الضفادع البشرية وفقهاء البلاط الإمبراطوري / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
.........
إِذَا سَمَّيْتَ الرَّمْلَ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ / سَأُسَمِّيهِ لِصَّ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ / إِذَا
سَمَّيْتَ الْمُتَاجِرَاتِ بِأَثْدَائِهِنَّ الْمُسْتَهْلَكَةِ مُثَقَّفَاتٍ /
سَأُسَمِّيهِنَّ جَوَارِبَ سَوْداءَ في سُوقِ الرَّقيقِ الأبيضِ / إِذَا سَمَّيْتَ
الأَعْرَابَ اللاهِثِينَ وَرَاءَ نُوبِلَ أُدَبَاءَ / سَأُسَمِّيهِمْ فِئْرَانَ
سُفُنٍ نَسِيَهَا الْقُرْصَانُ الشَّاذُّ جِنْسِيَّاً /
الثُّوَّارُ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ
سَاعَةِ الصِّفْرِ / جَسَدِي هُوَ الْعَدُّ التَّنَازُلِيُّ أَوِ التَّصَاعُدِيُّ
/ ودَمِي زَعْتَرُ التَّشَابُهِ / فَلا فَرْقَ بَيْنَ وَجْهَيْنِ كَسَرَا
الْقِنَاعَ / مَا الْفَرْقُ بَيْنَ السُّفنِ الغارقةِ وَرِمَالِ الطَّاعُونِ إِذَا
قَالَ النَّهْرُ الْحَقِيقَةَ ؟ /
فِي دُوَيْلاتِ
التَّطْهِيرِ الْعِرْقِيِّ/ يَضْرِبُونَ نِسَاءَهُمْ ثُمَّ يُضَاجِعُونَهُنَّ /
لأَنَّهُمْ كَلامُ مُومْيَاءٍ مَسْرُوقَةٍ / فَالزَّوْبَعَةُ لا تَعْرِفُ مَوْعِدَ
الْتِقَاءِ الرَّصَاصَةِ بِالنِّفْطِ فِي رَحِمِهَا / وَسَحَبَ صَوْتَ
الْمَوْقَدَةِ حَامِلاتُ طَائِرَاتٍ رَاسِيَةٌ / فِي مِيَاهِ الْمَعِدَةِ
الْخَاوِيَةِ / احْتِضَارُ مُدُنِ الْغُزَاةِ يَسِيلُ عَلَى قُبَّعَةٍ يَرْتديها
النَّخاسُ / لَسْتُ الزَّبَدَ وَلا قَوْسَ قُزَحَ / أَنَا صَوْتُ رُبَّانٍ مَرَّ
قَبْلَ أَلْفِ عَامٍ عَلَى حِبْرِ الطُّرُقَاتِ / مُغَامَراتُ زُعماءِ المافيا /
وَعَشيقاتُهم الدُّمَى الَّتِي يُحَرِّكُهَا الْوَحْلُ الْجِنْسِيُّ / فِي طَرِيقِ
كَنَائِسِ الْقُرُونِ الْوُسْطَى مَذْبَحَةِ الْفَلاسِفَةِ /
أَيُّهَا الضَّوْءُ / انْزِعْ قَلْبِي
وَاغْسِلْهُ / ثُمَّ أَعِدْهُ إِلَيَّ / لأَشْعُرَ بِحَرَكَةِ الْغَابَاتِ بَيْنَ
أَصَابِعِي / ضَريحي هُوَ الْمَعْنَى / وَمَا سِوَاهُ رَمَادُ أبراجِ الحِرَاسةِ /
أَنَا عَاشِقُ أَزْهَارِ الدِّينَامِيتِ / حَتَّى نُخَاعِ شَجَرَتِي الْجَالِسَةِ
فِي حَدِيقَةِ شَرَاييني/ أَنَا الْمَيِّتُ الْمُهَرْوِلُ فِي أَفْلاكِ ثَلْجٍ
أَسْوَدَ / وَالْفَاتِحَةُ أَحْيَتْنِي / أَنَا غُرْبَةُ السُّنُونُو/ وَعَاشِقُ
الْمَآذِنِ/ الْمُتَوَّجُ عَلَى عُرُوشِ التَّمَرُّدِ / لأَنَّنِي عَائِشٌ فِي
ظِلِّ مَجْدِ الرَّبِّ / إِنَّهَا شُجَيْرَاتُ يَاقُوتِ الْغُرُوبِ عَلَى رَصِيفِ
اللانِهَايَةِ / وأشلائي تُحاوِرُ ظِلالِي الْعَارِيَةَ مِنْ مَخْطُوطَاتِ
الْفُسْفُورِ /
لا تَفْتخري بِأُنوثتِكِ أيتها التِّلالُ
القُرْمزيةُ / سَتَذُوبُ الرَّقصةُ الأخيرةُ في مَناديلِ الوَدَاع / سَلامٌ
للمرأةِ التي تتعطَّرُ قبل أن يَغْتَصِبَها زَوْجُها / القِطَطُ تأكلُ جُثثَ
القَتْلى في الشَّوارعِ الزُّمرديةِ / أيُّها البَحرُ الأعْورُ في حَفَلاتِ
الإِعْدامِ / لَن تُمَيِّزَ بَيْنَ النبيذِ الأبيضِ والنبيذِ الأحمرِ / وأنا
المهاجِرُ في أزقةِ شَراييني / لا أُمَيِّزُ بَيْنَ كُرياتِ دَمِي البَيْضاءِ
وَكُرياتِ دَمي الحمراءِ / وَالبُحيرةُ تَخيطُ الأكفانَ لِلبَحرِ القَتيلِ .