ثلاثة وجوه للعملة العشبية / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
............
أَخَذْتِ أَصَابِعِي وَقُلْتِ لِي : اكْتُبْ وَصِيَّتَكَ ! / كَيْفَ
تَبْكِي الشُّرُفَاتُ عَلَى فِرَاقِكِ / وَتَوَارِيخُ مِيلادِ بُحَيْرَاتِي
مَزْرُوعَةٌ فِي سُقُوفِ غُرَفِ الْفَنَادِقِ ؟ / مُهَشَّمٌ وَجْهُ دَيَانَا
كَسَيَّارَةِ الْمَرْسِيدِسِ الَّتِي قُتِلَتْ فِيهَا / إِنَّهَا سَاعَةُ
النَّحْسِ / الَّتِي افْتَرَسَ فِيهَا الْحَيَوَانُ الْمَنَوِيُّ بُوَيْضَةَ
الزَّرْنِيخِ / أَفْعَى تَنَامُ بَيْنَ أَسْنَانِ قَصِيدَةِ الاكْتِئَابِ /
لَكِنَّ فَأْرَاً مَشْلُولاً سَقَطَ فِي رِئَةِ الْجُرْحِ الْبُرُونزِيِّ / رَاهِبةٌ
عَمْياءُ تَرْكضُ إِلى ستالينغراد تَحْتَ الضَّبابِ الأخضرِ / إِنَّ خَنْجَرَ
العِشْقِ مِثْلُ أظافري / كِلاهما يَلْمَعَانِ تَحْتَ رَاياتِ القَبائلِ
الْمُنَكَّسةِ / وَمَسَامَاتُ جِلْدي تُقاسُ بالانقلاباتِ العَسْكريةِ / نَسِيَت
الزَّوابعُ المواعيدَ التي تَصطادُ المومساتُ فِيها الزَّبائنَ / وَلَمْ يَفْهَم
الملوكُ مَشاعرَ البَدَوِيَّاتِ /
عَجَنْتُ الْبَرَارِي
بِدُمُوعِي الَّتِي تُقَاتِلُ/ وَهَبْتُ لِلزِّلْزَالِ حَنْجَرَتِي/ وَأَطْعَمْتُ
طَيْفِي لِلصَّاعِقَةِ / إِنَّهَا الْقَادِمَةُ مِنْ بَرَارِي الدِّمَاغِ /
وَيَظَلُّ الصَّهِيلُ يَنْحِتُ فِي عِظَامِي الْمَغْسُولَةِ بِالرَّعْدِ اسْمَ
الإِلَهِ / وَفِي مَعِدَتِي ضِبَاعٌ تَعْقِدُ مُؤْتَمَرَاً صَحَفِيَّاً /
كَأَنَّنِي الْمُغَنِّي الْوَحِيدُ فِي عُرْسِ الرِّياحِ / وَخُيُولُ السَّحَابَةِ
تَتَذَوَّقُ اللازَوَرْدَ الْمَقْلِيَّ / ظِلالُ الْمِئْذَنَةِ عَلَى خَرِيرِ
قَلْبِي / هَكَذَا تَسْتَخْرِجُ الشُّطْآنُ الْيَاقُوتَ الثَّائِرَ مِنْ شَوْقِ
الأَنْبِيَاءِ لِسَيِّدِهِمْ / لَيْسَتْ عَصَافِيرِي أَنَّا كَارنِينَا / فَلا
تَنْتَظِرُوا انْتِحَارَ الزَّنْجَبِيلِ عَلَى سِكَّةِ الْحَدِيدِ / لأَنَّ
دُمُوعَ تَمَاسِيحِي الأَلِيفَةِ سِكَّةُ النُّحَاسِ / وَبَيْنَمَا كَانَ
الْمُلُوكُ اللصُوصُ يَنْتَظِرُونَ عَلَى بَابِ كُوخِي/ كُنْتُ أَلْعَبُ
الشِّطْرَنجَ مَعَ قِطَّتِي/ هَكَذَا يَخْتَبِئُ الْقَراصِنةُ فِي جَوَارِبِ
نِسَائِهِمُ الْخَائِنَاتِ / مِثْلَمَا يُهَرْوِلُ بَابَا الْفَاتِيكَانِ إِلَى
الاحْتِضَارِ / لِلْمَرْأَةِ الْمُتَوَحِّشَةِ مَنَافِي الرُّخَامِ / هِيَ لُغَةُ
الْغُبَارِ وَرَمٌ سَرَطَانِيٌّ فِي عُيُونِ الضَّجَرِ / وَبَيْنَ صَلاةِ
الْعِشَاءِ وَمِسْبَحَةِ أَبِي / يَبْنِي الطُّوفَانُ دَمِي أَكْوَاخَاً
لِلْبَجَعِ الْمُطَارَدِ /
يَا مَنْ تُطْعِمُ وَلا
تُطْعَمُ / إِنَّنِي الْمَجَاعَاتُ الصَّحْرَاوِيَّةُ عَلَى كَتِفِ مَجَرَّةٍ
غَامِضَةٍ / فَلا تَتْرُكْنِي جَائِعَاً كَحِصَانِي الْمَنْبُوذِ / إِنَّ بَلْدَةَ
الْحُزْنِ الْقَدِيمِ بَائِعَةُ تَبْغٍ عَجُوزٌ / عَلَى ذِرَاعِهَا وَشْمُ
الْقَصِيدَةِ / وَجُمْجُمَةُ الْعِنَبِ فِي بِطِّيخَةٍ عَرْجَاء / بَغْلَةٌ مَسْلُوخَةٌ
عَلَى نَوَافِذِ النَّهْرِ/ بَيْنَ شَهِيقِي وَزَفِيرِي يَتَنَزَّهُ أَجْمَلُ
الْمُلُوكِ الأَغْبِيَاءِ / تَنَفَّسْتُ كَوَاكِبَ اللهِيبِ أَسْمَاءَ النَّارِ /
رُكْبَتِي وَسَلاسِلُ صَوْتِي وَغَضَارِيفُ سُعَالِي / كُلُّ أَشْيَاءِ الْحُلْمِ
تُقَاتِلُ .