يوميات أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
............
انْقَلَبُوا عَلَيَّ / لَكِنَّ أَصَابِعِي
انْقِلابَاتٌ عَسْكَرِيَّةٌ / وَأَظَافِرِي نُسُورٌ / فَلْيَأْتِ الْمَوْتَى إِلَى
رَأْسِي الْمَقْطُوعِ / لِيَحْتَرِقُوا بِالْحَيَاةِ / لَسْتُ أَنَا عِمَادَ
الْفَايد / لِيَتَفَرَّقَ دَمِي بَيْنَ قَبَائِلِ الْفِرِنْجَةِ وَتُجَّارِ
الأَسْلِحَةِ / الْمَوْتُ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ جِلْدِي / وَأَنَا بَعيدٌ عَن
جِلْدِي / مَطَرٌ يَحْفِرُ أَشْكَالَ الْغِيَابِ / عَلَى ظُهُورِ الْكِلابِ
الْبُولِيسِيَّةِ /
أَسْيَادِي أَنبِيَاءَ
اللهِ / مِتُّ بَعْدَكُمْ / أَسْيَادِي مَلائِكَةَ الرَّحْمَنِ مِتُّ قَبْلَكُمْ /
غُرْبَةُ الدَّمِ فِي شَرَايِينِ النَّيَازِكِ / لَسْتُ أَنَا يُوسُفَ لِتَعْشَقَنِي
امْرَأَةُ الْعَزِيزِ/ يَا أَيُّهَا الإِعْصَارُ الْخَارِجُ مِنْ سُطُورِ كُتُبِ
الرِّيحِ / خُذْنِي إِعْصَارَاً لِيَتَذَكَّرَ الثُّوارُ وُجُوهَ نِسَائِهِمُ
الْمُتَدَثِّرَاتِ بِالسُّيُوفِ / لا شَعْرِي بَرْقِيَّةُ وَلاءٍ لِلنَّارِ / وَلا
دُرُوبِي شُعْلَةُ الزَّوْبَعَةِ الْمَعْدَنِيَّةِ / أَدْرَكْتُ اسْمِي صَارِخَاً
فِي وَجْهِ الْمُذَنَّبَاتِ / فَارْتَدَيْتُ غَضَبَ الرِّمَالِ/ كُلُّ شِرْيَانٍ
فِي شَفَتِي قُبْلَةٌ عَلَى خَدِّ الطُّوفَانِ / اخْلَعْ جِلْدَكَ بِرْمِيلَ
بَارُودٍ / وَلْتَنَمْ خُدُودُكَ عَلَى سُطُوحِ الْقِطَارَاتِ/ انطَلِقْ أَيُّهَا
اللهَبُ الْعَنِيفُ الْمُغَطَّى بِأَصَابِعِ الْمَطَرِ /
طَائِفَاً حَوْلَ
كَعْبَةِ اللهِ / وَكُلُّ أَجْزَاءِ الصَّهِيلِ تَطُوفُ حَوْلَ جُمْجُمَتِي /
دَمْعُ الْبَارُودِ رِمَالٌ تَحْتَ إِبْطِ خَنْجَرِي / حَاصَرَتْنِي الصَّحَارِي /
فَمَزَّقْتُ ظِلِّي نَشِيدَاً لِشِعَابِ مَكَّةَ / اشْرَبْني تَجِدْ صَلِيلَ
الْكَوَاكِبِ يَنْهَمِرُ مِنْ جِلْدِي كَابْتِسَامَةِ الصَّاعِقَةِ/ مَا هُوَ
اسْمُكِ الْغَامِضُ يَا نَارَ الْوَادِي ؟ / سَأَفُكُّ شِيفرَةَ غُمُوضِ
الْخَنَاجِرِ / لأَتَّحِدَ بِحِجَارَةِ مَآذِنِ قُرْطُبَة / لَمْ أَرْمِ
ذَاكِرَتِي فِي حَسَاءِ الأَظَافِرِ / لَسْتُ أَنَا عُثْمَانَ لِتُحِبَّنِي
ابْنَةُ نَبِيٍّ/ وَلَمْ أُطْلِقْ عَصَافِيرِي فِي مَوْسِمِ هِجْرَةِ طَالِبَاتِ
هَارفَارد / مِنَ الْمَارِيجوَانَا إِلَى الْكُوكَايين / إِنَّ إِبْهَامِي
مُخْتَصَرُ عَبْقَرِيَّةِ الرِّيَاحِ / وَعُرُوقِي مُوجَزُ تَارِيخِ الْبَجَعِ /
وَجْهِي يُقَاسُ بِالسُّيُوفِ الْبَرِّيةِ / وَوُجُوهُ الْفِرِنْجَةِ تُقَاسُ
بِذِكْرَيَاتِ الْكَاثُولِيكِيَّاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ فِي رَوَاندَا / نَقَاوَةُ
عَرَقِ الْعَاصِفَةِ تَتَزَلَّجُ عَلَى رُمُوشِي/ جِئْتُ مِنْ أَشْجَارِ اسْمِ
الصَّاعِقَةِ وَأَدْغَالِ النَّشِيدِ / لا أَبِي مِنْ فُقَهَاءِ الْحَيْضِ / وَلا
أُمِّي دُمْيَةٌ فِي مَسْرَحٍ لِلْعَرَائِسِ / هِيَ الزِّنْزَانَةُ
الانْفِرَادِيَّةُ مِشْطُ السَّحَابَةِ الْمُحَاصَرَةِ / شُكْرَاً لَكُمْ يَا
إِخْوَتِي / لأَنَّكُمْ خُنْتُمْ وَجْهِي الَّذِي لا يَتَكَرَّرُ / مَسَامِيرُ
غَامِضَةٌ لِصَلِيبٍ مَجْهُولٍ / يَصِيرُ اسْمَاً لِلشَّجَرِ / الدُّخَانُ
الصَّافِي / وَالنَّمْلُ الأَحْمَرُ / وَالْفِطْرُ السَّامُّ/ بِطِّيخَةٌ تَرْكُضُ
عَلَى سَطْحِ قِطَارٍ بُخَارِيٍّ / تَنْزِفُ فَخَّارَاً لِلْمَسَاءِ/ مَنْ
سَيَسْرِقُ الشَّعْبَ بَعْدَ انْتِحَارِ الْحُكُومَةِ ؟ / عُشَّاقَ جُمْجُمَتِي/
عُودُوا إِلَى بُيُوتِكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ الفَيَضان / لا أَحْتَاجُ مِنْكُمْ
صَلاةَ الجِنَازَةِ / يَا أَيَّتُهَا الأَنْهَارُ السَّمَاوِيَّةُ الطَّالِعَةُ
فِي عِمَامَتِي/ عُودِي إِلَى صَلِيلِ عُيُونِي/ لا أَحْتَاجُ مِنْكِ صَلاةَ
الجِنَازَةِ.