الأسد الهاشمي يضيء أكسجين رئتي في صِفِّين / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
...........
أَبَا الْحَسَنِ ضَعْنِي عَلَى مَيْمَنَةِ
الْجَيْشِ الْفَضَاءِ / لِلْمَوْجِ الْعَابِرِ فَوْقَ خُيُولِ الْقَصِيدَةِ
أَهَازِيجُ مُؤَرِّخِي الرَّعْدِ / أَبَا تُرَابٍ / انْفُضِ الْحَطَبَ عَنْ
أَرْوَاحِ الْخَارِجِينَ مِنْ جُلُودِهِمْ إِلَى تَاجِ الزَّبَدِ / أَخْلَعُ
أَلْوَاحَ صَدْرِي نَسْرَاً نَسْرَاً / وَلا أَخْلَعُ الشُّمُوسَ الَّتِي وَأَدَت
الْكُسُوفَ / أُسْقِطُ دِهَانَ جُدْرَانِ أَمْعَائِي أَبْجَدِيَّةً أَبْجَدِيَّةً
/ وَلا أُسْقِطُ مَلامِحَ وُجُوهِهِمْ مِنْ حُقولِ رَقَبَتِي /
هَوَاجِسُ الأَعْشَابِ
الْمَارَّةِ على نَعْشي / أنا وَطَنٌ لِكُلِّ تَوَابِيتِ الْحُلْمِ الْمَنْفِيِّ /
وَظِلِّي خَالٍ مِنَ الْكُولِسترولِ كَخُدودِ الْعَاصِفَةِ / أَرَى وَجْهَ
النَّبِيِّ يَوْمَ بَدْرٍ يُلْغِي الأَقْمَارَ وَيَصْعَدُ / وَالرَّايَةُ تَصْعَدُ
عَلَى أَكْتَافِ الزَّيْتُونِ السَّائِرِ فِينَا / كَدِمَاءِ الصَّحَابَةِ تَسْقِي
غَابَاتِ الشَّفَقِ الْحُرِّ / وُلِدْتُمْ أَحْرَارَاً كَالسَّمَاءِ الْوَاثِقَةِ
مِنْ عُلُوِّهَا / الصَّاعِدَةِ إِلَى سُجُودِهَا / وَمِتُّمْ أَحْرَارَاً
كَالْمَجَرَّاتِ الْخَالِيَةِ مِن حَطَبِ الليالي /
لَوْ كُنْتُ قَمِيصَاً
يَرْتَدِيهِ الرَّعْدُ / لأَخْرَجْتُ وَجْهِي مِنْ وَجْهِي / كَيْ أَصِيرَ حَبَّةَ
عَرَقٍ عَلَى جَبْهَةِ نَبِيِّ السَّلامِ وَالْحَرْبِ / رِئَتِي الأُولَى هِيَ
جَبَلُ أُحُد / وَالثَّانِيَةُ هِيَ غَارُ حِرَاء / أَبَا بَكْرٍ الصِّديقَ / يَا
مَوْجَاً طَالِعَاً مِنْ قُلُوبِ النَّوَارِسِ الْمُخْلِصَةِ / ذَوِّبْنِي فِي
حَرْبِ الْمُرْتَدِّينَ وَلا تَتَذَكَّرْنِي / أُسْقِطُ أَقْنِعَةَ السِّيَانِيدِ
عَنْ وُجُوهِ الأُسُودِ الأَلِيفَةِ / سَأَضَعُ قَلْبِي فِي جَبينِ كَشْمِيرَ
تَارِيخَاً لِفِلِسْطِينَ التَّارِيخِيَّةِ / أُمَدِّدُ عِظَامِي وَذِكْرَيَاتِ
الْبَحْرِ سَجَّادَةً / يَجْلِسُ عَلَيْهَا النَّبِيُّ وَصَاحِبُهُ / امْتِدَادُ
عُمرِي فِي هِضَابِ الْغَيْمِ الضَّاحِكِ / أَجْفَانِي تُفَّاحَاتُ الْقِتَالِ /
أَبَا عُبَيْدَةَ / اقْتُلْ أَبَاكَ / وَادْفِنْهُ فِي الْوَهْمِ الرَّصَاصِيِّ /
سَأَقْتُلُ ظِلالِي الَّتِي لَمْ تُقَاتِلْ مَعِي فِي قَاعِ الْحُلْمِ /
لَكُمْ كُلُّ هَذَا
الْفَضَاءِ / خَالِيَاً مِنَ الطَّائِرَاتِ الأَمْرِيكِيَّةِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا
الْمَدَى / خَالِيَاً مِنَ الأَحْزَابِ الْكَرْتونية / لَكُمْ كُلُّ هَذَا
الأُفُقِ / خَالِيَاً مِنْ زَبَائِنِ كَنَائِسِ الْقُرُونِ الْوُسْطَى / لَكُمْ
كُلُّ هَذَا الْجَمَالِ / خَالِيَاً مِنْ مِكْيَاجِ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ /
لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْحَقِّ / خَالِيَاً مِنْ كُومِيديَا قَرَارَاتِ مَجْلِسِ
الأَمْنِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْكَوْكَبِ / خَالِيَاً مِنَ الآلِهَةِ
الْمُحْتَرِقَةِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْعِشْقِ النَّقِيِّ / خَالِيَاً مِنْ
إِبَادَةِ شَعْرِ الْغَابَاتِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْعِطْرِ السَّمَاوِيِّ /
خَالِيَاً مِنْ مُزِيلِ الْعَرَقِ لِلاعِبَةِ الْجُمْبَازِ / وَلَنَا امْتِدَادُ
خُشُوعِكُمْ فِي سَعَفِ النَّخِيلِ / الَّذِي يُظَلِّلُ أَقْفَاصَنَا
الصَّدْرِيَّةَ.