اكتئاب شابة يهودية في أحد مسابح نيويورك / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
..............
أَجْدَادِي قَتَلُوا الأَنْبِيَاءَ /
وَنَحْنُ قَتَلْنَا ضَوْءَ دُمُوعِنَا / هَذَا جَسَدِي بَرَامِيلُ لانْهِيَارَاتِ
يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِي / هَذِهِ مِرْآتِي يَوْمِيَّاتُ الْكُلُورِ
الْمُرْتَعِشِ / فِي مِيَاهِ الصَّدْمَةِ / آتِيَةً مِنْ كُلِّ دَهْشَةِ الدَّجَاجِ
/ صَاعِدَةً مِنَ القُشَعرِيرَةِ الْمُصْطَنَعَةِ لأَسْمَاكِ الْقِرْشِ / لا
دَمْعِي نَدَمُ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ / وَلا سَيَّارَتِي الرِّيَاضِيَّةُ
مَطْبَعَةٌ لِشَرَائِعِ التَّطْهِيرِ الْعِرْقِيِّ فِي التَّوْرَاةِ /
إِنَّنِي شَبَقُ
الْبَرَاوِيزِ قُرْبَ عُرْيِ مَارلين مُونرو فِي سَرِيرِ انْتِحَارِهَا / ولاعبو
التِّنِسِ الأَرْضِيِّ يُحْضِرُونَ صَدِيقَاتِهِمْ لِلتَّشْجِيعِ / وَأَنَا
أُشَجِّعُ نَفْسِي عَلَى مِنَصَّةِ الإِعْدَامِ الْيَوْمِيِّ / اكْتِئَابِي
كَالْبَيَاتِ الشَّتَوِيِّ لِلْفَيَضَانِ / كِلاهُمَا مُتَّحِدٌ بِأَنانِيَّةِ
الْهَيْدرُوجِينِ / والعَواصفُ تَسْكُبُ سَرَطَانَ الْجِلْدِ في خُدودِ البَحْرِ
الجريحةِ /
اعْتَبِرْنِي زَيْتَاً
فِي صُخُورِ جُرْحِ الْحَمَامَةِ / لا بَجَعَةٌ سَتَزْرَعُ الإِجَاصَ فِي شَاهِدِ
قَبْرِي وَلا سَفَرٌ / قَدْ أُصْبِحُ بَعْدَ انْتِحَارِي سِفْرَاً مُقَدَّسَاً /
تُضِيفُهُ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ إِلَى إِنجيلها / قَدْ أُصْبِحُ جَوْهرةً في
تَاجِ الْقِدِّيسِ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيِّ / وَتُخَبِّئُ السَّيداتُ في
خِزَانَاتِ الْمَطْبَخِ أُنُوثَتَهُنَّ الْمُفَتَّتَةَ / وَمَا زَالَ الْمَوْجُ
يَتَهَرَّبُ مِنْ دَفْعِ الضَّرَائِبِ/ تَابُوتٌ جَفْنِي/ لأَنِّي سَلَّمْتُ
جُمْجُمَتِي لِتَأَمُّلاتِ الْبُرُوقِ الرَّعَوِيَّةِ / فِي تَوَارِيخِ مِيلادِ
الْمَاءِ الْفُسْفُورِيِّ / هِيَ مِرْآةُ أُنُوثَتِي الْغَامِضَةُ / رَائِحَةُ
السِّيلِيكُونِ فِي مَفَاصِلِي / كَأَنَّهَا فَضَلاتُ طَائِرٍ قَدِيمٍ / مَرَّ
عَلَى مِشْطِ عَشِيقَةِ أَبِي /
عَقْلَنَةُ جُنُونِي
هِيَ سُجُونِي الْفَارِغَةُ / أَيْنَ أَنَا الأُخْرَى ؟ / أَيْنَ شَظَايَايَ
الْمُنْتَفِخَةُ كَأَفْخَاذِ الدَّجَاجِ المصْعُوقِ ؟ / مِقْصَلَتِي تَعْمَلُ
بِالطَّاقَةِ الشَّمْسِيَّةِ / عُصْفُورٌ مَذْبُوحٌ فِي قَفَصِي الصَّدْرِيِّ
يُغَنِّي سَيْفَاً / تَقْطِفُنِي سَنَابِلُ الْمُسْتَحِيلِ الرَّاكِضِ فِي
شَوَارِعِ الْوَبَاءِ/ كُونِي يَا خَشَبَةَ صَلِيبِي أَكْثَرَ نُعُومَةً مِنْ
رَمْلٍ يَلْبَسُ الرَّمادَ / حِينَ يُحَوِّلُ تِلْميذاتِهِ إلى عَشيقاتٍ /
وَالثَّلْجُ الْبَنَفْسَجِيُّ يَبِيعُ الْعِلْكَةَ عَلَى إِشَارَاتِ الْمُرُورِ /
تَخَرَّجَ التِّينُ مِنْ جَامِعَةِ الْغَضَبِ / حَامِلاً شَهَادَةَ الرَّفْضِ /
إِنَّنِي الرَّفْضُ /
عُكَّازَةُ الشَّاطِئِ
اسْمٌ سِرِّيٌّ لِلْوَدَاعِ / لَسْتُ الْوَدَاعَ / أنا أَجْمَلُ الطَّلَقَاتِ فِي
جِلْدِي الْمَطْلِيِّ بِالْكُرُومِ / لَكِنَّنِي الرَّفْضُ أَوِ الرَّفْضُ /
انْتَظِرْ أَطْيَافِي الْمَسْلُوخَةَ تَحْتَ مِدْخَنَةِ سُعَالِ الْبَلَحِ /
لَحْظَةَ تَوَغُّلِ الإِعْصَارِ فِي الْيَابِسَةِ / الْمَنَافِي الْخَشَبِيَّةُ /
وَبِطِّيخَتَانِ فِي يَدِ الشَّاطِئِ/ وَأَرْوَاحُ الضَّائِعَاتِ أَخْشَابٌ
مُقَشَّرَةٌ فِي مَخَازِنِ الْحُبُوبِ/ أُرِيدُ حُزْنَاً بِطَعْمِ الْمَوْزِ /
لأَعْتَنِقَ انْحِنَاءَ الأَلَمِ / سَقَطَ فِي تَقَلُّبَاتِ مِزَاجِ الْقَشِّ
قَلْبِي الْمَشْوِيُّ / يَا مَقْبَرَةً مُتَحَضِّرَةً / تَدْهَنُ جَرَبَ أَفْخَاذِ
لاعِبَاتِ التِّنِسِ الأَرْضِيِّ بِالْيُورَانْيُومِ وَتَوْقِيعِ النَّخَّاسِ /
أَنْتِ زَوْرَقٌ حَرْبِيٌّ لِذُبَابَةٍ تَرْتَدِي تَنُّورَةً قَصِيرَةً / أَوْ
شَوَاهِدَ قُبُورٍ تَرْكُضُ بَيْنَ جُمْجُمَتَيْنِ /
النَّمَشُ فِي وَجْهِي
بُقَعُ نِفْطٍ قُرْبَ شَاطئِ الْخَيْبَةِ / هُوَ جَسَدِي اسْتِفَاقَةُ نَوْرَسٍ لا
يَفِيقُ إِلا فِي الدَّمِ/ وَرُمُوشِي الْمَهْجُورَةُ رَقَائِقُ بَطَاطَا يَفْتَرِسُهَا
الصَّخْرُ الْوَرْدِيُّ/ وَجَدْتُ عَقْلِي فِي أَقْصَى جُنُونِي / فَصُلِبْتُ
عَلَى الْمَارِيجوَانَا / عُيُونِي فَارِغَةٌ كَمَدْرَسَةٍ ثَانَوِيَّةٍ بَعْدَ
انْتِهَاءِ الدَّوَامِ / أَوْ زِنْزَانَةٍ بَعْدَ شَنْقِ السَّجِينِ وَتَقَاعُدِ
السَّجَّانِ /
سَامِحْني أيها الجنونُ
/ أُخَزِّنُ بُكاءَ العَالَمِ في حَنْجرتي / يَقْتُلُونَ أُنوثَتِي وَيُدَافِعُونَ
عَنْ أُنوثَةِ كَلْبَتِي / أَتَعَطَّرُ بِالدِّمَاءِ لِئَلا تَشُمَّ الْحُمَّى
عَرَقِي الشَّمْعِيَّ / إِنَّهَا الْمَقَابِرُ الْبِلاستِيكِيَّةُ الْعَابِرَةُ
فِي مِرْآتِي آثَارَ ضِبَاعٍ / عَلَى أَعْضَاءِ الإِنَاثِ النُّحَاسِيَّةِ /
عَشِيقَ انْهِيَارِي / وَعُشَّاقَ أَنْقَاضِي / لا تَنْتَظِرُونِي فِي كَنِيسَةٍ
لِلْبِيضِ / لا يَقْدِرُ الزُّنوجُ أَنْ يَدْخُلُوهَا / لأَنَّ جَسَدِي عَلَى
شُطْآنِ الطَّاعُونِ عَارٍ كَالصَّخَبِ / وَيَابِسٌ كَالتُّلْمُودِ .