تلك الدمية في السوبر ماركت / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
...............
أَنتِ احْتِضَارُ خَشَبِ الْحَانَاتِ /
وَخُدُودُكِ قِنَاعٌ عُشْبِيٌّ لِرَاهِبَةٍ / تَشْتَهِي الرِّجَالَ وَتَخْجَلُ
مِنَ الاعْتِرَافِ / زُجَاجَاتُ الْخَمْرِ فِي الْخِزَانَةِ الْبَعِيدَةِ / قُرْبَ
قَمِيصِ النَّوْمِ الشَّفَّافِ / إِلَى دَرَجِ الْمَذْبَحِ تَرْكُضُ رُمُوشُكِ
الْحَجَرِيَّةُ/ فَاكْسِرِي حُزْنَكِ الْمَصْلُوبَ عَلَى دِيدَانِ صَدْرِكِ
الْمُلَوَّثِ بِالسِّيَانِيدِ / وَانْظُرِي إِلَى الْمِرْآةِ / لِتُشَاهِدِي
أَرَامِلَ الضَّجَرِ التُّرَابِيِّ /
جِرْذَانٌ مَشْلُولَةٌ
تَدْخُلُ فِي أُذُنَيْكِ / وَتَقْضِمُ خَلايَا الذَّبْحَةِ الصَّدْرِيَّةِ / أَنتِ
شَاهِدُ قَبْرٍ سَمِينٌ يَحْلِبُهُ الْغُبَارُ السَّكْرَانُ / ابْتَعِدِي عَنِّي
لأَنِّي ذَاهِبٌ لِمُلاقَاةِ مَلَكِ الْمَوْتِ / هَكَذَا يَقِيسُ الْغُرَابُ
الدُّبْلُومَاسِيُّ مَنْسُوبَ النِّفْطِ فِي قَلْبِكِ الصَّحْرَاوِيِّ / كَأَنَّ
عُشْبَةَ الْخِيَانَةِ رَائِحَةُ جَوَارِبِ الْكَهْرَبَاءِ فِي مَنَامِ
السَّوْسَنِ / فِي كُتُبِ الْبَارُودِ مَلِكٌ مُهَرِّجٌ / يَقُومُ مُدِيرُ
أَعْمَالِهِ بِإِبْعَادِ الصَّحَفِيِّين /
يَا مَنْ تَمْلِكِينَ
تَنَانِيرَ قَصِيرَةً وَكِلابَ حِرَاسَةٍ/ أَكْثَرَ مِنْ عَمَلِيَّاتِ
التَّجْمِيلِ لِعَشِيقَةِ الْخَلِيفَةِ / لَسْتِ الْمَطَرَ الشَّفَقَ اللوْزَ /
لَكِنَّ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ عِنَبٌ مَسْمُومٌ فِي أَجْفَانِ رِجَالِ
الْمَافيَا/ ولا أَحَدَ يَهْتَمُّ بِمِرْآتِي سِوى ضُبَّاطِ الْمُخَابَرَاتِ /
تَنَفَّسْتُ ظِلالَ النَّوَارِسِ أُسْطُوَانَةً لِمُوسِيقَارٍ مَجْهُولٍ انتحرَ
وَلَم يَنتحِرْ / لِي حَبْلُ مِشْنَقَةٍ عَلَى سَطْحِ الْقَمَرِ / وَجِلْدٌ لَمْ
تَزُرْهُ شَهْقَةُ الْمَطَرِ / شَعْبٌ مُثَقَّفٌ يَنْتَخِبُ الْمَرْأَةَ صَاحِبَةَ
أَضْخَمِ ثَدْيَيْن / شَعْبٌ يَتَسَوَّلُ / وِزَارَةُ الأَخْلاقِ مُنْهَمِكَةٌ فِي
تَرْخِيصِ بُيُوتِ الدَّعَارَةِ/
بَعْدَ أَنْ تَخُونُونِي
/ اذْهَبُوا وَضَاجِعُوا نِسَاءَكُمْ لِكَيْ تَنْسُونِي / غَامِضَةٌ جُفُونُكِ
كَمَوْعِدِ لِقَاءِ عِمَادٍ مَعَ دَيَانَا / فَرَحِي بِالْبُنْدُقِيَّةِ
الْجَدِيدَةِ/ لَيْسَ كَفَرَحِ الْمُومِسِ عِنْدَمَا تَقْبِضُ أُجْرَتَهَا /
الضَّفَادِعُ الْمَقْلِيَّةُ/ وَالْقُنْفُذُ الَّذِي يَعْمَلُ فِي إِذَاعَةِ
الْغَابَةِ مُحَلِّلاً سِيَاسِيَّاً / وَدُمُوعُ الْعَوَانِسِ الْمَكْبُوتَاتِ
جِنْسِيَّاً / تَسِيلُ عَلَى الصُّلْبَانِ الْبِلاستِيكِيَّةِ / شُكْرَاً لِرَاقِصَاتِ
الْبَالِيه السَّمِينَاتِ / اللوَاتِي لا يُمَيِّزْنَ بَيْنَ مَقَابِرِ الْمُلُوكِ
اللصُوصِ وَمَقَابِرِ اللصُوصِ الْمُلُوكِ /
مِن خَيْمَةِ اللاجِئِ
حَتَّى سُورِ الْمَقْبَرَةِ / تَسِيرُ تِلْمِيذَاتٌ / وَيَسْقُطْنَ فِي دَفْتَرِ
الرِّيَاضِيَّاتِ الْقَدِيمِ / وَحَقِيبَةِ الليْلِ الْمَدْرَسِيَّةِ / كَيْ
يَنْتَزِعْنَ الْحَيَاةَ مِنْ نُخَاعِ الرَّصَاصَةِ / لَمْ أَبْعَثْ لِمَارِي
أَنطوَانِيتَ رِسَالَةً غَرَامِيَّةً بِالْبَرِيدِ الإِلكتُرُونِيِّ / وَلَمْ
أَتَزَوَّجِ الصَّدَى عَلَى صَفِيحِ الْفِرَاقِ / هُوَ الْمَسَاءُ عُمرِي الَّذِي
ابْتَدَأَ / عِنْدَمَا تَزَوَّجْتُ مِقْصَلَةَ النَّدَى / وَرَائِحَةُ الْبَصَلِ
فِي فَمِ الْغَيْمَةِ الْكُحْلِيَّةِ / فِي كُلِّ دَمِ الْبَجَعِ مُحَاوَلَةٌ لاغْتِيَالِ
ذَاكِرَةِ إِسْطَبْلاتِ الْقَيْصَرِ/ وشَرِكَاتُ التَّبْغِ ضِفْدَعٌ مَخْنُوقٌ
يَبُولُ عَلَى تِمْثَالِ الْحُرِّيةِ الأَمَةِ/ وَالْفِطْرُ السَّامُّ يَغْتَسِلُ
بِذِكْرَيَاتِ الْكَاثُولِيكِيَّاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ فِي رَوَاندَا/ الصَّابُونُ
الْمَسْمُومُ / وَالشَّامبُو الْمُلَوَّثُ بِجُنُونِ الأَسْلاكِ الشَّائِكَةِ /
هُمَا أُذُنَانِ فِي رَأْسِ النَّارِ / وَالْمَلابِسُ الدَّاخِلِيَّةُ
لِلْبَغَايَا الْمُثَقَّفَاتِ مُتَوَافِقَةٌ مَعَ الدُّسْتُورِ /
يَا مَنْ تَغْسِلِينَ سَيَّارَتَكِ
الْمَرْسِيدسَ بِدَمِ الْحَيْضِ / قِطَّتِي مُتَّهَمَةٌ بِمُحَاوَلَةِ قَلْبِ
نِظَامِ الْحُكْمِ / لَكِنَّ الْكِلابَ تَعْرِفُ لَوْنَ عُيُونِهَا / لَيْتَ
نَعْشَ الفُقراءِ نَظَرِيَّةُ الْفَلافِلِ فِي عُلْبَةِ السَّرْدِينِ / وَعَلَى
سُطُوحِ رُفَاتِي نَمْلَتَانِ تُمَارِسَانِ الْمُلاكَمَةَ /
أُمِّي / يَا وَجْهَاً يُسَافِرُ خَلْفَ
زُجَاجِ الْقِطَارَاتِ الْحَزِينِ / أَنَا الْمُؤَذِّنُ الرَّائِي فِي أَعَالِي
الشَّوْقِ / جَيْشٌ يَحْتَسِي الْقَهْوَةَ فِي مَسَامِيرِ نَعْشِي / وَيَصْنَعُ
الْيَمَامُ مِن لُعَابِي تَابُوتَاً لِذِكْرَيَاتِ الْمَطَرِ / وَدَاعَاً يَا
أَشْيَاءَ تُهَاجِرُ فِي زَوَارِقِ الشَّفَقِ / حُكُومَةُ شَرْعِيَّةِ الْوَهْمِ /
وَأَجْسَادُ الشَّحَّاذِينَ عَلَى الأَرْصِفَةِ / وَالْوَزِيرَاتُ الْعَارِيَاتُ /
وَالضَّرَائِبُ الْمُتَكَاثِرَةُ كَجَوَارِبِ الإِمبرَاطُورِ /
يَا حُزْنَ الْوَادِي
وَزِنْزَانَةَ الْعُشْبِ / أَنْتُمَا زَمِيلانِ فِي الاكْتِئَابِ / لَمْ أُضَيِّعْ
وَقْتِي تَحْتَ شُرْفَةِ ابْنَةِ الْجِيرَانِ / أَنَا زَهْرَةُ الانْقِلابَاتِ
الْعَسْكَرِيَّةِ / أنا آخِرُ دُمُوعِ الشَّرْكَسِيَّةِ / لَسْتُ حَارِسَاً
شَخْصِيَّاً لِمِكْيَاجِ الْمَلِكَةِ كَاترِينَ / وَلا أَنْتَمِي إِلَى أُسْرَةٍ
حَاكِمَةٍ مُتَسَوِّلَةٍ / أَنَا حَارِسُ ظِلالِ الْبَجَعِ / تُرَاوِدُنِي
الأَحْزَانُ عَنْ نَفْسِي/ أَنَا مَنْ أَهْدَرَ دَمَ الْحُزْنِ وَعَرَقَ
الرِّمَالِ / وَيَغْفُو الْوَرْدُ فِي صَوْتِ نِعَالِ الأَنبِيَاءِ /
يَا كُلَّ الأَجْسَادِ
الْمُهَاجِرَةِ فِي الْبَرَاوِيزِ الضَّيِّقَةِ / خَزَّنْتُ جُمْجُمَتِي فِي
قَزَحِيَّةِ الصَّاعِقَةِ / وَابْتَعَدْتُ عَنْ أَنَاشِيدِ الْبَغَايَا
الْمُعَلَّقَاتِ / كَالإِعْلانَاتِ فِي أَزِقَّةِ مُوسكُو / وَهُنَّ يَخْتَرِعْنَ
لَوْنَ خِيَامِ الْمَنْفِيِّينَ فِي سَيْبِيريَا / كُلُّ الصَّحَارِي فِي أُذُنِي
لَيْسَتْ لِي / وَكُلُّ الْوِدْيَانِ فِي رُكْبَتِي لَيْسَتْ لِي /
نِسْبَةُ
الْيُورَانيُومِ فِي بَوْلِ الشَّجَرِ عَالِيَةٌ كَأَبْرَاجِ الاكْتِئَابِ /
مِثْلَمَا تَرْحَلُ الإِمبرَاطُورَةُ إِلَى الْمِرْحَاضِ / يَا قَمْحَ
النَّيَازِكِ / صَلِّ عَلَيَّ صَلاةَ الجِنَازَةِ / وَارْكُضْ إِلَى أدغالِ
أَنَاشِيدِي / يَا شَعِيرَ الْمَعْنَى / أَرْشِد الْمُخْبِرِينَ إِلَى كَهْفِي /
وَهَاجِرْ بِاتِّجَاهِ النَّوْمِ مَعَ زَوْجَتِكَ / مَائِدَتِي مِنْ عِظَامِ
عَائِلَتِي الْمَنْفِيَّةِ / وَصُحُونِي خَالِيَةٌ إِلا مِنْ جَمَاجِمِ آبَائِي
الْمَشْنُوقِين / أَنَا الصَّحَارِي الَّتِي لا تَشْرَبُ دَمَ أَجْدَادِهَا /
يَا أَيُّهَا الْحُزْنُ
الَّذِي يَشْرَبُ الْخَمْرَ فِي جُمْجُمَتِي / تَنَاثَرْ فِي مُحَرِّكِ
سَيَّارَتِهَا الْمَرْسِيدِسِ / بِلادَ الْمُرْتَزِقَةِ وَالانْتِخَابَاتِ
الْمُزَوَّرَةِ وَالنِّسَاءِ الْعَارِيَاتِ / كَمْ صَنَمَاً يَسْتَلْقِي تَحْتَ
ظِلِّهِ الْمُتَسَوِّلُونَ فِي الْمَيَادِينِ الْعَامَّةِ ؟ / زَوْجَتِي
الْمِقْصَلَةُ / وَأَحْفَادِي السَّنَابِلُ / عَشِيقَ انْتِفَاضَةِ أَمْعَائِي /
أَنَا الْفَارِسُ الَّذِي تَنْبُتُ فِي أَنْفِهِ غَابَاتُ الأَمَازُونِ .