مدينة على جناح صقر يخترق كبدي / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
............
لا يَقْدِرُ الْبَحْرُ الْمَيْتُ أَنْ
يَنَامَ فِي فِرَاشِي / لأَنَّ شَخِيرَ الْوِسَادَةِ أَسْمَاكٌ مُشَاغِبَةٌ / إِنْ
رَكَضَتْ أَطْلالُ الْعَمَى الَّتِي تَنْشُرُ جَسَدَهَا عَلَى حَبْلِ الْغَسِيلِ/
وَرَاءَ ظِلالِ ضِفْدَعٍ مَغْرُوسٍ فِي أَلْوَاحِ مَرْكَبٍ مُحَطَّمٍ / فَاهْرُبْ
إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ غَابَةً مِنَ اللازَوَرْدِ / وَادْفِنِّي قُرْبَ
الْمِئْذَنَةِ / لأَحْيَا سَجَاجِيدَ صَلاةٍ لِلشَّجَرِ الأَحْمَرِ / أَعْطِ
التُّلْمُودَ عُنْوَانَ مَذْبَحَتِي / وَسَيُكْمِلُ طُقُوسَهُ الدِّيمقرَاطِيَّةَ
/ إِنَّنِي حِجَارَةُ الْمِئْذَنَةِ الَّتِي كُلَّمَا قُصِفَتْ صَعَدَتْ /
أُهَاجِرُ إِلَى قَلْبِي لِيُعَلِّمَنِي كَيْفَ أُهَاجِرُ إِلَى أَذَانِ الظُّهْرِ
/ سَلَّمْتُ لِلصَّدَى الْمُتَوَحِّشِ أَسْلاكَ مُعْتَقَلِي / وَتَحَرَّرْتُ مِنْ
دَمِي / يَا نَبْضِي الْمُسْتَسْلِمَ لأُلُوهِيَّةِ سَيِّدِهِ الأَعْلَى /
انْتَظِرْ جَمَاجِمَ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ فِي أَقَاصِي التَّوْرَاةِ/ لا دَمْعِي
الْحَدِيدِيُّ خِرِّيجُ السُّوربُون / وَلا بَائِعَةُ الْخُضارِ في شَوارعِ
دِمَاغِي مَارِي أَنطوَانِيت / أَنَا الْمَوْتَى الثَّائِرُونَ ضِدَّ مَوْتٍ لا
يُبَادِرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ /
فِي أَنفي تُقِيمُ
بَرَامِيلُ الْيُورَانيُومِ الْمُخَصَّبِ إِمبرَاطُورِيَّتَهَا / دُموعٌ غَيْرُ
بَاكِيَةٍ تَحْمِي ظِلِّي الْبَرِّي مِنَ الانْقِرَاضِ / صَاعِدَاً مِنْ عُرْيِ
أَشْجَارِ أُغْنِيَتِي / قَلْبِي شِتَاءٌ يَصْقُلُ خَشَبَةَ مَذْبَحِي فَأَصْعَدُ/
هِيَ قِطَارَاتِي تَسْتَحِمُّ قُرْبَ رَائِحَةِ نَعْنَاعٍ يَتَزَوَّجُ شَايَاً /
يَشْرَبُهُ الزَّيْتُونُ الاسْتِشْهَادِيُّ قَبْلَ تَفْجِيرِ ظِلالِهِ / كُلَّمَا
كَنَّسَتْ غَابَاتِي امْتِدَادَهَا فِي لَوْنِ ضَرِيحِي / حَفَرَتْنِي بُرُوقٌ فِي
أَعَالِي النَّشِيدِ / تُسَجِّلُ أَحَادِيثِي الصَّحَفِيَّةَ عَلَى بَنْكِرْيَاسِ
شَمْعَةٍ مُسَافِرَةٍ/ وَيَقُودُ الْبَرْقُوقُ انْقِلابَاً عَسْكَرِيَّاً فِي رِئَتِي
بَعْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ/ اضْحَكْ أَيُّهَا الْقَتِيلُ / لأَنَّ دِمَاءَ
الْقَمَرِ تَجْرِي فِي أَزِقَّةِ أَظَافِرِي / وَلا تَنْسَ أَنْ تَعْشَقَ
الصَّهِيلَ / الَّذِي لا يُعَدِّلُ دَقَّاتِ قَلْبِهِ حَسَبَ بُوصَلَةِ الزَّبَدِ
الْغَازِي / مَوْؤدَةٌ تَنْشُرُ الْغَسِيلَ فِي مُنْتَصَفِ الليْلِ عَلَى سُطُوحِ
زَفِيرِي / هَكَذَا أَحْصُلُ عَلَى الدُّكْتُورَاةِ مِنْ أُكسفُورد / ثُمَّ
أَذْهَبُ إِلَى رَعْيِ الْغَنَمِ فِي سُفُوحِ مَعِدَتِي / وَأَتَزَوَّجُ
الْبَدَوِيَّةَ الَّتِي تَغْسِلُ وَجْهِي فِي بُحَيْرَةِ رُمُوشِهَا / أَنَا
أَقْنِعَةُ عُنْصُرِ الْهَيْدرُوجِينِ لأَنَّنِي غَيْرِي / بَرِيقُ أَظَافِرِ
السَّجَّانِ / وَخُبْزُ جَدَّتِي الْمَعْدَنِيُّ / وَجُمْجُمَتِي الَّتِي صَارَتْ
كُرَةَ قَدَمٍ لأَطْفَالِ الْحَارَاتِ الْمَنْبُوذَةِ / وَفَوْقَ سَطْحِ قِطَارٍ
كَهْرَبَائِيٍّ يَقْرَأُ النَّهْرُ أَشْعَارِي السِّيَاسِيَّةَ / وَحْدَهُ
الطُّوفَانُ مَنْ سَيَحْمِلُ اسْمَ الْفَرَاشَةِ عَلَى ظَهْرِهِ وَيَسِيرُ .