ وَصَداقةُ البَارودِ/سَيَخْرُجُ البَحرُ مِن جِلْدِهِ/وَتَخْرُجُ رِمَالُ الشَّفَقِ مِن عَباءةِ البِتْرولِ/ سَنُحَاصِرُ تاريخَ الجماجِمِ في الملاحِمِ/
     نُدافِعُ عَنْ حُقوقِ الإنسانِ بَعْدَ مَوْتِ الإِنسان / هَل يَسيلُ دَمُ الضَّحايا على ثَدْيِ البُحيرةِ ؟ / أنا المواطِنُ العَاطِلُ عَن الوَطَنِ / عِشْنا في المنافي الدِّيمقراطيةِ / نَخيطُ أعلامَ القَراصنةِ / مِتُّ أَوْ عِشْتُ/ لَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ/ فلماذا تُنادي يَا كَفَنِي عَلى حَشَائِشِ مُسْتَوْدَعَاتِ المِيناءِ ؟ / صَارَ مِكْياجُ الجواري سِكَّةَ حَدِيدٍ/ تَعْبُرُ عليها قِطاراتُ الزَّوْبعةِ/ كَوْكَبُنا عَرَبةُ المحكومِ بالإعدامِ/ لا وَقْتٌ لِتَمْشيطِ جِلْدِ قِطَّةِ جَارَتِنا/ وَلا مَكانٌ لأزمنةِ مَعْنى الضَّحايا / أُدَافِعُ عَن حُقوقِ الأراملِ في الذِّكرياتِ / أُدافِعُ عَن حِصَّةِ أطفالِ الشوارعِ في الحِكاياتِ/ لم نُثْبِتْ رُجُولَتَنَا إِلا في ضَرْبِ نِسائِنا / وَقَطيعُ النَّمْلِ يَتَّخِذُ مِن ضَريحِ البَلوطِ سَريراً لِمُمارسةِ الجِنْسِ / هَذهِ جُيوشُ الصَّدى لَمْ تَعْرِفْ غَيْرَ الألعابِ النَّاريةِ / في حَفَلاتِ زِفَافِ بَنَاتِ الملوكِ /
     لا تَموتوا في طَوابيرِ الْخُبْزِ / اذْهَبُوا شُهداءَ سَائِرينَ في مَجْدِ أرضِ الأنبياءِ / حَواجِبُ البَناتِ مُسدَّساتٌ في دُروبِ المجزرةِ / وكُلُّ الدُّروبِ تُؤدِّي إلى دَمِي المسفوحِ / الذي يَصْقُلُ ضَفَائِرَ الأعشابِ / نَحْنُ ضَوْءُ الاحتضارِ نَقْضي وَقْتَنا تَائهينَ في الصَّحاري / كَمَا قَضَى بَنُو إِسْرائيلَ نَصِيبَهُمْ مِنَ التِّيهِ /
     أُفَتِّشُ في كُثْبانِ الرَّملِ عَن ذِكرياتِ الضَّحايا / أَسألُ نَيَازِكَ السَّماءِ عَن يَوْمِيَّاتِ شَرِيفاتِ قُرَيْشٍ / فَلا أَرى أَمَامِي غَيْرَ اكتئابِ المرافِئِ / الرَّحيلُ صَقَلَ أجفانَ النِّساءِ بِعُشْبِ المذابحِ / أَسألُ إِجاصَ الليلِ عَن المفاوَضاتِ السِّريةِ بَيْنَ الأُمويين والعباسيين / لم أَعُدْ قَادِراً على النَّظرِ في عَيْنَيْكِ/ وَلُحومُ الأطفالِ تَتساقطُ حَوْلِي كَصُحونِ المطبخِ/ فاخْلَعيني/ وابحثي عَن غَيْرِي/ وَحَاوِلي نِسْيانَ وَجْهي بَيْنَ مَلاقطِ الغَسيل / ابْحَثِي عَنْ جَيْشٍ يَحْرُسُ ذِكْرياتِكِ/ أَدُورُ في بَراري ذَاكرةِ الصَّحْراءِ/ أُفَتِّشُ عَن رَأسِ الْحُسَيْن / كأنَّ جَماجِمَ الضَّحايا تُفَّاحاتٌ نَاضِجةٌ / أجسادُ البَشَرِ مَصْبُوغةٌ بِوَحْلِ الْمُخَيَّماتِ / والأحزانُ عِلْكةٌ بِطَعْمِ النَّعْنَاعِ / أَدُورُ في أبراجِ المراقَبَةِ ومَصَافِي النِّفْطِ / بَاحِثاً عن اسْمِي التَّائِهِ بَيْنَ أسماءِ الشُّهداءِ وأرقامِ الضَّحايا / أَهيمُ عَلى وَجْهي في الصَّحاري / بَاحِثاً عَن ذِكْرياتِ عِمَامةِ النَّبِيِّ / وَسَيْفِ عَلِيِّ بنِ أبي طَالب /
     يَعْبُرْنَ صُراخَ الضَّحايا أعمدةً مِن دُخانِ الْحُلْمِ/ يُوصِلْنَ سُعالَ البَحْرِ إلى حَقِيبةِ أُمِّهِ الجِلْديةِ / لا تُحَاصِرْ مَوْتَ البَجَعِ بالذِّكرياتِ العَاطفيةِ / توابيتُ النِّساءِ مَنْسِيَّةٌ في الحِكَاياتِ الشَّعْبيةِ / فَلا تَخْدَعِيني يَا جَارتي بالرُّومانسيةِ/ إِنَّ بُندقيتي رُومانسيةُ الأنهارِ الْمُقَاتِلةِ / لَنْ أكونَ في بِلادي سَائِحاً / أُعيدُ شَعْبِي إلى فِلِسْطين / وَأُعيدُ فِلِسْطينَ إلى الخارطةِ /
     أنا رُومانسِيٌّ أَكْثَرُ مِن دُودي الفايد / لكنَّ قِطاراتِ المنفَى تَغْتَصِبُني / دَفَنْتُ حُبِّيَ الأوَّلَ / لأنَّ البُنْدقيةَ زَوْجَتي / لَكِنَّ البُنْدُقِيَّةَ أَذْكَى مِن أوراقِ الخريفِ / تَنكسرُ قَارورةُ الحِبْرِ بَيْنَ السِّكينِ وقِطْعةِ الْجُبْنِ / وَغَزَّةُ هِيَ الجناحُ العَسكريُّ للبَحرِ / نَحْنُ رَسَمْنا شَواهِدَ قُبورِنا بِقَلَمِ الرَّصاصِ/ وأنتُم حَفَرْتُمْ خَنَادِقَ الرَّصاصِ/ أنتُم تَكتبونَ الرَّسائلَ الغَرَامِيَّةَ لِلْحُورِ العِين / ونَحْنُ نَركضُ وَراءَ مِكْياجِ المذيعاتِ العَوانِسِ /
     عُشْبُ الْجُثَثِ / خُضْنا مَعركةَ التَّوابيتِ في أحْضَانِ دُمَى مَسْرَحِ العَرَائِسِ / فَهَلْ سَتَحْمَرُّ خُدودُ المراهِقاتِ حِينَ يَقْرَأْنَ سِفْرَ حِزْقِيَالَ في الكَنيسةِ ؟/ لَمْ تَعْرِفْ وُجُوهَنا الْمُلَطَّخَةَ بِدِماءِ الغاباتِ الاستوائيةِ وُجوهُ الرَّاهباتِ / الْخَجُولاتِ مِن الْحُبِّ / الوَاثِقاتِ مِن انكسارِ الْحُلْمِ عَلى الصَّليبِ / ثَلاجةُ الموتى مُمتلئةٌ / فَرَكَضْتُ نَحْوَ حُلْمِي / فَلَمْ أَجِدْ غَيْرَ جُثْمَانِ أَبِي / قَدْ تحتاجُ أجسادُنا المنطفئةُ إلى قَبْرٍ / يَتَّسِعُ لِلمَطرِ الحِمْضِيِّ والعُشْبِ مَعَاً / عَانَقْنَا كُلَّ الذِّكرياتِ في طَريقِ صَلاةِ الجِنازةِ / ولَمْ يَعُدْ تاريخُ أعضَائِنا الْمَيْتَةِ إلا مُذيعةً / تَكْشِفُ نَهْدَيْها كَي تَحْصُلَ عَلى الوَظيفةِ /
     عَلى جُثةِ الْحُلْمِ حَفْلةُ تَعارُفٍ / بَيْنَ الطابورِ الخامِسِ والطابورِ السَّادسِ / فَاصِلٌ مِن عُروضِ الأزياءِ بَيْنَما تَكتملُ المجزرةُ / وَيَلتصقُ على الكَاميراتِ النَّاعِمةِ دَمُ الضَّحايا الْخَشِنُ / أُعِيدُ إِحياءَ البَحْرِ الْمَيْتِ / أُحَوِّلُ مَجْرى النِّيلِ لِيَصُبَّ في أوْردتي البلاستيكيةِ / سَيَصُبُّ الفُراتُ في الأمازون / وَنَموتُ في مَمالكِ العَطَشِ / أُرشدُ عَاهراتِ باريسَ إلى لَيْلةِ القَدْرِ / وَابْنُ الجِيرانِ يَضْحَكُ على ابْنةِ الجِيران / وَابْنةُ الجِيرانِ تَضْحَكُ عَلى ابْنِ الجِيران / وَمُراهِقةٌ في أزقةِ الفِئران / تَبْحَثُ عَن فأرٍ تَضحكُ عَلَيْهِ / هَذا مَوْسِمُ الضَّحِكِ في مَملكةِ السَّرابِ /
     لَم أشْرَب البِيرةَ معَ نِساءِ بَرْشَلُونة / لأنَّ حُزْني يَشْرَبُني في الأندلسِ / نَسِيَ شُيوخُ القَبائلِ الأعلامَ الْمُنَكَّسَةَ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعترِ/ وكلُّ طُرقاتِ سُعالي أعوادُ مَشَانِقَ وذِكْرياتُ أرامِلَ شَابَّاتٍ / حَضاراتٌ تُسْحَقُ في السُّجونِ اللازَوَرْدِيَّةِ / ولم يَعْشَقْني غَيْرُ امرأتَيْن : (( ضَابطةُ المخابراتِ وحَفَّارةُ القُبورِ )) /
     لم نَسْتَفِدْ مِن رُومانسيةِ دُودي الفايد / سِوى حُبوبِ مَنْعِ الْحَمْلِ للأميرةِ دَيَانا / ولم نَأخذْ مِن احتضارِ أُنوثةِ الموانِئِ / إلا بِقَدْرِ مَا نُزَيِّنُ بِهِ جَمَاجِمَ الأطفالِ / والعاصفةُ تُزَيِّنُ أشلاءَنا بِمِكْياجِ المجازِرِ / فَكُنْ يَا مَطَرَ الأكفانِ الضَّوْئيةِ أَرْحَمَ بجثثِ الأطفالِ مِن تُفَّاحِ النَّيازِكِ / لم تَذْهَبْ غَزَّةُ إلى الأوسمةِ العَسْكريةِ / لَكِنِّي رأيتُها تُعْطِي أسماكَ المتوسِّطِ دَوْرةً عَسْكريةً مَجَّانيةً / لَيْتَنِي نَيْزَكُ الذاكرةِ لأَحْرِقَ جُلُودَ الشَّاطئِ بالْمُسَدَّساتِ الخشَبيةِ / وَالأعداءُ يَنْقَعُونَ أَكْفَانَنَا في بَرَامِيلِ نِفْطِنا / لَكِنَّ الأراملَ يُدَافِعْنَ عَنَّا في شَهْرِ العَسَلِ /
     يَا مُدُنَ الضَّوْءِ الْمُقَاتِلِ / رُدِّي لَنَا مَعْنى الفَراشاتِ / وَشَرْعِيَّةَ وُجودِ أظافرِنا في مَجَرَّةِ البَنَادِقِ / بَدَأَ احتراقُ الجسدِ المصْبُوغِ بأدغالِ الشَّمْعِ / فَابْدَأْ حَيَاتَكَ مِن نَشيدِ الْمُذَنَّباتِ / كَسَرْتُ ظِلَّ البُندقيةِ على لَحْمِ البَحْرِ / فَلَم يَنْتَبِه الرَّصاصُ الحيُّ إلى قَلَمِ الرَّصاصِ / أنتَ المعْنَى / فَاحْمِلْ أكتافَ الرِّيحِ على ظَهْرِ البُندقيةِ / أتزوَّجُ شَوارعَ البُوسنةِ / وأحتفلُ باسْتقلالِ كُوسُوفو / كَي يَصْعَدَ دَمي إلى خُدودِ فِلِسْطين /
     يا أسماءَنا البَعيدةَ عَن البُحيراتِ العَوَانِسِ / تَزَوَّجي خَنادقَ اللحْمِ / تَبْدَأُ الحقيقةُ تَغِيبُ بَنَادِقُ الشُّطآن/ لم يَرْكُضْ حُزْنُ الأرضِ في خَاصِرةِ الموْجِ/ لكنَّ الأطفالَ يَمُوتونَ تَحْتَ هِضَابِ الطباشير / فَاحْرِقْ حُزْنَ حَبْلِ الغَسيلِ / وَاعْبُرْ في حَقائبِ التَّلاميذِ العائِدِينَ مِنَ المجزرةِ / الذَّاهِبِينَ إلى القَصْفِ الْجَوِّي / سَقَطَت الطباشيرُ عَن آخِرِ سَبُّورةٍ / مَرَّتْ عَلَى جَثَامِينِ مَنْ مَرُّوا قُرْبَ مُرورِ الصَّدى / فلا تَنْسَ احتضارَ الوَرْدِ الصِّنَاعِيِّ عَلى بَرَاوِيزِ أنهارِنا المنْفِيَّةِ /
     الليلُ المريضُ يَصنعُ مِن فَرْوِ الثعالبِ فِرَاشَ الموْتِ/فاذهبْ إلى أناشيدي الجريحةِ/ كُحْلُ الصَّبايا هُوَ طَريقُ المقاصِلِ / فافْرُشْ جُلودَ النُّمورِ عَلى أرصفةِ المِيناءِ الغريقِ / أسنانُ أسماكِ القِرْشِ عَلى طَاولاتِ المقهَى / نَسِيتُ تِلالَ الرَّعد / ولم نختبئْ في عَباءةِ السَّنابلِ / هِيَ الأرضُ أُمُّنا التي تَدْفِنُنَا في فُوَّهاتِ المدافِع / لِنَحْيَا في حُقولِ البارودِ نَشيداً للبَنادقِ / كُلَّما مَشى الزَّيتونُ إلى أوْردةِ البَحرِ / تَسَاقَطَتْ عُرُوشُ الحِيتانِ الزَّرقاءِ على أَصابعي / فَخُذْ زَوْجةَ الرَّمْلِ إلى مَلْجأ الطوفان / ولا تَتْرُكْ لأظافِرِ الْحُلْمِ طِلاءَ الأظافِرِ المغشوشَ / جَارَتُنا تَذْهَبُ إلى عُرْسِها عُرْسِ الشَّظايا في اكتئابِ اللوزِ / فَكُنْ شَظايا الاحتفالِ بِمَوْسِمِ عَوْدةِ الشُّطْآنِ إِلى شُطْآنِ قلبي / هَذا أنا وَرْدَةُ الجِنازَاتِ البَعيدةِ/ والصَّبايا يَمْشِينَ عَلى هِضابِ الاحتضارِ/ يَجْمَعْنَ أحزانَ النَّيازكِ / يَأْكُلْنَ ظِلالَ اليَاسمين / فَاحْتَرِمْ مَشَاعِرَ خِيَامِنا يَا جُوعَ النَّهْرِ / احْتَرِمْ مَا تَسَاقَطَ مِن أَجِنَّةِ الغَسَقِ / قُرْبَ احتفالاتِ سُخُونةِ الدَّمْعِ / سَيَحْرِقُ الشِّتاءُ رَسائلَ الشَّفَقِ بِدَمْعِ العَيْنِ / هَذهِ أظافرُ بُندقيتي / نَسَجَتْ مِن اللامِ والأَلِفِ مُدُنَ الرَّفْضِ / ولم تَحْمِلْ على ظَهْرِها عَرْشَ الحوتِ الأزرقِ / انتشرتْ في عُروقِ الرَّصاصاتِ سُفُنُ الرَّحيلِ / ولا بُدَّ أن أصيرَ شَهيداً / كَي تُصَدِّقَ جَارَتي أَنَّ حياتي الزَّوْجِيَّةَ مَعَ البَارود / وُمُسْتَقْبَلِي العَاطِفِيَّ مَعَ الحورِ العِين /
     الصَّدى الرَّمْلِيُّ رَمَى جِرَاحَنا في البُحيرةِ / طُعْماً لِحَطَبِ الذِّكرياتِ / يَلْعَبُ الأطفالُ بالألغامِ تَحْتَ قَمرِ النَّزيفِ / والخريفُ يُولَدُ في الزَّنازين / ويَموتُ على أصابِعِنا / وذِكْرياتُ السُّجونِ مُلْقاةٌ في أقفاصِنا الصَّدْريةِ / وَصَنَوْبَرِ المدافِن / وصُحونِ المطبخِ / والمساءُ يَزْرَعُ في خُدودِنا شَجَرَاً / يَسْرِقُ ذِكْرياتِ المطرِ / فصَدِّقْ كَلامَ حُزْنِ الأراملِ في خَرِيفِ الرُّعودِ/ يُخَزِّنُ البَرْقُ الرُّومانسيةَ في أكياسِ الطحين / يَذهبُ الفُقراءُ إلى البَحرِ الْمُكَهْرَبِ / خُذُوا مَذَابِحَكُم / وَاتْرُكُوا لَنَا أثاثَ المنفَى تَجْلِسُ عَلَيْهِ ذِكْرياتُ الدُّودِ / أمعائُنا الْمُلقاةُ عَلى الرَّصيفِ أكثرُ حَداثةً مِن شُعراءِ الحداثة / ولم يَصْمُدْ  مَعي في المعركةِ غَيْرُ دَجَاجِ جَارَتِنا الْمُطلَّقةِ  /  ولم يَلْتَقِطْ صُوَرَنا التِّذْكَارِيَّةَ غَيْرُ مُخْرِجي الفِيديو كليب في الكِفاحِ المسلَّحِ /
     أَكْثَرُ مِنْ حُزْنٍ يَتكدَّسُ مِثْلَ كُؤوسِ الدَّمِ أو الخمرِ / أَكْثَرُ مِنْ مَوْتٍ / أكثرُ مِن انهيارٍ / ماذا أفعلُ يا أسنانَ الجماجمِ المبتسمةِ / عِنْدَما أموتُ في منفى الذَّاكِرةِ / بِلا رَقْصَةِ الوَدَاعِ الأخيرِ ؟ / زُجَاجُ المحالِّ التِّجاريةِ يَشْهَدُ ضِدَّ تَوابيتِ البَجَعِ / لَكِنَّ أنهاري تُحَوِّلُها الذِّكرياتُ إلى رَصَاصٍ / فَهَلْ أُطْلِقُ جُرْحِي على الرَّصَاصَةِ / لِيَرْتاحَ الشَّاطِئُ مِنْ صُراخِ أبنائه العائِدِينَ / إِلى مُخيَّماتِ الشِّتاءِ السَّاخِنِ ؟ / أقلامُ الرَّصاصِ هِيَ هُدْنةٌ مَعَ أمواجِ الذِّكرياتِ / أنا والمطرُ رَصَاصتان / دَخَلْتُ في خُشُوعِ المطرِ عَارِياً إلا مِنَ البَنَادِقِ / قِطَّتي تَفْرِضُ شُروطَها على سَوَاحِلِ الدَّمْعِ / والطريقُ إلى حُفَرِ المجاري يُؤدي إلى دَمي / فَاصْعَدْ شَجَرَاً وَاثِقاً يَا ظِلَّ النَّوْرَسِ / الشُّطآنُ تُحْتَضَرُ / وَصَوْتُ الرَّصاصِ أحْيَاها / اقْتُلْني أيها الليمونُ / كَي أرى فِيَّ ما انكسرَ مِن مُعسكراتِ الهديلِ  / أَعْرِفُ لَمعانَ الخناجرِ حِينَ يُقَشِّرُ جُلودَ الإِمَاءِ /   لا دَمٌ مُحَايِدٌ / ولا خَنْجَرٌ دُبْلُومَاسِيٌّ / الرَّعْدُ يُخَزِّنُ نُعوشَ النِّساءِ في أكياسِ القَمحِ الفارغةِ / ولم يَعْرِفْ لَهَبُ الشَّمعةِ خَنادِقَ حُزْنِنا الرَّصاصيِّ /
     بَيْنَ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ والحبوبِ المنوِّمةِ / يَمُرُّ مَوْكَبُ الحشَراتِ الملَكِيُّ / كُلُّ شَيءٍ في ضَحِكاتِ الشَّجرِ رُومانسِيٌّ / كالدَّمِ البَارِدِ في الشِّتاءِ السَّاخِنِ / قَتَلَ الغُزاةُ ظِلالَهم / لِيُخْفُوا آثَارَ احْتِضَارِهِم في الْمَوْجِ الْمُحَصَّنِ بالنَّعْناع / أَحْمِلُ على ظَهْرِي ظِلالي الثقيلةَ/ فَأَسْقُطُ في فُوَّهاتِ الْمَدَافِعِ نَسْراً/ قَصَفْتُ ظِلالَ الشَّجَرِ بمطرِ الجروحِ الطازَجةِ / وَقَصَفَ قَلْبي تُرابُ الشَّفقِ/ وتَصَاعَدَ مِن قَفَصِي الصَّدْريِّ دُخانُ الأرضِ /
     كُلَّ يَوْمٍ تَقْتُلُونَ الْحُسَيْنَ / إلى مَتى تَظَلِّينَ في ثِيابِ الحِدَادِ يَا فَارسيةً تَعتنقُ الإجهاضَ بَعْدَ نِكاحِ الْمُتْعَةِ ؟ / في الطريقِ إلى المذْبَحةِ صَادفتُ قَلبيَ القديمَ / مَشَى المطرُ إلى حِضْنِ أُمِّهِ / تَعَالَ يَا قَبْرِي إِلى حِضْنِي / ارْكُضْ يا ضَريحي كَحِصَانٍ هَارِبٍ مِن حُمْرةِ الشَّفقِ / هَذهِ حَشائِشُ المدافِنِ جَوَازُ سَفَرٍ للخُيولِ / وَلَيْسَ فِي يَدِي سِوى حُمْرَةِ الدِّماءِ / ولَيسَ في قَلْبي غَيْرُ أحْمَرِ الشِّفاهِ لِصَديقتي الْخَيْمَةِ / مَضَيْتُ إِلى قُماشِ رَاياتِ الغُزاةِ / فَعَبَرْتُ بَحْراً لم تَعْرِفْ وَجْهَهُ الأميراتُ السَّبايا / فَانْصُبْ خَيْمَتَكَ في تِلالِ الطاعون / أو تِلالِ النَّزيفِ البَرِّي /
     مِن زَمانِ الموتى الأخضرِ تَأْتي / فِلِمَاذا بَكَيْتَ على كَتِفِ الطوفان ؟ / اتْرُك الدَّمْعَ كَي يَقُودَ المجروحِينَ إِلى دَبابيسِ مَناديلِ الأراملِ في مَحطةِ القِطارات / عَلَى مَقْعَدِ الأحزانِ أَحرقتُ أحزاني / واختبأت المسدَّساتُ في أسمنتِ سَقْفِ حَلْقي / خُذْ مِفتاحَ قَفَصي الصَّدْريِّ تِذْكاراً / ولا تتذكرْ سُعالي على فِرَاشِ الموتِ/ سَيَأتي الصَّيْفُ مِن وَراءِ قُلوبِ الصَّبايا / نَفْرُشُ عِظامَ الأنهارِ نَقَّالةً لأناشيدِ الغابةِ المحترِقةِ بالهديلِ / حَفَرَت الرُّعودُ على سُطوحِ أنيني وَشْمَ القَصيدةِ/ وَنَظَرَت البَلابلُ في دَمِي فَلَمْ تَجِدْهُ أَزْرَقَ / لَكِنِّي أَحْمِلُ جُثَّتي على ظَهْري / بَعْدَ انتشالِها مِن حُفَرِ المجاري /
     يا أَجْمَلَ الأراملِ في خَيْمةِ السُّيولِ / سَتُشْرِفِينَ عَلى جِنَازَةِ العَالَمِ / يَا أرْملتي المحترِقةَ بِحِبْرِ القَنابلِ / اكْتُبي الرَّسائلَ الغراميةَ للرَّصاصِ الحيِّ / تَلْمَعُ فَراشاتُ المسدَّسِ في ليالي الحطبِ / فلا تَضَع المسدَّسَ تَحْتَ وِسَادةِ الْحُبِّ الضائعِ / كُنْ صَديقاً لِلْجَرْحَى / كَي تَكتشفَ بَيْنَ أسنانِكَ تاريخاً مِنَ الغاباتِ المحروقةِ / زَنازينُ الفَيَضانِ الوَرْدِيِّ/ وَظِلالُ البَنَادقِ عَلى خَارطةِ القلب/ يا بِلاداً مَحْبُوسةً في قَفَصِي الصَّدْريِّ / خُذِي مِفْتَاحَهُ / وَاخْرُجِي مِن صَدى الظِّلِّ / ظِلالِ القُيودِ عَلى خُدودِ البَحرِ الدَّمويةِ / آثارُ دِماءِ أطفالِ الخِيَامِ / وَجِيَفُ قِطَطِ المجازِرِ / لم نَكْبُرْ كَثيراً مُذْ رَحَلَت الأنهارُ إلى صُراخِ الرِّئَتَيْن / أُقولُ لِلْمَوْتى إِنَّ دَمِي قَطيعُ الرَّصاصاتِ / أو سِرْبُ أَقلامِ الرَّصاصِ / وَلَم يُصَدِّقْني الرَّصاصُ الحيُّ / سأمشي كَي أمشيَ إلى ذَاكرةِ البَدْوِ الرُّحَّلِ على أظافِرِ البَارودِ / سأعودُ طِفلاً كَي تُصَدِّقَني الطائراتُ الوَرقيةُ / وَلَم أرَ في بَيْتِنا المهجورِ سِوى صُورةِ أبي / عَلى جُدْرانِ شَرايينِ الرِّياحِ / وَلَم نَسْتَفِدْ مِن الرُّومانسيةِ غَيْرَ ضَياعِ الأندلسِ وَمَقْتلِ دُودي الفايدِ / وَكُلُّ الجثثِ المعلَّقةِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ / أَعْرِفُها ولا تَعْرِفُ أصابعَ أُمِّي / فابْحَثْ أيها الشَّفقُ الذبيحُ عَن عَائلتي الذبيحةِ بَيْنَ مَلاقِطِ الغسيلِ / عَلى سُطوحِ الموْجِ قُرْبَ خَنادِقِ المعْنَى /
     سَتَحْفِرُ البَناتُ في ظِلِّي المصْلوبِ مَسْرحاً لِلْعَرَائِسِ / احْتَفِلُوا في عُرْسِ الدَّمِ بِزَواجِ تُحَفِ الكاتِدرائياتِ / قَبْلَ أن تَزُورَ قَبْرَ لُوركا النِّسوةُ المتَّشِحاتُ بِمَحاكمِ التَّفتيشِ وَالصُّلبانِ السَّوْداءِ / كَوْكَبُ الدَّجاجِ مُعَسْكَرُ اعْتِقَالِنا / نَعِيشُ على هَامِشِ الرَّعْدِ / فَلَمْ يَعْرِفْ وُجُوهَنا بَرْقُ الكَلِمَاتِ الْمُقَاتِلةِ / هَل تَعْرِفُ وُجُوهَنا شِعَابُ مَكَّة ؟ / هَل نُدافِعُ عَن ذِكْرَياتِ شَريفاتِ قُرَيْشٍ ؟ /
     مَشَيْنا حَامِلِينَ قُمْصانَ النَّعناعِ البَرِّي / عَلى ظُهورِ أبقارِنا الهزيلةِ / رَكَضَتْ أشجارُ الرُّمانِ إلى بُنْدقيةِ الشَّهيدِ/ فلا تَقْرَأْ أسماءَ أراملِ الشُّطْآنِ عَلى مَسْمَعِ البَحر/ إِنَّ سَمَكَةَ القِرْشِ تُعَانِي مِنَ الرَّبْوِ/ وَالحوتُ الأزرقُ مُصَابٌ بأزمةٍ قلبيةٍ / كأنَّ جَسَدَ الطوفانِ قَميصُ العَاصفةِ/ كَتَبْتُ اسْمَ الرِّياحِ عَلى تُفاحِ دِمَائِنا / فَهَل أبحثُ في حُفَرِ المجاري عَن جَماجمِ الأطفالِ ؟ / هَل تَسيرُ الرَّاقصاتُ على خُطَى الفِئرانِ في مَدينةِ الطاعونِ الأسْوَدِ ؟ / يَا مَمَالِكَ الذُّعْرِ / مَاذا سَتَفْعَلُ العاصفةُ بِخَاتَمِ الخطوبةِ بَعْدَ مَقْتلِ رِمَالِ المجرَّاتِ ؟ /
     أَمُرُّ عَلى اللازَوَرْدِ / فَيَمُرُّ على تَعَرُّجاتِ عُرُوقي قُرْبَ سُجوني / أَكْسِرُ بُرْتقالَ النِّسيانِ أَم أَبْنِي نِسْيانَ البُرْتقالِ عَلى تَابوتِ الليمون ؟ / أَطرحُ أسئلةَ الفَيَضَانِ عَلى كَراسي غُرْفةِ التَّحقيق/ الكَاهنةُ نائمةٌ في غُرْفةِ الاعترافِ المعْدَنيةِ / وأجراسُ الكَنيسةِ تَجْرَحُ خُدودَ الرَّاهباتِ / المسدَّساتُ وَرْدَةُ الْحُبِّ الضَّائعِ / والبَنادقُ مَناديلُ العِشْقِ القاتِلِ/ سَتَأتي الفَراشاتُ الجريحةُ مِن حُمْرةِ دِمَائِنا / مِن أحْمَرِ شِفَاهِ حَفَّاراتِ القُبورِ/ مُلُوخِيَّةٌ بالدَّيناصوراتِ الْمُنقرِضَةِ/ والدُّولُ تَنقرِضُ كأجنحةِ الذبابِ / رَتَّبْنا أشلاءَ النَّهرِ عَلى رُفوفِ غُرْفةِ الإعدامِ بِالغازِ / وأحزانُ القَمرِ مُسْتَوْدَعٌ لِمَزْهرياتِ النَّزيفِ/
     لم تَتَّسِعْ لَنَا ثَلاجةُ الموْتى يَا صَديقي / فَخُذْ مَكَاني في تِلالِ الصَّهيلِ / وَتَذَكَّرْ كُلَّ أَصابعي التي مَرَّتْ عَلَيْها خَيْمةُ الأعاصيرِ / لم أستطعْ أنْ أَحْضُرَ عُرْسي / لأنَّ البَحرَ طَوَّقَ نَعْشِي بِالْمَرْجَان / لا تُغادروا أيُّها الضيوفُ الجالِسُونَ عَلى زُجاجِ المقابرِ / سَتَصُبُّ البُروقُ البَعيدةُ دَمِيَ البارِدَ / في أَوردةِ الشِّتاءِ السَّاخِنِ / قُرْبَ كُؤوسِ المنفَى/ فَاشْرَبِيني يا غُرَفَ الفَنادقِ الشَّعْبيةِ قُرْبَ المجازِرِ الشَّعبيةِ / حتَّى المنفَى يَنفِينا / ولم تَعُدْ شَرايينُ رِقَابِنا قَادِرةً عَلى تَلْمِيعِ سُيوفِ أجْدَادِنا /
     في مَوْسِمِ هِجْرتي / أَطْمَئِنُّ عَلى صُعودِ الكَائناتِ مِنَ البَيَاتِ الشَّتويِّ في لَيالي الصَّيْفِ / بَيْرُوتُ هِيَ أيْلُولُ حِينَ يَذْبَحُنا حُزَيْرَان / نَتْرُكُ رَسائلَ الْحُبِّ عَلى طَاولةِ غُرفةِ الفُندقِ / وَنَبْحَثُ عَن مَنْفَىً أكثرَ دِفْئاً / مِن ظِلالِ انتحارِ المعنَى /
     وَبَقِيَ الأطفالُ مُعَلَّقِينَ بِجُثَثِ أُمَّهاتِهم / دَهْشةُ التُّوتِ هِيَ دِمَاءُ اليَاقوتِ وضِحْكةُ يَافا / لا تَتْرُكِيني عَارِياً تَحْتَ المطرِ / وَحْلُ النَّيازكِ عَلى قَميصي / وَقُبورُ السَّمَكِ مُبْتَلَّةٌ بالقَنابلِ الفُسْفُوريةِ / حَيْفَا بَعيدةٌ عَن نَعْشي / لَكِنَّها تَحْمِلُ نَعْشَ البَحرِ / لا تُصَدِّقي ما تَقُولُهُ الحِيتانُ الزَّرْقاءُ عَن نِهايةِ قِصَّةِ حُبِّنا / لا تَحْرِقي رَسائلَ الغَرَامِ فِيما بَيْنَنا/ لا تُصَدِّقي الْخَوْخَ الذي حَكَمَ على ضَحِكاتِنا بالإِعدامِ / أرجوكِ / قُولي للشُّطآنِ كَمْ مَشَيْنا مَعَاً في نَشيدِ الأمطارِ حُفَاةً / نَرتدي أدغالَ اليورانيومِ الْمُشِعِّ / كَشَواهِدِ القُبورِ الْمَطْمُوسةِ في وَحْلِ الْمُخَيَّماتِ /
     لَسْتُ حُلْماً لأنسَى يَدَيْكِ في سُجونِ رِئتي / يَا وَرْدةً تأخذُ دَمِي أحمرَ شِفَاهٍ / وَبُنْدُقِيَّتي كُحْلاً / وَبُكائي حِبْراً لِرَسائلِ العِشْقِ في مُنْتَصَفِ الليلِ / كَلا يا عَكَّا / لَسْتُ أنا مَن باعَ أجفانَكِ / لأشْرَبَ الخمرَ معَ أميراتِ مُوناكو / مَرَرْتُ في جِلْدِ الشِّتاءِ صَيْفاً/ وكانَ قَطيعُ السَّلاحفِ البَحريةِ يَموتُ/ والمساءُ يَكتبُ قَصائدَ الرِّثاءِ / حَضَنْتُ دَمَاً لا أَعْرِفُ فَصيلَتَهُ / وجُغرافيا الْمَذْبَحَةِ طِفْلٌ يَرْتَعِشُ عَلى صَدْرِ أُمِّهِ الذبيحةِ / فَكُنْ طَريقي لأكتشفَ آخِرَ الضَّوْءِ في نَفَقِ الذِّكرياتِ / الجثامِينُ مُعَلَّقَةٌ عَلى جُسورِ البَنَفْسَجِ / فَابْتَعِدْ يا مَسَائي عَن دَفاترِ التِّلميذاتِ / لن أَنسَى مَدْرسةَ الطوفان/ والأسوارُ تَصيرُ نَشِيداً للرَّصاصاتِ الحالِمَةِ/ نَجَحْتُ في امْتحانِ لُغَةِ الثَّوْرةِ/ بَكَيْتُ في امتحانِ الحنين / أَظَلُّ أَحْفِرُ في بُرتقالِ الموْتِ أناشيدَ الزِّلزالِ / وأَتلُو تَعاليمَ المطرِ أمَامَ الزَّوابعِ التي تَغْسِلُ أكفاني / ولم أَعْرِفْ رِجالَ القَبيلةِ الذينَ يُغَسِّلُونَ أبي القَتيلَ /كانَ الْحُزْنُ حَطَباً مُسْتَوْرَدَاً / لَكِنَّ نِساءَ القَبيلةِ يَغْسِلْنَ الأشْلاءَ بِمَاءِ الزَّهْرِ /
     هَاويةُ المعنَى تَمشي في نارِ الأبجديةِ / لا تَحْرِقيني / سأحترقُ بِقُبُلاتِ الموْجِ في صَوامعِ قَلْبي الجريحِ / حَجَرُ النَّرْدِ تابوتٌ / والرَّعْدُ يُغَسِّلُ الأمواتَ في مُسْتَوْدَعاتِ المِيناءِ / خُذ بُكائي تِذكاراً ولا تَذْكُرْني / سَأمشي أنا وجُثتي على شُطآنِ المساءِ / كَبُرْتِ يا أُمِّي بَعيداً عَن سُعالِ أبي/وَكَبُرْتُمَا مَعَاً في ذِكْرى زَواجِ الشَّاطِئِ مِن لَحْمي/ وَبَقِيتُ أعْزَبَ/لكني تَزَوَّجْتُ نُعوشَ الطريقِ/ أبكي بَيْنَ قَارورةِ الحِبْرِ وقَارورةِ السُّم/ وأَقرأُ مُؤلفاتِ الثلجِ/ أظافري مَصْقُولةٌ كَخَشَبِ التَّوابيتِ/ ولم أُمَزِّقْ أوراقَ الخريفِ/ كَي أَعْتَرِفَ أمامَ مَذْبَحِ العِشْقِ أنَّكِ قَاتِلتي /
     يا كُلَّ تَواريخِ الأحْجارِ الكَريمةِ / الأندلسُ هِيَ أُمِّي / فَمَن وَلَدَنِي أوَّلاً : أسوارُ عَكَّا أَم بُحيرةُ طَبَرِيَّا ؟ / خائفٌ أنا مِنَ الذِّكرياتِ / وخَلاخيلُ الرَّاهباتِ تَرِنُّ كالأجراسِ / كأبْوَابِ غُرْفةِ الاعترافِ / الحطبُ هُوَ الجوازُ الدُّبلوماسِيُّ يا سَجَّاني الدُّبلوماسيَّ / ذَوِّب الأحكامَ العُرْفيةَ في عَصيرِ البُرتقالِ / كَي تَرى في ضَوْءِ الغاباتِ جُمْجُمةَ الموْجِ/ أُذَوِّبُ مِلْحَ دُموعي في كُوبِ الشَّاي / والبُروقُ تَزرعُ في جَسَدي قَصَبَ السُّكَّرِ/ فاسْكَرْ بِدَمْعي أوْ دَمي/ أَعْطِني مِفتاحَ قَبْري المفتوحِ أمامَ السَّائحاتِ/ وَخُذْ ما بَقِيَ في غُرْفةِ إِعْدامي/ مِن بَراويزِ الأنهارِ المنفِيَّةِ/ 
     يَا أطفالَ غَزَّةَ الصَّاعِدِينَ إلى رَايةِ الذاكرةِ/ النَّازِلِينَ إلى أكواخِ قَانونِ الطوارِئِ / يا مَنْ أَنجبْتُم البَارودَ قَبْلَ سِنِّ البُلُوغِ/ لا تَسْمَحُوا لأسْمَاكِ القِرْشِ أن تُتَاجِرَ بِدِمائِكُم المعلَّبةِ في مِنْفَضةِ السَّجائرِ / كُلُّ شَيْءٍ يَركضُ إلى الانطفاءِ / ذَهَبَ الرِّجالُ إلى الانطفاءِ / ذَهَبَت النِّساءُ إلى الانطفاءِ / ذَهَبَ الانطفاءُ إِلى الانطفاءِ / فَلا تَنتظِر الْمُخَلِّصَ / أنتَ الْمُخَلِّصُ / ولا شَيْءَ يَلْمَعُ سِوَى القَنابلِ الفُسْفوريةِ وَشَواهِدِ القُبورِ/ أُفَتِّشُ في أضْوَاءِ السَّياراتِ عَن دِمَاءِ الضَّحايا/ أَقْسِمُ لَيْمُونةَ الاحتضارِ بِخَنجَرِ الرَّعْدِ/ وأُخَزِّنُ فِيها المقابرَ الجماعِيَّةَ وَدُستورَ التَّطْهيرِ العِرْقِيِّ/
     دَخَلَت أشجارُ الذاكرةِ في شَيْخوخةِ السَّيفِ الذي لَن يُغْمَدَ / صَارَتْ خَنَاجِرُنا أَقْصَرَ مِن الطريقِ الصَّحراويِّ بَيْنَ الرِّئتَيْن / فَخَسِرَتْ هِضَابُ الْحَنينِ طَعْمَ اليَانسون / والعَواصِفُ الرَّمليةُ تَرْمي كَبِدي طُعْماً للأسماكِ/ تَخْبِطُ في دَمِي وَحْشَةُ الأرصفةِ القَذِرةِ / والمساءُ يَصْطادُ أُمْنِيَّاتِ الخريفِ /
     أتى الشِّتاءُ السَّاخِنُ/ فَجَهِّزي يَا أرْمَلَتي كُوباً مِنَ الشَّاي الأخضرِ / لِلْقِطَّةِ الهارِبةِ مِنَ القَصْفِ الْمَدْفَعِيِّ / مِتُّ في شَمالِ القَلْبِ / وَمَاتَ ظِلِّي في جَنوبِ العَاصفةِ الثَّلجيةِ / رَجَعْنا إلى حَفْلةِ الجمَاجمِ / نَحْمِلُ وَقْتَ السَّنابلِ في الحقائبِ / فَلَم نَنْتَبِهْ إلى حَفْلةِ رَأْسِ السَّنةِ / في مُنْتَجَعَاتِ الدِّماءِ اللزِجَةِ / سَتَكُونِينَ يا غَزَّةُ لَوْحَةً زَيْتِيَّةً على جُدْرانِ المتاحِفِ / حَيْثُ السَّائحاتُ العَارِياتُ يَضْحَكْنَ أمَامَ أجفانِ الشُّهداءِ / حَيْثُ الجنودُ يَسْرِقُونَ عِنَبَ المجرَّاتِ/ وَيَعْبُرُونَ إِلى الإِبَادةِ وَاثِقِينَ مِنَ الفِيتو / رَسَمُوا على قُبورِ البَجَعِ اتفاقيةَ جِنيفَ الرَّابعةَ / يَتَجَوَّلُونَ في دِمَاءِ الْحُزْنِ الثالثِ / دَخَلْتُ إِلى خَشَبِ الأعاصيرِ/ إِنَّ حُزْني سِكِّينُ الْمَطْبَخِ / وَلَم يَعُدْ هُناكَ مَطْبَخٌ وَلا سَكاكين / نَطْبُخُ حُزْنَ الشُّموسِ في مَعِدَةِ الإِعْصَارِ / وَنَقْطَعُ لَحْمَ البُحَيْرةِ بِسِكِّينِ جَارَتِنا الْمَنْفِيَّةِ في مَملكةِ اليَتامى /
     كُلُّ الأمواتِ يَعيشُونَ في أزِقَّةِ المرفأ / مَناديلُ الوَداعِ تَتساقطُ عَلى الأرْصِفَةِ كالخناجرِ / غَابَت الصَّبايا في خَوَاتِمِ الخطوبةِ / وَذَهَبَ الْمُزارِعُونَ إِلى الشَّفَقِ يَصْطَادُونَ المطرَ الحِمْضِيَّ / وَيَحْصِدُونَ أجنحةَ النَّوارِسِ/ لا أَقْدِرُ أن أُحدِّقَ في عُيونِ البُحَيْرةِ العَانِسِ / أنا آسِفٌ يا قَاتِلي / لأنَّ طَعْمَ دَمِي لَم يُصْبِحْ مِثْلَ عَصيرِ الليمونِ /
     التِّيجانُ على الرُّؤوسِ المقْطُوعةِ / والسُّيوفُ مُعَلَّقةٌ في أجفانِ الزَّوابعِ / والقِطاراتُ لَن تَصِلَ أبَداً / أَخْجَلُ أن أَكُونَ رُومانسياً / وَالعَالَمُ يَنتحرُ مِنْ حَوْلِي / يَتساقطُ قِلاعاً مِن هَلْوَسةٍ / تَبحثُ خُيولُ الشَّفَقِ عَن تَوابيتِ الأطفالِ / كَسَرْتُ كُلَّ المرايا على حِيطانِ بَنْكِرياسي / لا أَقْدِرُ أن أُحَدِّقَ في عُيوني / وأشلائي مُلْقاةٌ تَحْتَ سَيَّاراتِ الإِسعافِ/ كَانَ الإِوَزُّ اسْماً سِرِّياً للمنفَى/ والفَيضانُ فَقَدَ ذِرَاعَهُ في المعركةِ/ وما زَالَ يُقاتِلُ / فَخُذ الحِكْمَةَ مِن رُعْيانِ الغَنَمِ / الذينَ يَدْرُسُونَ فَلْسَفةَ الغجرياتِ/ الهارِباتِ مِنَ الأندلسِ / البَاكِياتِ أمامَ بَراميلِ النِّفطِ /
     وَداعاً يَا اسْمَ تَابوتِ الأزهارِ / تَحْمِلُه القِطَطُ العَرْجاءُ إِلى أغاني المنفَى الثلجيِّ / اخْلَعْ جِلْدَكَ قُنْبلةً فَرَاغيةً/ لِتَملأَ فَراغِي العاطفِيَّ / وَتُخَبِّئَ في وَقْتِ الفَراغِ أجنحةَ الفَراشاتِ وَمَخازِنَ الأسلحةِ / وَاكْسِرْ أَنفَ الخيمةِ / لَم تُخْلَقْ لِلْخِيامِ / يا نَسْراً يَغْمِسُ عُنفوانَه في الوَهَجِ / وَيَبْسُطُ أجنحةَ النارِ عَلى صَحاري الحطبِ / خَشَبُ التَّوابيتِ يُقَاتِلُ/ فَلا تَبْكِ عَلى مَقتلِ المزهرياتِ / قَطَعَت الذِّكرياتُ أصابعَ السُّيولِ / والأراملُ يَنتظرِنَ الفَيَضانَ الزُّمرديَّ / خَرَجْتُ مِن رُومانسيةِ الجسَدِ الملوَّثِ بالغِزْلانِ القَتيلةِ / وَدَخَلْتُ في رُومانسيةِ الأحزمةِ النَّاسِفةِ / أُرَتِّبُ الصَّدماتِ العَاطفيةَ في ذَاكرةِ رِيَاحِ الخمَاسِين / وأَصُفُّ أشلاءَ النَّيازِكِ على جُدْرانِ شَراييني كأحجارِ الشِّطْرَنجِ / وَدَهْشةِ الرَّاهِباتِ في طَابورِ صُكوكِ الغُفْران /
     أَخْرُجُ مِن حِبَالِ الغسيلِ / أَصْعَدُ مِن أكوامِ الرَّصاصِ المطاطِيِّ / أكتبُ قَصَائدَ العِشْقِ لِلْحُورِ العِين / وَأَمُرُّ على أضرحةِ المطرِ العَارِي مِن البَارودِ / أَحْقِنُ الأمطارَ الحِمْضِيَّةَ بأقواسِ النَّصْرِ / وكلُّ بُحَيْراتِ البَارودِ تَصُبُّ في شَراييني / وَتُحرِّكُ قَلْبَ الثورةِ/ أنا ثَوْرتي / مَسَاءاتُ حَليبِ السَّنابلِ/ ذَاكِرةٌ تتزوَّجُ التِّينَ في حَديدِ الدَّباباتِ/ أَعْصِرُ دَمْعي لأَمْنَحَ الجوْعَى مِلْحَ الطعامِ / وَلَم أُمَيِّزْ بَيْنَ السِّلْكِ الدُّبْلوماسِيِّ / والأسلاكِ الشَّائِكةِ على أسوارِ رِئَتي / وكلُّ الأسلاكِ الكَهربائيةِ سِيَاجُ قَفَصي الصَّدْرِيِّ / فَافْتَحْهُ لاستراحةِ المحارِبِ / الذي لا يَستريحُ / 
     رَسَمْتُ ذَاكرةَ الحقولِ خُيُولاً / تُرَمِّمُني البَنادقُ / وَرَمَّمْتُ أبجديةَ السَّنابلِ / فَلْتُقَاتِلْ / النارُ تَرْعَى قَطيعاً مِن جَماجمِ السُّنونو / أَخْرَجْتُ أرقامَ ظِلالِ الضَّحايا مِن حِسَاباتِ الغَسَقِ / تَرقصُ الإِمَاءُ في السِّجْنِ الانفراديِّ / ولم تَزُر النَّهْرَ السَّجينَ شَريفاتُ قُرَيْشٍ / ولم نَجْرُؤْ على النَّظَرِ في عُيونِ نِسائِنا/ لَسْنا رِجَالاً لِكَي نُعَلِّقَ أُنوثةَ البَنادقِ على حَبلِ الغسيلِ / وَنَصْلُبَ الأسطورةَ على أعمدةِ الكهرباءِ /
     المنفَى الرُّخامِيُّ وَنَقِيضُ العُشْبِ / وَجْهانِ لِمُسَدَّسِ البَرْقُوقِ / أمعائي مَدينةٌ مَهْجورةٌ / تَنامُ في الحضاراتِ المنقَرِضَةِ/ وشَظايا رِئتي مُوَزَّعَةٌ بالتَّساوي عَلى الحواجِزِ الأمنيةِ / وأبراجُ الْمُراقَبَةِ تَنمو في كَبِدي/ والكِلابُ تَحْرُسُ أوْرِدتي/ وأسْماكُ الغروبِ تَحْمِلُ القَنابلَ / وَتُدافِعُ عَن دُموعِنا النُّحاسيةِ / لا نَقْدِرُ أن نَحْمِيَ قِطَّةَ جَارَتِنا مِنَ الاغتصابِ/ اغْتَصَبْنا رُموشَنا / فَصِرْنا طَيْفاً للكُهوفِ السَّائرةِ على زُجاجِ القِطَاراتِ/ وَصَوْتُ الرَّصاصِ هُوَ الرُّومانسيُّ الوَحيدُ في أزِقَّةِ المجرَّاتِ /  
     لَمْ نَسْتَفِدْ مِنَ العَالَمِ الْحُرِّ سِوَى مَقْتَلِ دَيَانا / وَلَم نَسْتَفِدْ مِن أُكسفورد غَيْرَ مُصَاحَبةِ الإِنجليزياتِ / في أريافِ التَّطْهيرِ العِرْقِيِّ / القِرْميدُ يَحترقُ في الحبِّ الأوَّلِ / وأكواخُ الصَّفيحِ تتفجَّرُ في سُعالِ العُشَّاقِ / والمذْبَحةُ تَذوبُ بَيْنَ أزرارِ قَميصي/ كَمَا يَذُوبُ المطرُ في فِنْجانِ القَهْوةِ / نَسِيتُ جِلْدي على أوتادِ خَيْمتي / وَبَرَاويزُ الصُّوَرِ التِّذكاريةِ مُسْتَوْدَعٌ للذَّخيرةِ / والشُّعوبُ تُفَّاحاتٌ على رُؤوسِ الرِّماحِ /
     حَاضِناً أشلاءَ الأطفالِ المعلَّقةَ عَلى حَبْلِ الغسيلِ / اكتشفتُ مَطَراً يَخْرُجُ مِن رِئةِ الشَّمْسِ / يَصْقُلُ حِبَالَ المشانقِ / فَلا تُعَانِق القَاتِلَ / واسْكُن في الشَّفَقِ صَهيلاً وزَعْتراً / وازْرَعْ حُرُوبَكَ في قَوْسِ قُزَحَ / دِيمقراطيةُ الْمَقَاصِلِ / سَأقولُ لِلشُّموسِ الْمُزيَّفةِ : لا / فلا تُعانِقِيني / لا تَخْتَبِري حِبْرَ أشعاري في عَرَباتِ نَقْلِ الجنودِ / لا أُريدُ لَمَعانَ الأمواجِ / إِنْ كانَ سَرَطانُ الجِلْدِ نشيداً وَطَنياً / وَالرَّمْلُ يَقضي الليلَ في كُهوفِ زَوْجَتِه/ ويَطْعَنُ الشُّموسَ التي تَقْضي الليلَ في المعاركِ/ لَو ضَاعت الأندلسُ فَقَد رَبِحْنا غَرَامياتِ ابْنِ زَيْدُون / وَلَو ضَاعَت كَشميرُ فَقَد رَبِحْنا سِينما بُوليود / وَلَو ضَاعَت الشِّيشانُ فَقَد رَبِحْنا لاعباتِ التِّنسِ الرُّوسياتِ/ وَلَو ضَاعَت القُدْسُ فَقَد رَبِحْنا آبارَ النِّفْطِ/ 
     حَاضِناً ضَوْءَ عِظَامِ الموْتى / ولا قَتْلَى على حِيطانِ كَبِدي إِلا رُمُوشِي/ قَتَلْنَاكُمْ ثُمَّ سَرَقْنا مِنْكُمْ ثمنَ أكفانِكم/ فَسَامِحُونا / نَحْنُ المسدَّساتُ البلاستيكيةُ / التي تُحلِّلُ الوَضْعَ الإِستراتيجيَّ لِلْجُثَثِ / لا عُشْبٌ يَعْتَرِفُ بِنا سِوَى مَرايا المنفَى / وَلا مَنفَى يُوافِقُ على استقبالِ رُؤوسنا المقطوعةِ / تَلتصقُ دِمائي عَلى حِيطانِ حُفَرِ المجاري / وَجُثماني سَيَرْفَعُ أَسْهُمَ البُورصةِ / وَشَراييني في مَمَالِكِ القَاتِ مُزِيلُ عَرَقٍ فَاخِرٌ /
     نَحْنُ سَبايا حَافياتٌ في طُرْوادة / وَنَحْلُمُ بالأندلسِ تَحْتَ نَوافذِ سُجُونِنا في الْجُزُرِ النَّائيةِ / نَركضُ في رِئةِ التفاحِ المسمومِ / وَنشربُ نَخْبَ المجزرة / بَارِكُوا لِلْجُنونِ يا رِفَاقَ السِّلاح/ اكْتَشَفْنا في أجسادِ الفُقراءِ حُقولَ نِفْطٍ / بلادي التي تَقْتُلُ بلادي/ اقْتُلِيني وَامْشِي في جِنازتي/ يَا وَطَنِي القَاتِلَ المقتولَ/ اذْبَحْني وأَوْقِف المهْزَلةَ / بِلادي التي حَلُمْتُ بِها أبادتْ كُلَّ أحلامي /
     أنا فِيزياءُ الانقلاباتِ/ وكِيمياءُ البَنادقِ / أَزرعُ أشلائي في الإعصارِ / كي تَنْبُتَ رَصاصاً ولَيْمُوناً / أخافُ مِن وَجْهي المنثورِ في المرايا / يا بِلاداً تَقتلُ أنبياءَها / وتُقدِّسُ عَاهراتِها / اذهبي إلى أرشيفِ حِجارةِ النيازكِ المكسورةِ / يتكاثرُ اللصوصُ المصْلُوبونَ على رَبطاتِ العُنُقِ/ فَلْتَكُن الضَّحيةَ أو رَقْمَ الضَّحيةِ التي تَهْتِفُ لقاتلها / ستأخذُ رَقْماً جَديداً للزِّنزانةِ يتناسبُ معَ جَدْولِ الضَّرْب / اقتليني يا بِلادي / ثُمَّ قَدِّمي اعتذاراً رَسْمياً لأرْمَلتي / أرشدتُ الْمُخْبِرَ المكلَّفَ بِمُرَاقبتي إلى مَوْقعِ حُزني/ صَارت المرأةُ قَميصاً للنَّخاسِ الْمُكْتَئِبِ/ تَقفزُ أسماكُ القِرْشِ كالتَّوابيتِ في أحاسيسِ الرَّاقِصةِ/ بَعْدَ انتهاءِ رَقْصتها المصيريةِ /
     ادْفِنْ ظِلالَ الموتى في توهُّجاتِ الكَرَزِ / سيتوهَّجُ الْحُلْمُ في أجفانِ الغصونِ الخائفةِ / يا كُلَّ فُقراءِ حُفَرِ المجاري الخائفينَ / مِنَ اللوحاتِ الدُّبلوماسيةِ للسَّياراتِ السَّوْداءِ / ازْرَعُوا احتضارَكم في أجراسِ السَّنابلِ / يُرَبِّي الدُّودُ هَلْوَسةَ العُشبِ في حَنجرتي / سَأُقَدِّمُ رِسالةَ مَاجستير عَن أناقةِ رَجُلِ المافيا / وَشَرَفِ ابنةِ القُرْصانِ / والكَبْتِ الجِنسيِّ في جَسَدِ الكَاردينالِ النُّحاسيِّ / أُضَيِّعُ وَقْتي في اصطيادِ الأسماكِ مِنَ البَحْرِ الْمَيْتِ / نُدْخِلُ الإنسانَ في الانقراضِ/ وَنُنْقِذُ الرَّقصَ الشرقيَّ مِنَ الانقراض /
     شَهْرُ العَسلِ هُوَ استراحةُ المحارِبِ/ بَيْنَ دُخولِ الليلِ ولَيْلةِ الدُّخلةِ/ اجتمعَ الضِّدانُ في جِلْدي / فلا تَحْزَنْ عَلَيَّ / سيُصبحُ زُجاجُ نَظَّارتي الشَّمْسيةِ وَاقياً ضِدَّ رَصاصِ العِشْقِ / فلا تَقْلَقْ عَلَيَّ / سأكتشفُ الرُّومانسيةَ في تحوُّلاتِ عُشبِ المقبرةِ / حَيْثُ يَصيرُ ضَابِطُ المخابراتِ عَازفَ كَمَان/ وتَعْزِفُ الأمطارُ على البيانو / وأَعْزِفُ عَلى حَبْلِ مِشْنقتي / جَسَدُكِ الطَّرِيُّ مِثْلُ البيانو / كِلاهما تَأكلُه الدِّيدانُ / لا أُريدُ حَفَّارَ قُبورٍ مُسْتَوْرَدَاً/ أنا أَحْفِرُ قبري بِيَدَيَّ/ أُنادي عَلى الْجُثَثِ المنسيةِ تَحْتَ المطرِ / وأَصْرُخُ في قَشِّ الإِسطبلاتِ الأزرقِ / أيتها الخرافةُ المقدَّسةُ / والأكذوبةُ الْمُطهَّرةُ / كَم عَدَدُ الجماجمِ الْمُغَطَّاةِ بالنَّعناعِ في الطريقِ إِلَيْكِ ؟ / مَا فائدةُ غُرفةِ النَّوْمِ إذا كَانتْ حياتي ثُلوجَ الأرَقِ ؟/ أستقيلُ مِن مِهنةِ اصْطِيادِ ذُبابِ المقابرِ/ وأَضَعُ استقالتي على مَكتبِ الطوفان / لَيْسَتْ شَرايينُ البَجَعِ سِوَى بُكائي / خَارِجَ حُدودِ أمعائي / والنَّيازكُ أَسْقَطَت الجِنسيةَ عَن حديقةِ أكفاني / نَزرعُ رُموشَنا في أجنحةِ النُّسورِ / وَنُقاتِلُ حتى انفصالِ الرأسِ عن الجسَدِ /
     لا تُزْعِج النَّمْلَ الذي يأكلُ عُرُوقي القُرْمزيةَ / الْحُزْنُ الْمُزَرْكَشُ / وَرَقْصةُ الخرابِ / وَأقواسُ النَّصرِ في المذابح / يا عَرَقَ الرَّصاصةِ الذي بَصَقَ عَلَيْنا / وَرَحَّبَ بالسَّائحين / لَوِّنْ أحذيةَ الإِمبراطورةِ بِجَماجِمِ الملوكِ / وَطَنٌ لَم يَعُدْ لنا / فيا قاتلي العزيزَ / خُذْ سَريري في غُرفةِ العِنايةِ المركَّزةِ / خُذْ مَجْدَكَ في الرَّقْصِ على أنغامِ التَّطْهيرِ العِرْقِيِّ / يَا رَاقِصةَ الدَّمارِ / تَصَدَّقي على البَشَرِ النَّائمينَ في سِلالِ القُمامةِ /
     وَحيداً أَعيشُ في البَارودِ مَلِكَاً / أَلْهَثُ في طُرقاتِ الجثامينِ الطازَجةِ / حُفَرُ المجاري تَصيرُ دُسْتوراً لِلْجِرْذانِ الأنيقةِ / وَسَرِقةُ الجثثِ تتوهَّجُ كَغُموضِ ابتسامةِ لاعبةِ التِّنسِ / يَا مَنْ قَتَلْتُمْ دُودي الفايد / وأَقَمْتُم عَلى ضَريحِهِ شَعائرَ عِيدِ الحبِّ / شُعوبٌ مِن دُخَانِ القِطاراتِ / أنا وَالْمُخْبِرُونَ نُعاني مِنَ الفَراغِ العَاطفيِّ / فَاشِلُونَ في الْحُبِّ لأننا لَم نتعلَّمْ أن نُحِبَّ / فاحْسِبْ سُرعةَ الضَّوْءِ في أشلائِنا المخلوعةِ كالملوكِ المخلوعين / لن تُفَرِّقَ مُضَادَّاتُ الاكتئابِ بَيْنَ حَليبِ النِّساءِ وآبارِ النِّفْطِ /
     مِن دِمَاءِ الضَّبابِ/ يُولَدُ ضَبابُ كُؤوسِ الْحُزْنِ / فاشْرَبْ ظِلَّ الأمواتِ الباردَ / الأشلاءُ تَسْبَحُ في عَصيرِ البُرتقالِ/ والتفاحُ يَنامُ في مِلْحِ الدُّموعِ / فَعِشْ في أقصَى ذِكْرياتي / وافتَحْ قَلْبَكَ أمامَ الجرادِ الدُّبلوماسِيِّ / لَن يُفَرِّقَ البَعوضُ بَيْنَ الفَجْرِ الصادقِ والفجرِ الكاذبِ/ تَلْمَعُ رُؤوسُ الدَّبابيسِ عَلى حِيطانِ رِئتي مِثْلَ الكَوابيسِ / والكُوليرا تَخْدُشُ ظِلالَ جَاريةٍ فَارسيةٍ مَكْسورةٍ / تَعْشَقُ خَليفةً عَبَّاسياً مَكْسُوراً / (( فابْكِ كَالنِّساءِ مُلْكاً مُضَاعاً / لَم تُحَافِظْ عَلَيْهِ كَالرِّجالِ )) /
     البَرقُ يَكتبُ رَقْمَ جُثتي على حَوافِّ جُمْجمتي / وَالفقراءُ يَحْصِدُونَ جماجمَ الأطفالِ / عَلى عُشْبِ الزِّنزانةِ الانفراديةِ / وَعَرَّابو دَاحِسَ والغبراءِ رَفَعُوا الرَّايةَ البَيضاءَ / دِماءُ الأطفالِ ألوانٌ جَديدةٌ لِرَبطاتِ العُنُقِ / وَالقِطَطُ الضَّالةُ تَلْعَقُ دِماءَ أبنائي في شَوارعِ الأنقاضِ / تَحْمِلُ إِوَزَّةُ الطوفانِ عَلى ظَهْرِها أثاثَ المنفَى / وَتَرْحَلُ إِلى حَرائقِ صَدْري / فَكُنْ مَوْتاً لأغصانِ النَّزيفِ لِكَي تَرَى / كُنَّا سنتزوَّجُ ذِكرياتِ المطرِ / لَو أنَّ رُومانسيةَ البَنادقِ لَم تُصَب بالاكتئابِ / كُنَّا سَنَجِدُ لأنفُسِنا مَرايا غَيْرَ مَشْروخةٍ / لَو أنَّ الظلالَ لَم تَبِع الوَطنَ والمنفَى في صَفْقةٍ وَاحدةٍ/ كانَ قَلبي سَيَحتفلُ بِعِيدِ استقلالِهِ / لَو أنَّ بَنْكِرياسي أكثرُ رُومانسيةً مِن لاعباتِ التِّنسِ الصِّرْبياتِ / يَختفي المعنَى في مَجازِرِ الغروبِ / وَحْدِي أَسيرُ في طُرقاتِ المجزرةِ ذَاكرةً للأنقاضِ / أرعَى قَطيعَ الدَّمعاتِ وَحيداً في الصَّحاري الجليديةِ/ وعائلتي تَموتُ حَوْلي / ومصافي النِّفطِ تَصْعَدُ مِن أجسادِ الأمواتِ / دَمي هُوَ الحِبْرِ السِّريُّ / واحتضاري هُوَ الشِّيفرةُ الغامضةُ بَيْنَ قَلْبي وَعِظَامي / وَدُموعُ السُّنونو رَسائلُ مَنْسِيَّةٌ في صناديقِ البَريدِ الصَّدئةِ / فَيَا قَلْبي الْمُسَيَّجَ بِخِيَامِ النَّعْناعِ / لا تَنْسَ وَجْهَ تَاريخِ البَارودِ / امتصَّ شمسَ الدُّخانِ جَيْشُ السَّبايا/ ولم يَسْتَفِد الفُقراءُ مِنَ النَّشيدِ الوَطَنِيِّ / سِوى الموتِ في طَوابيرِ الخبزِ/ يَنامُ الرِّجالُ معَ جُثثِ نسائهم النُّحاسيةِ / قُرْبَ حَشائشِ الهاويةِ/ وَالصَّحراءُ وَضَعَتْ على مَكتبي اسْتِقَالَتَهَا / هذا الميْتُ هُوَ أنا / أَجْمَعُ رُفَاتَ أبي في أَزِقَّةِ الْمُخَيَّماتِ/فازْرَعُوا الجثثَ في جُثتي/ أيْنَ أذهبُ يَا دُموعَ الكَوَاكِبِ المهاجِرةِ ؟/ الكِلابُ تَعُضُّ ضَوْءَ القَمرِ / فَكُنْ قَمَرِي يا مُقاتِلاً تَختلطُ أحشاؤُهُ بِالشَّفَقِ / وَلا يَسْقُطُ قُرْبَ اسْمِ الرِّيحِ / كأنَّ دِماءَ دُودي الفايدِ تَصرخُ في غِمْدِ سَيْفي / أَحْمِلُ كُلَّ تَاريخِ شَريفاتِ قُرَيْشٍ على كَتِفِي/ فَلَن أَنزِعَ بُندقيتي مِن لَحْمِ النَّيازكِ/ جَبينُ عكَّا وَرْدَةٌ عَلى خَنجرِ الرَّعْدِ / وَالغريبُ تَزَوَّجَ الغريبةَ/ فَيَا رَاهِبةَ الاكتئابِ المعدنِيِّ/ خُذِي خَارطةَ أضرحةِ عَائلتي / وَلا تَرْسُمي الصَّليبَ عَلى صَدْرِكِ قَبْلَ انتحارِكِ / قَد كَسَرَ ابْنُ الزُّبيرِ صَليبَهُ / كُنْ يا حُزْني أكثرَ شجاعةً مِنَ الغبارِ/ احتضارُ النيازكِ تَحْمِلُهُ طُيورُ الشَّفقِ / فلا تُشْفِقْ عَلَيَّ يا رَمْلَ البَحْرِ/ هذا دَمِي ضَفائرُ الشَّجراتِ / لكنَّ الأعاصيرَ أَحْرَقَتْ ضَفائرَ الرَّاهباتِ / أُخَزِّنُ بَيْنَ أسناني بَنادقَ الرُّوحِ / نَزِيفي بُرْجٌ سَكَنِيٌّ تَقْطُنُهُ النوارسُ المشرَّدةُ / والبَحْرُ حُفْرةُ دَمٍ أسْوَد/ والأسماكُ تَخْبِطُ في دِمَاءِ القَراصنةِ/ لكنَّ دَمي جَالِسٌ في مَقْهَى العَوَانِسِ / يَشْرَبُ زَنجبيلَ المذبحةِ /
     كَتَبْتُ قِصَّةَ حُبِّنا تَحْتَ جُسورِ سَرَاييفو / وكانَ القَمَرُ يَخْلَعُ قَميصي / كَي يَفتحَ رِئتي للخيولِ القادمةِ مِن مَعِدَتي / أَفْرِضُ على أحزاني الإقامةَ الجبريةَ / فَاصْنَعْ نَشيدَ المطرِ بَيْنَ حُبِّنا الأوَّلِ وَمَجْزرتنا الثانيةِ / يَا مَن تَقْضُونَ شَهْرَ العَسَلِ في ثلاجةِ الموتى / لا تَنسَوا البُوظةَ بِالفانيلا معَ فَتياتِ شَواطئِ الطاعون / الذِّكرياتُ اختراقٌ أمنيٌّ / فلا تَتذكَّرْ نَعْشِي في خَيمةِ اللاجئِ / إِنَّ التوابيتَ البازِلتيةَ تتعلمُ الكَرَاهِيَةَ في عِيدِ الحبِّ / أَسْكُبُ المنفَى في أباريقِ الفَخَّارِ / والثلجُ على صَناديقِ البَريدِ / كانَ التطهيرُ العِرْقِيُّ تاريخَ مَن لا تاريخَ لَهُ / يَنكسرُ الجليدُ بَيْنَ أصابعي / فَكُن يا حُزني مَجْدَ مَن لا مَجْدَ لَهُ / واعْبُرْ أرقامَ القُبورِ في رُموشِ المنافي /
     بَيْنَ حَبْلِ مِشْنقتي وَنَصْلِ مِقْصلتي / تَبْني السَّناجبُ عَرْشي / فَامْشِ إلى أجفانِ الحطَبِ / سَيَكُونُ العَصْفُ مَجْدَنا الزَّائلَ في أُغنيةِ الجماجمِ الرَّخيصةِ / سَيَكُونُ خَشَبُ البَلوطِ مَطْبَخَاً للمَنفَى ونَعْشاً للمَنفِيِّ / فلا تُصَدِّقْ مَشاعرَ لاعباتِ التِّنسِ / وَصَدِّقْ جُثةَ النَّهرِ الْمُلقاةَ على صُدورِ أراملِ الجنودِ/ واشْكُرْ مُومساتِ العالَمِ الْحُرِّ/ اللواتي يَحْتَرِمْنَ مَواعيدَهُنَّ / وَيَدْفَعْنَ الضَّرائبَ في المواعيدِ الْمُحَدَّدةِ /
     هَذا خُبْزُ الأعاصيرِ بَيْنَ أسنانِ العاصفةِ / فَكُونِي عَاصمةَ السُّنونو يَا سُجونَ عِظَامِ الغَيْمِ / سَجينٌ أنا في أغاني البَحْرِ / مَقْتُولٌ أنا على رُخامِ الزِّنزانةِ الانفراديةِ / فانْسَ مَوْسِمَ تَزاوُجِ الخِيَامِ قُرْبَ رَمْلِ البَحْرِ / أَعْطِ لِلْمَوْتَى الْمُرَقَّمِينَ في نَشيدِ الزَّنازينِ دُخَانَ جَدائلِ الأراملِ / أَعْطِ هَذا العالَمَ الأعمى عُكازةً / كَي يمشيَ إلى القَبر /
     أيها الملِكُ الْمُتَوَّجُ عَلى شَواهدِ القُبورِ / خُذْ مَقْعَدَ الشَّاطئِ القتيلِ في حَديقةِ النُّعوشِ / لِي سِيادةُ الكَلِماتِ على البُحيراتِ النازفةِ / فَانزِفْ حتى خُروجِ قَوانينِ الفِيزياءِ مِن عَباءةِ الضَّبابِ/ كَي تُصَدِّقَ الشُّموسُ الذبيحةُ أنَّكَ قَتيلٌ / هذه الأشجارُ المنفيَّةُ مَلاعِقُ على طَاولةِ الغاباتِ اليَتيمةِ / خُذْ نَصيبي مِنَ الدَّخْلِ القَوْمِيِّ / وأَعْطِني نَصيبي مِنَ الصَّدماتِ العاطفيةِ / جَسدي يَعتقلُ أشعةَ الشمسِ / أشلائي لَيْمونةُ الصَّدى / وَجُثماني تفاحةٌ مُتعفِّنةٌ / وَالبَدويةُ تَتقمَّصُ جُودي فُوستر /
     مُدُنٌ مَنذورةٌ لِلطوابيرِ/ طَابورٌ خَامِسٌ/ طَابورٌ أمامَ المخبزِ / طَابورٌ أمامَ السِّينما / طَابورٌ أمامَ قَصْرِ السُّلطان / طَابورٌ أمامَ السَّفاراتِ الأجنبيةِ / لا تَسمحوا لِدِماءِ الضفادعِ أن تَسيرَ في دِماءِ الشُّموسِ / لا أَثِقُ بِحِذائي / فَكَيْفَ أَسيرُ إلى المجزرةِ وَاثقاً مِنَ البَياتِ الشَّتويِّ لِدُموعِ التماسيحِ ؟ /
     غَيْمٌ تَكدَّسَ عَلى بُندقيةِ حَواجبي / فَامْشِ قُرْبَ نَشيدي عَارِياً مِن طَواحينِ الدِّماءِ/ غابَ الأكسجينُ في قَذائفِ الرِّمالِ / ثِقْ بِكُلِّ الأمواتِ القَادِمِينَ مِنَ البَحْرِ / كَسَرْتُ رُموشَ جُرْحي / فَجَرَحْتُ أغاني المطرِ / وَعَبَرْتُ عِنْدَ عُبوري / وَكانَ النهرُ يَتَّكِئُ عَلى جُثةٍ مَفْصولةِ الرأسِ / كُلُّ سِكَّةِ حَديدٍ مَخْزَنُ سِلاحٍ / أنا حَديدُ عَرَباتِ نَقْلِ الجنودِ إلى الشَّفَقِ / فَلا تُشْفِقْ على جُثْماني في كياني / ولا تَتَخَيَّلْ وردةَ الأنهارِ تُعَلِّم سُجوني تعاليمَ الجنونِ / إِنَّ الحزنَ المسلَّحَ بُنْدقيةٌ عَلى كَتِفِ الأسمنتِ المسلَّحِ /
     بَيْنَنا بُرتقالُ الكِفاحِ المسلَّحِ / فَابْدَأْ / لماذا أَخلعُ قُضْبانَ قَفَصي الصَّدْريِّ ؟ / كَي يَدخلَ البَحرُ اليتيمُ / فَادْخُلْ معَ نزيفِ الرِّمالِ / ولا تسألْ مَلَكَ الموتِ لماذا تموتُ / الرِّياحُ تَقْلي عِظامي في خُيوط مِعْطفي / خَلَعَهُ الرَّصاصُ/ والتوابيتُ مَلْفوفةٌ براياتِ القبائلِ / ولم أنتظِرْ جَيْشاً يَمُدُّ حَبْلَ مِشْنقتي في بِئرِ الطيورِ المهاجِرةِ /
     يا كُلَّ أضرحةِ الياقوتِ/ التي تَحُجُّ إلى البُحيرات المنفيَّةِ / إِنَّ النهرَ يَضعُ على خَصْرِه مُسدَّساً / فَضَعْ على قَبْرِ العَالَمِ مُسدَّساً مَائياً لِطِفْلٍ يَتسلقُ جُثةَ أُمِّه / صَاعِداً إلى أعصابِ الزَّيتون / أرتمي على صَدْرِكِ الْمُسَيَّجِ بالدموعِ / وأبكي في لَيْلِ الصُّراخ حتى يَصعدَ أذانُ الفَجرِ أعلى مِن الطائراتِ / وَيَمْشي الدِّيكُ في طُرقات المجزرة وحيداً / فيتعثرُ بأجسادِ الشُّهداءِ على الأرصفةِ القُرمزيةِ / هَل كَانت مِسْبحةُ أبي في جَيْبِهِ يَوْمَ قُتِلَ ؟ / هل انتحرَ الهديلُ في أمعاءِ الزَّوْبعةِ ؟ /
     أُعطي لرمالِ بَنكرياسي حَقَّ التنقيبِ في نخاع عَظْمي / عَنْ مَناجمِ النَّعناع الملوَّثةِ بِزَوْجاتِ القياصرة/ وَكُلُّ ضفائرِ أرملةِ الفيضانِ مُلَوَّثةٌ بِجَواري القَيْصر / كأنَّ نظراتِ عَواصمِ السُّل تُحاصِرُ جُثمانَ مِيكي ماوس / الخارجِ مِن حِصار ستالينغراد إلى عَرْشِ الزَّبد / أنامُ في دماءِ الزيتون / وأصحو في زئبقِ المنافي / فلا أجدُ في دُموعِ الأرصفةِ غَيْرَ رُومانسيةِ سَرطانِ الثدي / وَجَدْنا مِكياجَ المذابحِ فأين عاملاتُ الإنقاذ ؟ / أنقذتُ ظِلِّي من السقوط في يانسون الإبادة / والبحيرةُ مِقْلاةُ الفقراء / والحزنُ يَطبخ أدمغةَ الغابات / ضَفائرُ الموؤداتِ تجلسُ على عِظامِ الغَسقِ / وتُراقبُ فراشاتٍ يَلْعَبْنَ الشِّطرنجَ في أجفانِ الأسماكِ الذبيحةِ / كُلُّ غُرفِ التشريحِ أحجارُ جُفوني / وَطَنٌ في عُلْبةِ طَباشير لِكُلِّ رَاقصاتِ الباليه / وَثَوْرةٌ على سَبُّورةِ التلالِ يَقُودها الرُّومانسيون / ماتت الذبابةُ بِدُونِ طِلاءِ أظافر / وماتَ الغريبُ بِدُونِ قَبيلةٍ /  
     يَا كَلْبَ جَارتنا / لماذا أكلتَ جارتنا ؟ / الذبابُ يُشَكِّلُ في نُخَاعِ الفيضانِ حُكومةَ وَحْدةٍ وطنيةٍ بعد ضياع الوطن / أَبْعِدُوا الجثثَ عن صهيل المسدَّساتِ / كي يَلعب أولادُ الطوفان في شوارعِ المذبحةِ كرةَ القدم / فَقَدْتَ قَدَمَكَ في حَرْبِ دَاحِس والغبراء / فَخُذْ عُكَّازةَ النَّهرِ قَدَمَاً صِناعيةً/ ولا تنتظِرْ هِنْدَ بنت النُّعمان كَي تُحِبَّ مَوْتَكَ/ وَتُشْفِقَ على دُموع أُمِّكَ في أباريقِ الفخَّارِ/ الخادماتُ يَمْنَحْنَ صحونَ المطبخ ذاكرةً لنمورِ التاميل / والجرادُ يَرقصُ في حَفْلِ زِفاف عُشب الأضرحةِ / فلا تَقتنِصْ نُمورَ صدري / وَكُنْ حَوْلي تراباً لأكتشفَ فِيكَ ذَهَبَ الملاجئ /
     ماذا سَتَفعلُ مَرْيَمُ العذراءُ بين بغايا بني إسرائيل ؟ / ما فائدةُ نُعومةِ لَيْلةِ الدُّخلة إذا كانتْ جُثةُ كَوْكبنا تنامُ على سَريري؟/ لن تنتظرَ الأسلاكُ الشائكةُ تحت المطر طويلاً/ لأنَّ المخْبِرِين والرَّاقِصات جاؤوا في الموعد المحدَّد / لِبَدْءِ العَرْض السِّينمائي في أوردة الشهداء / وَاكْتَشَفْنا في عُلْبةِ السَّردين حُلْماً للشوارع / لكنَّ وُعُودَ بَناتِ الجيران لِلْحَمَامِ الزَّاجل / لم تَنْقُلْ وُجهةَ نظرِ الموتى إلى حَفَّاري القبور / هذا جُرْحي نِظامٌ جُمهوري فَانقَلِبْ عَلَيْه / ولا تَفْرِضْ على كُرياتِ دمي الإقامةَ الجبريةَ كَبَناتِ القَياصرة /
     كُلُّ النيازكِ مَسْقَطُ رَأسي / ولا يَسْقُطُ رَأسي إِلا في لَيْمونِ المقاصلِ / يا قلبي الوحيدَ في غَابةِ النِّساءِ المتوحِّشاتِ / اعْتَنِق الكِفاحَ المسلَّحَ تَنْسَ صَدماتِكَ العاطفيةَ / قَبِّلْ خُدُودَ البنادقِ تَنْسَ مُضَادَّاتِ الاكتئاب / لا تَصْدُمْ قِطةَ الجيرانِ بالسَّيارةِ العسكريَّةِ/ زَرعت الجيوشُ الحواجزَ الأمنيةَ في ضَفائرِ النِّساءِ / فانْقَلِبْ يَا اكتئابَ البَراري عَلَيْكَ تَجِدْكَ/ وازرعْ في عُيونكَ مِضَخَّةً لِرَيِّ مَا تَسَاقَطَ مِن أنوثة الأرصفةِ / على قَميصِ القاتلِ في أزقةِ المذبحةِ /
     عِندما تَكتبُ رَسائلَ الغرامِ للمَلكاتِ السَّبايا / ارْمِ مَاءَ عُيونكَ مِن شُرْفة صَنوبرِ المجزرةِ / لترى بَائعاتِ العِلكة على إشاراتِ المرورِ / مُرورِ دَمي في أنابيبِ النِّفْطِ / وَحِينَ تُخزِّنُ جَدائلَ الراهباتِ القتيلاتِ في زُجاجِ الكاتدرائياتِ / تَخَيَّلْ فِقْراتِ ظَهْرِ الرِّياحِ / التي تَجْمَعُ جُثثَ أراملِ الجنودِ في أكياسِ القُمامة / وَحِينَ تَشربُ أشجارَ الطوفانِ معَ أميراتِ سَدُوم / تَخَيَّلْ نِساءَ بني إسرائيل الغاطِساتِ في ذاكرةِ قتل الأنبياء /
     أُجهِّزُ أكفانَ العالَمِ في خَريفِ الطيورِ / التي هاجَرَت ولم تَرْجِعْ / ولا أدري هَل سَأَدْفِنُ العالَمَ أم العَالَمُ سَيَدْفِنُني ؟ / عُنوسةُ الحضارةِ / وانتحارُ ظِلالِ النَّوْرسِ / والملكاتُ السَّبايا / والحيواناتُ المنَوِيَّةُ في أقفاصِ حَديقةِ الحيواناتِ / أَقْلِبُ في شَراييني نِظامَ الْحُكْمِ / فَادْفِنْ شَرايينَ البَحرِ في عُلَبِ السَّردين / أُزَوِّجُ دَمي للرَّصاصةِ / وأرقصُ في حَفْلِ زِفافِ الشُّطآن / كَما تَرقصُ الهياكلُ العَظميةُ /
أُفَكِّكُ العُقَدَ النَّفْسيةَ للبَحْرِ في مَخازنِ السِّلاحِ / وأُهَرِّبُ قلبي تحتَ رِمالِ المجرَّاتِ / وشاطئُ الياقوتِ يُنَظِّفُ مُسدَّسي بِلُعَابِ البُحيراتِ / هذا البارودُ أخي الشقيقُ / يُحلِّل عُقَدِي النَّفسيةَ صَقْراً صقراً / فلا تَزُرْ حَديقةَ الطيورِ في أرشيفِ أحكامِ الإعدامِ / إِلا حِينَ يَضعُ النَّسرُ واقياً ضِدَّ الرَّصاص / على صَدْرِ الزَّوْبعةِ /
     كَلْبُ الإمبراطورةِ اعْتَزَلَ الحياةَ السياسيةَ / قُرْحَةٌ في مَعِدَةِ الصَّحراء / لَبِسْتُ غاباتِ الزِّئبق / أسألُ حِجارةَ أُورُشَليمَ عَنْ دِماءِ الأنبياءِ / أسألُ جُثةَ أبي عَن جُثةِ أُمِّي / أَجِّلوا قَتْلَ دُودي الفايد / كَي نَدعمَ مَسيرةَ الرُّومانسيةِ في غُرفِ العِنايةِ المركَّزة / اخترتُ لونَ الرصاصةِ / لأبْنِيَ الجناحَ العسكريَّ لِرِئَتِي / مِن سِكَكِ الحديدِ حتى أبراجِ الذاكرة /
     انتصرتْ نظريةُ قَفَصِي الصدريِّ في الكِفاحِ المسلَّحِ المغطَّى بالرُّومانسيةِ / كالجوْزِ المغطَّى بِشُكولاتةِ البَارودِ / والليلُ يَطبخُ أحزاني / والرَّصِيفُ يُشَرِّحُ جُثةَ المطرِ / هَذهِ رُموشي بِطِّيخةٌ نَاضِجةٌ مِثْلَ لَوْنِ الأكفانِ / خُذْ أحمرَ الشِّفاهِ لِزَوْجةِ الأسفلتِ / واتْرُكْ لي خُضْرةَ عُشْبِ الجنازاتِ / اتْرُك رَقْمَ زِنزانتي للذينَ يَحْمِلُونَ نَعْشَ البُحيرةِ على ظَهْرِ حِمارٍ وَحْشِيٍّ / وَيَجلسونَ في كُوخي مُنتظرينَ البَرابرةَ /
     أثداءُ السِّيليكون / وَمَلَلُ نِساءِ القَبيلةِ الواقفاتِ أمامَ نعشي  / خَانَتْني رَاياتُ القبائلِ / فَكَيْفَ يَحرقُ عِشْقُ الأسمنتِ صُدورَ السَّناجبِ ؟ / مَاتتْ صُورتي في المِرآةِ الصَّدئةِ / لكنَّ البَراويزَ تُحيطُ بأشلاءِ أطفالي / سَيَقْتُلُني إِخوتي / ويَرْمونني في البِئرِ / ويَرْثيني الليلُ المسقوفُ بالبَنادقِ / تُصبحُ مِضَخَّةُ دَمِي زُجاجةَ ويسكي / في كُوخِ العُشَّاقِ الفاشِلين / وتأكلُ الدِّيدانُ أجسادَ العصافيرِ / عَشيرةُ الموجِ أطفأتْ رَمادَ الذِّكرياتِ / وَرَحَلَتْ / وَالْبَدْوُ الرُّحَّلُ يَسْتَثْمِرُونَ في طُبولِ الحربِ / أينَ نِيرانُ القبائلِ في مَوْسمِ هِجرةِ الرُّعودِ إِلى المنافي ؟ /
     قَد يَنهزمُ الحبُّ الأولُ أمامَ الجثمانِ الأولِ / لكني لَن أُوَقِّعَ على مُعاهدةِ الاستسلامِ / أَرجوكُنَّ يا بَغايا بوينس آيرس أنْ تُرْشِدْنَ طُيورَ احتضارِ البحرِ / إلى جُثةِ غيفارا قُرْبَ فِئْرانِ البراري / إِنْ مِتُّ يا قِطتي فَتَزَوَّجي مُسَدَّسي / هَذا جَسَدُ صَحاري النَّزيفِ / وِزارةُ الْبَدْوِ الرُّحَّلِ / فِقراتُ ظَهْري مَخَازِنُ أَسلحةٍ / أَدْخُلُ في أغاني الرِّيح مُسَلَّحاً بالموجِ الأخضرِ / يُوَزِّعُونَ على الطحالبِ صُكوكَ الغُفرانِ / كما تُوَزِّعُ خَنادقُ الحربِ المِكياجَ على السَّبايا /
     أخاديدُ الوَجْهِ المحترِق بالصَّدى / لا وَقْتَ للرُّومانسيةِ في عَالَمٍ يَغْتَصِبُ المرأةَ حَيَّةً ومَيْتةً / كُنتُ في المطارِ أنتظرُ قُدومَ جُثْماني / مَعْكرونةٌ بالمقاصلِ / وَعَصيرُ المشانقِ الطازَجةِ / والطابورُ الخامسُ / وكلُّ الغيومِ التي تَشربُ دِماءَ الطيورِ المهاجرةِ وطنٌ لمرايا المنافي / فاشْرَبْني كما تَشربُ رَائحةُ الخشَبِ غُرفةَ التشريحِ / أُشَرِّحُ ذَاكرةَ الجنونِ لِيَصْعَدَ العُشبُ ناراً / بَدَوِيَّةٌ نَسِيَتْ تَاجَها عَلى ظَهْرِ حِمارٍ وَحْشِيٍّ / والجرادةُ الناجيةُ مِن المذبحةِ تَرْعى الأبقارَ في ممالكِ الجثثِ / سأذبحُ ظِلالي بِسُيوفِ التِّلالِ/ أنا تِلالُ المجزرةِ / وآخِرُ مَن تَمُرُّ على جَسَدِهِ البُحيراتُ / فَتحتُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ للثائرين / والأيتامُ يَأكلونَ أمعاءَ الدَّباباتِ / فَلا تَرْجِعْ إِلى رِئتي إلا إِذا أَكَلَ الجيوشَ حَطَبُ الذاكرةِ / أختارُ طَريقاً لم يَخْتَرْهُ الأُمويون ولا العبَّاسيون / أنا بُندقيةُ الشَّمْسِ / وكُرياتُ دَمِي شموسُ البُكاءِ / أَحرقَ المساءُ أعلامَ الهزيمةِ / نَسَفْتُ أُلوهيةَ الأصنامِ / وَاعتنقتُ البارودَ قَمَراً للقتالِ والأحلامِ / والبَدوياتُ المجروحاتُ عَاطفياً في سَيَّاراتِ المرسيدس / وَنَحْنُ نَمشي إلى أضرحةِ آبائنا تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ / 
     اسْتَرِحْ بَيْنَ غَضاريفِ عِظَامي لِتَشْتعلَ عِظَامي بالمطرِ / حَرِّر البُحيرةَ مِن ظِلِّها / حتى تَخرجَ الصَّحراءُ مِن جِلْدِها / وأنا جُلودُ الثائرينَ في ظَهيرةِ أقواسِ النَّصْرِ / ازْرَعْ رَاياتِ الرَّصاصِ قُرْبَ قُبورِ الغزاة / تَجِدْ عَصافيرَ شَراييني تَشربُ رِمالَ البَحرِ / يا أيتها الأطلالُ الصاعدةُ مِن حُزْنِ الأراملِ لَوْزاً وأقماراً وخنادقَ / هَذهِ خُدودي مَخازنُ السِّلاحِ / وَجَسَدي أُخدودُ الدِّيناميتِ / اسْكُبْ ضَوْءَ عُيونِكَ في بَراميلِ البَارودِ / وأَطْلِقْ عَلى حُزْنِكَ الرَّصاصَ إِنْ رَفَعَ الرايةَ البيضاءَ  / وَلا تُوَدِّع الإِوَزَّ القتيلَ في المجرَّاتِ / أنا نشيدُ النَّصْرِ / فَاعْبُرْ طَيْفَ الهاويةِ عَلى حَشائشِ الصَّدى / كَي ترى عَمُودي الفِقريَّ عَرَباتٍ / لِنَقْلِ جُنودِ الشمسِ إلى جَبهةِ المعنى / وَادْخُلْ جَبهتي زَيتوناً وَتَمْراً للفجرِ / لم تُولَدْ لِتُوَزِّعَ الأوتادَ عَلى شَعْبِ الخِيَامِ / لم تُنْجِبْكَ الرصاصةُ لِتَموتَ قُرْبَ مَوْتِ المسدَّساتِ الخشبيةِ / خَنقتَ دَمْعَكَ / فَاخْنُقْ جُنونَ أرصفةِ بُكائِكَ / واكْسِرْ ألواحَ صَدْرِكَ / وَلْيَكُنْ شَعْبُكَ بنادقَ / وعيونُ أولادِكَ رَصاصاً /  
     وُلِدْتَ لِتَنْشُرَ ضَوْءَ رُموشِكَ / على حَبْلِ مِشنقتكَ وحَبْلِ الغسيلِ / وَتشنقَ كُلَّ مَشانقِ الرملِ بين أجفانِكَ والخِيَامِ / وَلَدَتْكَ الصاعقةُ لِتَأخذَ الملكاتِ سَبايا / فلا تَحْرُسْ بُرتقالَ سُوقِ النِّخاسةِ / يَا أيها الموْلُودُ لِتَحْيا أبَدياً نَقِيَّاً / انْسَ حِصَّةَ الرياضياتِ في مَدرسةِ الطوفان / وَمَزِّقْ رَقْمَ الهويةِ وَأرقامَ الزَّنازين / سترى أقواسَ النصرِ على جَدائلِ الرِّياح / وَتذهبُ إلى لقاءِ اللهِ / اذْهَبْ شَهِيداً خَارِجاً عَلى قَوانينِ الحطَبِ / وَطَوِّرْ أُسلوبَكَ في كِتابةِ الرَّسائلِ الغراميةِ لِلْحُورِ العِين / فِلِسْطينُ خَنْجرٌ فَاغْرِسْهُ في قَلْبِ الصَّمْتِ/ وَانقُلْ مَعدتَكَ إِلى الشَّفقِ / حتى تُنَظِّفَ ذِكرياتُ الموانئِ مُسدَّسَكَ الشَّخْصِيَّ / فَكُنْ رُومانسياً صَقْراً / يَرْسُمُ خَريطةَ العِشْقِ عَلى لَيْمونِ الجسورِ / ولا تَجْرَحْ عُيونَ امرأةٍ صَرختْ في وِدْيانِ حُلْمِكَ / اسْتَخْرِجْ مَاءَ وَجْهِكَ مِن دِماءِ جُيوشِ السَّرابِ / أنتَ صَانعُ النَّصْرِ في مَمالكِ النِّسْرين/ لا ذَاكرةٌ حَوْلَ دَمِكَ سِوَى عُيونِ المقاتِلين/ وَلا رَايةٌ عَلى جَسَدِكَ سِوَى بَرْقُوقِ المدافِنِ/ فَاحْرِق الرَّايةَ البَيضاءَ / وَارْفَعْ رَاياتِ مَجْدِكَ في طَريقِ الرَّعْدِ / وناظِر البَحْرَ / أنتَ البحرُ/ولن تَغْرَقَ/ اكْسِرْ أُمْنِيَّاتِ الزَّوبعةِ/ احْرِقْ ذِكْرياتِ العُشَّاقِ على الشَّاطئِ / لا وَقْتَ للعِشْقِ/ أنتَ الوقتُ/ حَطِّمْ عقاربَ الساعةِ بَيْنَ الزَّمانِ والمكانِ/ أنتَ الزَّمانُ والمكانُ / أنتَ ابْنُ الرصاصةِ / وَوَالِدُ البُندقيةِ / وأنا المؤذِّنُ الجوَّالُ في الطرقاتِ الخرساءِ / وَالبارودُ جَسَدُ العواصفِ / فَتَجَسَّدْ /
     خُطُواتُ الأنهارِ عَلى مَناديلِ الغريباتِ / فَارْكُضْ عَلى رُموشِ القِطاراتِ / لا قِطارٌ في قَفَصِكَ الصَّدْرِيِّ سِوَاكَ / ولا سِكةٌ على بَارودِ عَيْنَيْكَ إِلاكَ / يَا حَفيدَ الزِّنزانةِ / إنَّ جَدَّتي البُندقيةُ / وَالبَارودَ أبي الرُّوحيُّ / نَتَشَمَّسُ في مَوْتِ الرِّيح / فَأَرِحْني مِن حَمْلِ أجفاني في شَمالِ ثِيابِ الحِدَادِ / كُنْ أَجملَ حَطَّابٍ في غَاباتِ رئتي / ولا تُصَدِّقْ مَواعيدَ المخبِرِينَ والزَّوجاتِ الخائناتِ / هِيَ الأرضُ أُمِّي التي وَلَدَتْ مَطَراً تَزَوَّجَ ثَوْرتي / فَأيْنَ جُثةُ السُّيولِ التي وَلَدَتْ سَنابلَ الحقلِ وَنَسِيَتْ أنْ تُرْضِعَني حَطَبَ الأكواخِ ؟ / رُبَّ أَخٍ لَكَ لم تَلِدْهُ السَّنابلُ وَوَلَدَتْهُ الزَّلازلُ/ يا خَيْمَتَنَا الرَّصاصيةَ / كلُّ الأكسجينِ زِئْبقٌ مُعَطَّرٌ بأشلاءِ القَمرِ / أنا قَمَرُ المجزرةِ فأصعدُ / وَعُيونُ السناجبِ أسلحتي الأُتوماتيكيةُ / وَحَوْلَ خَصْري مُسْتودعاتُ مِيناءِ البَنادقِ /
     عَائِشاً بَيْنَ غُرفِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ وَخِيَامِ الطوفانِ / لَم يَتذكر الشَّفقُ زَيتونةَ الأغاني / فَغَنَّيْتُ دَمِي إعصاراً للغُرباء / وكلُّ غَريبٍ هُوَ لِحْيةُ النَّهْر / فَيَا ضَوْءاً يُزَوِّجُ رِئتي الأُولى لِرِئتي الثانيةِ في أعراسِ البُكاءِ / ستظلُّ الشُّطآنُ بَيْنَ الرِّئتينِ مَنفىً للأزواجِ العُشَّاقِ / فَلا تَعْشَقْ دِماءَ دُودي الفايدِ في أنفاقِ باريس / هَذهِ دِماءُ اللوْزِ في عُرْسِ غَزَّة / وَالمطرُ عَرِيسُ الجِرَاحِ / نَيْزَكٌ يَمُرُّ عَلى خَارطةِ خُدودِ الموجِ / ولا يُقَبِّلُ أيتامي بَعْدَ احتضارِ الرِّياحِ / والزِّنزانةُ تَطلبُ الطلاقَ مِن زَوْجها /
     قَسَماً بِخَالِقِ دِمَائِنا الصَّاعِدةِ إِلى السَّماءِ / إِنَّ وُجوهَ الحزانى تَنتظرُ نُزولَ المسيحِ مِنَ السَّماءِ / كُنْ قَريباً مِن قُطْنِ المجرَّاتِ / حِينَ يَتمدَّدُ المرفأُ عَلى فِرَاشِ الموتِ / رِجَالٌ يَحْمِلُونَ تاريخَ الشُّموسِ في مَخازنِ الأسلحةِ / وَيَرْمُونَ أظافِرَهم خَريطةً للزَّيتونِ / سَيَنتصرُ الْحُلْمُ على السُّم / ولَن تُمَيِّزَ الأميرةُ العاشقةُ بَيْنَ كأسِ النبيذِ وكأسِ السُّم / تَحتكرُ الضَّحيةُ أسماءَ الضَّحايا / فادْفِن الرايةَ البَيضاءَ في جَناحِ بَعُوضةٍ/ الأمواجُ تُنَقِّي الكُوليرا مِن الغزاةِ/ والفُقراءُ يَمشونَ تَحْتَ أقواسِ النَّصْرِ/ والغاباتُ تَسيرُ حَوْلَ عُيونِ الأراملِ ظِلالاً لِلفَراشاتِ / لا ذُبابٌ على نَحَافَةِ عَارِضاتِ الأزياء / ولا سَجَّادٌ أحمرُ للأميراتِ السَّبايا / أَعيدوا تَسميةَ المتوسِّطِ وَفْقَ أبجديةِ اللهبِ / وَلْتَكُن الأمواجُ هُدْنةً بَيْنَ جَبينِ الثائرِ وَصَنوبرِ المقابرِ /
     زَمَناً مِن التُّفاحِ تَلْمَعُ أظافرُ الزَّنجبيلِ في مدى النِّيرانِ / كُلما اقتربتُ مِن اسمي رَأيتُ عَمُودي الفِقريَّ حارساً لأنفاقِ البارودِ / نَزعتْ غَزَّةُ خَلْخَالَها  / وتَزوَّجتْ أُكسجينَ الانقلابِ الكَوْنِيِّ  / أنا مَاءُ البنادقِ / وأوَّلُ سَطْرٍ في كِتابِ المسدَّساتِ / أَرفعُ رِمالَ البَحْرِ إِشارةَ مُرورٍ لأسماكِ القِرْشِ / كأنني هَوْدَجُ الرَّعْدِ / أنتظرُ رِعشةَ أوْردتي في مَحطةِ القِطاراتِ / وأَكسرُ عُزلةَ الْخَوْخِ في دِمائي / أصدقائي مُعَلَّقُونَ على الصُّلبانِ حَوْلَ مَرايا جُرْحي / فيا لَمعانَ الخِيانةِ على أسوارِ المقابرِ / أَبْعِدْ غِزْلانَ الملاريا عَن دُبْلُوماسيةِ عِظامِ قِطتي / الصَّبايا تائهاتٌ بَيْنَ حَبْلِ الغسيلِ وَتَغسيلِ الموتى / غَسَلْتُ مَاءَ عُيوني بِدُموعي / وتُرابُ قَبْري هُوَ ضَفائرُ العاصفةِ / والفَيَضَانُ هُوَ اسْمُ الميرميَّةِ في أزقةِ المخيَّمِ / مَاتَ الْمَلِكُ / وانتهتْ لُعبةُ الشِّطْرَنجِ / وَصِرْتِ مَلِكةَ السَّبايا نَادِلةً في مَطْعَمِ هُولاكو / وَبَناتُ القياصرةِ في أيدي البلاشفةِ / فَانصُبْ خِيَامَ جَيْشِ كُرَياتِ دَمِكَ على كَوْكَبِ زُحَلَ / واحْرِقْ ذِكْرياتِ هُبَلَ بِهَاويةِ الصَّدى بِمِلْحِ دُموعِ الغَيْمِ /
     شَطَرْتَ طَيْفَكَ نِصْفَيْن / نِصْفٌ للكِفاحِ المسلَّحِ / وَنِصْفٌ لِتَسليحِ طُيورِ البَحْرِ / خَانكَ أخوكَ فَاقْلِبْ نِظامَ الْحُكْمِ في رِئته / خَانتكَ بِلادُ الرَّاقصاتِ في القُبلةِ الأُولى / فَافْرُشْ عِظامَكَ سَجَّاداً للسُّيوفِ الراكضةِ إلى القِبْلةِ الأُولى / تمتدُّ مَملكةُ السَّبايا مِن رِمَالِ غَضَبِ أظافرِكَ / حَتَّى هُدوءِ أسماكِ القِرْشِ / فَاشْكُرْ حَواجِبَ شُطآنِ النارِ / وَحَاصِر احتضارَ السَّنابلِ / وَعَلِّقْ جَماجمَ الفِئرانِ مَصابيحَ في شَوارعِ مَجْدِ المسدَّساتِ / سَامِح الأمطارَ بِثَمَنِ التَّوابيتِ التي صَنَعَها جَبينُكَ المنصورُ /
     كلُّ أشجارِ حَديقتي فَلسفةُ البنادقِ / كُلُّ أظافري تعاليمُ الرَّصاصةِ / كُلُّ تَوَاريخِ أجفاني زَهْرةُ اللهيبِ / كُلُّ مَمالكِ حَنجرتي رُومانسيةُ الأعاصيرِ / كُلُّ جُدرانِ شَراييني مُدُنُ القِتالِ / كُلُّ أنهارِ عُيوني رَصاصُ الرِّئتين / دَمي مِن فَصيلةِ الانقلابِ / مَنصورونَ تَحْتَ الأرضِ وَفَوْقَ الأرضِ /
     أيها الأُسُودُ الذينَ يَحْرُسُونَ خُدودَ البَحْرِ/ كَيْفَ عَلَّمْتُمْ أَسماكَ القِرْشِ أساليبَ القِتالِ الجديدةَ/ خُذُوا ذِكْرياتِ البَرْقِ مَعَكُمْ إِلى أقواسِ النَّصْرِ / أنتُم دَمُ الشُّموسِ في زَمَنِ بَراميلِ النِّفْطِ / فَاعْبُرُوا ضَرِيحَ الثعالبِ النائمةِ في قُرْصِ العَسَلِ / نَسِيَ قُبورَنا قُرْصُ الشَّمسِ / نَسِيَها وَجْهُ الشَّفَقِ الصَّاعِقِ/ وَكُلُّ مَوْتٍ في أجفانِ النِّعاجِ / يَصْعَدُ إلى أظافرِ قَوْسِ قُزَحَ / أنا خَارِطةُ الرَّعْدِ / وَأرشيفُ غُرفةِ الإعدامِ / نَخْرُجُ مِنْ دُموعِ الأراملِ الوَاقفاتِ كالخنادقِ / نَخْرُجُ مِنْ حُفَرِ المجاري / نَزْرَعُها بِالْحُزْنِ المتفجِّرِ / نَخرجُ مِن أوحالِ المخيَّماتِ/ نَرْصُفُها بِجَثَامِينِ الخديعةِ / نَخرجُ مِن بُكاءِ الحمَامِ الزَّاجلِ / نَحْقِنُهُ بالثورةِ / نَخرجُ مِن مَذَابِحِنا نُسوراً للثأرِ / نَخرجُ مِن أوتادِ خِيَامِ اللاجئينَ ضَوْءاً للمعنَى / نَخرجُ مِن عُكَّازةِ جَدَّةِ النَّهرِ ألغاماً بَحْرِيَّةً في الشَّفَقِ الْحُرِّ / نَخرجُ مِن رِمالِ البَحْرِ / نَخْلَعُ أسنانَ الضِّباعِ بأسناننا / نَحْرِقُ دُموعَ التماسيحِ بِدُموعِنا / نَخرجُ مِن جَنازيرِ الدَّباباتِ / نَنْسِفُها بأطرافِ أصابعنا/ فَتَسقطُ راياتُ الطُّغاةِ كالضفادعِ المقلِيَّةِ / نَخرجُ مِن ثِيابِ الطوفان/ نأكلُ المطرَ الحِمْضِيَّ/ أيْنَ أنتَ يَا فَاروقُ/ لِتُطْعِمَ الموتَى في طَوابيرِ الْخُبْزِ/ كأنني أَنزلتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَن الصَّليبِ / لم أُرافِق آلَ البَيْتِ في طَريقِ كَرْبلاء / كانَ جِلْدي يَخونُ رِئتي / وكانَ أهلُ الكُوفةِ يَخُونونَ القَمَرَ / ذَلِكَ دَمي سَجاجيدُ لليتامى تَحْتَ جُسورِ سَراييفو/ كأنَّ حَنجرةَ الموجِ المشْنُوقةَ مُزِيلُ عَرَقٍ لِعَارضاتِ الأزياءِ/ جُثةٌ عَائشةٌ عَلى التَّنفسِ الاصطناعيِّ/ وشُعوبٌ تَعيشُ في أنابيبِ المجاري/ فَكُنْ مَعَ الْمَلِكِ / وَدَعِ العَبيدَ للعبيدِ / لا بُدَّ أن أصيرَ شَهيداً / كَي يَتأكدَ دُودي الفايدِ أني اخترتُ شامل باساييف / نُعوشُ الرَّمادِ هِيَ خَيْمةُ العُشْبِ اللاجِئِ / أنا الانقلابُ فَكَيْفَ تَنقلبونَ عَلَيَّ ؟ / لا تَرْفَع الرَّايةَ البَيضاءَ في قُرى العُشْبِ الباكي / سَأُقيمُ صَلاةَ الفَجْرِ في البَحْرِ المتوسِّطِ / فَانْقُلْ مَعركةَ رُموشِكَ في أمطارِ الحريةِ / فَإِمَّا أن تَكونَ أو لا تَكون .