قاموس الزوجات الخائنات / قصيدة
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
............
مَغْصٌ خَفِيفٌ فِي ذِكْرَيَاتِ
الذُّبَابَةِ الآلِيَّةِ / إِنَّ الرِّيحَ الْمَقْتُولَةَ فِي عَيْنَيْكِ
بُرْتُقَالَةٌ نَارِيَّةٌ / لَهَا طُبُولُ الْحَرْبِ قِنَاعَاً / أَنْتِ
الدُّمْيَةُ / لأَنَّ شَايَ الْحُزْنِ فِي مِرْآتِكِ قَهْوَةُ الْفَرَحِ الذَّبِيحِ
/ أَنْتِ الْجُثَّةُ الَّتِي تَأْكُلُ الْبُوظَةَ الأسمنتيَّةَ / لأَنَّ خُصلاتِ
شَعْرِكِ صَحَارِي الْفَأْرِ الْبَحْرِيِّ / ابْتَعِدِي عَنْ مِشْطِ جَدَّتِي /
عِنْدَمَا يَقُومُ الْيَانسُونُ بِتَصْفِيَةِ قَصِيدَةِ الْمُسْتَنْقَعِ
جَسَدِيَّاً / أَلْوَاحُ صَدْرِكِ أَطْلالُ الْكُولِيرَا النَّاضِجَةُ /
فَاعْبُرِي زَفِيرَاً يَتَكَدَّسُ عَلَى ثِيَابِكِ كَحَاوِيَاتِ الْمِينَاءِ / فِي
جَبِينِي مَرْفَأُ الْهِجْرَةِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ / لَكِنَّ الْبِلْهَارسيَا
فِي مِكْيَاجِي هِجْرَةٌ شَرْعِيَّةٌ / وَالْمَسَاءُ يَضَعُ ذِكْرَيَاتِي فِي
عُلْبَةِ بِيرَةٍ مُخَصَّصَةٍ لِجِرْذَانِ الْحَقْلِ / يَكُونُ حَلِيبُ
الْعُشْبَةِ قَهْوَةً لِلْقَتْلَى / فَتُمْطِرُ جُثَّةُ النَّمِرِ بَنَادِقَ
صَيْدٍ لِلأَرُسْتُقْرَاطِيَّاتِ / مُكْتَئِبٌ طَيْفُكِ كَقِطَّةٍ قَتِيلَةٍ / فِي
أَحْدَاقِ ضَابِطِ مُخَابَرَاتٍ مُتَقَاعِدٍ / أَنَا وَزِيرَةُ الصَّدَى فِي
حُكُومَةِ فَخَامَةِ الْحُزْنِ الْمُعَظَّمِ / مَصْلُوبَةٌ بِلا صَلِيبٍ لأَنِّي
قِنَاعُ اليَانسون / يَخْتَرِعُ التاريخُ فِي دَوْرَةِ الْمِيَاهِ غَبَاءَهُ /
وَيُزَيِّنُ الْمُلُوكُ مَرَاحِيضَهُمُ الذَّهَبِيَّةَ بِانْطِفَاءَاتِ الشُّعُوبِ
الْهَامِشِيَّةِ / نَرْسُمُ انْتِحَارَنَا بِالأَحْزَانِ الْمَائِيَّةِ / عَلَى
تَجَاعِيدِ مُومْيَاوَاتٍ رُومَانسِيَّةٍ / تَصيرُ جُلودُ الأفعى حَقائِبَ
لِسَيِّداتِ الاحْتِضارِ / الأفعى أُنثى / والأُنثى أفعى / وَصَوْتُ الرَّصاصِ
تَائِهٌ بَيْنَ بَناتِ الجِيرانِ وَبَناتِ آوَى / وَيُصْبِحُ جَسَدِي رِسَالَةً
عَاطِفِيَّةً / يَبْعَثُهَا الكَرَزُ إِلَى زَوْجَتِهِ بالتَّابوتِ الإلكترونِيِّ/
عُيُونِي طَاوِلَةٌ يَجْلِسُ عَلَيْها النَّهْرُ/ كَي يَكْتُبَ تَعاليمَ
اكتئابِهِ/ في تَوَابِيتِ عُمَّالِ الْمَنَاجِمِ / وحَناجِرِ فَلاحِي الْمَوْجِ
الَّذِي لا يَخُونُ/ أَنَا لَيْلَى/ وَلا مَجْنُونٌ حَوْلَ أَغْصَانِي وَلا
لَيْمُونٌ / إِنَّنِي ذَاكِرَةُ الْجُنُونِ / أَتَنَاوَلُ الاكْتِئَابَ
بِالْمِلْعَقَةِ الْبُرونزِيَّةِ / غَرِيبَةٌ أَنَا كَظُهُورِ بَنَاتِ الليلِ في
قَلْبِ النَّهارِ / مَا أَصْعَبَ أَنْ يَعِيشَ حُطَامِي فِي بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ
سُعَالُ رَجُلٍ / هِيَ خِيَانتي رُوحُ الصَّحاري الجليديةِ فِي مِقْلاةِ الضَّجَرِ
. (( ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ لا
يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )).