هبوط النوارس على أشباح مخيم جنين / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
..........
القَبْرُ مُسْتَقْبَلِي السِّيَاسِيُّ
الْمُشْرِقُ سُيُوفَاً عَلَى رِقَابِ الْغُزَاةِ / دَخَلَتْ فِي الْمَلَلِ
الْجِنْسِيِّ سَنَابِلُ الْمَعْنَى/ أَيُّهَا الْمَنْفِيُّ الأَبَدِيُّ الْيُودُ
الْبَحْرِيُّ الْحُلْمُ الصَّحْرَاوِيُّ/ الَّذِي لا يَعْرِفُهُ غَيْرُ رَائِحَةِ
الصَّابُونِ/ فِي مَرَاحِيضِ الْفَنَادِقِ الْبَعِيدَةِ / إِنَّ نِسَاءَ
كَالِيفُورنيَا يُخَطِّطْنَ لِخِيَانَةٍ زَوْجِيَّةٍ جَدِيدَةٍ / بَعْدَ حَفْلِ
سِيلِين ديُون / وَأَنْتَ جَائِعٌ تَدُورُ مِنْ غَيْمَةٍ إِلَى غَيْمَةٍ /
بَاحِثَاً عَنْ ذِكْرَيَاتِ الأَنبِيَاءِ / لا تَمْلِكُ أُجْرَةَ مُسْتَشْفَى
الْوِلادَةِ لِزَوْجَتِكَ الْحُبْلَى بِالْبُنْدُقِيَّةِ / هِيَ الْمَجْزَرَةُ
أُنْثَى تَتَعَطَّرُ مِنْ أَجْلِكَ / وَأَنتَ لَمْ تَبِعْ جَمَاجِمَ الشُّهَدَاءِ
/ لِتَشْتَرِيَ عِطْرَاً فَرَنْسِيَّاً /
يَا شَرْكَسِيَّةً
تَدْخُلُ فِي الشَّفَقِ وَلا تَخْرُجُ / سَتُشْرِفِينَ عَلَى مَرَاسِمِ جِنَازَتِي
/ أَنتِ وَحْدَكِ مَا تَبَقَّى لِي / فِي هَذِهِ الْبَرَارِي / بَعْدَ إِعْدَامِ
عَائِلَتِي / سَتُوقِفِينَ سَيَّارَتَكِ الْمَرْسِيدِسَ أَمَامَ ضَرِيحِي /
أَرْجُوكِ لا تَنْزِلِي / وَلا تُنَكِّسِي أَعْلامَكِ / لا أُحِبُّ أَنْ
تَتَلَطَّخَ ثِيَابُكِ بِتُرابِ النَّيازك / حَدِّقِي فِي شَاهِدِ قَبْرِي/
وَاقْرَئِي الْفَاتِحَةَ/ وَارْحَلِي إِلَى الثُّقُوبِ السَّوْدَاءِ عِنْدَ
حَافَّةِ الْكَوْنِ / دَمُكِ يُنَادِي عَلَيَّ / يَأْتِينِي مِنْ كُلِّ جِهَاتِ
السُّيُولِ / وَعَيْنَاكِ حَوْضُ أَسْمَاكٍ / تَغْطُسُ فِي شَرَايِينِ
الْمَجَرَّةِ / لَكِنِّي لَنْ أَجْرَحَهُمَا بِأَهْدَابِي / لَنْ نَلْتَقِيَ فِي
الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ / فَاتْرُكِينِي أُبَلِّلْ عِظَامَ الضِّباعِ فِي
صَحَارِي الْقَلْبِ بِدُمُوعِي / حُبُّكِ أَحَدُ انْقِلابَاتِي الْعَسْكَرِيَّةِ
الْفَاشِلَةِ/ وَبَعْدَ أَنْ يَشْنُقَنِي الْغُزَاةُ فِي سُهُولِ الرِّيفِيرَا /
سَتَبْكِي عَلَيَّ شَمْسُ الْعِرَاقِ / وَتَقْرَأُ وَصِيَّتِي أَجْفَانُ
الأَمَازِيغِيَّاتِ / هَكَذَا تَصِيرُ جُثَّتِي الْعَنِيدَةُ مَطْبَخَاً
رُومَانسِيَّاً / تَتَبَادَلُ فِيهِ الْجَوَارِي مُغَامَرَاتِهِنَّ الْجِنْسِيَّةَ
/ مَعَ الْخَلِيفَةِ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ / هَكَذَا يَصِيرُ لَحْدِي مَطْعَمَاً
لِلْعَائِلاتِ / لَكِنَّ عَائِلَتِي الْمَشْنُوقَةَ لَنْ تَحْضُرَ /
وَصَلْتُ إِلَى
مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ مُتَأَخِّرَاً / فَلَمْ أُوَدِّعْ قَلْبِيَ الْمُسَافِرَ
فِي عَرَبَاتِ الْقَشِّ وَالْبَضَائِعِ / النَّهْرُ الأَصْلَعُ / وَالْحُكُومَةُ
الْقَاتِلَةُ قُمَامَةٌ / لَكِنَّهَا تَحْتَاجُ عَامِلَ نَظَافَةٍ مُحْتَرِفٍ
لِكَيْ يُكَنِّسَهَا / أَرَى جُنْدِيَّاً صَليبيَّاً يُقَاتِلُ فِي الْمَعْرَكَةِ
بِوَحْشِيَّةٍ / لَكِنَّهُ لا يَعْلَمُ أَنَّ زَوْجَتَهُ تَخُونُهُ مَعَ ابْنِ
الْجِيرَانِ بِكُلِّ نُعُومَةٍ / لا أَثِقُ بِحِذَائِي الَّذِي يَحْمِلُ
جِنْسِيَّةَ الْيُورَانيُوم / لَكِنِّي سَأَبْنِي مُفَاعِلاً نَوَوِيَّاً فِي
مَطْبَخِ بَيْتِنَا / بِمُسَاعَدَةِ أَطْفَالِ الْحَارَةِ/ هَكَذَا تَرْكُضُ
الأَسْمَاكُ فِي الشَّوَارِعِ الْخَلْفِيَّةِ/ كَشَبَقِ الزَّوْجَاتِ
الْخَائِنَاتِ/ سَأَخْلَعُ مَا فِي رَقَبَتِي مِنْ بَيْعَةٍ / وَأَرْحَلُ مِنْ
عِشْقِ بَنَاتِ الْخَلِيفَةِ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ / سَأُقَاتِلُ حَتَّى تُصْبِحَ
جُمْجُمَتِي عِنَبَاً مَنْثُورَاً عَلَى الشُّطْآنِ/ أَسْمَعُ وَقْعَ أَقْدَامِ
أَرَامِلِ قَرْيَتِي / في شِتاءِ الرُّعْبِ / تَحْتَ أمطارِ الملاريا /
اقْتُلِينِي / وَارْكُضِي إِلَى أَحْضَانِ
زَوْجِكِ / لِتَضْحَكَا فِي هَذَا الليْلِ الطَّوِيلِ / يَا مُسَدَّسِي / لا
تَعْشَق الْغَرِيبَةَ / لأَنَّهَا دَائِمَاً مُسَافِرَةٌ / إِذَا أَعْدَمُونِي يَا
قِطَّتِي / فَلا تَنْتَحِرِي حُزْنَاً عَلَيَّ / اذْهَبِي لِمُشَاهَدَةِ
مُبَارَيَاتِ كُرَةِ الْقَدَمِ / يُرِيدُونَ قَتْلِي كَمَا قَتلُوا عِمَادَ
الْفَايِد / وأنا الذي لا أَموتُ /
لَمْ أَرْمِ قَلْبِي فِي
الْمَلابِسِ الدَّاخِلِيَّةِ لِلأَمِيرَاتِ/ يَا بَغَايَا الْمُدُنِ المذعُورةِ /
ارْحَمْنَ الزَّبَائِنَ قَلِيلاً / ارْحَمْنَ طُلابَ الْفِيزيَاءِ / الَّذِينَ
سَيَذْهَبُونَ إِلَى الْجَامِعَةِ صَبَاحَاً / لَنْ أَرْفَعَ الرَّايَةَ
الْبَيْضَاءَ / حَتَّى لَوْ تَرَكَنِي أَصْحَابِي فِي الْمَعْرَكَةِ وَحِيدَاً /
وَذَهَبُوا لِيَنَامُوا فِي أَحْضَانِ نِسَائِهِمْ / لَنْ تَسْتَطِيعُوا رَفْعَ
الرَّايَةِ الْبَيْضَاءِ عَلَى جُثْمَانِي / لأَنَّ الرِّيحَ سَتَثْأَرُ لِي /
وَبَعْدَ ذَبْحِي وَالتَّمْثِيلِ بِجُثَّتِي / سَتُقَاتِلُهُمْ كُلُّ أَشْيَاءِ
مِرْآتِي / مَا فَائِدَةُ أَنْ نَبْكِيَ عَلَى الْحُبِّ / الَّذِي قَتَلْنَاهُ
بِأَيْدِينَا ؟ /
أَجْسَادُ النَّوَارِسِ تُقَاسُ
بِذِكْرَيَاتِ الْفَتَيَاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ/ رَجُلٌ ذَكِيٌّ يَخُونُ زَوْجَتَهُ
فِي السِّرِّ / لَكِنَّهُ لا يَعْلَمُ أَنَّ زَوْجَتَهُ تَخُونُهُ فِي الْعَلَنِ /
هَكَذَا تَصِيرُ مِنَصَّةُ إِعْدَامِي صَالَةَ رَقْصٍ لِلْمُرَاهِقِين / الَّذِينَ
يَتَعَاطَوْنَ الْمَارِيجوَانَا / لا زَوْجَةٌ تَغَارُ عَلَيَّ / وَلا أَمِيرَةٌ
تَخُونُ زَوْجَهَا مَعِي / وَحْدَهَا أَعْوَادُ الْمَشَانِقِ وَالْقِطَطُ
الضَّالَّةُ تَغَارُ عَلَيَّ / حِذَائِي سَيَقْلِبُ نِظَامَ الْحُكْمِ فِي
جَوْرَبِي الْمُمَزَّقِ / أَقَلُّ الْمُومِسَاتِ وَقَاحَةً / وَحُكُومَةُ اللصُوصِ
/ وَالنَّشِيدُ الْوَطَنِيُّ لِدَوْلَةِ الشَّيْطَانِ الدِّيمقرَاطِيَّةِ / لَكُمْ
لَيْلَةُ الدُّخْلَةِ / وَلِي دُخُولُ الليْلِ/ عَارِيَاً تَحْتَ شَمْسٍ لا
تَعْتَرِفُ بِي / سَوْفَ يَتَقاسَمُونَ ثِيَابِي بَعْدَ شَنْقِي/ حَامِلاً
أَشْوَاقَ النَّيَازِكِ فِي حَقِيبَةِ سَفَرِي الْقَدِيمَةِ / مُسَافِرٌ أَنَا
إِلَى لَمَعَانِ سَيْفِي / سَأَظَلُّ أُقَاتِلُ حَتَّى لَوْ شَرِبَت الزَّوْجَاتُ
الْخَائِنَاتُ نَبِيذَ الأسْفَلْتِ عَلَى نَعْشِي / حَتَّى لَوْ تَعَاطَتْ
طَالباتُ هَارفاردَ الْمارِيجوَانَا على جُثْمَانِي / نعشِي يُقَاتِلُ / وَمَوْتِي
يُقَاتِلُ / وَرُفَاتِي يُقَاتِلُ / وأنا ابْنُ الموْتِ الموْلُودِ في سَنابلِ
المجرَّاتِ /
ذَهَبَت الْكِلابُ الْبُولِيسِيَّةُ / جَاءَتِ الْكِلابُ الْبُولِيسِيَّةُ
/ ذَهَبَ اللصُوصُ / جَاءَ اللصُوصُ / وَبَقِينا يَا وَطَنِي مُحَاصَرَيْنِ
بِأَعْوَادِ الْمَشَانِقِ الْعَاطِفِيَّةِ / وَخُطُوَاتِ الْبَغَايَا عَلَى رِيشِ
الليْلِ / حَرْبٌ أَهْلِيَّةٌ بَيْنَ أَعْضَائِي / قُولِي لِي : اذْهَبْ إِلَى
جَمَالِ الَّذِي خَلَقَ جَمَالِي / تُبَاعُ أَثْدَاءُ الْمُذِيعَاتِ فِي
الْفَضَائِيَّاتِ / كَالْجَوَارِي الْمَصْلُوبَاتِ عَلَى أَبَارِيقِ سُوقِ
النِّخَاسَةِ / وَعَلَى مِنَصَّةِ الإِعْدَامِ / تَبْتَسِمُ لِي خَطِيبَتِي /
وَتَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أُحَدِّثَهَا عَنِ الانقِلابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ .