القِرميد والإعصار / قصيدة
( إلى الذين إذا غابوا لم يُفْتَقَدُوا ، وإذا
حَضَروا لم يُعْرَفُوا )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
............
نَرْفَعُ الأَذَانَ فَوْقَ بُرْجِ بِيزَا /
وَتُعَدِّلُ انْحِنَاءَهُ دِمَاؤُنا / كَلَّفْتُ بُنْدُقِيَّتي أَنْ تَكْتُبَ
وَصِيَّتي / قَرَأْتُ الفاتحةَ عَلى رُوحي/ اغْتِيلَ الصَّنَمُ/ نَخَرَتْهُ
رَصَاصَاتُ الطُّوفانِ / لا تُحْضِرُوا النَّهْرَ كَيْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ /
وَفَتَياتُ غُروزني يَرْتَدِينَ الْحِجَابَ في الطريقِ إِلى المجزرةِ / مَحْكَمَةُ
الجِرْذَانِ تَحْكُمُ عَلَى النَّهْرِ بِالإِعْدَامِ رَمْيَاً بِالذُّبَابِ / لا
تَبْكُوا عَلَى الفَيَضَانِ الأَحْمَرِ حَتَّى تَأْخُذُوا بِثَأْرِهِ / يَا
زَوْجَتِي الرَّصاصة !/ عِنْدَمَا يُلْقُونَ رَأْسِي فِي حِجْرِكِ / قَبِّلِيهِ
وَادْفِنِيهِ فِي وِسَادةِ قَلْبِكِ الْمَثْقُوبِ / كُلُّنَا شُهداءُ / قُرْآنُنَا
دُسْتُورُنَا/ وَدِمَاؤُنا أَلْغَامٌ / رُمُوشُنَا سَيَّارَاتٌ مُفَخَّخَةٌ /
تَبْلَعُ التَّتَارَ الْمُعَلَّبِينَ فِي مَطَاعِمِ الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ /
الْقَادِمِينَ مِنْ خُيُوطِ قُمْصَانِ النَّوْمِ للزَّوْجاتِ الخائناتِ /
وَفَتَحَت الأَدْغَالُ فِي بَنْكِ الْجَمَاجِمِ حِسَاباً سِرِّياً / ضَفَادِعُ
وَطَنِيَّةٌ تُنَظِّمُ مَوْسِمَ الْحَجِّ إِلى البيتِ الأَبيضِ / أَيُّها الموتى
الرَّاكضون في مَداراتِ طِينٍ مَحْرُوقٍ بِالْوَهْمِ / تَبَرَّكُوا بِبَوْلِ
مُمَثِّلاتِ هُوليود / وَنَحْنُ سَنَتَبَرَّكُ بِمَاءِ زَمْزَمَ / ثَوْرَةُ
اللصوصِ عَلى اللصوص / أَيُّها الجِدَارُ افْهَمْنِي قَبْلَ أَنْ يُصَابَ
الكَاردِينالُ بِالاكتئابِ الْهَوَسِيِّ/ نَمْلَةٌ عَلِقَ فِي بُلْعُومِها
بِرْمِيلُ نِفْطٍ / وَغَابَةٌ مِنَ الْجُثَثِ الْمُحْتَرِقَةِ تَتَنَاوَلُ
الْغَدَاءَ مَعَ مُغْتَصِبِهَا/ أَبْرَاجُ الكَسْتَنَاءِ العَمْياءُ قَاتِلٌ
مَأْجُورٌ / بَعُوضٌ نُحَاسِيٌّ يَنْزِفُ زُجَاجَاً لِنَاطِحَاتِ السَّحابِ /
جُثْمَاني مَحْجُوزٌ فِي مَرْكَزٍ حُدُودِيٍّ / يُقَدِّسُ
المهرِّبينَ / وَيَقْتُلُ الثُّوارَ / يَنَامُ الصَّقِيعُ فِي السُّجونِ عَلى
حَصِيرِ دَمِي / وَالْقِطَطُ السِّيَامِيَّةُ تَنَامُ عَلى قُمْصَانِ النَّوْمِ
لِلأَرُسْتُقْرَاطِيَّاتِ / عِدْنِي أَيُّها الرَّعْدُ أَنْ تَمْشِيَ فِي
جِنَازَتِي / لأَنَّ النُّمورَ تَجْلِسُ عَلى عِظَامِ الشَّفَقِ / تَنْتَظِرُ
قِطَارَ الْجَمَاجِمِ / وأنا المقتولُ الهادِئُ / لِي دَهْشَةُ الدِّببةِ
القُطْبِيَّةِ الخارجةِ مِنَ البَياتِ الشَّتويِّ / وَفِي زَحْمَةِ بَرَاوِيزِ
الآلهةِ الْكَاذِبِين / نَسِيتُ تَوَارِيخَ مَقْتَلِي / وَتَذَكَّرْتُ صِيَاحَ
القَشِّ فِي جَبينِ الإِعْصَارِ / رَقْصةُ العَقْربِ تَحْتَ أطلالِ القَلْبِ
المهجورِ / أَرْضَعَتْني المرافِئُ المصَابةُ بِسَرَطانِ الثَّدْي / مَاتَ
العِشْقُ / وَسَقَطَتْ جَماجِمُ العُشَّاقِ في عَصيرِ الليمونِ/ وأنا الحدُّ
الفاصِلُ بَيْنَ الشَّرْكسياتِ والبَدوياتِ/ وَطَنٌ مَاتَ / بُحَيْرَةٌ عَذْرَاءُ
تَجْلِسُ عَلى مَقْعَدٍ في حَافِلَةٍ لا تَصِلُ أَبَدَاً / إِنَّما وَجْهي
فَيَضَانٌ / يَا وَطَنَ الْمَلامِحِ الْمَحْرُوقَةِ بِالأَحْكَامِ العُرْفِيَّةِ/
وَالْمُرَاهِقَاتِ الْعَارِيَاتِ إلا مِنَ الرَّغبةِ المسمومةِ/ اصْلُبْني عَلى
النِّسْيانِ الْمُسْتَوْرَدِ/ وَخُذْ جِلْدي مَلابِسَ دَاخِلِيَّةً للسَّائِحَاتِ
عَلَى شُطْآنِنا / أنا قَتيلٌ / فَلا تَقُولي لماذا لَم تُدَافِعْ عَن مِلْحِ
دُموعِنا / عِندما تَحَرَّشَ الكَرادِلةُ بالرَّاهباتِ ؟ /
في رِئَةِ كُلِّ زَهْرَةٍ قَتيلةٍ كَلْبٌ
بُولِيسِيٌّ / لَكِنَّ الطُّوفانَ يُغَيِّرُ طَقْمَ أَسْنانِه / عَسَاكِرُ
وَأَسْمَاكُ قِرْشٍ يَنْبُشُونَ قَبْرِي/فأرٌ شَارِدٌ يَلْبَسُ فِي رِجْلَيْهِ
الطغاةَ كَالْجَواربِ الْمُقَطَّعةِ/ والشَّاطِئُ يُعَبِّئُ مَوْتَهُ الأَشْقَرَ
فِي زُجَاجَاتٍ مُهَشَّمَةٍ / وَيَبِيعُها لِلْعُمَّالِ
بِأَسْعَارٍ رَمْزِيَّةٍ / امْتَزَجْتُ بِصَلَواتِ النَّهْرِ /
أَنَا الْمُؤَذِّنُ الَّذِي صَلَبَنِي الْمَغُولُ على
المِئْذنةِ / مَوْتي سَيَقْضِي على أَعْدَائِي / لَنْ يَقْضِيَ عَلَيَّ / تَسِيرُ
الأَشْجَارُ إِلى مِقْصَلَةِ المعنى بِسُرعةِ الضَّوْءِ / والتاريخُ أَجْمَلُ
ذِئْبٍ جِنْسِيٍّ مُزَرْكَشٍ شَاهَدَهُ الطُّوفانُ / وَحَيْثُ يُحَوِّلونَ المرأةَ
إلى حِذَاءٍ على مَقَاسِ قَدَمِ الْحَطَبِ / يُسَمُّونَ ذَلِكَ حُقُوقَ
الْمَرْأَةِ / وَمَحَاكِمُ التَّفْتيشِ سِيناريو رَكِيكٌ لفيلمٍ بُوليسيٍّ /
يُشَاهِدُهُ أُمَرَاءُ الْحَرْبِ قَبْلَ الاسْتِحْمَامِ بالسِّيانيدِ / وأنا لا
أَزالُ أَحْفِرُ لَفْظَ الْجَلالَةِ / عَلَى عِظَامِ قَفَصِي الصَّدْرِيِّ /
إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَغْتَالُوني
فَأَعْطُوني فُرْصَةً / كَيْ أَقْرَأَ سُورةَ الكَهْفِ/ وَأُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ
فِي المجرَّاتِ/
وَإِذَا قَتَلْتُمُوني
فَلا تَسْرِقُوا بَيْتِي كَمَا سَرَقْتُمْ بَيْتَ عُثْمَانَ
/ أَلُمُّ خَوَاطِرَ الْخَرِيفِ على الْحَبْلِ السُّرِّي
للفراشاتِ الْمُقاتِلةِ / وَبَنَاتُ أَعْمَامِي
يَزُرْنَ قَبْرِيَ الْمُتَجَوِّلَ في الصَّحَاري / إِسْبَانِيَّةٌ تَنْشُرُ
الأُكْسِجين على حَبْلِ الغَسِيلِ / وَهِيَ في قَمِيصِ النَّوْمِ / تَعَكَّرَ
مِزَاجُها عِنْدَما رَأَتْ خُيُولَنا في مَلامِحِ شَمْسِ قُرْطُبَةَ / أَطْلُعُ
مِنْ أَجْنِحَةِ الْفَرَاشَاتِ قَمْحَاً لِلْفُقَرَاءِ / وَأَعَاصِيرَ تَلْتَهِمُ
أَهْرَامَاتِ الرُّؤوسِ القَذِرةِ / تُهَرْوِلُ أعمدةُ الكَهْرباءِ في جَسَدِ
القَصيدةِ / وَالأغْرابُ زَرَعُوا إِشاراتِ المرورِ في أجسادِ الفَتَياتِ/ لَن
نتخلَّى عَنْكَ أيُّها النَّهْرُ/سَنُعَالِجُ اكْتِئابَكَ بالصَّدَماتِ
الكَهْربائيةِ/ وَسَوْفَ نَخْرُجُ مِنَ السِّجْنِ الصَّغيرِ إلى السِّجْنِ
الكَبيرِ /
وَاثِقاً مِنْ بِدَاياتِ اللهيبِ/ ذَاهِباً
إِلى نِهَاياتِ الْخَوْخِ / تَخْتَبِئُ الزَّلازِلُ في لِحْيَتي/ لا تُتَاجِرْ
أَيُّها الْبُرْكَانُ بِأَشْلاءِ أَدْغَالِ الرَّحيلِ / مِثْلَمَا يَفْعَلُ
الْمُهَرِّجُونَ الْمُتَقَاعِدُونَ في أَوْرِدَةِ الدِّيناميت / وَبَيْنَمَا
كُنْتُ عَلى مِنَصَّةِ الإِعْدَامِ / كَانَتْ أُمِّي تَبْحَثُ لِي عَنْ عَرُوسٍ /
وَتُصْلِحُ النِّساءُ مِكْيَاجَهُنَّ في الْجِنَازاتِ / ولا تَزالُ الْحَرْبُ
الصَّليبيةُ المقدَّسةُ ضِدَّ أَغْشِيَةِ البَكارةِ / تَسْتَعِرُ صَخْرَاً زَيْتِيَّاً
/ لَكِنَّ الضَّائِعَاتِ مُعَلَّقَاتٌ عَلى حَبْلِ الْغَسِيلِ الْخَشِنِ /
وَالسَّفيرُ الأمريكيُّ خَليفةُ المسلمينَ وَأميرُ المؤمنين / وَيُعَرِّجُ
الْمُرَاهِقُونَ عَلى جُثَّتي في الْمَسَاءِ/ قَبْلَ الذَّهَابِ إِلَى الدِّيسكو/
الأَسْلاكُ الشَّائِكَةُ في زَفيري / مُظَاهَرَاتُ احْتِجَاجٍ بِزَعَامَةِ
فِئْرَانِ التَّجَارِبِ / فَابْنِ أقواسَ النَّصْرِ في طَريقِ النِّساءِ
الْمُغْتَصَبَاتِ / لا تَبْكِي عَلَيَّ يا ابْنةَ حَفَّارِ القُبورِ / حِينَ
يُقِيمُ الْفِطْرُ السَّامُّ في أشلائي الْمُتَحَلِّلةِ مَمْلَكَتَهُ
الْمُتَجَمِّدةَ / دُمُوعُكِ الْبَرْمَائِيَّةُ أَشَدُّ لَمَعَانَاً مِنْ
مِقْصَلَتِي / لَوْ أَنِّي سَدٌّ في جَسَدِكِ يَمْنَعُ سَرَيَانَ السُّم / ولا
تَزالُ الدِّيدانُ تَهْتِفُ للقَيْصَرِ الأبْلَهِ / يَحْمِلُ السُّعَالُ نَعْشَ
أُمِّهِ فِي حَقِيبته المدرسيةِ / عِنْدَما يَنْتَشِرُ الْمُخْبِرُونَ فِي
سَرَاوِيلِ الشُّطْآنِ/ وَحَنَاجِرِ النُّحاسِ المغشوشِ/وَالْعَسْكَرُ
الْبِلاستيكيُّ في جُلُودِ الرَّمْلِ الأَحْمَرِ/ يُحَدِّدُونَ أَلْوَانَ
مَلابِسِنا الدَّاخليةِ / وَمَوَاعِيدَ مُعَاشَرَةِ الرَّجُلِ لِزَوْجَتِهِ / وَأنواعَ
مُضَادَّاتِ الاكتئابِ / وَأَوْقَاتَ بَيْعِ الْوَطَنِ فِي أَنْهَارِ السِّياطِ
الْحَجَرِيَّةِ / أُحِبُّكِ يَا صَعْقَتِي قَبْلَ اعْتِقَالِي وَبَعْدَهُ / فَلا
تَمْضُغِي بُكاءَ السُّنْبلةِ / لا تَقْتُلِي مَجْدَهُ / أُحِبُّكِ أَكْثَرَ مِنْ
حُبِّ السَّجانِ لِبِنْطالِ الذُّبابةِ / هِجْرَةُ الْحَضَارَاتِ مِنَ النَّبِيذِ
إِلى الْوِيسكِي / اسْتِهْلاكُ ظِلِّ السُّنُونُو فِي جَبِينِ الشَّعِيرِ /
لَكِنَّ وَأْدَ الْعُشْبِ يَمْحُو قُطْعَانَ الإِفْرَنْجِ الْمُعَدَّلِينَ
وِرَاثِيَّاً/ مِثْلَمَا يَمْحُو الكَاردينالُ خُطُوَاتِ مِرْآتِهِ عَلَى جِسْمِ
الصَّليلِ /
لأَوَّلِ مَرَّةٍ
تَمْشِي الْبُحَيْرَةُ بِدُونِ وَاقي رَصَاصٍ / احْتِفَالٌ بَسِيطٌ فِي شُرْفَةِ
الأَلَمِ القِرْمِيدِيِّ / لأَنَّ شَجَرَ المقابرِ نَالَ شَهَادَةَ الماجستير /
يَمْشِي الْعُشْبُ وَفَوْقَهُ الطَّعَنَاتُ وَتَحْتَهُ الطَّعَنَاتُ / وَحَبَّاتُ
الْعَرَقِ تُحَاصِرُهَا سِيَاطُ الرَّغْبَةِ / وَالْخِنْزِيرُ الْبَرِّيُّ
يَحْتَفِظُ فِي دَفْتَرِ مُلاحَظَاتِه بِالاسْمِ السِّريِّ لِلْجُنونِ
الإِسْتراتيجي / لُغَتِي تَلِدُنِي وَتَئِدُنِي / لَكِنِّي لُغَتِي الْحَارِقَةُ /
تَفْجِيرُ مَوْكِبِ دُودَةِ القَزِّ أَثْنَاءَ خُرُوجِهِ مِنَ البَارِ /
قَرَاصِنَةُ الْبِحَارِ / وَوُجُوهُ الموتى تَنْبُتُ في سُقُوفِ الْكُهُوفِ /
عِنْدَمَا كَانَ
الثَّلْجُ جَنِيناً فِي بَطْنِ أُمِّهِ/ فَكَّرَ أَنْ يَتَّكِئَ عَلَى
بُنْدُقِيَّةِ الْجَرَادِ الْوَرَقِيَّةِ/ أَنَا البَريقُ المنبوذُ في وَجَعِ
الغاباتِ / وَالرَّصَاصُ يُسْنِدُ رَأْسَهُ إِلَى كَتِفِي الْمَخْلُوعَةِ / رَمَى
الجرادُ لُغَتَهُ عَلى أجسادِ النِّساءِ / وَجُنودُ الخليفةِ نَسُوا أبجديةَ
الشُّطْآنِ عَلى شَفَراتِ السُّيوفِ / كَلماتُ البَحْرِ تَوابيتُ في المقبرةِ
الخطأ / سَيَدْفِنُ الْكَرَزُ الْمُقَاتِلُ قَارَّاتِ الإِبَادَةِ فِي جَوْرَبِ
الْهَوَسِ/ ثُوَّارٌ يُشْعِلُونَ ظِلالَهُمْ بِطُوفَانِ الْمَسَاءِ / لا تُوقِفْ
لَمَعَانَ الْبَارُودِ فِي سُفُنِ الرَّمَدِ / دَخَلَ جُلُودَ الفَراشاتِ صَلِيلُ
جُلُودِنا فَاتِحَاً / الرِّيحُ تَصْقُلُ عَرَقَ خُيُولِنا / وَالسُّيُوفُ فَرَاشٌ
/ مَزَّقْنَا هُبَلَ فِي أَجِنْدَةِ الْعِجْلِ الْمُقَدَّسِ / نَسْكُبُ اليَانسونَ
في بُلْعومِ المِشْنقةِ / عُيُونُنَا رُؤُوسُ الرِّمَاحِ / اقْذِفْنِي عَلَى
أَسْوَارِ الرَّعْدِ / سَنَخْرُجُ مِنْ أَحْزَانِنا / مِنْ قَنَادِيلِ الأَرَامِلِ
الْمُطْفَأَةِ / مِنْ دُرُوعِنا الَّتِي تَنْسِجُها الْمَجَرَّاتُ / مِنِ
انْكِسَارَاتِ الرَّاهِبَاتِ الْمَسْحُوقَاتِ فِي التَّرَاتِيلِ / مِنْ دُعَاءِ
الأشجارِ فِي السَّحَرِ / إِعْصَارَاً يَجْتَاحُ الظِّلَّ / نَوْرَسَاً عَاصِفَاً
يَلْبَسُ الطَّعَنَاتِ / وَيَقْتُلُ قَاتِلَهُ / لا طَائِرَاتُكم البلاستيكيةُ
سَتُوقِفُ وُجُوهَنا الرَّاكِضَةَ فِي صَنَوْبَرِ الضَّوْءِ / وَلا قَتْلاكُمْ
عَلَى أَرْصِفَةِ حِبَالِ الْغَسِيلِ / سَيَحْمُونَ قِرْمِيدَ وُجُوهِكُمْ مِنْ
أَسْنَانِنَا /
الياسمينُ مِينَاءُ
الصَّوَاعِقِ وَحَقَائِبُ النُّسُورِ / كُلُّ حُقُولِ الأَلْغَامِ فِي حَنْجرتي تَشْطُبُ
حَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ/ لَنْ تَجِدُوا جُحْرَاً سِوَى قُمْصَانِ النَّوْمِ
لِنِسَائِكُم / اللواتي لا يَشْبَعْنَ مِنْ مُمَارَسَةِ الْجِنْسِ / وَلَنْ
يُنْقِذَكُمْ مِن اجْتِيَاحِنَا غَيْرُ قُبُورِكُمْ / صَلَبْتُ صَلِيبَ ابْنِ
الزُّبَيْرِ / فَكَيْفَ تَصْلُبُونَنِي ؟ / هَذَا النَّزِيفُ مُتَعَدِّدُ
الْجِنْسِيَّاتِ / وَمِنْ ثُقُوبِ قَاعِ هَزِيمتي الْفُسْفُوريِّ / يَتَدَفَّقُ بُرْكَانُ
انْتِصَارِي / وَاشْتِعَالُ فُتُوحَاتِي / البَرْقُ يَنْتِفُ رِيشَ الدُّموعِ /
وَعِنْدَمَا يَدُسُّ لِيَ الضَّبَابُ السُّمَّ / سَتَجِدُ النِّسَاءُ
التَّافِهَاتُ حِكَايَةً مُثِيرَةً لِمَلْءِ أَوْقَاتِ فَرَاغِهِنَّ أَو
انْتِحَارِهِنَّ / والرُّعودُ تَمْحو مِن سُعالي أَشْكَالَ الكِلابِ البُوليسيةِ /
وأنا المقتولُ / عِشْتُ كَي أُؤرِّخَ للدُّوَلِ التي تتساقطُ كَحِجَارةِ
الدُّومينو /
لا دَاعِي يَا جَارَتِي
أَنْ تُحْضِرِي لِي طَعَامَاً فِي السِّجْنِ / مَحْكَمَةُ الْغُرُوبِ التي
أَقَامَها العَاجُ السِّرِّيُّ / نَقَضَتْ قَرَارَ إِعْدَامِ الصَّفِيحِ /
وَعِنْدَمَا تَنْهَمِرُ فِي فُصُولِ تَمَرُّدِي أَشْجَارُ الدِّيناميت / يَسِيلُ
الْمِكْيَاجُ عَلَى وُجُوهِ القَتِيلاتِ / كُلَّمَا حَاصَرَتْنِي الأُنُوثَةُ
الْمُشْتَعِلَةُ فِي مَسَاءَاتِ القَرَنْفُلِ / مَزَّقْتُ حِصَارِي بِصَلاةِ
الْفَجْرِ / سَأَسْتُرُ البُحَيْرةَ العَارِيَةَ بِأَكْفَاني الشَّمْسيةِ /
وَأَمُوتُ عَارِيَاً كَالْعُنْفِ فِي جَدَائِلِ الصَّاعِقة / يَا خِزَانةَ
مَلابِسي الْمُرَاقَبةَ / اعْتَنِي بِعَوَاطِفِ النَّافِذَةِ أَثْنَاءَ
اعْتِقَالِي / هَنَّأْتُ مُدِيرةَ المخابَراتِ في دَوْلَةِ الْهَلْوَسَةِ
بِمُنَاسَبة تَعْيينها/ رُؤُوسٌ مُتَدَحْرِجَةٌ تَحْتَ عَمُودِ كَهْرَباءَ فِي
أَنْفِ جَمَلٍ/ هَذَيَانُ الْغُبَارِ الْحُكُومِيِّ دَيْنَاصُورٌ لَمْ يَنْقَرِضْ
/ وقَدْ يُقِيمُ الوَحْلُ فِي إِبْطِهِ الأَيْمَنِ مُفَاعِلاً نَوَوِيَّاً / كَيْ
تَصِيرَ مَعِدَتُهُ قُنْبُلَةً تُرَابِيَّةً / يُهْدِيها إِلَى سَرْوَةِ الوَهْمِ
فِي ذِكْرَى زَوَاجِهِما / عَلَى أَزْرَارِ قَمِيصِ النَّارِ الْخَضْرَاءِ /
لُصُوصٌ يُقِيمُونَ حَدَّ السَّرِقَةِ عَلَى اللصوص / وَمُومِسٌ تُلْقِي تَعَالِيمَ
الشَّرَفِ عَلى الْمُومِسَاتِ / وَالْمَجَرَّةُ تَنْشُرُ الغَسِيلَ عَلى حِبَالِ
دُمُوعِي / نَعِيشُ كَالْبَاعَةِ الْمُتَجَوِّلِينَ فِي أَوْرِدَةِ قَوْسِ قُزَحَ
/ نَبِيعُ جَمَاجِمَنا الضَّوْئِيَّةَ لِلثُّوَّارِ فِي أَدْغَالِ الرَّعد /
وَنُغَيِّرُ جِلْدَ هَذِهِ الأَرْضِ التي تَنْسِفُنَا / لَكِنَّ رَايَاتِي لا
تَسْقُطُ / وَسَيْفِي طَلَّقَ غِمْدَهُ / أَمْنَحُ لِلصَّاعِقَةِ أَمْعَائِي
وَتَوَهُّجَاتِ التُّرَابِ / وَبَيْنَمَا كَانَ القَرَاصِنَةُ يَتَزَوَّجُونَ
الصَّخَبَ الْمَرْجَانِيَّ / كَانَت الْمُرَاهِقَاتُ يَتَنَاوَلْنَ البُوظَةَ
أَثْنَاءَ تَشْييعي / وَالرُّعُودُ تُصْدِرُ مَرْسُوماً ثَوْرِيَّاً / لِكَيْ
تَدْخُلَ غَابَاتُ قَلْبِي إِلَى قَصِيدتي / والزَّلازِلُ تَبِيعُ القَنَابِلَ
النَّوويةَ عَلَى الأَرْصِفَةِ /
يَا أَدْغَالَ الشَّمْسِ
/ يَا زَمِيلَتِي فِي الْكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ / زُورِيني فِي وَقْتٍ آخَرَ /
فَجُثَّتي مَلِيئةٌ بِالضُّيوفِ/ لَكِنَّني الْمُنْتَصِرُ/ ادْفَع الْجِزْيَةَ
وَأَنْتَ صَاغِرٌ / هِيَ أَمْعَائِي طَرِيقُ الآبَارِ نَحْوَ أَقْمَارِ الدِّمَاءِ
/ صَارَ هَوَسُ الرَّمْلِ طَبِيعِيَّاً / لأَنَّهُ يَشْرَبُ دَمَاً طَبِيعِيَّاً
كَامِلَ الدَّسَمِ / بِعْتُ كُلَّ شَرَايِيني الْجَدِيدَةِ وَالْمُسْتَعْمَلَةِ /
خَجَلُ تِلْمِيذَاتِي الْكَاثُولِيكِيَّاتِ حِينَ يَقْرَأْنَ سِفْرَ حِزْقِيَالَ /
فِي ضَبَابِ أَعْمِدَةِ الرَّصَاصِ / زَيْتُونَةُ الأُرْجُوَانِ هِيَ تُرْكِيَّةٌ
مُحَجَّبَةٌ فِي فرانكفورت / وَفِي الْمَاءِ الأَحْمَرِ اشْتِعَالِي الأَبْيَضُ/
أَرْسُمُ عَلَى وَجْهِ العاصفةِ خُطُوَاتِ الصَّدَى / آثَارُ مَشْيِ الْيَمَامِ
عَلَى سَرَطَانِ الْجِلْدِ / أَنَا الْجَسَدُ الصَّاعِقُ في رِعشةِ الخناجرِ/
الصَّاعِدةِ مِنَ الحناجِرِ / وُجُوهُنَا تُرَفْرِفُ عَلَى أَبْرَاجِ الْفَاتِيكان
/ وَصَوْتُ قَارِئِ الْقُرْآنِ فِي حِيطَانِ جَامِعَةِ أُكسفورد / وَأَمِيرَاتُ
أُوروبا يَرْتَدِينَ الْحِجَابَ / وَيَتَدَارَسْنَ الْفِقْهَ الشَّافِعِيَّ /
سَيِّدِي مَلَكَ الْمَوْتِ/ انْزِعْ رُوحِي
بِرِفْقٍ/ لأَنَّني مَلِكُ الْغُرْبَةِ / وَغُرْبَةُ الْمُلُوكِ الرَّاكِعِينَ
لِلْمَلِكِ / قَدْ أَتَزَوَّجُ أَرْمَلَةَ النَّهْرِ لأُرَبِّيَ بَنَاتِهِ
الصَّغِيرَاتِ / أَسْحَبُ طُحَالِي بِبِطَاقَةِ الصَّرَّافِ الآلِيِّ /
وَأَرْمِيهِ قَذِيفَةً عَلَى وِزَارَةِ الْحَرْبِ/ وَجُمْهُورِيَّةِ الرَّقِيقِ
الأَبْيَضِ / سَلامٌ لِلْيَاسَمِين الْمَنْفِيِّ فِي حُفَرِ الْمَجَارِي / مِيلادُ
الزَّوابعِ لُغْزُ السَّوْسَنِ قُرْبَ أَنَاشِيدِ الْمَاءِ / وَمَوْتي لُغْزُ
اليَمامِ عِنْدَ عَوْدَةِ الشَّاعراتِ إِلَى دَفَاتِرِ الانْتِحَارِ الطَّازَجِ /
يُطْفِئُونَ سَجَائِرَهُمْ فِي ثُقُوبِ
سُعَالِ نِسَائِهِمُ الْمُغْتَصَبَاتِ / إِنَّنِي أُجْرِي لِحِجَارَةِ
النَّيَازِكِ تَنَفُّسَاً اصْطِنَاعِيَّاً / وكُلُّ الشُّمُوسِ الْمُحَجَّبَاتِ
يُنَقِّينَ كُرَيَاتِ دَمِي / مِنْ أَقْنِعَةِ الأَنْظِمَةِ الْبُولِيسِيَّةِ /
ألتهمُ المسدَّساتِ في السَّحَرِ / وَلَمْ أَتَنَاوَل الْكَافيَارَ مَعَ
أَمِيرَاتِ مُونَاكُو /
كُلما مِتُّ انبعثتُ في
مَناديلِ الوَداعِ / لَمْ يَسْمَحْ لِيَ البَحْرُ أن أُوَدِّعَ فِئرانَ
السَّفينةِ/ لَكِنِّي وَدَّعْتُ قَلْبي في مُسْتَوْدَعَاتِ المِيناءِ / حَانَ
الوَقْتُ كَي يَنتقِمَ جِسْمي مِنِّي / الصَّدى الأسمرُ على الرَّايةِ البَيْضاءِ
/ وَالفُقراءُ يَبِيعُونَ اليُورانيومَ الْمُخَصَّبَ على إِشَاراتِ المرورِ/
وَرُموشُ الصَّبايا المكْسُورةُ / وَرَائحةُ الكلورِ في مَسْبَحِ الدِّماءِ /
وَجُثمانُ الرِّياحِ / أنا الْهُدْنَةُ الهشَّةُ بَيْنَ الأمويين والعباسيين /
سَأَذْبَحُ اكْتِئَابِي بِسَكَاكِينِ مَطْبَخِ بَيْتِنَا فِي سَرَايِيفو /
أُغْنِيَةُ الضَّبَابِ تَجْلِسُ عَلَى أُرْجُوحَةِ الذَّاكِرَةِ / خُرُوجُ النِّسَاءِ
التَّافِهَاتِ مِنَ الْمَسَابِحِ الْمُخْتَلَطَةِ / إِلَى مُظَاهَرَاتِ تَحْرِيرِ
الْمَرْأَةِ مِنْ أُنُوثَتِهَا / دَمِّرِي حَيَاتِي / ثُمَّ عِيشِي حَيَاتَكِ مَعَ
زَوْجِكِ / اقْتُلُونِي ثُمَّ اقْرَؤُوا الْفَاتِحَةَ عَلَى رُوحِ ضَابِطِ
الْمُخَابَرَاتِ / سَيِّدِي مَلَكَ الْمَوْتِ / شَرَفٌ كَبِيرٌ لِي أَنْ تَزُورَ
شَخْصَاً تَافِهَاً مِثْلِي /
نَسِيَ الرعدُ حبَّاتِ
الكَرَزِ على نَصْلِ مِقْصلتي / وَجُمجمةُ الحضارةِ تفاحةٌ على رَأسِ وَثَنٍ /
وانبعاثي مِن أنقاضي الأُرجوانيةِ هُوَ كُنْيَتي / فانتظريني في زَيْتِ الزَّيتونِ
/ وَصُبِّي دَمي في قَهوةِ المساءِ / الذي يَرْمي قَميصَهُ على جَسَدِ المجزرةِ /
كَيْفَ يَرْضَعُ الطِّفلُ الأعمى والثديُ غارقٌ في الدِّماءِ ؟ / الصَّبايا
جَالساتٌ على المقاعدِ / يَنتظِرْنَ القِطاراتِ الْمُحَمَّلَةَ بِنُعوشِ الجنود /
يا طُيورَ النَّزيفِ / ادْفِني الْحُبَّ في قلبي / لم يَعُدْ لَدَيَّ قلبٌ / كُنتُ
طَيْفاً / وَصِرْتُ شَبَحاً .