سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

04‏/08‏/2019

الزمهرير / قصيدة

الزمهرير / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...................

     احْضُنْ حَنْجرةَ الْبِئْرِ / وَمَزِّقِ الْخَارِطَةَ الزُّجَاجِيَّةَ / الَّتِي تَدُلُّ عَلَى مَوْقِعِ قَبْرِي / الْقَصِيدَةُ هِيَ مَا تَبَقَّى لِلْكَرَوَانِ / بَعْدَ نَفْي رِيشِ الْحَجَرِ / قُولِي إِنَّكِ صُورَتِي خَارِجَ احْتِضَارِ السَّجَّانِ / فِي مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ/ قُولِي إِنَّكِ أَيُّ حُلْمٍ سِوَى حُلْمِي / دَمْعَتِي تَحْمِلُهَا بَنَاتُ آوَى إِلَى الزَّمْهَرِيرِ / أَخَافُ يَا عُشْبَتِي الْمُفَتَّتَةَ أَنْ يَأْتِيَ بَحْرُ الظِّلالِ إِلَى أَيَّامِ اسْمِي / أَخَافُ يَا أُمِّي أَنْ يَغْتَالَنِي يَوْمٌ / يَصِيرُ فِيهِ جِلْدِي شُعْلَةَ الصَّقِيعِ / أَخْشَى الزَّمْهَرِيرَ / لأَنَّ ذِكْرَيَاتِ الْعُصْفُورِ الْمُحْتَرِقَةَ فِي الْمَوْقَدَةِ / لَنْ تَغْدُوَ حَطَبَاً لِلتِّلالِ النَّائِيَةِ/ أُقِيمُ مَمْلَكَتِي عَلَى أَنْقَاضِي / كُلَّمَا اقْتَرَبْتُ مِنْ دَمِي ابْتَعَدْتُ عَنْ لَحْمِي / هَلْ تُصَدِّقِينَ مَا قَالَهُ الشِّتَاءُ / بَيْنَمَا كُنْتُ أَغْفُو فِي عَرَبَةِ الكَرَزِ ؟/ الأسْفَلْتُ يَفْتَحُ بَابَ الصُّرَاخِ / مَذَاقُ السَّبَانِخِ فِي العَشَاءِ الأخيرِ للمَشْنُوقِ/ والأناشيدُ الوطنيةُ تُزْهِرُ في أجْفانِ الحشَراتِ /
     يَذْهَبُ الْجَسَدُ إِلَى خَنْجَرِهِ / لِمَاذَا ؟ / نَسْرَ الْجُوعِ / هَلْ سَتَأْكُلُنِي بَقَايَاكَ لَيْلَةَ الْعِيدِ عِنْدَ أُرْجُوحَةِ التُّوتِ ؟ / كَأَنَّ أَسْئِلَتِي صُدَاعُ الْمَسَافَاتِ فِي الأُمْسِيَاتِ / وَتَتَكَاثَرُ الْخَنَاجِرُ الْمَارَّةُ عَلَى وَجْهِ الْوَادِي / أَدْرِكْنِي أَيُّهَا الْمَوْجُ الْمُنْبَعِثُ مِنْ ثُقُوبِ غُرْفَةِ التَّحْقِيقِ/ أَفْتَرِشُ عَظْمِي/ وَأَلْتَحِفُ مِقْصَلَتِي / لا اسْمُ الْغُيُومِ سَيَحْمِي خُيُولِي / وَلا رَاتِبُ الْحَشَائِشِ سَيُغَطِّي أُجْرَةَ حَفَّارِ الْقُبُورِ/ لِنَرْجِعْ إِلَى أَسْئِلَةِ الْحَمَامِ الْمُسْتَلْقِيَةِ عَلَى الرِّماحِ / كُنَّا لِلْقَشِّ صَوْتَاً حَجَرِيَّاً بِلا مَعْنَى / بِلا صَوْتٍ يَدْفِنُنَا وَيَرْثِينَا / فَلْنَشْطُبِ الْمُلُوكَ مِنْ أَصْوَاتِنَا /
     قَالَ الليْلُ : (( سَتَأْتِي إِسْطَبْلاتُ الجماجمِ مِنَ الْجَنُوبِ الْمُرْتَعِشِ )) / وَسَكَتَ الْحُضُورُ/ صَفَّقْنَا كَثِيرَاً لِلْمُرْتَزِقَةِ النَّائِمِينَ فِي أَفْخَاذِنَا/ كُلُّ وَطَنٍ شَكْلٌ آخَرُ لِلْمَنْفَى/ فَلْتَصْعَدْ أَحْصِنَةُ الْجَسَدِ مِنْ جِهَاتِي / إِنَّ حَيَاتِي تَطْلُعُ مِنْ مَمَاتِي / وَدَاعٌ رَسْمِيٌّ لِلْبَرْقُوقِ فِي مُعَسْكَرٍ/ يَنْثُرُنَا عَلَى أَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ/ تُفْطِرُ الْوِدْيَانُ الرَّمَادِيَّةُ مُبَكِّرَاً / أَمْشِي إِلَى جِلْدي طَيْرَاً يَتَشَظَّى عِشْقَاً لِلأَذَانِ / أَعُودُ إِلَى بَرِيقِ الزَّنْجَبِيلِ الْمَرْمِيِّ عَلَى سُطُوحِ البَنَادِقِ / لَمْ تَلْمَعْ مَنَادِيلُ الْمَجَرَّةِ / حِينَ تَمَزَّقَتْ أَحْلامُ عُقَابٍ خَانَتْهُ أَوْسِمَتُهُ / هَا نَحْنُ وَاقِفُونَ تَحْتَ أبجديةِ الْمَطَرِ / نَنْتَظِرُ مَجِيءَ قَوْسِ قُزَحَ لِيُعَرِّفَنَا عَلَى شَخْصِيَّةِ الدَّمِ / تَتَقَاسَمُنَا أَشْيَاءُ لا نَعْرِفُهَا / فَتَهُبُّ مِنْ أَطْيَافِ الْقَلْبِ أبراجُ المراقَبَةِ / الشَّلالاتُ مَحْكومةٌ بالكِلابِ البُوليسيةِ/ نَسِينَا أَسْمَاءَ أُمَّهَاتِنَا/ لأَنَّنَا رَضِعْنَا حَلِيبَاً أَجْنَبِيَّاً/ وَحَضَنَتْنَا التُّفَّاحَاتُ الْمُهَاجِرَةُ قُرْبَ جَثامينِ الرَّاهباتِ / الآنَ / يَبْدَأُ الْحُزْنُ يَنْتَهِي الْحُزْنُ / اذْهَبُوا إِلَى حَيْثُ شِئْتُمْ فِي قَلْبِي تَجِدُوا غَيْرِي / مَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْبِزَّةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الَّتِي يَرْتَدِيهَا الْعُشْبُ الصَّاعِقُ ؟ / مَحْبَرَةً أَضْحَتْ كُنْيَةُ الْغَرِيبِ / أَجَارَتَنَا / قَدِ اخْتَفَى لَوْنُ الْوَرْدِ فِي أجسادِ مَوْتَانَا / تَعَالَيْ نَتَعَرَّفْ عَلَى هُوِيَّةِ الضَّحَايَا فِي النَّيَازِكِ الذَّهَبِيَّةِ / عَابِرَانِ نَحْنُ / وَسِكَّةُ الْحَدِيدِ مَنْصُوبَةٌ عَلَى سُورِ مَقْبَرَةِ الْكَهْرَمَانِ / لا تَشْتَرِ رُموشَ الْعَطَشِ الْمَخْنُوقَةَ مِنْ بَائِعَةِ اللازَوَرْدِ / لأَنَّ ذَبْحِي دَلِيلٌ سِيَاحِيٌّ / يُرْشِدُ الْبُحَيْرَاتِ إِلَى ضَوْءِ كَفَنِي / إِنْ تَحْضُنْ طَيْفَ النُّعوشِ تَلْمَحْكَ مُسَدَّسَاتٌ / يَا نَهْرَاً يَحْفِرُ صَدْرِي / يَا وَطَنَاً يُزْهِرُ قَتْلاً / إِلَى مَتَى سَأَظَلُّ فِي انْتِظَارِكَ ؟ / أَعْطِنِي قُيُودَ الصَّنَوْبَرِ لأَكْسِرَهَا زَنْبَقَاً / وَأَرُشَّهَا عَلَى ثِيَابِ الأيتامِ/ عادَ الأطفالُ إلى أراجيحِ المذْبَحةِ/ وكِتَابُ الرِّيحِ مَفْتُوحٌ لِكُلِّ الأَشْلاءِ/ زُرْنِي فِي مَلامِحِ احْتِضَارِي / قَبْلَ أَنْ يَشْنُقُونِي عَلَى الْخَوْخِ الْمُتَأَلِّمِ / وَلا تَتَوَقَّعْ حُضُورِي فِي رِعشَةِ الْبَلاطِ / إِنَّ الصَّاعِقَةَ تَبْلَعُ رَحِيقِي / وَتَبْصُقُنِي حِرَابَاً / فَلا تَنْسَ اسْمَ قَلْبِي يَا صَدِيقِي / كُنْ أَكْثَرَ اتِّسَاعَاً مِنْ خِيَامِ المجزرةِ / كُنْ أَنَا أَوْ أَنْتَ / وَلا تَتَوَقَّعْ أَنْ أَبْكِيَ /
     عُمَّالُ النَّظَافَةِ عَادُوا إِلَى شَوْكٍ / يَتَسَلَّقُ مَوْكِبَ الإِمبرَاطُورِ / هَذا الطَّرِيقُ مَوْجَةٌ تَأْكُلُهَا قَمْحَةٌ طَازَجَةٌ/ حِجَارةُ القُرى الغارِقةِ/ وَالزَّنْجَبِيلُ يَنمو بَيْنَ أصابعِ العوانِسِ / ومَجاعةُ الأزهارِ تَغْسِلُ كُرَياتِ دَمي بالصَّابُون / اذْكُرْنِي أَيُّهَا الْوَشَقُ / وَأَنْتَ تَمْتَصُّ خُضْرَةَ الْجِبَالِ فِي قَاعِ مَعِدَتِي / الْجِهَازُ الْهَضْمِيُّ لِلزُّقَاقِ لا يَتَذَكَّرُنِي / أَنَا الآتِي مِنْ لافِتَاتِ مَقْتَلِ الْهِضَابِ / فَعَانِقْنِي يَا نَزْفِي / وَلا تَفْرَحْ كَثِيرَاً / قَدْ تُغَادِرُ السَّنَابِلُ الْعَاشِقَةُ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ / قَتِيلانِ عَلَى صَفِيحِ السَّفَرِ / ذَبيحانِ في قِطارٍ تائهٍ/ أَعْرِفُ أَنَّ أَغَانِي الرُّعَاةِ لَيْسَتْ لِي/ لَكِنَّ الشُّجَيْرَاتِ الطَّالِعَةَ مِنْ عِظامي أُغْنِيَةٌ لِلشُّرُوقِ /
     إِنَّكَ كُلُّ الشَّوَارِعِ الَّتِي تَحْمِلُ أَسْمَاءَ الشُّهَدَاءِ / نَعُودُ إِلَى عَوْدَةِ الرَّوَابِي الْمُسَافِرَةِ / الْغُرُوبُ يَصْبُغُ الْبَحْرَ بِأَلْوَانِ طُيُورٍ مَجْهُولَةٍ/ هَذَا نَهْرُ الْكَلِمَاتِ الْوَاضِحَةِ يَصْهَرُنِي فِي ثِيَابِهِ / بِلادِي الرَّاكِضَةَ فِي الْجُوعِ / وَيَوْمِيَّاتِ الْقَتْلَى الْمَنْقُوشَةِ عَلَى حَقَائِبِ الأَطْفَالِ الْمَدْرَسِيَّةِ / إِنَّ أَشْكَالَ الْمَوْتَى لا تَزَالُ تَحْتَلُّ صَدْرِي / كَمْ وَطَنٍ مَرَّ فِي مَنْفَايَ / لِيَجْرَحَ جَبْهَةَ الغَيْمِ / فِي ضَوْضَاءِ الصَّقْرِ الوَحيدِ ! / 
     مَدْرَسَتِي تَمْشِي بَيْنَ أَشْجَارِ السِّنْدِيَانِ / وَجُثَثِ الْبَحَّارَةِ الْمُنْهَكَةِ / أَيْنَ الدَّفَاتِرُ الذَّابِلَةُ بِسَبَبِ هُطُولِ الدَّمْعَاتِ ؟ / هُنَا مِثْلُ هُنَاكَ / جَرَسٌ فِي عُنُقِ قِطَّةٍ عَالِقَةٍ عَلَى شُرْفَةِ الْبَيْلَسَانِ / وَأَشْعُرُ أَنْ جُثثَ المهاجِرِينَ غَيْرِ الشَّرْعِيِّين مِكْياجٌ لِزَوْجةِ البَحْرِ / جُلُودُنا تَموتُ يَا أوسمةَ الضَّبابِ / ونَحْنَ وَاقِفُونَ في طَابُورِ الانتحارِ التَّدْرِيجيِّ / نَنتظرُ خُبْزَ النَّيازِكِ وقَهْوةَ المجرَّاتِ / يَذْكُرُنِي غَيْمٌ يَسْبَحُ فِي الْمَعْنَى / يَكُونُ جَسَدِي أَحَدَ أَسْمَاءِ الْقَمْحِ / مِلْحُ دُموعي ضِحْكَةُ الْمَطَرِ / حِينَ يَتَمَزَّقُ الْقِرْمِيدُ في الثُّكَناتِ العسكريةِ / شَظَايَايَ تَجْمَعُ الْمَحَارَ / يُحاوِلُ النَّهارُ أن يَتعرَّفَ إِلَى دِمَائِنَا / لَكِنَّ صَيَّادي الْمُكَافَآتِ مَشْغُولُونَ بِبَيْعِ بَنَاتِهِمْ لِلنَّخَّاسِينَ / الضَّوْءُ يَرْتَكِزُ إِلَى مِنْكَبَيْهِ / لَيْتَنِي كُنْتُ مَوْجُودَاً عَلَى رُفُوفِ مَطْبَخِ رِئَتِي / يَوْمَ تَزَوَّجَ الْكُلُورُ طَعْمَ الصُّوديُومِ فِي مِلْحِ الطَّعَامِ /
     لَسْتِ ذِكْرَيَاتِي أَيَّتُهَا الْيَمَامَةُ / أَنَا ذِكْرَيَاتِي / فَانْثُرِي عَيْنَيْكِ فِي يَدِي / لأَنَّ الانْطِفَاءَ لَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَ سَجِينٍ وَسَجَّانِهِ / بَيْنَ عُصْفُورٍ وَقَفَصِهِ / بَيْنَ رَاقِصٍ وَرَقْصَتِهِ / سَاعَةُ الْحَائِطِ عَلَى سَنَامِ جَمَلٍ / مَكْتَبُ الْبَرِيدِ يَهْرُبُ مِنْ رَسَائِلِي / وساعي البَريدِ يُهَرِّبُ أظافري في الطُّرودِ الملغَّمةِ / تَأْكُلُ سَيَّارَاتُ الأُجْرَةِ اسْمَهَا / مَطْعَمٌ لِلْعَائِلاتِ جُرْحٌ كُومِيدِيٌّ / تَقْفِزُ إِشَارَاتُ الْمُرُورِ عَلَى سَرِيرِي / خَمَّارَةٌ لِرِجَالِ الأَعْمَالِ فِي حُقُولِ الْغَازِ / لُصُوصُ النِّفْطِ حَائِرُونَ بَيْنَ نِسَائِهِمْ وَعَشِيقَاتِهِمْ / طَاوِلَةٌ عَلَى جِسْرِ الليْلَكِ/ تَضُمُّ طُلابَ مَدْرَسَةٍ ابْتِدَائِيَّةٍ يُخَطِّطُونَ لانْقِلابٍ عَسْكَرِيٍّ/ مَا مَذَاقُ شَظَايَا الْغِيَابِ ؟/ كَأَنَّ دُموعَ الْعَاجِ تَلْعَبُ بِعَوَاطِفِ الْفِيَلَةِ / يَضْحَكُ الْعُشْبُ / افْتَرِسِينِي يَا نُجُومُ بِسُرْعَةٍ / هَذِي بِلادِي تَعُودُ زَيْتُونَاً / سَأَزُورُكِ يَا رَجْفَتِي الْحَامِضَةَ / حِينَ تَنسَكِبُ الْحُرُوبُ فِي قَارُورَةِ العِطْرِ الوَحيدةِ /
     أَتَوْا مِنْ حَيْثُ يَحْضُنُ الْمَغِيبُ خَشَبَاتِ الْحِبْرِ / لَمْ تَعُدْ أَنْفَاقُ الْجُرْحِ تُؤْلِمُ / وَسِرْنَا بِكُلِّ مَا فِينَا مِنْ مَنَاجِمِ عُشْبٍ / وَطَنِي نَسْرٌ أَضَاعَ عُشَّهُ / لَمْلِمِينِي يَا أَتْرِبَةَ الْوِدْيَانِ / وَتَشَظَّى بَنْكِرْياسُ الرِّيَاحِ / أُورُشَلِيمُ تُعْدِمُ بَنَاتِهَا / حَتَّى الْقُيُودُ تَخُونُنَا / وَقَبَضْنَا عَلَى حِصَّةِ الدِّينَامِيتِ فِي أَجْسَادِنَا / مَرْسُومٌ إِمبرَاطُورِيٌّ يَقْضِي بِوَضْعِ السُّمِّ فِي طَعَامِ السَّجِينِ / نُنَقِّي صِيَاحَ الأسمنت مِنَ الْجِرْذَانِ الْحُكُومِيَّةِ / إِنَّكُمْ شَجَرِي الزُّمُرُّدِيُّ / فَأَيْنَ الشَّوَارِعُ الَّتِي سَالَتْ مِنْ جُرُوحِي ؟ /
     أَيَّتهَا الرَّاهِبَةُ الَّتِي تَقْمَعُ أُنُوثَتَهَا بِإِزْمِيلِ الرَّغْبَةِ / أَيَّتُهَا الْكَاهِنَةُ الَّتِي تَشْتَهِي الرِّجَالَ / وَتَخَافُ أَنْ تَعْتَرِفَ بِأَنَّهَا امْرَأَةٌ / الأُكْذُوبَةُ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ الْعَارُ / كَاردِينَالُ الْقَحْطِ / لُصُوصُ النِّفْطِ وَالآثَارِ / يُرَفْرِفُ الكَبْتُ الجِنْسِيُّ على أبراجِ الكنائِسِ كالأعلامِ الْمُنَكَّسةِ / رَايَاتُ الْفِرِنْجَةِ تُحَاكِمُ أَئِمَّةَ قُرَيْشٍ الثُّوَّارَ / الطَّرِيقُ هُو الأَجْسَادُ الْمُخْتَلِطَةُ بِالزَّنْبَقِ / الْمُذَابَةُ فِي بُرْتُقَالِ الْحَنِينِ / وَأَضَاءَ الْقِرْمِيدَ نَرْجِسٌ / قُبُّرَةٌ تَحْفِرُ فِي مَنْجَمِ جُرْحِي / فَتَتَسَاقَطُ عَلَيْهَا شَرَايِينِي النَّاضِجَةُ / مَزْهَرِيَّةُ الْعَطْشَى خَلِيطٌ مِنَ الْعَبْقَرِيَّةِ وَالأَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ / ذَكِّرْنِي أَيْنَ تَقَعُ مَذْبَحَتِي الثانيةُ / أَوْصَلْتُ الصَّقِيعَ إِلَى مَنْزِلِ جَدَّتِهِ / وَمَا زَالَت الرُّعُودُ تُشَكِّكُ فِي وَطَنِيَّةِ الْبَنَفْسَجِ / غُرْبَتِي تُرْبَتِي / أَسْقِيهَا بِمَاءِ الرُّعْبِ / وَمَضَى الْمُسَافِرُونَ إِلَى سِحْنَتِي دُونَ وَدَاعٍ / مَا النَّهَارُ الْقَادِمُ فِي مَطَارَاتِ الشَّعِيرِ ؟ / حَقَائِبُ عَلَى الْبَلاطِ الَّذِي يَمُوجُ فِينَا / لُطْفَاً أَيَّتُهَا الأَرَامِلُ الْوَاقِفَاتُ عَلَى صَيْحَةِ سَيَّارَةِ التَّاكسِي / لا تَتْرُكْنَ النَّظَرَاتِ الْعَابِرَةَ عَلَى سُطُوحِ مَحَارَةِ الْمَسَاءِ / عُشْبَةُ الْحُلْمِ فَسَخَتْ خُطُوبَتَهَا / فَانْكَسَرَ نُخَاعُ الشِّتَاءِ / وَاقِفَاتٌ تَحْتَ الْبَرْقِ / صَاعِدَاتٌ إِلَى الشَّفَقِ غَيْرِ الْوَاضِحِ / وَطَنِي يَتَسَرَّبُ فِي خُيُوطِ مِعْطَفِي /
     يَا دَمَارُ / دَعْنِي أَسْأَلْكَ عَنْ عَنَاوِينِ الضَّحَايَا/ لَمْ تُجَرِّبْ إِحْسَاسَ الْعِنَبِ بِفُقْدَانِ الْحَدِيقَةِ / رِفَاقِي أَوْ أَشْلائِي / انْتَظَرْتُكِ فِي أُمْسِيَاتِ الزَّعْفَرَانِ / كَانَتْ عَاصِمَةُ النَّارِ تَمُدُّ رِجْلَيْهَا عَلَى طَاوِلةِ القِمَارِ / رُبَّمَا تَكُونُ هَذِهِ الأَرْضُ هَذِهِ الْخَوْخَةُ الْمُشْتَعِلَةُ آخِرَ الْقَصَائِدِ الَّتِي سَيَكْتُبُهَا الثَّلْجُ / آخِرَ مَا سَيَتَذَكَّرُهُ النِّسْيَانُ / اتْرُكْنِي أَتَمَرَّغْ فِي قُطْنِ الأَمْوَاجِ / سَقَطَتْ مَرَاوِحُ الْبُكَاءِ فِي تَثَاؤُبِ الْقَمَرِ / لا التُّوتُ الْمَشْنُوقُ يَشْوِي لِسَانَ النَّارِ / وَلا النَّدَى يَحْلِبُ شَظَايَا الْجُنُونِ / سَيَّافٌ يُلَمْلِمُ قُرُوحَ رِقَابِ التِّلالِ / وَيَحْضُنُهَا نَعَامَاتٍ بَاكِيَاتٍ / تَلْجَأُ أَعْضَائِي إِلَى حُفْرَتِهَا النِّهَائِيَّةِ / إِنَّمَا حَيَاتِي حُفَرٌ شُمُوسٌ مُهَاجِرَةٌ / وَكُلُّ كِتَابَاتِي تُزَيِّنُ حُفْرَتِي / كُلَّمَا أَمْسَكْتُ خَيَالَ الْبِطْرِيقِ / فَرَّتْ مِنْ وَرِيدِي أُغْنِيَاتٌ / كُلُّ مِلْحٍ فِي الدُّمُوعِ سُكَّرٌ فِي الْغَيْمَاتِ / والحشَراتُ سَوْفَ تَنسَى بُيوضَها في صَيْفِ المجازِرِ /
     يا بُحَيْرةَ الدِّماءِ / لا تَخْجَلِي مِنْ تَقْبِيلِي أَمَامَ صَوْتِ الرَّصاصِ / الذي يُخالِطُ عَطَشي / يَا مَصْلُوبِينَ عَلَى الْقَصِيدَةِ / تِلْكَ مَدِينَتِي تَنَامُ عَلَى عُنُقِ مَخَدَّتِي / وَدَمي خَرَجَ مِن عُنُقِ الزُّجاجةِ / كُنَّا نُدَحْرِجُ الْبَنَادِقَ عَلَى حَوَافِّ الْجُمْجُمَةِ الْمَرْصُوفَةِ بِالْحَشَائِشِ النَّازِحَةِ / الدَّرَكُ فِي طُرُقَاتِ عُمرِي / لَعَلَّ الْمُخْبِرِينَ يَتَذَكَّرُونَ أَصْوَاتَ الْبَنَاتِ الْمُعَلَّقَاتِ عَلَى بَوَّابَةِ الْكَلِمَةِ / اعْتَرَفَتْ بِدَوْلَةِ النَّبَاتَاتِ شَظِيَّةٌ / انْطَلَقَتْ مِنْ قَلْبِي الْمُتَفَجِّرِ حُبَّاً / سَافَرَ الْبَرْقُ / مَضَى الْقِطَارُ / يَجْلِدُ الصَّهِيلُ أَحْصِنَةَ الرُّعْبِ/ الْمَقَاعِدُ خَالِيَةٌ فِي مِتْرُو الأَنْفَاقِ / كُلُّهُمْ قَتَلُوهُ / وَأَخَذُوا يَسْتَعِدُّونَ لِتَنْظِيمِ جِنَازَةٍ مَهِيبَةٍ تَلِيقُ بِهِ / إِسْطَبْلٌ لِلْحِيتَانِ أَلْغَى الصَّوْتَ الرُّخَامِيَّ / لَكُمْ مِنَ الرَّعْدِ سَلامٌ / الْمُونَالِيزَا صَارَتْ رَقْمَاً حَبِيسَاً عَلَى جِدَارٍ أَخْرَسَ / تَقِفُ أَمَامَهُ نِسَاءٌ مَخْمُورَاتٌ / لا يُفَرِّقْنَ بَيْنَ أَحْصِنَةِ الذِّكْرَى وَمَدَائِنِ الرَّجْفَةِ / لِلآخَرِينَ شَمْعَةٌ / وَلِي ضَوْءُ الْبَلُّوطِ فِي مَقْبَرَةِ العُشَّاقِ / عَبَرْنَا مِنْ ثُقُوبِ أَرْجُلِنَا إِلَى ضِفَّةِ الْحُلْمِ / كَانُوا يُحْصُونَ الرَّصَاصَاتِ فِي إِجَاصَةٍ نَائِيَةٍ / وَأَتَى الرَّبِيعُ النَّازِفُ / يَا أَمْسَنَا الْمُسْتَقْبَلِيَّ فِي رُوَاقِ الملوكِ المخلوعِين / دُلَّنِي عَلَى كِتَابَاتِ الْجَلِيدِ الْمَحْفُورَةِ عَلَى الْمَوْقَدَةِ / سَنَرْجِعُ إِلَى حَدَائِقِ السُّيُولِ تَحْتَ نَوَافِذِنَا المكسورةِ/مَا جَدْوَى الْبُكَاءِ عَلَى الْحُطَامِ الْمُزَرْكَشِ ؟/ سُلالَةُ أَحْجَارٍ تُحَنِّطُ أَشْكَالَهَا فِي الْمَرْفَأ عِنْدَ الْمَغِيبِ / وَمَلابِسُ الْجُنُودِ عَلَى حَبْلِ الْمِشْنَقَةِ / وَأَسَاطِيرُ الإِبَادَةِ الْمُتَعَفِّنَةُ / تَمْشِي عَلَى حَبْلِ غَسِيلٍ مَنْقُوعٍ فِي أَكْوَامِ قُمَامَةٍ / سَتَرْتَدِي الْمُدُنُ الذبيحةُ قِنَاعَهَا هَذَا الْمَسَاءَ / لَيْسَ لِلنِّسَاءِ الذَّابِلاتِ صَوْتُ الأَشْجَارِ / وُجوهُ القُرى الميْتَةُ تَرتدي رُؤوسَ المشْنُوقين / أَقْوَاسُ النَّصْرِ في أجسادِ النِّساءِ الْمُغْتَصَباتِ / وَخُدُودُ السُّنُونو تَرتطمُ بأجراسِ الكَنيسةِ / حَدِّدْ مَعَالِمَ حُلْمِنَا قَبْلَ مَجِيءِ الإِعْصَارِ / نَبْنِي وَدَاعَ الرِّيحِ فِي الشُّرْفَةِ / الَّتِي نَامَ فِيهَا السَّيْلُ الْعَارِي / فاشْرَبِينِي مَعَ صُرَاخِ الْبَرْقُوقِ /
     عَصِيرُ جِرَاحٍ عَلَى مَائِدَةٍ رَمْلِيَّةٍ / كَانَتْ يَوْمَاً مَا شَجَرَةً فِي طَرِيقِ مَذْبَحَتِي / تَرْتَسِمُ بُيُوتُ الْعَزَاءِ صَفْحَةَ فَضَاءٍ / لا تَقُولِي إِنَّ تَشَرُّدَنَا فِي الْمُخَيَّمَاتِ الْغَرِيبَةِ ذُبَابَةٌ تُسْحَقُ عَلَى جِسْرٍ مَهْدُومٍ / تُفَّاحٌ قَتِيلٌ فِي الصُّحُونِ / كَأَنَّ الْغَدَ أَمْطَارٌ وَحُصُونٌ / أَمْشِي إِلَى آخِرِ قِلاعِي عَلَى جَنَاحِ بُحَيْرَةٍ بِكْرٍ/ الرِّعشَةُ مِثْلُ انْطِفَاءِ الْمَجَرَّةِ/ كَيْفَ أَنْسَاكَ يَا وَطَنِي/ وَخَنَاجِرُ أَعْشَابِكَ مَزْرُوعَةٌ فِي فَرَاشَاتِي؟/ يَصْقُلُنِي الشَّجَرُ الْفِضِّيُّ/ فَأَنْهَضُ أُفَتِّشُ عَنْ جَبْهَتِي / أَعْرِفُ أَنَّ أَمْوَاسَ الْحِلاقَةِ تَتَقَطَّعُ عَلَى مَدَارَاتِ الطُّيُورِ / غَيْرِ الْقَادِرَةِ عَلَى الْهِجْرَةِ / لَكِنِّي نَبَاتٌ أَزْرَقُ فِي مَزْرَعَةِ السُّيُوفِ / نَنْتَظِرُ الْخَرِيفَ لِنَحْتَفِلَ بِأَمْطَارِ الصَّيْفِ / إِنْ حَاوَلَت الْقَصِيدَةُ قَتْلَكَ فَلا تُقَاوِمْ / فِضَّةٌ الصَّرْخَةُ الْمُهْمَلَةُ/ كُلُّ جَسَدٍ يَمَامَةٌ أَوْ مَذْبَحَةٌ/ والْوِدْيَانُ تُحَارِبُ ظِلَّهَا/ نلتقِطُ صُوَراً تِذكاريةً تَحْتَ الأعلامِ الْمُنَكَّسةِ / وَتُصْبِحُ أعْلامُ القَبيلةِ أكفاناً لِنِساءِ القَبيلةِ / هُمُ الْمَوْتَى الْمَنْسِيُّونَ / وَنَحْنُ نَسِينَا أَنْ نَدْفِنَهُمْ / نَحْنُ الموْتى / نَسِينا أن نَدْفِنَ أنْفُسَنا/ وأضَعْنا خَارِطةَ قُبُورِنا / ذِكْرَيَاتُ الضِّفْدَعِ الْمُنَكَّسَةُ في الْمُسْتَنْقَعِ المتجمِّدِ / هَذِهِ الْمَحْبَرَةُ غِطَاءُ الْوَرْدَاتِ / مَدَايَ يَخْمِشُ سَرِيرِي/ يَفْتَخِرُ الرَّمْلُ بِأَسْلاكِ الْعُمرِ / قَيْلُولَةٌ ذَهَبِيَّةٌ عَلَى قَرْنِيَّةِ الطوفان / أَبْوَابُ الْجُرْحِ الصَّاعِقِ يَتَشَظَّى / ظَمَأُ الليَالِي أُعْطِيَ ضَوْءَاً لازَوَرْدِيَّاً / اتْرُك النَّزيفَ الْمُذَهَّبَ يَكْتَشِفُ اللمعانَ / فِي طُوبِ حُجُرَاتِ التَّعْذِيبِ / أُفُقِي يَصِيرُ فِي عِظَامِي شُبَّاكَاً لِلْفَجْرِ / سَرَطَانُ الْمَاءِ يَزْحَفُ عَلَى قُمَاشِ الإِعْدَامِ / وَلَمْ يَبْقَ مِنِّي غَيْرُ جَبِينِ أُمِّي فَوْقَ الْمَقَاصِلِ / لأَنَّ رِئَتِي سَيْفٌ لا غِمْدٌ / نَزِيفَانِ عَلَى قَنَادِيلِ الْحُبِّ / يَعْتَرِفُ النَّعْنَاعُ / بَيْنَ نَوْمِي وَالْوِسَادَةِ شَجَرَةُ خَرُّوبٍ / جِرَاحٌ مِنَ الأبَانُوس / يُسَاعِدُ النَّدَى فَرَاشَةً عَمْيَاءَ عَلَى عُبُورِ الشَّارِعِ / ذَلِكَ الْمَدَى الْمَحْفُورُ فِي مَنَاطِقِ الْبُرْتُقَالَةِ / ذَلِكَ الْعُمْرُ وَشْمٌ عَلَى شَجَرِ الْقَصِيدَةِ / مَنْ يُمْسِكْ نَايَ الْكَلامِ يَخْسَرْ آخِرَ قُلُوبِ الْمَغِيبِ / الْعَاصِفَةُ الَّتِي وَلَدَتْ جِدَارَ الذَّاكِرَةِ / سَوْفَ تُعَلِّقُ عَلَى بِنَايَاتِ السَّفَرِ خَلِيجَ النِّسْيَانِ / لَكِنَّ مَوْجَاً أَسْمَرَ يَقْضِمُ إِبْهَامِي وَالدَّمْعَ الْقَدِيمَ / لَمْ يَخْسَرِ الْبَحْرُ شَرَفَهُ / الأَسْرَى يُنَظِّفُونَ قُيُودَهُمْ بِرِمَاحِ أَعْيُنِهِمْ / وَشَظَايَا قُرُوحِهِمُ اللامِعَةِ / الرَّمْلُ النَّازِحُ يَتَقَلَّدُ وِسَامَ الْمَجَاعَاتِ الْفَائِضَةِ/ أَعْطِنِي أَيَّ شُبَّاكٍ مِنْ مَذَابِحِ بَلَدِي / زَوِّجْنِي كُلَّ مُخَيَّمَاتِ السِّكِّينِ / سَأَتْرُكُ قِلاعَ الْجِلْدِ الْمَسْلُوخِ / تُعَلِّمُنِي سِفْرَ الْجُوعِ الْمُدَوَّنَ عَلَى الرَّصَاصَةِ / كَيْ أَشْبَعَ مِنْ رُؤْيَةِ الْمَشْنُوقِين/ مُدُنٌ أَضَاعَتْ بَكَارَتَهَا فِي أَنْحَاءِ أَصَابِعِ الْقُرْصَانِ / سَنُنَقِّيهَا مِنْ مَلامِحِهَا مِنْ رَائِحَةِ أَفْوَاهِ التَّمَاسِيحِ الْمُحَنَّطَةِ / وَنُعْلِنُهَا مَتْحَفَاً لجثثِ الهنود الْحُمْرِ / فَوْقَ مَصَبِّ الْمَجَرَّةِ فِي دِمَاءِ الْمُذَنَّبَاتِ/ يَا مَتْحَفَ الْوَرْدَاتِ الْمَصْلُوبَاتِ / فِي تِلْكَ الرِّئَةِ بَرْقٌ مُتَفَجِّرٌ / يَصْهَرُ حَدِيدَ الدَّرَّاجَاتِ الْهَوَائِيَّةِ / الأَطْفَالُ الْعُرَاةُ فِي حُفَرِ الْمَجَارِي / وَاللقَطَاءُ يَبْحَثُونَ عَنْ أَنْسَابِهِمْ فِي حَدَائِقِ الْخَرَابِ الْمُتَكَرِّرِ / عِنْدَمَا أَصْرُخُ فِي شَوَارِعِ النَّزِيفِ / يَسْقُطُ مِنْ شَرَايِينِي صَوْتُ النُّجُومِ سَاعَةَ السَّحَرِ / أُكَنِّسُ دَمَ الأَغْرَابِ الْمُتَبَقِّي عَلَى أَجْنِحَةِ عَصَافِيرِ ظِلِّنَا / لِمَاذَا يَتَزَلَّجُ الأسْفَلْتُ عَلَى خَاصِرَةِ الْعُزْلَةِ ؟ / أَسْئِلَةٌ يُجِيبُ عَلَيْهَا الصُّرَاخُ بِأَسْئِلَةٍ أَكْثَرَ تَفَجُّرَاً / إِنَّ النَّهْرَ أُسْتَاذُ عِلْمِ الاجْتِمَاعِ فِي جَامِعَةِ قَلْبِي الْمَفْتُوحِ للبَعوض / وذُبَابَاتُ الزِّنْزَانَةِ تَكْتُبُ وَصَايَاهَا عَلَى نَخِيلِ الْجَسَدِ / لَوْ حَلَّلْنا عُزلةَ الدَّيْنَاصُورَاتِ / سَنَحْصُلُ عَلَى أَسْمَاءِ التِّلالِ تَحْتَ مَطَرِ الضَّوْءِ / الَّذِي يَنْمُو فِي جِبَاهِنَا / لَمْ تُضِفِ الشُّهْرَةُ لِلنَّهْرِ أَيَّ شَيْءٍ/ نَزِيفَانِ يَتَعَانَقَانِ فِي الصَّحْراءِ / وَالآبَارُ الْجَوْفِيَّةُ تَبِيعُ الْفَاكِهَةَ بَعْدَ انْتِهَاءِ الدَّوَامِ الرَّسْمِيِّ / الَّذِي تُحَدِّدُ سَاعَاتِهِ حُكُومَةُ الْعَارِ/ كُنْ وَجْهَاً مَاطِرَاً لأَتَذَكَّرَكَ / فَالصُّرَاخُ لا يَتَذَكَّرُ غَيْرَ أَشْكَالِ عَوَاصِفِ دَمِي / الْكِتَابَةُ تَقُودُ سِرْبَ مُسَدَّسَاتٍ إِلَى صُدُورِ الرَّمْلِ الْخَشِنِ / والْوِدْيَانُ الَّتِي حَضَنَتْ أَحْلامَنَا / سَتَبْلَعُنَا فِي سَاعَةٍ لا نُحَدِّدُهَا / نَحْنُ السَّائرينَ إِلَى الْحِيطَانِ الْمُتَرَسِّبَةِ فِي كَأْسِ عَصِيرٍ غَيْرِ طَازَجٍ / لَدَيَّ مَا يَكْفِينِي مِنْ صَدَى / وَأَرْكُضُ إِلَى صَوْتِ الرَّصاصِ / مُعَانِقَاً الْبَيْلَسَانَ فِي كُلِّ صَرْخَةٍ / الآنَ / أَيْ بَعْدَ قَلِيلٍ / سَتَأْتِي الأَغْوَارُ اللازَوَرْدِيَّةُ إِلَى مَأْدُبَةِ شَظَايَايَ الْوَهَّاجَةِ / لا شِرْيَانِي حَلِيبُ الْبَيْدَاءِ / وَلا شَجَرِي مِنَصَّةُ إِطْلاقِ صَوَارِيخِ النَّدَى/ أَنْتَ مَدَايَ إِذَا كُنْتَ تَصْطَادُنِي زَيْتُونَاً / طُرُقَاتُ الْفَرَاولَةِ مَدِينَةُ الْقَلْبِ الْمَفْتُوحِ / عَلَى الشَّظِيَّاتِ كَامِلَةِ الدَّسَمِ / لَمْلِمِينِي قَبْلَ انْدِلاعِ الرَّصِيفِ عَلَى شَفَةِ الْمُنْشِدِ الأَسِيرِ / يَخْرُجُ مِنْ سُطُورِ الْمَذْبَحَةِ قَمَرٌ سِرِّيٌّ / وَأَمْلاحُ عُمْرٍ مَضَى تِلالاً / أَيَّامُنَا كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ عَلَى نَقَّالَةٍ / وَسَيَّارَةُ الإِسْعَافِ تَخْتَبِئُ فِي شَحْمَةِ أُذُنِي / قَدْ يُرَبِّي الْيُورَانيُومُ فِي صُدَاعِي بَلُّوطَ الْغُرَبَاءِ/ لَكِنَّ الْجُرْحَ سُنْبُلَةٌ/ شَمْعُ الأرصفةِ يَصْرُخُ فِيَّ مُعْلِنَاً مِيلادِي / وُلِدْتُ كالبَرْقُوقِ وانبعاثِ الاحْتِضَارِ / وَمُعَلِّمَتِي الإِنجلِيزِيَّةُ تُمْسِكُ سِيجَارَةً ذَابِلَةً بَيْنَ إصْبَعَيْن / لَمْ يُحَدِّدْهُمَا لَوْنُ الْمُوكِيتِ فِي غُرْفَةِ الْمُعَلِّمَاتِ / سِيرَتِي الذَّاتِيَّةُ فَرَاشَةٌ وَرْدِيَّةٌ تَحْضُرُ حَفْلَ زِفَافِ الْجَسَدِ اللوْلَبِيِّ الْمَشْنُوقِ / أُوَدُّ أَنْ أُعَانِقَ دَمِي الَّذِي هُنَاكَ / تَارِيخُ الْفَرَاولَةِ مُسَدَّسٌ مَنْقُوعٌ فِي أسْفَلْتِ النِّيكِلِ / ابْدَأْ مِنْ حَيْثُ انْتَهَت الثُّلُوجُ الَّتِي كَنَّسَتْنِي / فَوَجَدْتُ نَفْسِي هُنَاكَ/ بَعِيدَاً عَنْ مِيَاهِ الذَّهَبِ/ وَأَعْمِدَةِ الضِّيَاءِ الْمُتَسَاقِطَةِ فِي الْمَقَابِرِ / قُلْتُ لِلصَّنَوْبَرِ إِنَّ جِرَاحَاتِي تَرْكُضُ عَلَى سُطُوحِ بَيْضِ النُّسُورِ / مِنْ أَحْصِنَةِ الْعَاصِفَةِ تُولَدُ الْبَنَادِقُ الْمُعَبَّأَةُ بِالزَّفِيرِ / شَعْرِي يَمْضِي إِلَى حَيْثُ يَشَاءُ غُبَارُ الْمَعْرَكَةِ / وكُلَّمَا عَرَفْتُ اسْمِي / أَنْكَرَنِي بُسْتَانُ الْقِطَطِ الْمَيْتَةِ / 
     يَا صَقْرَاً يَتَقَيَّأُ فِي طَرِيقِ سَيَّارَةِ الإِسْعَافِ / عُدْ إِلَى قُمَاشِ العاصفةِ قُرْبَ زَوَايَا رِعشَتِي / مَسَاءً كَانَتْ مَقُولاتُ النَّهْرِ / يَا جَدَّتِي / لِنَرْجِعْ إِلَى غُروزنِي قَبْلَ حُلُولِ الدِّمَاءِ فِي الزَّبَرْجَدِ / وَدَوَرَانِ أَوْرَاقِ اللعِبِ عَلَى طَاوِلَةِ الْجِنَرَالاتِ/ خَبِّئِينِي فِي ثِيَابِ الْقَمَرِ/ فِي أَيِّ مَكَانٍ لا تَرَانَا فِيهِ الْمَجْزَرَةُ / وَأَتَى الْحِصَارُ / الْمَدَاخِنُ الْمُتَجَمِّدَةُ/ وَلا دُخَانٌ يَصْعَدُ مِنْ ظِلالِهَا / الأُمَّهَاتُ الْقَتِيلاتُ فِي الْمَطْبَخِ الرُّخَامِيِّ / وَلا رَنِينٌ حَوْلَ مَائِدَةِ الطَّعَامِ / نَشْرَةُ الأَخْبَارِ فِي الْمِذْيَاعِ تَنْتَهِي / وَالْغُزَاةُ يَبْدَأُونَ / أَنَا هُنَا عِنْدَ حَجَرِ الابْتِسَامِ / وَالشُّهَدَاءُ يَسِيرُونَ بَيْنَنَا كَزَيْتُونَةٍ / نَزِيفُ الْحَدَائِقِ فِي حُلْقُومِي / أَمْضِي إِلَى رِمْشِي وَاثِقَاً مِنْ خُطَّةِ اغْتِيَالِي / عُشَّاقَ حُلْمِي/ يَا عَابِرِينَ عَلَى مِنَصَّاتِ الإِعْدَامِ بأطرافٍ صِناعيةٍ مَخْدُوشةٍ / اجْمَعُونِي زَهْرَاً لِلْكَوَاكِبِ الْعَاشِقَةِ / مَضَيْتُ وَكَانَ حَوْلَ خَصْرِي حِزَامٌ نَاسِفٌ/ يُفَجِّرُهُ الْعِشْقُ فِي مَرْكَبَاتِ جَيْشِ الْغَرْقَدِ/ سَيَجْمَعُ الْغُرُوبُ أَجْزَاءَ خَاصِرَةِ الْوَرْدَةِ / فِي عُلَبِ زِنكٍ رَخِيصَةٍ/ تَمْشِي الْبِحَارُ إِلَى نَظَّارَاتِ الرُّبَّانِ / حَيْثُ تَتَكَسَّرُ زُجَاجَاتُ الْفَرَحِ فِي الزَّوْرَقِ الْوَحِيدِ / اذْكُرِينِي أَيَّتهَا الرُّعُودُ كُلَّمَا الْتَقَى صَدِيقَانِ / يَتَنَاوَبَانِ عَلَى الْكُرْسِيِّ الْكَهْرَبَائِيِّ فِي الزَّنَازِينِ / دَوْلَةٌ مِنَ الْكَرْتُونِ نُسَمِّيهَا بِأَسْمَاءِ السِّنجابِ / الَّذِي يَمُوتُ جَالِسَاً عَلَى طَاوِلَةِ قِمَارٍ / الضَّبَابُ الدَّمَوِيُّ أُنْشُودَةٌ لِغَيْرِي / النَّحْلُ بِلادٌ افْتَحِيهَا بِخُيُوطِ قَلْبٍ أَصْفَى مِنْ ثِيَابِ الإِعدامِ / فِي آخِرِ أَيَّامِ الْعُشْبِ يَنْطَلِقُ الْعُصْفُرُ بَلْدَاتٍ / وَنُعَاسَاً لِلطَّبَاشِيرِ الْمُمْتَلِئَةِ بِالْحِرْمَانِ / جَاءَ الْمُعَزُّونَ قَبْلَ وَفَاةِ الْعِنَبِ الْمُتَفَرِّقِ عَلَى أَجْنِحَةِ الْوَادِي / تَلْتَهِمُنِي حَشَائِشُ الْمَغِيبِ/ فيا سَيِّدَةَ كُلِّ الأَثَاثِ الأَعْمَى / أَخْرِجِينِي مِنْ إِسْطَبْلاتِ الْبِتْرُولِ / مِنْ لَمْعَةِ الْجَسَدِ الْمُتْعَبَةِ / انْهَمَكَ الصُّبْحُ فِي تَرْتِيبِ حَقِيبَةِ سَفَرِهِ إِلَى الْجُلُودِ الْمُنْهَكَةِ/ أَيُّ حِصَانٍ سَيُفْطِرُ نَزْفَاً وَيَتَغَدَّى مَقَاصِلَ ؟/ دَعِينِي أَمْنَحْ لِكَفِّي نَسْفَ الْوَرْدَةِ/ تَهْشِيمَ الزُّمُرُّدَةِ فِي أَعْوَامِ الْبَيْلَسَانِ / حِينَمَا تَصْحُو الْخُيُولُ / فَلا تَجِدُ غَيْرَ سَوْطٍ يَجْلِدُهَا / وَتَنْهَضُ الأَكْوَاخُ فِي لَوْحَةٍ يَرْسُمُهَا عَاطِلٌ عَنِ الْعَمَلِ / لَنْ نَضِيعَ فِي الْقَصَائِدِ السَّرِيعَةِ / الَّتِي تُسَابِقُ قِطَارَاً يَتَفَجَّرُ فِي حَقَائِبِ الرُّكَّابِ / دَعِينِي أَتَسَلَّقْ مَعِدَتِي لأَخْدَعَ جُوعِي / وَأُقْنِعَهُ بِأَنْ يَخْرَسَ مِثْلَ كُلِّ جَثَامِينِ السُّنونو / وَأَعْوَادِ الثِّقَابِ الْمُهْمَلَةِ /
     أيتها اللبؤةُ الغريبةُ / سَيَطْرُدُكِ الحطبُ مِن ذاكرةِ الشمسِ / فاسْكُني في لُغةِ الغاباتِ قَمْحاً وشُموعاً / سَيَموتُ المساءُ على الشاطئِ المهجورِ / ضَوْءُ القَمَرِ يَتقمَّصُ أشلاءَنا / والنهرُ الجريحُ يتقمَّصُ جُثمانَ البَحْرِ / أيتها اللبؤةُ المنبوذةُ / اسْكُني في قصيدةِ الموجِ فِضَّةً ومَشانقَ / إِنَّ أبجديةَ السنابلِ هِيَ الصليبُ والمصلوبُ / والقصيدةُ هِيَ القاتلةُ والقَتيلةُ / وأنا السَّيْفُ والسَّيافُ / لكنَّ أشلائي مُعلَّقةٌ على حِبالي الصَّوْتيةِ.