البرتقال في مواسم الأحكام العرفية / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
...............
عِنْدَمَا تَوَقَّفَ قَلْبُ الشَّجَرَةِ
عَنِ النَّبْضِ / تَكَاثَرَتْ رَاياتُ القَبائلِ/ تَعِبَتْ شَرَايِينِي مِنَ
الرَّكْضِ فِي مَدَارَاتِ الْكَسْتَنَاءِ / لأَنَّ أَرِسْطُو يَعْمَلُ سَائِقَ
تَاكسِي بَعْدَ انْتِهَاءِ دَرْسِ الْفَلْسَفَةِ / هَذِهِ الْبُحَيْرَةُ مُدِيرَةُ
أَعْمَالِي / وَفِي حُفَرِ الظِّلالِ تَرْتَعِشُ الطَّبَاشِيرُ الْخَاصَّةُ
بِالْبِطْرِيقِ / الْوُجُوهُ الْمُصَادَرَةُ / وَهَذَا الْحُزْنُ الْمَجَّانِيُّ
سَيُكَلِّفُنِي عِظَامَ البُرتقالِ / نَسْلُ الْحَجَرِ صَهِيلٌ / وَسُعَالُ
قِطَّةٍ مُسِنَّةٍ فِي بَيْتِ الأَشْبَاحِ / أَنَا الْمَنْفَى الَّذِي يُفَتِّشُ
عَنْ دَمِهِ دَاخِلَ خَوْخَةِ الْقِتَالِ / أنا الْحُلْمُ المقتولُ في الحياةِ /
العَائشُ في الْهَيْكَلِ العَظْمِيِّ للقَصيدةِ /
يَا أَرْمَلَتِي !/ أَنَا آسِفٌ لأَنَّ
البُروقَ أَهْدَتْ إِلَيْكِ جُثَّتِي فِي لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ / سَوَاحِلُ
الْوَمْضَةِ تَنْهَشُ فَرَاغَ جُرُوحِي عِنْدَ سُطُوعِي / يَكْتُبُنِي التُّرَابُ
شَاطِئَاً لِزَوْرَقٍ يُتْقِنُ قِرَاءَةَ مَعْرَكَةِ ظِلالِي / هِيَ لُغَتِي
تَشْفِيرٌ لأَجْنِحَةِ الْعَاصِفَةِ السِّرِّيةِ / أَنهارٌ مِنَ اللازَوَرْدِ
تَنْبُتُ فِي بَنْكِرْياسي / لَكِنَّهَا تَصُبُّ فِي مِشْطِ الرِّياح / جِرْذَانٌ
تَتَزَوَّجُ الصَّدَى فِي مَعِدَةِ الصَّحْرَاءِ / وَمْضَةٌ وِدْيَانُ الْحُلْمِ
الْقَسْرِيِّ / مَحْكُومَةٌ بِالْمَجْدِ أَشْلاؤُنَا الْمُتَرَسِّبَةُ فِي عَضَلَةِ
الصَّاعِقَةِ / تَتَكَاثَرُ النِّسَاءُ الْعَارِيَاتُ عَلَى سَوَاحِلِ سَرَطَانِ
الْجِلْدِ كَالأَوْحَالِ الْمُسْتَوْرَدَةِ / مَلَلُ الحطَبِ قَبْلَ انْتِحَارِهِ
/ وَبَعْدَ مُضَاجَعَةِ عَشِيقَتِهِِ / وَجُلُودُ الثعالبِ
تَقْفِزُ عَلَى سُطُوحِ وَهْمِ الْيَاسَمِينَةِ / فِي خَلِيجِ
الدَّمْعِ غَطَسَتْ خَنَاجِرُ الْمَوْقَدَةِ / لَكِنَّ أشلائي تُقَاتِلُ كَمِلْحِ
الدُّموعِ / والأراملُ يَضْحَكْنَ كالرِّمالِ الْمُتَحَرِّكَةِ / حقَّاً / إِنَّ
الْمُذيعةَ الْمُثَقَّفَةَ هِيَ الَّتِي تَكْشِفُ ثَدْيَيْهَا أَمَامَ الْجُمْهُورِ
الْمُثَقَّفِ /
يَا مَنْ خَلَقْتَ الْمَوْتَ وَلا تَمُوتُ /
أَنَا سَجَّادَةُ الصَّلاةِ الرَّاكِعَةُ فِي بَيْتِكَ / وَعَبْدُكَ الْمُلَطَّخُ
بالْمَحَاكِمِ الْعَسْكَرِيَّةِ / وَكَوْكَبَةُ مَوْتَى مُهَاجِرِينَ إِلَى
الأَبَدِيَّةِ / يَا مَنْ تَعْرِفُ مِيعَادَ مَوْتِي / أَنَا دَرَجَاتُ
الْمِنْبَرِ تَحْتَ أَقْدَامِ النَّبِيِّ / يَا مَنْ تُطْعِمُ وَلا تُطْعَمُ /
أَنَا الْمَجَاعَاتُ الْكَوْكَبِيَّةُ فِي صَحَارِي الْيَاقُوتِ الأَسْوَدِ/ يَا
مَنْ تُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ / أَنَا الصَّخْرَةُ الْمَنْفِيَّةُ الَّتِي
ذَوَّبَهَا الْحَنِينُ إلى الأشياءِ الغَامِضةِ / يَا إِلَهَ الْعَرْشِ/ أَنَا
الْمُطَارَدُ فِي شِتَاءَاتٍ تَخْرُجُ مِنَ الْكُتُبِ الْقَدِيمَةِ/ حَرِّرْنِي
مِنْ سِجْنِ عِظَامِي الْبَالِيَةِ / أَنَا سِجْنِي / وَلا عَرْشَ لِي سِوَى
دُمُوعِي عَلَى بَابِكَ / أَشْلائِي مَنْثُورَةٌ دُرُوعَاً لِلأَنبِيَاءِ فِي أَرْضِكَ / أَنَا مَلِكُ
الْحُطامِ / وَأَنتَ مَلِكُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ / اللاشَيْءُ هُوَ أَنَا /
يَوْمِيَّاتُ أُسُودٍ
تَسْبَحُ فِي الشَّفَقِ اللوْزِيِّ / أَركضُ فِي سُعالي / مِثْلَمَا تَركضُ أسنانُ
الرِّيحِ عَلَى وَرَقَةِ طَلاقِ الْبِئْرِ / وَسَجَاجِيدُ الأسمنتِ تُنَقِّي
خُيُوطَ جَوْرَبِي مِنْ أَدْغَالِ الْيُورَانيُوم / أَسْلاكٌ شَائِكَةٌ
لِمَقْبَرَةِ العِشْقِ / لَكِنَّ الْكِلابَ الْمُرَقَّطَةَ تَقْفِزُ / وَلا
تُمَيِّزُ بَيْنَ لَوْنِ جَوَارِبِ النَّهْرِ وَأَشْكَالِ الْوَحْلِ / سَأَهْدِمُ
ظِلِّي حَجَرَاً حَجَرَاً / وَأَبْنِي شَهيقي وَرْدَةً وَرْدَةً / فِي مَلْعَبٍ
يَتَّسِعُ لِكُرَيَاتِ دَمِي الْخَضْرَاءِ /
لا تَرْفَعِ الرَّايَةَ
الْبَيْضَاءَ كَأَثْدَاءِ الْمُطْرِبَاتِ / حَتَّى لَوْ صَارَ نَعْشُكَ رَايَةً
سَوْدَاءَ / لا تَسْتَسْلِمْ كَالظِّلالِ الْجَائِعَةِ/ حَتَّى لَوْ هَرْوَلَ على
لَوْحاتِ المتاحِفِ رَأْسُكَ الْمُلْتَصِقُ بِفَحْمِ الْمَنَاجِمِ/ أَنَا
الْيَاسَمِينَةُ الْمُتَفَجِّرَةُ دَائِمَةُ التَّشَظِّي / وَأَمْلاحُ دَمْعِي
أَحْزِمَةٌ نَاسِفَةٌ/ مَوْتي صَرْخَةُ النُّسورِ / تَحْمِلُ أَلْغَامَ الْمَطَرِ
/ الَّتِي تُعِدُّهَا أُمِّي مَعَ الزَّيْتِ وَالزَّعْتَرِ / والْجَوْعَى
يُذَوِّبونَ الأوسمةَ العَسْكريةَ في كُوبِ الشَّاي /
فِي عُيُونِ الشَّوْكِ
حَمَامَةٌ مَخْنوقةٌ/ والوِدْيانُ تَقودُ قَطِيعَ أَحْجَارِ الشِّطْرَنجِ إِلَى
نِهَايَاتِ الصَّدَى / يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ الصَّاعِدَاتِ إِلَى أَجْفَانِ
الْحَشَرَاتِ / كَأَنَّ مِكْيَاجَ الأَقْنِعَةِ سَلَطَةُ فَوَاكِهَ يُعِدُّهَا
الْوَهْمُ الصَّخْرِيُّ / يَهُوذَا هُوَ الْمَصْلُوبُ الْخَائِنُ الدَّمَارُ
الأُفُقِيُّ / وَطَيْفُهُ أَشْكَالُ مُبِيدَاتٍ حَشَرِيَّةٍ تُشْبِهُ ثِيَابَكُنَّ
/ وَسُيُوفِي تَتَّخِذُهَا الظِّلالُ الْعَرْجَاءُ عُكَّازَةً بَعْدَ انْتِهَاءِ
الْمَعْرَكَةِ / امْتَصَّتْ غَابَاتُ دَمْعِي حُبَّ الأَغْيَارِ مِن قَلْبِي /
وَأَبْقَتْ حُبَّكَ يَا سَيِّدِي/ يَا مَنْ لا تَحُلُّ فِي الأَشْيَاءِ/ إِنَّ
نَزِيفِي يَحُلُّ فِي مَرَايَا الأَشْيَاءِ/ يَا إِلَهِيَ الْبَصِيرَ / إِنَّنِي
المِرْآةُ العَمْياءُ إِذَا لَمْ تَسْكُبْ فِي قَلْبِي نُورَكَ / يُقَاتِلُونَنِي
بِسُعَالِ زَوْجَاتِهِمُ الْخَائِنَاتِ / وَأُقَاتِلُهُمْ بِابْتِسَامَاتِ
الأَنْبِيَاءِ الْمُخْلِصِينَ / بَرْقُوقٌ جِلْدُ الرِّيَاحِ الْخَشِنُ /
سَيَشْرَحُ شَاطِئُ القَراصنةِ أَحْكَامَ الْحَيْضِ لِلسَّمَكَاتِ الْخَجُولاتِ /
أنا رَسُولُ الْبَحْرِ إِلَى الرِّمَالِ الْمُتَحَرِّكَةِ/ تَرْكُضُ التِّلالُ فِي
نُعَاسِ الْحِجَارَةِ الطَّازَجَةِ / وَالرَّعْدُ لَم يَحْفَظْ جَدْوَلَ الضَّرْبِ
لِيَعْرِفَ أرقامَ الزَّنازين /
وَحْدَكَ أَيُّهَا الْعَارِي في بَراري
الكُوليرا / امْتِدَادُ فَصِيلَةِ دَمِكَ فِي جَسَدِ سِنْدِيَانَةٍ/ تَشِيخُ
زَفِيرَاً لِلنَّشِيدِ الْمُحَاصَرِ / وَحْدَكَ أَيُّهَا الْعَارِي مِنَ
الأَوْسِمَةِ وَالْحَطَبِ / فِي أَكْوَاخِ الْعُشَّاقِ الْخَائِنِينَ / وَحْدَكَ
أَيُّهَا الْعَارِي مِنْ رَسَائِلِ الأَمِيرَاتِ الْعَابِثَاتِ بِأَطْيَافِ
الْبَحَّارَةِ الَّذِينَ لم يَعُودوا / سَلامٌ لِلطَّالِعِينَ مِنْ خُدُودِي /
يَحْمِلُونَ جُثَّةَ قَصِيدَةِ الْحُزْنِ عَلَى نَقَّالَةٍ / سَلامٌ لأَصْدِقَائِي
الَّذِينَ لَمْ تُعْجِبْهُمْ مَنْشُورَاتُ أَظَافِرِي / فَانْقَلَبُوا عَلَيَّ
وَاغْتَالُونِي / سَلامٌ للآبارِ الصَّاعِدَةِ مِنْ مَسَامَاتِ جِلْدِي عُزْلَةً
لأَغْنَامِ الْمَنَافِي / سَلامٌ لِحَرْبِي الْمُقَدَّسَةِ مَعَ ظِلالِ الْغُزَاةِ
فِي مِكْيَاجِ شُرْفَتِي / خَطِيبَتِي الرِّيَاحُ / وَذُكُورَتِي نَهْرٌ يُغَيِّرُ
مَجْرَاهُ حَسَبَ بُوصَلَةِ الْبَارُودِ/ ويُفَجِّرُ مَصَبَّهُ فِي انْتِظَارِ
الْمَرَافِئِ الْمُسَافِرَةِ / والمراعي الموحِشَةُ تَرْحَلُ إِلَى قَمِيصِي
الأُرْجُوَانِيِّ .