أغنية سريعة لثوار جنوب تايلند / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
................
نَحْنُ نُقَاتِلُ / لِكَيْ يَظَلَّ
الآخَرُونَ نَائِمِينَ مَعَ نِسَائِهِمْ / فِي غُرَفِ النَّوْمِ / كُلُّ
الْحَمَلاتِ الصَّلِيبِيَّةِ لَنْ تَهُزَّ خُيُوطَ جَوَارِبِنَا / نُؤَذِّنُ فِي
سُجُونِ الْوَهَجِ / وَنُصَلِّي عَلَى الْبَلاطِ الْبَارِدِ / وَكُلُّ أَشْيَاءِ
الزَّنَازِينِ تُصَلِّي وَتُقَاتِلُ / وَتُقَاتِلُ وَتُصَلِّي / سُجُونُنَا
أَحْزِمَةٌ نَاسِفَةٌ / وَكُرَيَاتُ دَمِنَا ذَاكِرَةُ الْمَنْجَنِيقِ / نَخْلَعُ
دُودَ الْمَنَافِي مِنْ جِلْدِ الضَّبَابِ / خَطِّ الاسْتِوَاءِ / صَفِيحِ
الطُّوفَانِ / وَنَخْرُجُ مِنْ جُلُودِنَا / أَسْرَابَاً مِنَ الْفَيَضَانَاتِ
الْحَارِقَةِ /
كُنْ دَمِي
الْمُتَفَجِّرَ / أَوْ جَوَازَ سَفَرٍ لِلصَّاعِقَةِ / سَنُعْلِنُ اسْتِقْلالَنَا
عَلَى أَرْضِنَا / وَحُلْمِنَا / وَذِكْرَيَاتِ أُمَّهَاتِنَا / وَنُوَزِّعُ
الْحَلْوَى عَلَى الطُّيُورِ / فِي هِجْرَتِهَا إِلَى أَقْفَاصِنَا الصَّدْرِيَّةِ
/ مَآذِنُنَا إِعْلانُ اسْتِقْلالِنَا / وَقُرْآنُنَا دُسْتُورُ دَوْلَتِنَا/
وَعِيدُ اسْتِقْلالِنَا جُثَثُ الْغُزَاةِ/ الَّتِي جَرَفَتْهَا سُيُولُ دَمِنَا
الْمَاحِقَةُ / فِي الْمَسَاءِ نَعْمَلُ عُشَّاقَاً لِلأَلْغَامِ / لا عُشَّاقَاً
لِلْمَلِكَاتِ التَّافِهَاتِ /
لا تَنْتَظِرْ مَلَكَ
الْمَوْتِ كَيْ يَأْتِيَكَ / اذْهَبْ إِلَيْهِ وَاثِقَاً بِالَّذِي سَيَنْزِعُ
حَيَاتَهُ / قَالَ الْوَرْدُ الْبَرِّيُّ الَّذِي يُقَدِّمُ لَنَا الدَّعْمَ
اللوجِسْتِيَّ : (( عِنْدَمَا أَمْسَكْتُ الرَّشَّاشَ لأَوَّلِ مَرَّةٍ
تَذَكَّرْتُ أَوَّلَ امْرَأَةٍ أَحْبَبْتُهَا وَأَحَبَّتْنِي ))/ لا فَرْقَ بَيْنَ
خَنَاجِرِ الْعِشْقِ وَالْقَنَابِلِ الْهَيْدرُوجِينِيَّةِ / لأَنَّ الذَّهَابَ
إِلَى الْمَعْرَكَةِ فَلْسَفَةُ لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ /
يَا مَنْ وُلِدْتُمْ فِي
الْمَعَارِكِ/ وَوَلَدْتُمُ الْمَعَارِكَ/ ادَّخِرُوا الرُّومَانسِيَّةَ/ حَتَّى
تُغَازِلُوا الْحُورَ الْعِين / لا وَطَنٌ / وَلا حَاكِمٌ / وَلا حُكُومَةٌ / وَلا
شَعْبٌ / نَحْنُ الْوَطَنُ وَالْحَاكِمُ وَالْحُكُومَةُ وَالشَّعْبُ / إِنَّ
الْمُجْتَمَعَ الدَّوْلِيَّ ذُبَابَةٌ نَبْصُقُ عَلَيْهَا وَنَدُوسُهَا /
ادْفِنْ هَذِهِ الأَرْضَ
الْعَرْجَاءَ / وَاصْنَعْ أَرْضَاً حَالِمَةً بِلا أَمريكا / ادْفِنْ هَلْوَسَةَ
الشَّرْعِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ / وَازْرَعْ شَرْعِيَّةَ وُجُودِكَ الدَّوْلِيَّةَ
/ خَالِيَةً مِنْ كِلابِ الْفِيتُو / لَكِنَّ الْمَلِكَةَ فِكْتُوريَا كَبِيرَةُ
الدُّمَى / فِي مَسْرَحِ الْعَرَائِسِ الْمَحْرُوقِ / لَنْ تَقْتَنِعَ بِغَيْرِ
شَهْوَتِهَا الْجِنْسِيَّةِ الْمَهْوُوسَةِ / خُذْهَا سَبِيَّةً / وَتَاجَهَا
غَنِيمَةً / وَاتْرُكْ لَهَا ذِكْرَيَاتِ عُشَّاقِهَا الْعَاطِلِينَ عَنِ
الْعَمَلِ /
بَيْنَ عُيُونِنَا / يَسْهَرُ الثُّوَّارُ
عَلَى حِرَاسَةِ قُطْعَانِ الانْقِلابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ / وَدُودَةُ الْقَزِّ
تَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِهَا مِصْفَاةَ نِفْطٍ عَمْيَاءَ/ وَتَلْعَبُ الشِّطْرَنجَ
مَعَ صَدِيقَاتِهَا الْعَوَانِسِ / حَاوِلْ يَا صَوْتَ الرَّعْدِ / أَنْ تُصَمِّمَ
عَلَمَاً لِدَوْلَتِنَا الْجَدِيدَةِ.