الفتى الملتحي في عُرسه الأخير / قصيدة
( إلى القائد الرمز / شامل باساييف )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
...........
مَشَتْ أَعْمِدَةُ الْكَهْرَبَاءِ إِلَى
أُغْنِيَاتِي / تَغُوصُ سَنَابِلُ الْجَسَدِ الْمُحْتَرِقِ فِي الضَّوْءِ
الْعَمِيقِ / مِثْلَمَا تَغُوصُ رَوَاتِبُ الْمُوَظَّفَاتِ فِي حُفْرَةِ
الْمِكْيَاجِ/ لَنْ أَعُودَ إِلَى قَلْبِ الْحَمَامَةِ الَّذِي طُرِدْتُ مِنْهُ /
دِيمقراطيةُ نِقَابَةِ بَنَاتِ الليلِ / دَفَنُوا النِّفَاياتِ النَّوويةَ فِي
جُثَّتي / لَكِنِّي أَنْتَعِلُ ذِكْرَيَاتِ سُعَالِ الْغُزَاةِ / أَخْلَعُ
صِفَاتِي وَأُبَعْثِرُهَا انْقِلابَاتٍ / وَأَلْجَأُ إِلَى صِفَاتِ اللهِ /
سَأُعَلِّمُ الْمَوْجَ كَيْفَ يَنَامُ بِلا
حُبُوبٍ مُهَدِّئَةٍ / يَسْرِقُونَ طُفُولَةَ قَمْحِنَا / وَيَحْقِنُونَنَا
بِقَمْحِهم المسمومِ / حَاوِلْ أَنْ تَشْعُرَ بِآلامِ الْوِلادَةِ لِزَوْرَقِي
الَّذِي قَصَفُوهُ / وَالْمُسْتَشْفَيَاتُ الْمَهْجُورَةُ فِي جَسَدِ الْبَلُّوطِ
خَلَتْ مِنَ الْمَرْضَى / وَصَارَتْ دَهْشَةً لِلْكِلابِ الشَّرِيدَةِ / كُونِي
أَجْمَلَ مِنَ الأَسْلاكِ الشَّائِكَةِ / أَجْمَلَ مِنْ غَيْمَةٍ تَتَّكِئُ عَلَى
ضِحْكَةِ خَنْجَرِي / أَجْمَلَ مِنْ فُرْشَاةِ أَسْنَانِي / الَّتِي تَكْشِفُ
أَسْرَارِي لِلاسْتِخْبَارَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ /
وَفِي السَّحَرِ
أَغْتَسِلُ بِغَضَبِ الْمَجَرَّاتِ / وَالْفِرِنْجَةُ يَرْكُضُونَ إِلَى شَوَاهِدِ
قُبُورِهم في مَنَاجِمِ الْفَحْمِ/ وَيُحَارِبُونَ الضَّوْءَ فِي جُلُودِنَا/
وَنِسَاؤُهُمْ يُقَلِّبْنَ الْخِيَانَاتِ الزَّوْجِيَّةَ كَأَوْرَاقِ التَّقْوِيمِ
السَّنَوِيِّ/ إِسْلامُنَا ثَوْرَتِي السَّرْمَدِيَّةُ / الضَّوْءُ الْمَاسِحُ /
الانقلابُ الكَوْنِيُّ / إِنَّهُ دِينِي وَوَطَنِي وَأَبِي وَأُمِّي وَجِنْسِيَّتِي
/ أَنَا قَاهِرُ اكْتِئَابِ كُلِّ هَذَا الغُبَارِ/ القَمَرُ الصَّاعِدُ مِنْ
نُخَاعِ الدَّمَارِ/ لأَنْحِتَ لَفْظَ الْجَلالَةِ عَلَى جَبِينِ النَّهَارِ/
فَاخْلَعْ مِنْ طَوَاحِينِ الدَّمْعِ مُسَدَّسَاتِ النَّمْلِ السَّائِرِ عَلَى
سِكَّةِ الْحَدِيدِ / وَتَذَكَّرْنِي أَنَا الزِّلْزَالُ الْمُنْتَشِرُ
كَالإِجَاصِ / مِنَ الْوَرِيدِ إِلَى الْوَرِيدِ /
تَلَطَّخَتْ يَدَا الشَّلالِ بِدِمَاءِ
الزَّيْتُونِ الأَعْزَلِ / يَا رُعُودَ الْجَسَدِ الْفُسْتُقِيِّ / لا تُضَيِّعِي
وَقْتَكِ فِي رِثَائِي / لِلثَّلْجِ الْوَحِيدِ رِثَاءُ الْمَدَى / وَلَنَا
فُتُوحَاتُ النُّمُورِ لأَنَّنِي رِمَاحُ النِّسْرين فِي رَقَبَةِ هُبَلَ /
وَاسْتِشْهَادِي تَحْمِلُهُ السَّنَابِلُ صَقْرَاً / يَقْتَنِصُ خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ عَلَى قَمِيصِ الْغَابَةِ / بِعْتُ ظِلِّي لأُسَدِّدَ دُيُونَ قَلْبِي
/ نَخْلَةٌ زُفَّتْ إِلَى قَاتِلِهَا الْوَسِيمِ / لا تُنْفِقْ رَاتِبَكَ عَلَى
الطَّبِيبِ النَّفْسِيِّ / لأَنَّ بُنْدُقِيَّتي مُمَرِّضَتِي / تُفَجِّرُ ظِلَّ
الغاباتِ تَحْتَ أظافري /
لِمَاذَا تُوَزِّعُ
الْمَلِكَةُ إِلِيزَابِيثُ الصِّفْرِيَّةُ الْحَلْوَى الْمَمْزُوجَةَ بِالْويسكي
عَلَى الرَّاقِصِينَ احْتِفَالاً بِمَصْرَعِي ؟ / لَهُمْ انْتِحَارَاتُ الدُّودِ /
وَاحْتِضَارُ زُجَاجِ الْكَاتِدْرَائِيَّاتِ / وَالشُّهَدَاءُ حَذَفُوا الْمَوْتَ
مِنْ قَامُوسِهِمْ / أُبَدِّلُ رَصَاصَاتِ أَمْعَائِي الانْفِصَالِيَّةِ /
مِثْلَمَا تُبَدِّلُ الأَرُسْتُقْرَاطِيَّاتُ سَيَّارَاتِ الْمَرْسِيدس /
تَقَمَّصَتْكَ
الصَّحَارِي/ فَلْتَكُنْ سَيْبِيريا خُنْصُرَ الْمَسَافَةِ الصَّاعِدَةِ/
وَالتُّفاحُ الْمُتَمَرِّدُ يَنْتَظِرُ الْبَاصَ عَلَى أَسْلاكِ الْكَهْرَبَاءِ /
وَفِي صَالَةِ الرَّقْصِ مُرَاهِقَةٌ تَنْتَظِرُ انْتِحَارَهَا بِفَارِغِ
الصَّبْرِ / الْغُيُومُ تَكْتَحِلُ بِعَرَقِ الأَنْبِيَاءِ / وَالْقَتَلَةُ
يَقُومُونَ بِوَاجِبِهِم الْقَوْمِيِّ فِي بَرْلَمَانِ الْقَنَافِذِ / أَلْغِ
الشَّرْعِيَّةَ الدَّوْلِيَّةَ / وَكُنْ أَنْتَ الشَّرْعِيَّةَ الدَّوْلِيَّةَ /
أَلْغِ الْمُجْتَمَعَ الدَّوْلِيَّ/ وَكُنْ أَنْتَ الْمُجْتَمَعَ الدَّوْلِيَّ/
اشْطُبْ حُكُومَةَ الرَّمْلِ/ وَكُنْ حُكُومَةَ الْبَارُودِ/ أَلْغِ دُسْتُورَ
الْبَغَايَا فِي أَزِقَّةِ مُوسكُو / وَارْفَعِ الْقُرْآنَ دُسْتُورَاً/ وَعِظَامَكَ
رَايةً لأَعْشَابِ الصَّلِيلِ / أَعْمَلُ عِنْدَ مُخَيِّلَةِ الْمَوْجِ سَائِقَاً
/ وأنا الحارِسُ الشَّخْصِيُّ للأمواجِ / وَفِي لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ يَكْتُبُ
الْوَحْلُ اسْتِقَالَتَهُ مِن تاريخِ الرِّياحِ/ سَلَّمْتُ قَلْبِي لِلشَّمْسِ
الثائرةِ / وَابْتَعَدْتُ عَنْ ذِكْرَيَاتِ جَارَتِي / تَبَرَّعْتُ بِأَعْضَائِي
لِلشَّفَقِ الْهَادِرِ / لَكِنَّ الصَّنَوْبَرَ نَشَرَ أَسْرَارَ الأسمنتِ عَلَى
سَاعَةِ يَدِي /
كِلابٌ
بَشَرِيَّةٌ تُعْلِنُ الْحَرْبَ عَلَى اللهِ / يَحْكُمُونَ بِاسْمِ
الشَّيْطَانِ / وَيَظُنُّونَ أَنْفُسَهُمْ مَلائِكَةَ
/ مَنْ سَيَذْكُرُ الأَعْزَبَ الَّذِي يَرْثِي زَوْجَتَهُ الثَّائِرَةَ ؟ / وَفِي
مَعِدَةِ الزَّرْنِيخِ امْرَأَةٌ تَرْمِي أُنُوثَتَهَا /
عَلَى بَضَائِعِ الْبَاعَةِ الْمُتَجَوِّلِينَ
/ هُوَ الأَمْسُ مِينَاءُ انْفِجَارِ الْكَلِمَةِ / وَلِلرَّجْفَةِ عُيُونُ
ذِئْبَةِ الْخَرِيرِ خَلْفَ الزُّجَاجِ الأَسْوَدِ / كُلُّ هَذَا الْجَمَالِ يَا
لاعباتِ التِّنسِ ذَهَبَ إِلَى الشُّموعِ الْمُطْفأةِ /
أَكْتُبُ انْدِفَاعَ الْفُهُودِ
بِمُسَدَّسِي / أَكْتُبُ بِالسَّيْفِ الضَّوْئِيِّ / وَصَوْتِي جُرُوحٌ
مَنْقُوعَةٌ فِي زَوَاجِ الْمِلْحِ الشَّرِسِ / وَجِرْذَانُ حَيِّ سَان أنطوان
تَقْضِمُ ذِئَابَ مِكْيَاجِ مَارِي أنطوانيت / يَشْعُرُ الْقِرْمِيدُ بِسَرَيَانِ
السُّمِّ فِي جَسَدِهِ النَّارِيِّ /
أُمَرَاءُ الْحَرْبِ /
وَزَوْجَاتُ ضُبَّاطِ الْمُخَابَرَاتِ / وَلاعِبَاتُ التِّنِسِ الأَرْضِيِّ /
وَشَرِيعَةُ الدَّبَّابَةِ / وَالْهَزِيمةُ الْمَنْقُوعَةُ فِي الْفُودكا
الدَّمَوِيَّةِ / وَنِسَاءُ سَان بُطْرُسْبُرْغَ الْمُكْتَئِبَاتُ فِي سُوقِ
النِّخَاسَةِ / سَأَنْفُخُ فِي هَذَا الثَّلْجِ الأُفُقِيِّ / لأُصَفِّيَهُ مِنَ
الْغُزَاةِ / وَيَرْمِي الرَّمَادُ الأَبْيَضُ جُنُونَهُ عَلَى الْمِرْوَحِيَّاتِ
الْعَسْكَرِيَّةِ / فَيُصْبِحُ أَكْثَرَ عَقْلانِيَّةً أَكْثَرَ اشْتِعَالاً /
الأَمْوَاجُ
الْمَنْسِيَّةُ فِي جَوَازِ سَفَرِ الصَّنَوْبَرِ هِيَ اشْتعالاتي / وَسَوْسَنَةُ
رِئَتِي تَوَّاقَةٌ لِشَرَارَةِ الْمُسْتَحِيلِ / فَرَاشَاتِي الْمُسَلَّحَةُ
بِالْمَاءِ اسْتِحْوَاذُ الْعَنَاصِرِ عَلَى عُرُوقِي الْمُفَخَّخَةِ / أَنَا
الْعُنْصُرُ الضَّوْئِيُّ الْمُتَشَظِّي إِلَى سَنَابِلَ وَدِيناميت / اسْمِي
طَرِيقُ الرَّعْدِ وَصِدْقُ وُعُودِ الشَّمْسِ /
أَيُّها الْبُرْكَانُ /
أَحْضِرْ لِي كُوبَاً مِنَ الثَّوْرَةِ مَعَ مِلْعَقَةِ سُكَّرٍ / هُوَ جَسَدِي
صُوَرُ الأَمْوَاجِ الْفُسْفُورِيَّةِ / وَالأَكْوَانُ أَشْبَاحٌ مَقْهُورَةٌ
تَحْتَ مَجْدِ الإِلَهِ/ بَيْنِي وَبَيْنَ قَلْبِي خَنْدَقٌ لَوْزِيٌّ /
يَتَحَصَّنُ فِيهِ الثُّوَّارُ وَعَنَاصِرُ الْقَمَرِ / الْبَارُودُ أَخِي غَيْرُ
الشَّقِيقِ / لَكِنَّنَا فِي الْقِتَالِ شَقِيقَانِ.