الطريق إلى تحرير الأندلس / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
.................
فِي ذِكْرَى إِعْدامي أَحْتَفِلُ بِمِيلادِي
/ للإِسْبانياتِ خِيَاناتُ رَبطَاتِ العُنُقِ لأَزْوَاجِهِنَّ / وَلأَحْلامِ
الشَّمْسِ وُجوهُ الْمُحَجَّباتِ الأَنْدَلُسِيَّاتِ / أَنَا وَالْبَحْرُ
وَالْعُنْفُ إِخْوَةٌ فِي الرَّضَاعَةِ / اكْتَشَفْتُ حَيَاتِي عَلَى حِبَالِ
الْمَشَانِقِ / فَاكْتَشِفِيني عَارِيَاً مِنْ دَمِي الْمُتَرَسِّبِ فِي
الْغُيُومِ / صَاعِدَاً مِنْ قُرُوحِ وَجْهِ الزِّلْزَالِ / أَهْلي يَقْتَرِضُونَ
ثَمَنَ أَكْفَانِي / لَكِنِّي وَرْدَةُ الصَّوَاعِقِ الْمُنْتَصِرَةِ / واحتضاري
أَقْوَاسُ النَّصْرِ اللانِهَائِيِّ / أُلَقِّنُ سَرِيرِي تَعَالِيمَ التَّفَاؤُلِ
وَأَفْكَارَ الزَّلازِلِ / إِبْرِيقُ الْوُضُوءِ عِنْدَ خَيْمَتِي عَلَى سَطْحِ
الْمَجْزَرَةِ / كَبِّرْ عَلَيَّ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ / وَانْتَظِرْنِي فِي
عُيُونِ الطُّوفَانِ اللازَوَرْدِيِّ / سَأَعُودُ بَعْدَ مَوْتي / وَالصَّدَمَاتُ
الْعَاطِفِيَّةُ فِي حَيَاةِ الْعُشْبِ / تَصِيرُ حَجَرَاً فِي قِلاعِ الْمَطَرِ /
وَزُرْقَةِ قُلُوبِ الشُّطْآنِ / أنا المصْلُوبُ العَالي / أرى مَا لا تَراهُ
دُودةُ القَزِّ / في دَاخِلي سِجْنٌ غَامِضٌ / وَثِيابي مَصْنُوعةٌ مِن ضَفائِرِ
العَاصِفَةِ /
كانت الأَميراتُ يَقْضِينَ شَهْرَ العَسَلِ
في مُنْتَجَعَاتِ جِنَازَتِي / وَالْفَيَضَانُ يَقُومُ بِوَاجِبَاتِهِ
الزَّوْجِيَّةِ / رَاكِضَاً إِلَى حِضْنِ أُمِّي الأَنْدَلُسِ / اخْتَلَطَ
شَهِيقِي بِحِجَارَةِ مَآذِنِ قُرْطُبَةَ / مَوْعِدُنا أَيُّهَا الثُّوارُ فِي
مَلْعَبِ رِيَالِ مَدْرِيدَ / كَيْ نُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ / ثُمَّ نُلْغِيَ
دُسْتورَ دَوْلَةِ الْجَرَادِ / وَقَلَقَ الْعَاهِرَاتِ الْمُبْتَدِئَاتِ فِي
الْمَوَاعِيدِ الأُولَى / أَنَا التُّرابُ الثَّوْرِيُّ وشَبابيكُ قَصْرِ الحمراءِ
/ أَنا فِتْيانُ غَرْناطةَ العائدونَ مِنْ دَرْسِ الفِقْهِ / أَنا بَناتُ
إِشبيليةَ / يَغْسِلْنَ قلبي في يَنَابِيعِ خُدُودي / أَخْلَعُ جُرْحِي مِنْ
جُرْحي / وَأُنَصِّبُهُ أَميراً على جُيُوشِ وَجْهي السَّائِرَةِ لِتَحْرِيرِ
الْعَصَافِيرِ الأَنْدَلُسِيَّةِ/ مِنَ الْهَذَيَانِ الْمُتَكَدِّسِ فِي آبَارِ
الانْطِفَاءِ / كَتَوَارِيخِ انْتِهَاءِ صَلاحِيَّةِ الْمُبِيدَاتِ الْحَشَرِيَّةِ
فِي بَرْلَمَانِ الْهَلْوَسَةِ وَالإِبَادَةِ / كُلَّمَا فَهِمَ الْحَائِطُ
مَشَاعِرِي اتَّكَأْتُ عَلَى خَيَالاتِ السُّنونو / وَعِنْدَمَا أَصِيرُ
مَشْهُورَاً كَمَجْزَرَةِ صَبْرَا وَشَاتِيلا / بِيعُوا مِشْنَقَتِي فِي
الْمَزَادِ الْعَلَنِيِّ / وَاشْتَرُوا مَلابِسَ العِيدِ لليَتيماتِ/ نُطَفِي في
رَحِمِ الثَّورةِ الصَّرخةِ الشَّجرةِ / يَا حَائِطَ الذَّاكِرَةِ
اللازَوَرْدِيَّةِ / قَاوِمْ مُغْتَصِبَكَ / أَرْمِي عَلَى الطَّائِرَاتِ
الْحَرْبِيَّةِ قِطَعَ غَضَبي النِّهَائِيِّ / أَجْسَادُنَا رِمَاحُنَا تَبْزُغُ
مِنْ صُخُورِ الشَّفَقِ الْمَاحِي /
يَا أَيُّهَا النَّهْرُ الْمُمَزَّقُ
/ وَاصِل القِتَالَ/ أَخْلَعُ جِلْدَ الشَّجرةِ/ وأُلْقِيهِ قُنْبلةً عَلَى
الغُبَارِ الْمُحَارِبِ / لِلنَّصْرِ أُسُودُنا / وللرَّمدِ المهجَّنِ اسْتِسْلامُ
الطُّوبِ الْخَائِنِ / كُنْ سَيْفاً يُفَجِّرُ غِمْدَهُ / كُلَّمَا خَزَّنْتُ
مُذَكَّراتِ الرِّيحِ في إِبْهامي / تَسَاقَطَ الغُزاةُ كَمَسَاحِيقِ التَّجْمِيلِ
الرَّخِيصَةِ / رَصَاصٌ غَابَاتِي / وَلَنْ أُوَقِّعَ وَثِيقةَ الاسْتِسْلامِ /
وَلَنْ أَرْتَعِشَ أَمَامَ فَسَاتِينِ السَّهْرَةِ لِعَشِيقَاتِ الدَّيْنَاصُورِ /
دَمِي اليَمَامُ الْمُقَاتِلُ / وَرَشَّاشِي أَهَازِيجُ الزَّلازِلِ / انْهَضْ يا
سَمَكَ الغَضَبِ مِنَ الإِجَازَةِ الْمَرَضِيَّةِ / وَكُنْ نَارَاً أَوْ نَارَاً
عِنْدَ مُلْتَقَى شَرَايِينِ الزَّهْرِ/ هَذَا الْبَحْرُ الزُّمُرُّدِيُّ
الْمُلْتَهِبُ سَيَهْضِمُ أُسْطُولَ الْفِرِنْجَةِ / وَفِي شَوَارِعِ الْغَثَيَانِ
فَأْرَةٌ عَمْيَاءُ / تَزْرَعُ تَوَارِيخَ انْهِيارِ أُوروبا بَيْنَ ثَدْيَيْهَا
الْمَشَاعِ / أَثْمَرَ زَوَاجِي مِنَ البُنْدُقِيَّةِ زَئِيرَاً وَرَصَاصَتَيْن /
احْمِلُوا رَأْسِي الْمَقْطُوعَ إِعْصَارَاً يَبْلَعُكُمْ / شَرِيعَتُنَا مِنَ
السَّمَاءِ / وَشَرِيعَتُكُمْ مِنْ قُمْصَانِ النَّوْمِ لِلأَمِيرَاتِ / قِبْلَتُنَا
الْكَعْبَةُ / وَقِبْلَتُكُمْ كُولِيرَا فُرُوجِ نِسَائِكُمْ /
أَيَّتُهَا الشُّمُوسُ
الْمَصْلُوبَةُ / لا تَثِقِي بِأَهْلِ الْكُوفَةِ / حَطِّمِي شَظِيَّاتِ قَلْبِي /
ثُمَّ اجْمَعِيهَا زَنْبَقَاً فِي أجفانِ الغَيْمِ / يَخُونُنِي حَفَّارُو
الْقُبُورِ / فَمَنْ سَيَدْفِنُنِي فِي أَمْعَاءِ اللوزِ بَعْدَ الآنَ ؟ / لا
تَخُونُونِي مِثْلَمَا خَانَ الأُمَوِيُّونَ عُثْمَانَ / أَعْتَقْتُ رِئَتي
الثالثةَ فَمِتُّ شَوْقاً إِلَيْها / أَيُّهَا الْقَلْبُ النَّازِفُ شَجَرَاً /
أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ مِنْ قَتِيلٍ / وَالرَّعْدُ يُثَبِّتُ جُمْجُمَتِي عَلَى
حَبْلِ أَفْكَارِي بِمَلاقِطِ الْغَسِيلِ الرَّصَاصِيَّةِ / هِجْرَةُ الرُّؤُوسِ
الْمَقْطُوعَةِ إِلَى أَعْضَاءِ الشَّفَقِ / غَسِّلُوني بِمَاءِ زَمْزَمَ حِينَ
تَمُوتُ الأَدْغَالُ الأُرْجُوَانِيَّةُ فِي شَرَايِيني / القُبُّرَاتُ تُسَجِّلُ
يَوْمِيَّاتِ الشَّاعِرِ الَّذِي قَتَلَهُ لِسَانُهُ / عَلَى حِجَارَةِ الْخَيَالِ
الزُّجَاجِيِّ / أَيُّهَا القَمَرُ فَوْقَ رَايَاتِ الغُزَاةِ الْمَشْرُوخَةِ /
اصْهَرْ عُنْفُوَانَكَ في دُرُوبِ رَقَبَتِي / تَجِدْني عَلَى أَبْوابِ المطرِ
فَاتِحَاً / أُنَقِّي دُمُوعَ الرَّاهباتِ الْمَنْسِيَّةَ عَلَى الصَّفِيحِ مِنْ
أَخْشَابِ الْمَرَاكِبِ / وَأَحْفِرُ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ عَلَى جَبْهَةِ
الْفَجْرِ الانْبِعَاثِ /
في ثُقوبِ جَسَدِي
كُرَاتُ الرَّصاصِ وَفُوَّهاتُ الْجُرْحِ / أنا عُشْبُ الْحُرُوفِ الْمُعَلَّقةِ
في أُذنِ اليَنْبوعِ / فَيَا ضِيَاءَ النَّزِيفِ / كُنْ اسْتِدَارَةَ
البُرْتُقَالِ فِي حُقُولِ الْمَعْرَكَةِ / سَأُقَاتِلُ حَتَّى أَرَى مَعِدَتي
عَلَى سِكَكِ الْحَدِيدِ / فِي السَّرْوِ الصَّاعِدِ مِنْ قَاعِ غَضَبِي / يَا
كُلَّ الذَّاهِبِينَ إِلَى أُوروبا فَاتِحِينَ / احْمِلُوا حَدِيقَتِي
الْمَشْلُولَةَ كَيْ تَرَى انْكِسَارَ الْفِرِنْجَةِ / قُرْبَ ثِيَابِ التُّفاحِ
الْمُمَزَّقَةِ / جِبْرِيلُ يَنْقُشُ كَلامَ اللهِ على تَنَفُّسِ الأَنْبِيَاءِ
الطَّبِيعِيِّ / فَلْنَصْعَدْ مِنْ مَوْتِنَا أَعَاصِيرَ تَمْحُو يَوْمِيَّاتِ
الإِبَادَةِ / لَيْسَ لِلرَّعْدِ بُنْدُقِيَّةٌ فَلْنَكُنْ بُنْدُقِيَّتَهُ /
لَيْسَ لِلْجَزْرِ سَيْفٌ فَلْنَكُنْ سَيْفَهُ / إِنْ يَحْرِق الْمَسَاءُ ظِلَّهُ
بِدُمُوعِ الذُّبَابِ / يَنْكَمِش العَوْسَجُ كَمَدَافِعِ الْحَضَارَاتِ
الْبَائِدَةِ / مُحَطَّمَةٌ أُوروبا كَالْقَفَصِ الصَّدْرِيِّ لِفَرَنْسِيَّةٍ
اغْتَصَبَهَا النَّازِيُّونَ / وَالنِّسْرِينُ الْمُتَوَحِّشُ يُذَوِّبُ
مُرَاهِقَاتِ مِيلانُو فِي مُضَادَّاتِ الاكْتِئَابِ / وَسُعالُ أبي يَدُلُّني
عَلى قَبْرِهِ .