سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

08‏/08‏/2019

تمارا تجلس عند قبري / قصيدة

تمارا تجلس عند قبري / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..............

     دَمْعِي الزَّرْعُ الْعَاصِفُ/ وَأَتَى الْحَصَادُ فِي مَوَاسِمِ الْبُكَاءِ الأَخْضَرِ/ تَنْقُرُ الْبَلابِلُ أَجْزَاءَ مَرَضِي / وَسُعَالِي يَحْمِلُهُ الْحَمَامُ الزَّاجِلُ إِلَى أَلْوَانٍ / تُعَلِّقُنِي عَلَى بَوَّابَاتِ الْمُدُنِ الأَسِيرَةِ نَحِيبَاً / لِمِكْنَسَةٍ تَهْتِفُ لِلْجُنُونِ / وَتَبْنِي الْبُحَيْرَاتُ الآسِنَةُ أَعْشَاشَهَا فِي ظَهْرِي الَّذِي يَثْقُبُهُ الْحَنِينُ / الْجَسَدُ هُوَ الْمَطَرُ الْمِلْحِيُّ / وَالْقُرْبَانُ الْمَعْدَنِيُّ / فَتَمَهَّلْ يَا نَزْفِي / حَتَّى أَرْثِيَ طُيُورَ الْمُسْتَحِيلِ / فِي نَزْفِي شُبَّاكٌ يُطِلُّ عَلَى نَزِيفِ الشَّجَرِ / وَالدِّبَبَةُ الْقُطْبِيَّةُ تَسْتَأْجِرُ مَشَاعِرَ الأَنْهَارِ / وَجَعِي مَحْصُورٌ بَيْنَ بُرْتُقَالَتَيْنِ / ودَمْعَاتِي الطُّعْمُ / وَقَلْبِي الصَّيَّادُ الْمُتْعَبُ / لَكِنَّ الضَّرَائِبَ أَرْهَقَت الشَّفَقَ الْوَحِيدَ / عَرَقُ الْحِرْبَاءِ يَغلِي فِي شَمْسِ الأَرْيَافِ/ بِنْتٌ تَجْلِسُ عِنْدَ قَبْرِ الْكَسْتَنَاءِ قَبْرِي / تَنْتَظِرُ قِطَارَ الْبَجَعِ / وَالْغَيْمَاتِ الَّتِي تَنْقُلُ الْمَشْنُوقِين / هِيَ السِّنْدِيَانَةُ تُخَبِّئُ تَحْتَ إِبْطَيْهَا صَوَامِعَ الْحُبُوبِ / وَشَلالاتِ إفْرِيقيَا / وهذه الأضْرِحةُ تَسْبَحُ فِي الْقِرْمِيدِ /

     يا أُمَّتي البَدَوِيَّةَ/ متى نَعودُ إلى رَعْيِ الغَنَمِ ؟/ لَحْمِي مَنْذُورٌ لِلْهُتَافِ عَلَى سَطْحِ الدِّمَاءِ السَّمْرَاءِ/ دَخَلْتُ فِي عُزْلَةِ الرَّعْدِ الْبَنَفْسَجِيَّةِ / رِئَتِي تَنْقَلِبُ عَلَى رِئَتِي / وَلَيْسَ الْمَسَاءُ إِلا خَوْخَاً ذَبِيحَاً / يَطْلُعُ النَّخِيلُ الدَّامِعُ مِنْ مَسَامَاتِ جِلْدِي / وَيُبَلِّطُ الصَّفْصافُ الطَّرِيدُ مَوْقِفَ السَّياراتِ فِي لُعَابِي / سَرْوَةٌ تَنْمُو عَلَى أَجْنِحَةِ الصُّقُورِ وَسَلالِمِ الْقَلْبِ / عَصَافِيرُ الشَّعِيرِ تَقَاسَمَتْهَا سُيُوفُ الْغُرْبَةِ / وَجْهِي حِرَاثَةُ حُقُولِ الدَّمْعِ / غَسَّلَتْنِي الْمَجَرَّاتُ / وَكَفَّنَتْنِي الْيَنَابِيعُ / وَدَفَنَتْنِي الْفَرَاشَاتُ / ومَا زِلْتُ أَرْكُضُ إِلَى قَلْبٍ أَحَبَّنِي / تَذُوبُ فِيهِ عُقَدُ حَبْلِ مِشْنَقَتِي الْقَدِيمِ / وتَنصهِرُ فِيهِ عُقَدي النَّفْسِيَّةُ / وَالْخَرُّوبُ الْمَطْرُودُ يُغَنِّي لِنَحْلَةٍ مَشْلُولَةٍ / تُرَاقِبُ جِنَازَةَ الشُّطْآنِ الْمَنْفِيَّةِ مِنْ بَعِيدٍ / نَزْرَعُ شَجَرَ الْبَرْقِ لِغَيْرِنَا / وَنَرْحَلُ عِنْدَمَا يَسْقُطُ طِلاءُ أَظَافِرِ الْهَضَبَةِ فِي بَرَامِيلِ الضَّجَرِ الْوَرَقِيِّ / كَأَنَّ أُنوفَ الْمَذْبَحَةِ خَجَلُ بَرَاكِينَ فِي لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ / وَيَنْتَحِرُ صَمْتُ الْحِمْلانِ / كُلَّمَا اسْتَخْرَجْتُ مِنْ صُخُورِ رِئَتِي أَحْزَانَ الْبَنَفْسَجِ / الْقَمْحُ يَغْفُو فِي سُقُوفِ أَوْعِيَتِي الدَّمَوِيَّةِ / فَمَا جَدْوَى بُكَاءِ الْقَمَرِ فِي لَيَالِي الْمَجْزَرَةِ ؟ / أَذُوبُ فِي غُرْبَةِ الأَنبِيَاءِ / وَأَنْصَهِرُ فِي صَلَوَاتِ الشَّمْسِ للإِلَهِ / لا قَمَرٌ يُضِيءُ جِرَاحَ قَوْسِ قُزَحَ / وَلا نَهْرٌ يَطْرَحُ أَسْئِلَتَهُ عَلَى الْحَمَامِ / فَابْكِ فِي الطُّحَالِ الْمُتَّسِعِ لِقُمْصَانِ الضَّوْءِ / عَيْنَانِ لِلصَّدَى الْحَامِضِ وَسُؤَالاتِ الرِّمَالِ / هَلْ يَبْكِي الْقَشُّ عَلَى سَطْحِ دَمْعَاتِي الْحَدِيدِيَّةِ ؟/ وَرَكَضَت الْمَقَاصِلُ فِي خُطُوطِ قِشْرَةِ الْمَوْزِ/ فَأَيُّ مَتَاهَةٍ سَوْفَ تَنْصُبُ عَلَى جَنَاحِ الْبُلْبُلِ رَايَةَ اللوْزِ وَعُنْفُوَانَ الشُّطْآنِ الْخَشَبِيَّةِ ؟/ 
     نَسِيتُ أَنْ أُطْعِمَ ثَلْجَ الْجِرَاحَاتِ رَصِيفَاً طَازَجَاً / وَالأَقْمَارُ تَلُفُّ ضَمَّادَاتٍ رَمْلِيَّةً حَوْلَ نَزِيفِ الرُّعْبِ / شَوَاهِدُ قُبُورٍ لامِعَةٌ تَحْتَ وَهَجِ ظَهِيرَةِ الْيَانسُونِ / وَسَاعَةُ يَدِي تَحْفِرُ فِي بَرَاوِيزِ الْمَسَاءِ نِسْيَانَ الْبُحَيْرَاتِ / شَجَرَةٌ مُصَابَةٌ بِالنِّسْيَانِ/ الْقُبُورُ الضَّوْئِيَّةُ طَرِيقُ شُجَيْرَاتِ الْجَسَدِ الْمَشْنُوقِ / وَعُيُونُ الْمَهَا دَاخِلَ زَنْجَبِيلِ الْعَاصِفَة / جَسَدِي صَنَادِيقُ الْمَطَرِ / لَكِنَّ بَرَارِي رِئَتِي حَلِيبُ الْبُحَيْرَةِ / وَأَنْتَ سَيِّدُ كُلِّ هَذَا الرَّمَادِ الأُرْجُوَانِيِّ / فَاكِهَةٌ اسْتِوَائِيَّةٌ فِي عُلْبَةِ انْتِحَارِ أَخْشَابِ الْمَرْفَأ / تُوَقِّعُ فَتَاةٌ عَمْيَاءُ عَلَى وَثِيقَةِ اسْتِلامِ جُثْمَانِ خَطِيبِهَا / الأسْلاكُ الْمُكَهْرَبةُ بَيْنَ أصابعِ الفَجْرِ / وَكِلابُ الحِراسةِ تَقْبِضُ حِصَّتَها مِنَ الدَّخْلِ القَوْمِيِّ /
     وَعِنْدَ حَافَّةِ أَشْوَاقِي سَطْوٌ مُسَلَّحٌ عَلَى لُعَابِ الصَّخْرِ / نَحْوَ حُلْمٍ خُيُوطُهُ بَنَفْسَجُ الْمَشَانِقِ تَسِيرُ الإِسْطَبْلاتُ / مُوغِلٌ أنتَ فِي أَجْسَادِ الْمَرَايَا / كَأَنَّكَ بُرْعُمٌ حَامِضٌ هَبَطَ مِنْ فُوَّهَاتِ الذِّكْرَى / حُمُوضَةُ أَوْحَالِ الْمَدَافِنِ فِي أَفْوَاهِ الْبَجَعِ السَّجِينَةِ / قُولِي مَا شَكْلُ الانْقِلابَاتِ اللوْزِيَّةِ / فِي رَسَائِلِ الْبُحَيْرَاتِ إِلَى غَدِهَا الْمَاضِي / لَسْتُ صَغِيرَةً كَمَا يَظُنُّ الْمَسَاءُ / جَسَدِي فَرَاشَةٌ عَلَى الْمَذْبَحِ / اشْرَبْنِي وَعُدْ مِنْ حَيْثُ افْتَرَقَ الصَّنَوْبَرُ عَنْ صُورَتِهِ / لا حَجْمِي قِنْدِيلٌ لِلطُّغَاةِ / وَلا اسْمِي ثَوْبٌ لِلْعُرَاةِ /
     نَافِذَتَانِ مُغْلَقَتَانِ فِي بُلْعُومِ الْمَكَانِ / هُمَا اسْتِدَارَةُ خَوْخَةٍ فِي مَوْسِمِ احْتِضَارِ النِّسْرِينِ الْجَبَلِيِّ / أَنَا الانْقِلابُ الْوَاضِحُ كَالْغُمُوضِ الْمُنْتَشِرِ / كَبَوَّابَةِ الْجُرُوحِ الذَّهَبِيَّةِ / كُونِي إِحْدَى مُكَوِّنَاتِ النَّيَازِكِ / لأَكْتَشِفَ شِتَاءَ الْمَدْفَنِ الذَّاهِبِ فِي الضَّبَابِ الأَزْرَقِ / الليْلُ يَشُدُّ أَحْصِنَتِي / لأَنَّنِي بَلاطٌ تَحْتَ أَرْجُلِ النَّهْرِ / كُلَّمَا بَكَيْتُ انْتَشَرْتُ فِي السَّوْسَنِ الْبَرِّيِّ / تَرْكُضُ حِيطَانُ السِّجْنِ إِلَى عَاصِفَةِ الْقُلُوبِ الْمُهَاجِرَةِ إِلَى مَلامِحِ الْبَطِّ / كَفِّي مَرْفُوعَةٌ فِي وَجْهِ حِصاني / الَّذِي يَتَزَلَّجُ عَلَى رُكَامِ الأَزْمِنَةِ / ابْتَعِدْ عَنْ لَحْمِي / لأَنَّنِي كَوْمَةُ مَوْتَى يُحَدِّقُونَ فِي الْبَعِيدِ / بَنْكِرْيَاسِي مِنَ الأسمنتِ الطَّازَجِ كَالْعَصْفِ اللازَوَرْدِيِّ /
     أركضُ فِي مَدَارَاتِ نَحْلَةٍ / تَحْتَسِي كُوبَاً مِنَ الْمَنْفَى / لا شَيْءَ فِي جُرْحِي يَمْتَصُّ قِلاعَ عَمَّاتِ الْبَحْرِ / فَانْهَضْ مِنَ الْوَرْدِ الْمُدَجَّنِ إِسْطَبْلاً لِخُيُولٍ تُطْلِقُ الْقَشَّ عَلَى رِئَةِ السُّكُوتِ / إِنْ تُهَشِّمِ الْقَفَصَ الصَّدْرِيَّ لِلسُّكُونِ / تَجِدِ اسْمَ الْفَرَاشَةِ مُضِيئَاً / الْحَطَبُ ضَوْءٌ / فَلا تَخْدَعِ الذُّبَابَ النَّازِفَ شَعِيرَاً لِلْغُرَبَاءِ / أَنَا الْمَوْتَى الصَّاعِدُونَ مِنْ أَكْوَامِ الْمَقَاصِلِ / وَأَعْوَادِ الْمَشَانِقِ الأَنِيقَةِ / لَمْلِمِينِي عَارِيَاً مِنْ غُبَارِ الْمَجَرَّاتِ / وَنُحَاسِ الأَقْبِيَةِ الْجَسَدِيَّةِ / لِي أُغْنِيَةُ الأسْفَلْتِ وَدَرْبُ الْحَزَانَى / الْمَدَى تُفَّاحٌ لِلْيَنْبُوعِ الْمُتَحَجِّرِ / تُعْمِلُ أَنَاشِيدِي مِعْوَلَهَا فِي سِيرَامِيكِ الرِّعشَةِ / قَتِيلٌ أَنَا / وَمَا عَرَفَنِي أَحَدٌ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ الذَّبِيحَةِ / أُنْشُودَةٌ أَنَا / وَمَا تَذَكَّرَنِي أَحَدٌ فِي هَذِهِ الْقَبِيلَةِ الْجَرِيحَةِ / اعْتَلَى الْمَوْجُ مِنَصَّةَ الْخُطَبَاءِ فِي حَفْلِ تَأْبِينِي / تُجَسِّدُنِي عَلَى خَشَبَةِ الْمَسْرَحِ قُضْبَانُ الْمَلاجِئِ وَأَسْوَارُ الْمُعْتَقَلاتِ / كَأَنَّ قَمِيصِي أُمْسِيَاتُ مَنْ لَيْسَ لَهُمْ ضَرِيحٌ يَحْضُنُهُمْ / وَلَمْ أَسْمَع الليْلَ يَفْرُشُ أَسْرَارَهُ فِي حَقْلِ الشُّوفَانِ/ أَو أَوْرَاقِ الزَّعْتَرِ الْمُسْتَوْرَدِ / صَحِيحٌ أَنَّ الْقَتْلَى كَالْبُرْتُقَالِ يُقْطَفُونَ كُلَّ مَسَاءٍ / لَكِنِّي الْجُرْحُ الْعَمُودِيُّ الَّذِي يَبْتَلِعُ أَرْوِقَةَ مَحَاكِمِ الْبَارُودِ /

     يَنْمُو السِّنْدِيَانُ فِي صَوْتِي الْمَبْحُوحِ / وَيَكْبُرُ الشَّفَقُ عَلَى حَوَافِّ دَمْعَتِي / فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ نَشِيدِ مَنْ عَادُوا مِنَ الْمَعْرَكَةِ حَامِلِينَ صُوَرَ الْخَلِيفَةِ / اقْتُلِينِي يَا مَجَرَّاتِ الأَبْجَدِيَّةِ / لا تَقْتُلْنِي أَيُّهَا الْغَسَقُ / أُرِيدُ أَنْ أَزُورَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ لا يَمُوتُونَ / أَحْصَى الْوَرْدُ عَدَدَ جُرُوحِي / فَوَجَدَهَا شَكْلاً لِتَوْلِيدِ الْكَهْرَبَاءِ / مِنْ تَصَادُمِ عِظَامِي الْهَشَّةِ / هُنَاكَ دَفَنْتُ دَمَ الدِّمَاءِ حَاضِنَاً هَزِيمةَ آبَاءِ الْعُشْبِ / وَفِي الْمَعَارِكِ الْعَابِرَةِ الَّتِي تَجْرِي بَيْنَ الْحِينِ وَالآخَرِ عَلَى كَوْكَبِ زُحَلَ / تَنْهَمِرُ ظِلالُ الْخُيُولِ الْمُمَزَّقَةِ كَالْيَقْطِينِ / فَيَا وَطَنَ اللصُوصِ / اعْبُرْ دَرْبَكَ الرَّمْلِيَّ نَشِيدَاً ثَائِرَاً طَالِعَاً مِنْ عُنْفُوانِ الْقَمْحِ / لَمْ يَبْقَ فِيَّ غَيْرُ الصَّحَارِي الصَّاعِقَةِ / إِنَّكَ أَهْرَامَاتُ الدَّمْعِ الْمَاحِي / أَمْسَحُ الصَّدَى بِالْمِمْحَاةِ اللازَوَرْدِيَّةِ / فَلا تَثِقْ بِأَبْنَاءِ أُورُشَلِيمَ الْعَائِدِينَ مِنْ قَتْلِ الأَنْبِيَاءِ /

     يَكْتُبُ الْبَرْقُ اسْمَهُ عَلَى سَبُّورَةِ الأَلَمِ / لَنَا الْحُزْنُ الشَّارِدُ وَمُذَكَّرَاتُ الضَّحَايَا / مَنْ كَنَّسَ الأَسْرَى فِي الشَّارِعِ الْعَامِّ ؟ / لا مَكَانٌ تَحْتَ شَمْسِ اللهِ يَضُمُّنَا / نَحْنُ الْمَغْرُوسِينَ فِي قَامَاتِ الذُّرَةِ مَنَاجِلَ قَدِيمةً / لَمْ يَخْتَرِقْهَا شَجَرُ الرَّعْدِ / الْمَكَانُ هُوَ طُحَالُ الزَّمَانِ / فَشُكْرَاً لِلْبَغَايَا اللوَاتِي يَحْتَرِمْنَ مَوَاعِيدَهُنَّ ! / ذِكْرَيَاتِي سَنَابِلُ فِي الأَجْرَاسِ الشِّتَائِيَّةِ / لَكِنَّ الْخَرِيفَ يَرْتَدِي أَوْسِمَتَهُ / وَيَمْضِي إِلَى أمجادِ الحطَبِ /

     يَا شَعِيرَ الْعُصُورِ الْحَجَرِيَّةِ / لا تَلْبَسْ نَزِيفِيَ الْفِضِّيَّ / وَقَدِمَتْ عَرَبَاتُ الأَمْسِ لِتَفْتَرِسَ مُسْتَقْبَلَ الْبَيْدَاءِ/ اتْلُ وَصَايَا الزَّبَرْجَدِ/ تَلْمَحْ مُسَدَّسَ الْغَزَالَةِ/ يَا أَيُّهَا الْبَلَدُ الْمُخَصَّصُ لِلْغُرَبَاءِ هَلْ تَذْكُرُنِي ؟/ سَيَفْتَرِسُنَا الزُّقَاقُ الَّذِي يَنْحَنِي أَقْوَاسَاً / تَزُفُّ رَنِينَ دِهَانِ السَّيَّارَاتِ إِلَى الْغُرْبَةِ/ غَرِيبٌ أَنْتَ يَا قَلْبِي فِي هَذِهِ الْبَلْدَةِ / الَّتِي لَيْسَ لَهَا عَيْنَانِ تَذْرِفَانِ الْكُمَّثْرَى / جَلِيدٌ كَثِيفٌ عَلَى شُرْفَةِ الضَّجَرِ /

     لِمَاذَا يَسْتَيْقِظُ الْهَذَيَانُ مِنْ نَوْمِهِ الرَّابِعِ ؟ / نَيْزَكٌ يَقْسِمُ الْبُرْتُقَالَةَ نِصْفَيْنِ / وَإِسْطَبْلاتٌ تَخْتَبِئُ فِي جَوْفِ لَيْمُونَةٍ / مَا الْمَسَافَةُ الَّتِي تَفْصِلُ الْبِطْرِيقَ الْجَرِيحَ عَنْ سَيَّارَةِ الإِسْعَافِ الَّتِي لا تَأْتِي ؟/ وَطَنٌ لِلأَزْهَارِ الْمَذْهُولَةِ لِلْبَرْقُوقِ وَالْقَصْدِيرِ وَالْحُلْمِ الشَّرِيدِ / جِلْدِي مُعَبَّدٌ بِالْيَانسُونِ الَّذِي لا يَخُونُ / وَمُمْتَدٌّ مِثْلَ الشَّوَارِعِ الْخَلْفِيَّةِ فِي الْمَرْفَأ الْمَنْبُوذِ / مِثْلَ ثِيَابِ الْمُمَرِّضَاتِ وَهُنَّ يَزْرَعْنَ الْحُقْنَةَ فِي جَبْهَةِ الْقَمَرِ / مُشَرَّدُونَ يَتَجَمَّعُونَ حَوْلَ الرَّحَى فِي مَوَاسِمِ الْحَصَادِ / إِنَّهَا بِلادٌ للشُّموعِ المسْحُوقةِ كأقراصِ الْفَلافِلِ قُرْبَ هَاوِيَةِ الصَّدَأ/ دَثِّرْنِي بِالْغُيُومِ / وَدَثِّرِ الْغُيُومَ بِأَشْكَالِ الْمَنَافِي/ إِنْ تَبْكِ تَهْزِم الصَّدَى /

     هِيَ حَبَّاتُ النَّدَى فِي أَفْوَاهِ التَّمَاسِيحِ / أَشْكَالُ عَرَقِي تَصُبُّ فِي الأَمَازُونِ / فَلا تَسْتَجْوِبْ يَا مَوْجُ حَفَّارَ قَبْرِي / إِنَّهُ مَشْغُولٌ بِشُرْبِ الشَّايِ الأَخْضَرِ عِنْدَ بَلُّوطِ الْهَذَيَانِ / أَتَيْتُ وَفِي أَجْفَانِي حَفْلُ زِفَافِ القَتيلاتِ / كُلُّ الأَنْهَارِ وَجْهٌ لِلنِّسْيَانِ / يَصُبُّهُ الارْتِعَاشُ فِي هُدُبِي الْمُسَافِرَةِ / حَزِينٌ كَأَنَّ دَمِي أُرْجُوحَةٌ خَالِيَةٌ / تَنْبَعِثُ مِنْ وَهَجِ الْغَمَامِ شَرَايِينُ الأَرْزِ / ولَمْ يَصِلِ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى بَرْقُوقِ الذَّاكِرَةِ / لأَنَّهُمْ أُهْزُوجَةُ الصَّحَارِي الْعَابِرَةِ فِي الأَغَانِي الْمُسْتَهْلَكَةِ /
     مَا أَنْتَ يَا قَلْبِي إِلا غَيْمَةٌ / تَجْلِسُ عَلَيْهَا أَسْمَاكُ النَّفْيِ وَالتَّشَرُّدِ/ عُدْ إِلَى اسْمِكَ يَا لَمَعَانَ الشَّاطِئِ / فَأَنَا طَرِيقِيَ الْمَارُّ عَلَى تُفَّاحَاتِ الْغَسَقِ / يَتَذَكَّرُنِي كُلُّ دَمٍ مَرَّ حِصَانَاً فِي قَاعِ الْمُحِيطِ / لا خُدُودِي شَظَايَا / وَلا زَهْرَةُ الْبَرْقِ دِينَامِيتُ / يَتَنَاوَلُ قَلَمُ الْحِبْرِ طَعَامَ الْغَدَاءِ فِي خَيْمَةِ الأَشْلاءِ / تَرَكَ النَّجَّارُ أَخْشَابَ الذِّكْرَى وَرَاءَ ظَهْرِهِ / وَمَاتَ قُرْبَ أَشْلائِي الْمُزْهِرَةِ جَوَّافَةً لِلْمُشَرَّدِينَ/ لِلْعَاصِفَةِ عَيْنَانِ تُطْبِقَانِ عَلَى الرَّصَاصَةِ/ إِنْ تَجْمَعِ النُّعَاسَ فِي كِيسٍ وَرَقِيٍّ / تَجِدْ رَأْسَ أَبِيكَ عَلَى طَائِرَةٍ وَرَقِيَّةٍ /
     مَا أَنَا إِلا أَنْتَ / مَرَايَا تَسْبَحُ فِي جَسَدِي الْمَصْلُوبِ / وَتَتَزَوَّجُ الْقَشَّ الأَحْمَرَ / يَجْلِسُونَ عَلَى الْمَنَادِيلِ الَّتِي عَبَرَتْ فِي مِينَاءِ الظَّهِيرَةِ / وَحَبَّاتُ الْحُمُّصِ تَصْعَدُ إِلَى خُدُودِي / تَرَكْتُ بِلادِي وَمَا فِيهَا مِنْ رُعُودٍ تَصْرُخُ فِي وَجْهِ الْغَرِيبِ / لَمْ يَعُدْ فِي صَوْتِي غَيْرُ مَدِينَةٍ / تَصْلُبُ إِوَزَّةَ الصُّرَاخِ / نَخْتَبِئُ فِي صَنَادِيقِ الْفَاكِهَةِ خَوْفَاً مِنْ أَحَادِيثِ جَدَّتِنَا عَنِ الأَغْرَابِ/ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي الْغَمَامِ الأَحْمَرِ / وَأَظَلُّ أَسْأَلُ ضَابِطَ الْمَخْفَرِ عَنْ دَمِي الضَّائعِ فِي القوارِبِ وَشِبَاكِ الصَّيْدِ /
     بِنْتٌ فِي عَيْنَيْهَا جَثَامِينُ الشُّهَدَاءِ / نَادَيْتُ عَلَى النُّمُورِ السَّابِحَةِ فِي الْغُرُوبِ / وَكَانَ الصَّدَى بِطِّيخَةً / يَتَجَمَّعُ حَوْلَهَا الْفَلاحُونَ وَالصَّيَّادُونَ فِي الْمَسَاءِ / أَيْنَ صَبَاحَاتِي ؟ / سَأَلْتُ كُلَّ أَوْحَالِ الْمَلاجِئِ وَالدُّرُوبِ / لَنْ تَجْتَمِعَ زُرْقَةُ شَعْرِ السِّنْدِيَانَةِ بِالْوُجُوهِ الْعَابِرَةِ خَلْفَ تَابُوتِ الْحَصَى / لَكَ الْمِرْآةُ نَزِيفَاً / والْمُشَرَّدونَ يُصَفِّقُونَ لِلْخَلِيفَةِ في الزُّقاقِ الجارِحِ / كُلُّ وَرْدَةٍ صَرْخَةٌ فِي قَفَصِي الصَّدْرِيِّ / وَجَاءَ الطُّوفَانُ مِنْ جِهَةِ الْتِقَاءِ الْغَرِيبِ بِالْغَرِيبِ / كُلُّنَا سَوْفَ نُسَجِّلُ أَسْمَاءَنَا عَلَى حِيطَانِ كُوخِ الْيَمَامِ / مَا مَضَى مِنْ أَشْلائِنَا يَظَلُّ يَتَذَكَّرُنَا / نَحْنُ الْمَنْسِيِّينَ فِي أَكْوَابِ الْحَلِيبِ الطَّازَجِ عَلَى مَوَائِدِ الأَثْرِيَاءِ / مَا مَضَى مِنْ ذِكْرَيَاتِنَا سَوْفَ يَنْسَانَا / نَحْنُ الْعَالِقِينَ عَلَى أَعْوَادِ الْمَشَانِقِ لأَنَّنَا غُرَبَاءُ / مَا بَصْمَةُ صَرْخَةِ الْجِبَالِ الْوَاقِعَةِ عَلَى أَعْنَاقِ الظِّبَاءِ ؟ / عَرَقٌ لَيْسَ كَعَرَقِ الْهِضَابِ الأَسِيرَةِ / وَحُلْمٌ لَيْسَ كَأَحْلامِ الْبِلادِ الْمُسَجَّلَةِ فِي دَوَاوِينِ الْخَرَاجِ /
     انْتَظِرْ أَيُّهَا الانْتِظَارُ / أُرِيدُ أَنْ أَتَحَدَّثَ مَعَ الطُّوفَانِ الَّذِي لا يَسْمَعُنِي / نَزِيفِي بُنْدُقِيَّةٌ نَسِيَهَا الْمُحَارِبُ فِي سَرِيرِهِ الْبَارِدِ / لا امْرَأَةٌ فِي دَمِي تَمْتَصُّ اكْتِئَابَ الْحَصَى وَلا أُهْزُوجَةٌ / عَبَرُوا فِي الشَّفَقِ لَحْظَةَ وِلادَةِ الْحُزْنِ الْقَسْرِيِّ / زَمَانٌ يَحْتَلُّ جِلْدِي/ وَالصَّدَفُ يَجْمَعُنِي عَلَى شَاطِئٍ سَقَطَ سَهْوَاً مِنْ خَارِطَةِ الدِّمَاءِ وَالْحُرُوبِ / ومَارِي أَنطوَانِيت لَمْ تَسْمَعْ نَحِيبَ الْفَتَيَاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ فِي حَيِّ سَان أَنطوَانَ/ رَقْصَةُ الليْلَكِ الْمَذْبُوحَةُ عَلَى طَاوِلةِ الذُّعْرِ / فَاذْكُرِي الأَطْفَالَ اللقَطَاءَ يَا مَسَاءَاتِ الذَّبْحِ / كَمَا تَذْكُرِينَ مَقَاسَ أَحْذِيَةِ سَيِّدَاتِ الْمُجْتَمَعِ الْمُخْمَلِيِّ /
     كُلُّنَا رِعشَاتٌ لِلصَّاعِقَةِ / أُصَلِّي الْجُمُعَةَ فِي قَصْرِ فِرْسَايَ / سَقَطَتْ وَرْدَةٌ عَلَى ظِلِّ الْغِيَابِ / تَفْتَرِشُنِي أَقْبِيَةُ السَّرَابِ / فَأَنْهَضُ مِنْ صَحَارِينَا أُفَتِّشُ عَنْ سَرَايِيفُو بَيْنَ الرُّكَامِ / مَا السِّكِّينُ فِي مَطْبَخِ الأَنْقَاضِ إِلا تَارِيخُ زَهْرَةٍ تُحْتَضَرُ / أَحْضِرُوا جِلْدِي مِنَ الْمَسْلَخِ / وَلا تَضَعُوهُ عَلَى جَسَدِ ثَعْلَبٍ / وَطَنِي الْغَارِقَ فِي الصَّمْتِ الشَّمْسِيِّ الْبَسْنِي كَمَا أَنَا / أَبْحَثُ فِي قَامَاتِ الأَشْبَاحِ عَنْ ذِكْرَيَاتِ مَدِينَةٍ / كَانَتْ شُرْطِيَّةً تَحْرُسُ قَفَصِي الصَّدْرِيَّ / وَالأَنِينُ الَّذِي يَتَشَمَّسُ تَحْتَ مَقَاصِلِ الْعُشَّاقِ وَجْهُ مُقَاتِلٍ/ مَرَّ أَمَامَ بَابِ الْحُلْمِ / اسْتَجْوَبَنِي رِيشُ الْمُسَدَّسَاتِ / فَلُذْتُ بِالْمَوْجِ النَّائِمِ عَلَى حَافَّةِ الْبِئْرِ / صَمْتِي يَتَفَجَّرُ فِي الدُّرُوبِ / وَالنَّاسُ يَهْتِفُونَ لِمَوْكِبِ الذُّبَابِ الملَكِيِّ / يَدِي نَبْتَةٌ اقْطِفْهَا / وَازْرَعْهَا فِي ذَرَّاتِ الأُكْسُجِينِ فَوْقَ مُنْحَدَرَاتِ الدُّمُوعِ / وَرَوَابِي الْوَدَاعِ الأخيرِ / أَسِيرُ وَاثِقَاً مِنْ صَرْخَتِي إِلَى بَلْدَةٍ / لا تَعْتَرِفُ بِالْبَحَّارَةِ الرَّاجِعِينَ إِلَى نِسَائِهِمْ بِلا صَيْدٍ / وَالأَمِيرَةُ عَلَى شُرْفَةِ الْقَصْرِ / تُزِيلُ مِكْيَاجَهَا بِجُلُودِ الدَّلافِينِ الْيَتِيمَةِ /
     رَاكِضَاً فِي أَفْلاكِ الْكُمَّثْرَى / حَاضِنَاً مَوْتَ الأَشْجَارِ الْوَاقِفَةِ / أنا الطُّرُقَاتُ السَّاحِلِيَّةُ فِي أَجْسَادِ الْبَحَّارَةِ / لِي عُرْيُ الْمَسَافَاتِ وَلَيْمُونُ الْحِكَايَاتِ / وَجَدَّتِي تَقُصُّ عَلَيْنَا أَحْدَاثَ مَقْتَلِ أَبِي / كُنْ وَجْهاً سَابِعاً لِحَجَرِ نَرْدٍ / سَيأتي كَي يَغْتالَنا في حَدائقِ الوَهْمِ / وَالْجَائِعَاتُ يَمْضُغْنَ أَثْدَاءَهُنَّ فِي قَلْبِ الزَّمْهَرِيرِ /
     شَفْرَةُ المِقْصلةِ / وَشِيفرةُ المِشْنقةِ / رَأْسُ الْحُسَيْنِ يَدورُ / أَيُّهَا الطَّالِعُونَ مِنْ احْتِضَارَاتِ الْخَيْلِ / وَدِمَاءِ الْمُذَنَّبَاتِ فِي غُرَفِ الْقُصُورِ الْمُتَهَاوِيَةِ / لا مَكَانٌ لَكُمْ فِي رِئَةِ الشُّرُوقِ / وَجَاءَ شِتَاءُ الْمَقَابِرِ مُمْتَطِيَاً عَرَبَاتِ التُّوتِ / إِنَّ كَوَابِيسَ الْجِدَارِ سِحْنَةُ صَحْرَاءَ تَعُجُّ بِالْعُرُوقِ الْمَقْطُوعَةِ / رَقْمُ الْحَافِلَةِ الَّتِي سَتَنْقُلُ نُعوشَنا مَطْبُوعٌ عَلَى لُحُومِ الْمُسَافِرِينَ/ والعَرائسُ يَرْمِينَ السِّيليكونَ في الكُحْلِ البَرِّيِّ /
     حِيطانُ غُرْفتي تَقتربُ مِن جسدي السَّجينِ / أَموتُ في الذِّكرياتِ / وأعيشُ معَ بَراويزِ الذِّكرى / يا شَمْعاً يَذُوبُ على قُيودِ الأسرى / وَيُولَدُ في شَوْقِ النِّساءِ إلى القَتلى / عائشٌ أنا في غُرفِ الفنادقِ / مَقْتُولٌ في مرايا الغروبِ عِندَ نوافِذِ الرَّعْدِ / والجيوشُ البَدَوِيَّةُ تَقُودُ الأغنامَ إلى أقواسِ النَّصْرِ / وعِطْرُ الفَراشةِ يَدُلُّ النَّهرَ عَلى قَبْرِها/ أنظرُ في المِرآةِ وأسألُ / مَن هذا المقتولُ ؟ / خَطايا الأسْفَلْتِ أخطاءُ الشَّجرِ / مَن هذه المرأةُ التي تمشي بالكَعْبِ العالي في جِنازتي ؟ / الصَّوْتُ المذعورُ في جِلْدي / وَقْعُ أقدامِ الأنهارِ في عِظَامي / والعِشْقُ حَاجِزٌ أمنِيٌّ / فاكْرَهْني يا رَمْلَ البَحْرِ / كَي نَغْرَقَ مَعَاً /
     أيُّها البَحْرُ الأعْورُ/ لماذا تبكي في مَساءِ الزُّمردِ ؟/ كُلُّ الشُّطآنِ ضَاعَتْ/ وانتحرَ العُشَّاقُ/ ضَاعَت الدُّموعُ / وَلَمْ يَعُدْ هُناكَ شَيْءٌ نبكي عَلَيْهِ / أرشيفٌ خَريفيٌّ لِلذِّكْرَيَاتِ السَّلِيبَةِ / والشُّعُوبُ تُفَتِّشُ عَنْ عَصَافِيرَ ذَهَبِيَّةٍ فِي سِلالِ الْقُمَامَةِ / جُثَّتِي الْمُضِيئَةُ تَنْصُبُهَا خِيَامُ الصَّنَوْبَرِ عَمُودَ كَهْرَبَاءَ / فِي الشَّارِعِ الْمُمْتَلِئِ بِرِجَالِ الأَمْنِ / انتِحَارَاتُ امْرَأَةٍ لا تَعْرِفُ مِنَ الْحَيَاةِ غَيْرَ فَتْحِ فَخْذَيْهَا لِزَوْجِهَا / رَأْسِي قِرْطٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي أُذُنِ الشَّجَرَةِ الْمُحْتَضِرةِ / دَخَلْتُ فِي مَوْتِيَ الْخَامِسِ / أَدْهَنُ حَنجرتي بالعَناكِبِ / فلا تُبايِعْني أيُّها الشَّاطئُ / كُلُّنا رِمالٌ / أنا الملِكُ المخْلُوعُ / أظافري المخلوعةُ عَرْشُ الضِّباعِ / وَعَرْشي جُمْجمةُ الحضَارةِ /
     إِنَّنَا الْمَنْفِيُّونَ عَلَى رُؤُوسِ جِبَالِ الْغَيْمِ / عَلَّمَتْنَا الْفَرَاشَةُ أَنْ نُصَادِقَ أَشْجَارَ الدُّمُوعِ / وَمَضَيْنَا إِلَى مُؤَلَّفَاتِ النِّسْرِينِ الْفَلْسَفِيَّةِ / نَحْنُ الْعَابِرِينَ فِي أَشْلائِنَا / دَفَعْنَا ثَمَنَ صَدَاقَةِ الْيَانسُونِ الْمُحَمَّصِ فِي مَسَاءٍ يَكْتَشِفُنَا مِنْ جَدِيدٍ / وَيُعِيدُ قَتْلَنَا مِنْ جَدِيدٍ / نَقْطِفُ آبارَ النِّفْطِ عَن الأغصانِ النَّازِفةِ/ ضَيَّعْنَا شَكْلَ مَذَابِحِنَا/ إِنَّهُ يَكْتَشِفُ آثَارَ أَصَابِعِنَا عَلَى خَاصِرَةِ الْخَرِيفِ / إِنْ تَبْذُرْ قَلْبِي فِي حَبَّاتِ الْمَطَرِ / تَحْصُدْ دِمَاءَ الْمَرَاعِي / أَشُقُّ طُحَالِي بِسَيْفِ الْقَافِيَةِ / فَامْنَعْ خُدُودَ الْبُرْكَانِ مِنِ اسْتِقْبَالِ دَمْعِنَا الْخَارِجِ عَلَى الْقَانُونِ / نُخَزِّنُ الْعَبَرَاتِ فِي أَكْيَاسٍ بِلاستِيكِيَّةٍ / حَتَّى تَكْفِيَنَا لِلسَّنَةِ الْقَادِمَةِ / قَدْ سَقَطَتْ دُمُوعُ الأَقْمَارِ فِي غِرْبَالِ الْجِرَاحِ / فَفَصَلَ الْغُرُوبُ الْمِلْحَ عَن مَاءِ البُكاءِ / لَوْ كَانَتْ رَصَاصَتِي الْوَحِيدَةُ فِيلاً / لَرَكَضْتُ فِي أَدْغَالِ الْفِكْرَةِ / لَكِنِّي الذَّبْحَةُ الصَّدْرِيَّةُ وَالصَّاعِقَةُ وَالْهَضَبَةُ وَالْغَيْمَةُ الْمَالِحَةُ .